مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

القرآن الكريم ركز بشكلٍ كبير أن يعرض لنا النماذج التي ننشد إليها في مسيرتنا في الحياة لتطبيق الدين وللالتزام به، فنجد في القرآن الكريم حديثاً واسعاً ومتنوعاً، ونماذج متعددة من سيرة الأنبياء -عليهم السلام- ووقائع متنوعة، وكذلك شؤون متنوعة ومتعددة ذات صلة بحياتنا، ذات صلة بتطبيق الدين في جوانب كثيرة من هذه الحياة، فقدم لنا دروساً عن الأنبياء -عليهم السلام- وقدم لنا دروساً عن نماذج إيمانية من خارج سيرة الأنبياء -عليهم السلام- مثل حديثه عن أصحاب الكهف كنماذج إيمانية راقية، ويقدم من خلال ذلك دروساً مهمة في جوانب أساسية معينة، ومثل حديثه عن مؤمن آل فرعون، مثل حديثه كذلك عن مؤمني أهل القرية في سورة يس، وكذلك فيما يتعلق بجانب النساء، مثل حديثه عن أم موسى -عليه السلام- مثل حديث القرآن الكريم عن أخت موسى -عليه السلام- مثل حديث القرآن الكريم عن امرأة فرعون، مثل حديث القرآن الكريم عن امرأة عمران، مثل حديث القرآن الكريم عن الصديقة الطاهرة مريم العذراء، وهكذا نجد حديثاً وعرضاً لنماذج راقية، نماذج مهمة، نماذج صحيحة، قدوات حسنة، ننشد إليها عندما نتجه في الواقع التطبيقي لتعاليم الله وتوجيهاته -سبحانه وتعالى- ننشد إليها في مسيرتنا الإيماني، لهذا أهمية لجوانب متعددة:

 

الأول منها: أنها تلك النماذج تقدم شاهداً على إمكانية تطبيق التعليمات والتوجيهات الإلهية، أنها مسألة ممكنة في الواقع البشري، وداخله في حيز المستطاع والممكن للإنسان؛ لأن البعض مثلاً في سياق تنفيرهم عن التوجيهات والتعليمات والقيم والأخلاق الإلهية، يحاولون أن يصوروها وكأنها خارج المستطاع في واقع البشر، وفي إمكانيات البشر، وفي قدرات البشر، وفي طبيعة ظروف وحياة البشر، فتلك النماذج تقدم شاهداً على إمكانية التنفيذ والتطبيق والالتزام بتلك التعليمات والتوجيهات، والتجسيد العملي لتلك الأخلاق والقيم، تقدم شاهداً كذلك على إيجابية وعظمة وجمال تلك الأخلاق والقيم والتعليمات والتوجيهات، عندما تتحول تلك التوجيهات والتعليمات والأخلاق إلى واقع عملي، إلى ممارسة عملية، إلى سلوك في الحياة، يتجلى جمالها، جاذبيتها، أثرها في واقع الحياة، ما تتركه من أثر طيب، من أثر عظيم، من تأثير إيجابي في نفسية الإنسان، في أعماله في واقع الحياة، وهذا شيء في غاية الأهمية.

 

أيضاً تقدم النموذج الصحيح في عملية التطبيق، وهذه مسألة من أهم المسائل على الإطلاق؛ لأن الإسلام يأتي كتوجيهات، دين الله ورسالته تأتي كتوجيهات، وتعليمات، وتوصيفات، وأوامر معينة، في عملية التطبيق بشكلٍ صحيح، بشكلٍ سليم، نحتاج إلى النموذج؛ ولهذا يقدم الله رسله وأنبياءه كقدوة في أول مقام، في أعلى مقام، كقدوة بالدرجة الأولى هم، عندما يقول الله -سبحانه وتعالى-: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} [الأحزاب: من الآية21]، يقدم الرسول كقدوة وكأسوة، من حيث طريقة التطبيق الصحيح، أسلوب التطبيق الصحيح، أسلوب العمل الصحيح، الممارسة الصحيحة، الالتزام الصحيح، وفي نفس الوقت ما يتعلق بذلك من عطاء، من تضحية، من صبر، و…الخ. فهناك أهمية كبيرة، وجوانب كثيرة أثرت في عملية الانحراف والتحريف من هذا الجانب، عندما ترتبط الأمة برموز منحرفة، أو بقدوات سيئة وليست حسنة، هنا يأتي الخلل الكبير جدًّاـ، عندما ترتبط الأمة بنماذج تطبيقية خاطئة، أو مغلوطة، أو منحرفة؛ فتترك أثراً سلبياً- كذلك- في الاقتداء بها، وفي الحذو حذوها بالممارسة الخاطئة، بالتصرف غير الصحيح، بالتطبيق غير السليم، فالقدوات الحسنة والنماذج الصحيحة تقدم لنا عملياً النموذج الصحيح للدين، تقدم لنا بالتطبيق، بالممارسة، بالأداء، الحالة الصحيحة للدين، وهذا يمثل عاملاً مهماً في الهداية، وعاملاً مهماً في التحفيز والتأثر والتشجيع والانشداد، وعاملاً مهماً في الانجذاب عندما تتجسد تلك التعليمات والتوجيهات والأخلاق في واقع الحياة؛ فيتجلى جمالها وجلالها وأثرها الإيجابي.

 

فلذلك نجد هذا الحديث المتنوع في القرآن يقدم لنا مواقف، سلوكيات، أعمال، تعبر حتى عن الجانب النفسي، حتى عن المشاعر، حتى عن الوجدان لذلك النبي، أو لذلك المؤمن، أو لتلك المرأة المؤمنة، عندما تجد حديث القرآن الكريم عن نبي الله إبراهيم في مقامات متعددة، ومناسبات متنوعة، من تحطيمه للأصنام وهو في موقع يقدم فيه الهداية لقومه، والحجة عليهم، والتوضيح لهم، إلى مقامٍ آخر وهو في حالة الاستعداد التام حتى أن يذبح ابنه امتثالاً للأمر الإلهي، وتسليماً لأمر الله -سبحانه وتعالى- ومقامات أخرى متنوعة، في كل مقام دروس مهمة، مفيدة، ذات أثر مهم في نفسية الإنسان ومشاعره، والتزامه السلوكي، والأخلاقي، والتربوي، والقيمي.

 

وهكذا حديث القرآن عن غيره من الأنبياء، حديث القرآن الكريم عن مؤمنين، نماذج إيمانية من غير الأنبياء، حديث القرآن الكريم عن نماذج من النساء ذات الدور التاريخي والعظيم والمهم، وذات الالتزام الأخلاقي والقيمي والإيماني العالي.

 

هنا نجد أهمية أن نستفيد من هذه المناسبة، ونحن نتحدث في هذه المناسبة عن أرقى وأسمى نموذج قدمه الإسلام للمرأة الصالحة، للمرأة المؤمنة، عن أرقى نموذج عالمي (فاطمة الزهراء)، وسنأتي للحديث.

 

كذلك فيما يتعلق بالجانب الآخر في مواجهة التحديات، جزء كبير من معركتنا مع أعداء الأمة هو يتجه إلى المعركة: معركة التصدي للغزو الثقافي والفكري، والاستهداف المعادي لهذه الأمة في مبادئها وقيمها وأخلاقها، في إيمانها، وهذه معركة مهمة وخطيرة للغاية، هذا الجانب فيها: (استحضار النماذج الصحيحة، والارتباط بالقدوات الحسنة)، هذا الجانب جانبٌ رئيسيٌ وأساسيٌ للصمود في هذه المعركة، للمواجهة في هذه المعركة، للتماسك في هذه المعركة، للثبات في هذا الميدان.

 

 [الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة المسلمة 1440هـ

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر