مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله
  • نقاط هامة للمراجعة والتركيز.
    • سلبيات التعامل مع القرآن الكريم بطريقة المفسرين.
    • أهمية التدبر والتذكر لآيات القرآن الكريم.
    • أهمية التأمل في الآيات التي تتحدث عن الوعد والوعيد.

أسئلة استيعابية:

  1. تحدث عن دلالة قول الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ..... إلخ} من خلال ما فهمت.
  2. تحدث عن دور آيات الوعد والوعيد في خلق حالة من التقوى عند الإنسان.
  3. وضح بعض السلبيات نتيجة التعامل مع القرآن بطريقة المفسرين.

 

 

 

فعندما نتعامل مع القرآن لا نتعامل معه بابتذال، وكأن كل شخص يستطيع أن يفسره هو بمفرده، بل يكون همك هو أن تتدبر أنت، وتتذكر أنت، تقرأ القرآن للناس، كما قال الله عن رسوله {وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ} (النمل: من الآية92) القرآن بظاهره يعطي الكثير للناس، ولأن الناس قد تأثرت نظرتهم إلى القرآن سلباً، إعط تعليقات كمقدمات بسيطة حول الموضوع ثم تأتي بالآيات القرآنية.

لا تنطلق كمفسر. مَنْ انطلقوا كمفسرين لم يقدموا القرآن بالشكل الصحيح، عندما تقرأ (الكشاف) للزمخشري، أو تقرأ (تفسير الطبري)، أو تقرأ تفاسير أخرى، تخرج منها وتراهم يُغفلون الحديث عن آيات مهمة جداً، نحن أحوج ما نكون إلى فهمها اليوم، هي مرتبطة بواقع الناس، مرتبطة بحياة الناس، مهمة جداً، يقفز عليها وانتهى الموضوع، ينطلق ليفسر مفرداته، إذا هناك حكم معين يستنبطه، أو قصة معينة يتحدث حولها باختصار وانتهى الموضوع.

لكن التدبر للقرآن الذي دعا الله الناس إليه حتى الكافرين {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ} (المؤمنون: من الآية68) {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}(صّ:29) {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} (القمر:17) على هذا النحو تقرأ الآيات القرآنية، عندما تمر بآيات الوعد والوعيد تسمع الحديث عن جهنم، أو تقرأ الآيات التي تتحدث عن جهنم، عن الحساب العسير، فالقرآن يعرض في هذا الموضوع يعرض أيضا حتى الحالة النفسية السيئة، حالة الخوف والرعب والفزع واليأس الذي يسيطر على أعداء الله في ساحة القيامة، وفي جهنم يعرضها القرآن الكريم نفس الشيء يعرض العذاب الشديد تفاصيله، يتحدث عنها, شدة العذاب، وقود العذاب كما قال {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}(البقرة: من الآية24) كذلك يتحدث عما يقوله أهل النار في النار، عندما يطلبوا {أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ}(الأعراف: من الآية50) هكذا يريدون شربة ماء ليست باردة، شربة ماء طبيعية عادية فلا يحصلون عليها.

أنت عندما تقرأه تجد بأنه من المحتمل أن تكون أنت واحداً من أولئك، لا تقرأ آيات الوعيد وكأنه يقصد أناساً آخرين لا تعرفهم، لأنه من المحتمل أن تكون واحداً من الذين قال عنهم {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا} (فاطر: من الآية37) حينئذٍ يجب أن تلحظ أنه كيف أعمل حتى أقي نفسي من عذاب الله.

 

فالآيات في الوعد والوعيد آيات الوعيد صريحة، تفكر هنا عندما يقول {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}(التحريم:6) عندما تقرأها تذكر هَولها، تذكر هنا أنه مصير سيئ، الله يدعونا هنا عندما يقول لنا ونحن هنا يعني أن هذه هي الفرصة الوحيدة، العمر في هذه الدنيا هو الفرصة الوحيدة للإنسان أن يبحث عما يقي نفسه من جهنم، أن تفكر في هذه الآية ما هو معناها؟ أن تنطلق بجدية وتفكير واهتمام حول ما يقي نفسك من عذاب الله، أليس هذا ممكن أن يتذكر الإنسان بمثل هذه الآية ؟. كذلك آيات أخرى،

عندما تجد أيضاً الحديث عما وعد الله به المؤمنين في الجنة كذلك اقرأ ما وعد الله به المؤمنين في الجنة ثم اقرأ ما قاله عن المؤمنين أصحاب الجنة، عما قاله عن المتقين أصحاب الجنة الذين وعدوا بالجنة، عما قاله عن أوليائه حينئذٍ تذكر. يجب أن أتَنَبَّه إذا كنتُ أريد أن أكون ممن يحظى بذلك النعيم العظيم، هذه الجنة فيها ما هو فوق الإدراك، المشروبات الجيدة فيها ليست فقط معلبات أو مخبأ معك في (كَوّة) أو في قارورة، بل أنهار من لبن، أنهار من عسل مصفى.

إذا كان للواحد منا قارورة عسل فإنه يخبأها، ويأخذ له منها قليلاً صباحاً، ويعتبر نفسه في حالة جيدة، أما هناك أنهار من عسل، أنهار من لبن لم يتغير طعمه {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ}(محمد:15)  وصفها بأوصاف عظيمة جداً، هنا لا تقول بأنها هذه غاية يمكن للواحد منا أن يمشي إليها مَشْيا، فتبحث لك عن مشوار سيارة يوصلّك الجنة. لا. بل انظر ما قاله عن أهل الجنة، عندما قال عن الجنة {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (آل عمران:133) هذا هو وصف واحد من أوصاف المتقين وكم وصفهم.

{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} (آل عمران134- 135) وهناك يقول: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} (التوبة: من الآية111).

لا تقرأ آيات الجنة وتقول والله نعيم عظيم هذا ومكان راقي، بل ارجع إلى نفسك، وارجع إلى الآيات التي تصف أصحاب الجنة؛ حينئذٍ إذا كنت تريد الجنة حاول أن تتحلى بتلك الصفات، ثم تعلم من خلال الحديث عن الجنة وعن النار أن ليس معنى ذلك أن قضية الجنة هي قضية اختيارية لمن أراد أن يدخل الجنة ممكن يدخل الجنة، لكن إذا ما أراد ممكن يجلس في الصحراء خارج هناك، لا جنة ولا نار، لا.

إما أن تكون من أصحاب الجنة وإما أن تكون من أصحاب النار، هكذا قسّم الله الناس عندما تحدث عن المحشر {فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ} (هود: من الآية105) شقي وسعيد لا يوجد طرف آخر، لا يوجد مكان آخر أو عودة إلى الدنيا من جديد، لا. إما جنة أو نار.

التذكر بآيات القرآن ممكن لأي إنسان قد أصبح يميز ويدرك، أصبح يميز ويدرك يستطيع أن يتذكر وليكن تذكره على هذا النحو وهو يقرأ القرآن في سُوره كلها من أوله إلى آخره، فالله قد يسَّر القرآن على هذا النحو للذكر، وأنت حينئذٍ ستجد نفسك قريباً بعد أن تذكرت بمثل آية {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} وأمثالها فأنت ستعيش حالة من اليقظة، حالة من الاهتمام، تصبح أنت قريباً من الأعمال التي تعتبر وقاية لنفسك من النار، تُدعَى إلى عمل صالح في مواجهة أعداء الله تكون أنت قريباً من هذا لأنك يَقِظ.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

ملزمة (الثقافة القرآنية)

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.
بتاريخ: 4/8/2002م

اليمن – صعدة.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر