مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية

وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 

قطاع التوجيه والإرشاد

الإدارة العامة للوعظ والإرشاد

-----------------------------------

🎙️ 🎙️. 🎙️. 🎙️   

......................................                                   

خطبة الجمعة الثانية من شهر جماد الثاني 

......................................

(وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ)

11 / 6 / 1443هـ - 14 / 1 / 2022

 ( 32 ) لسنة 2022م

...................................... (الخطبة الأولى)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الْحَمْدُ لِلَّهِ العليِّ عن شَبَهِ المخلوقين, الظاهِرِ بِعجائبِ تدبيرِهِ للناظرين, والباطِنِ بجلالِ عِزَّتِهِ عن فِكْرِ المُتَوَهِّمِين, القائلِ في كتابه العزيز: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}، يارب: لك الحمدُ حمداً أستلذُ به ذكراً وإن كُنتُ لا أُحُصِي ثناءً ولا شُكْـــــــرا

لك الحمدٌ مقروناً بِشِكْرِكَ دائماً لك الحمدُ في الأولى لك الحمدُ في الأخرى

ونَشْهَدُ ألاَّ إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرْسَلَهُ لِإِنْفَاذِ أَمْرِهِ وَ إِنْهَاءِ عُذْرِهِ وَ تَقْدِيمِ نُذُرِهِ، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته الأخيار المنتجبين.

أمـا بـعـد/ أيها الأكارم المؤمنون:

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} فمن أهم ما رسخه القرآن هو أن الله رحمن رحيم بعباده، وكل آياته وبيناته وتوجيهاته هي من منطلق رحمة الله بنا، فهو يهدينا ويأمرنا وينهانا من منطلق رحمته.

عباد الله:

قد تكون لدى الإنسان مشكلة تشغله عن طعامه وشرابه، وتشغله حتى وهو يصلي، وتُنغِّص عليه حياته، وقد يكون ذلك الإنسان ناسياً أن أسوأ كارثة وأعظم مصيبة وأكبر مشكلة هي جهنم، وأخطر قضية أن يكون معرضاً عن الهداية وسائراً في طريق جهنم التي يحاول أعداء الأمة ـ من أولياء الشيطان ـ أن يجعلونا نسير فيها ونحن لا نشعر، ويريدون أن نسير في طريق جهنم ونحن نرى أننا متدينون ولكن تديناً مغلوطاً، أو نسير في طريق جهنم ونحن نرى أن ذلك هو الحضارة والتقدم.

المؤمنون الأكارم:

قد يكون هناك من أقاربنا من يرحمنا ويحاول أن ينصحنا ويدلنا على ما فيه مصلحة لنا وما فيه نجاتنا حسب ما يفهمون، ولكن ليس هناك أعظم من رحمة الله لنا وهدايته التي تختلف عما يأتينا من قبل الآخرين من نصائح؛ فنحن في أمسّ الحاجة إلى هدايته التي تقوم على علمه الواسع، وهي هداية مستمرة لا تتوقف وتبقى مواكبة لحركة الإنسان، بينما قد ينصحنا الآخرون ثم يتركونا ونحن نتحرك وفق نصيحتهم، وهداية الله وراءها جنة ولا يمكن أن يمتلك الجنة أحد سواه، وبالتالي لا يمكن أن يهدينا أحد كهداية الله مهما كان قريباً منا ورحيماً بنا.   

المؤمنون الأكارم:

يقول تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، هنا الله يوجهنا أن نبني أمة لتقوم بأهم مبدأ في دين الله وهو: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتأتي هذه الآية في إطار الحديث عن اليهود والنصارى؛ لأن الأمة لا يمكن أن تنتصر عليهم إلا إذا عملت على إصلاح المجتمع وبنائه من الداخل؛ لتتوحد توجهاته وثقافته ومواقفه وقيادته، وهذا هو الشرط الأساسي لكي تصبح الأمة قادرة على التغيير والانتصار؛ فالبعض عندما يسمع عن الصراع مع اليهود والنصارى يتجه بنظره إلى واشنطن وتل أبيب، بينما نجد القرآن يأمرنا بإصلاح المجتمع من الداخل أولاً؛ لأن العدو يعمل على اختراق الأمة من الداخل وإفسادها أخلاقياً وثقافياً وسياسياً واقتصادياً، وقد يتساءل البعض فيقول: أين أمريكا وإسرائيل؟ والجواب: أن أمريكا وإسرائيل موجودة في الثقافة المنحرفة التي تفرق الأمة وتمزقها، وأمريكا وإسرائيل موجودة في الثقافة التي تدجن الأمة للطواغيت والمستكبرين، وأمريكا وإسرائيل موجودة في الفساد الأخلاقي الذي تعملان على نشره عبر القنوات ومواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت، وأمريكا وإسرائيل موجودة وحاضرة في سياسة الحكومات العربية التي تشتري الأسلحة بمليارات الدولارات وتقوم باستخدامه ضد شعوب الأمة والمكونات الحرة فيها، وأمريكا وإسرائيل موجودة وحاضرة في السياسات الاقتصادية التي تعمل على أن تصبح الأمة مستهلكة فقط، ومستوردة من أعدائها لكل ما تحتاجه، وأمريكا موجودة في الحرب الناعمة التي تعمل على مسخ الأمة وتحويلها إلى كائنات بشرية لا تعرف مسؤوليتها في الحياة، ولا يهمها سوى إشباع غرائزها وشهواتها.

 

عباد الله:

إن أمتنا الإسلامية تمتلك من الثروات النفطية والغازية وغيرها ما لا تمتلكه أي أمة أخرى لكنها أقل المستفيدين منها، ومن يستفيد منها هم أعداؤها، والأمة تمتلك من الأسلحة أضعاف ما يمتلك عدوها الأساسي وهي إسرائيل ولكن يُترَك الفلسطينيون يواجهون إسرائيل بالحجارة بينما تتوجه تلك الأسلحة لقتل أبناء الأمة، ثم يتم التطبيع مع إسرائيل ومقاطعة المسلمين، والأمة تمتلك من الإمكانات الزراعية ما يؤهلها لأن تكتفي ذاتياً وتصدِّر منتجاتها إلى كل المعمورة، والأمة الإسلامية تمتلك من المقومات ما يجعلها أعظم الأمم على سطح الأرض ولكنها ضُربت من قبل أعدائها من الداخل فأصبحت للأسف كما نراها أضعف الأمم تأثيراً؛ فلا قوة اقتصادية ولا سوق مشتركة ولا عملة موحدة ولا مقعد دائم في مجلس الأمن ولا جيش يدافع عنها وعن مقدساتها، بل أصبحت جيوشها تقتل كل من يقف في وجه إسرائيل، فباسم العروبة يُقتَل العرب وباسم الدفاع عن الكعبة يُقتَل أكثر الناس ارتباطاً بالكعبة والمقدسات، وباسم قتال الرافضة يُقتَل من يرفض الخضوع والذلة ويرفض سياسة أمريكا وعنجهيتها، وكل هذا يكشف أن الأمة بحاجة إلى أن تعود إلى القرآن لتصبح كما أراد الله أمة صالحة مصلحة، وأمة مستبصرة واعية، ومن نعم الله علينا في اليمن أننا أصبحنا أمة قرآنية - كما أراد الله - تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.

المؤمنون الأكارم:

لقد أمرنا الله تعالى أن نبني أمة تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، وجاء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في آيات كثيرة في القرآن الكريم، ولم يستطع أحد إنكار هذا المبدأ، ولكن تم ضربه حتى لا يؤدي دوره؛ فتم أولاً: قصره على بعض الأخلاقيات والأمور البسيطة، بينما الأمر بالمعروف يجب أن يكون بكل ما هو معروف، وبكل ما الأمة بحاجة أن تهتدي به وتتحلى به وتسلكه وتعمله في المجالات السياسية والاقتصادية والأخلاقية والدينية والحياة بكلها؛ فالدعوة إلى جهاد الطغاة والمستكبرين هي دعوة إلى الخير وأمر بمعروف، والتربية على العزة والكرامة والعمل على أن تحصل الأمة على الاكتفاء الذاتي هو دعوة إلى الخير وأمر بمعروف.

ثانياً: جعلوا النظرة إلى هذا المبدأ نظرة فردية بينما القرآن يأمر بذلك في إطار جماعي لأمة، 

ثالثاً: وضعوا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شروطاً بأنه لا يجب عليك أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر إلا إذا امتلكت القدرة أو ظننت التأثير في السامع وإلا فليس عليك شيء، وبذلك عطَّلوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بينما الله جعل ذلك المبدأ كأساسٍ تقوم عليه خيرية الأمة الإسلامية التي جعلها خير أمة ولكن حسب الشرط: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}، فيأمر الله الأمة أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر كأمة وليس كأفراد، ويأمر الله الناس أن يؤهلوا أنفسهم ليكونوا أمة واحدة: توجهها ومنهجها وصفها واحد، وكلمتها وقيادتها واحدة، ثم تتحرك كأمة متعاونة صادقة معتصمة بحبل الله، وتتحرك بتوجيهات وخطة واحدة، وعمل وأسلوب واحد، لتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وعندها ستؤثر وتغيِّر، وجعل الله من واجب كل إنسان أن يكون ضمن تلك الأمة ليقوم بمسؤوليته في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم, ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ,إنه تعالى جواد برٌ رؤوف رحيم, أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله رب العالمين, ونشهدُ ألَّا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له, ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.

أخي المؤمن:

حاول أن تجعل من نفسك لبنة في صرح بناء واحد متماسك، وحاول أن تجعل من نفسك عنصراً فاعلاً متحركاً في مقام الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي إطار وحدة مجتمع يسير على خطة واحدة ونهج واحد، ثم سترى كل ما كان أمامك مستحيلاً يتحقق؛ لأن المستحيل ليس في هدى الله وليس في واقع الحياة بل هو في نفسك أنت؛ ولذلك نرى عندما عمل الشهيد القائد على تكوين أمة واحدة تحقق ما كان يبدو مستحيلاً؛ فتحرر اليمن من وصاية عالمية كانت مفروضة عليه، وانتزع قراره الذي كان مسلوباً لعشرات السنوات، وانتصر رغم فقره وضعفه المادي على تحالف عالمي يمتلك كل وسائل الانتصار المادي، وأصبح يصنع ويزرع ويشق طريقه نحو الاكتفاء الذاتي وكل ذلك لأنه أصبح على شكل أمة منهجها واحد وتوجهها واحد، وعدوها واحد وقيادتها واحدة، ولا زلنا بحاجة للاستمرار في بناء هذه الأمة وتماسكها والارتقاء بها لتؤدي مسؤوليتها القرآنية العالمية.

 

أخي المؤمن: العالم كله مليء بالمنكرات والظلم والفساد والانحلال والمعاصي، وأنت كمسلم مأمور من قبل الله أن يكون لك دور في نهي هذا المنكر، وقبل ذلك أنت مأمور أن تهيئ نفسك وتغيرها حتى تصبح إنساناً فاعلاً قادراً على تغيير نفسيات الآخرين نحو الأفضل والأصلح، نحو العزة والشرف، نحو الاهتداء بهدي الله، نحو طريق رضوان الله والجنة.

المؤمنون الأكارم:

عندما يقول الله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} يقول بعدها: {وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}؛ فمن يعملون على بناء الأمة ويتحركون في إطار أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر هم المفلحون لا غيرهم، وما يقول عنه الله أنه فلاح هو الفلاح، وما يقول عنه أنه خسارة فهو الخسارة؛ فهو يقول أن طريق الفلاح هي طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إطار أمة واحدة؛ فهل حققت لنفسك أخي المؤمن هذا الفلاح، وهل سلكت تلك الطريق التي سار عليها الأنبياء والأولياء، وإذا كان الله يقول إن هذه هي طريق الفلاح فلا شك أن طريق الجمود والتنصل عن ذلك هي طريق خسارة؛ وأن العمل على تفريق الأمة وتمزيقها تحت عناوين دينية أو سياسية أو مناطقية هي طريق خسران، وهل يمكن أن يكون الله راضياً عن ثقافات تفرق الأمة باسم الدين؟ وإذا كان الله يأمرنا أن نكون أمة واحدة، ويأمر النبي صلوات الله عليه وآله أن يبني أمة واحدة، وعمل النبي طوال حياته على بناء أمة واحدة؛ فهل يمكن أن يقول النبي صلوات الله عليه وآله (اختلاف أمتي رحمة)؟ و(كل مجتهد مصيب)؟ وهل يمكن أن يخالف النبي منطق القرآن الذي يقول: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} ويقول: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ}، وهل رأينا من التفرق رحمة للأمة؟ أم أن تفرق الأمة أدخلها تحت رحمة أمريكا وإسرائيل؟ وهل يمكن أن يرضى الله عن عالِم أو معلم يعلم الناس تلك الثقافات ليفرق الأمة باسم الدين؟ وهل يمكن للملائكة أن تفرش أجنحتها لمن يعلِّم ويتعلم ما يفرق الأمة؟

المؤمنون الأكارم:

إن تفريق الأمة لا يمكن أن يرضي الله ولا ملائكته وإنما يرضي الشياطين ويرضي أمريكا وإسرائيل، ويجب أن نؤمن أن كل آيات الله وبيناته وأوامره لنا جاءت من منطلق رحمته، ومن رحمته أن يأمرنا أن نبني أمة، وأن نتحرك في إطارها لندعو إلى الخير ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، وكل من يأتي ليثبطنا عن ذلك العمل والتحرك حتى وإن بدا لنا مشفقاً وناصحاً ورحيماً بنا؛ فعلينا أن نخبره أن الله أرحم بنا وأهدى لنا وأنصح لنا حتى من آبائنا وأمهاتنا، وعلينا أن نصل بوعينا إلى مرحلة تتحطم عندها كل أساليب المرجفين والمنافقين والمثبطين، وكل أساليب الباطل ووسائله، الذين يعملون على ضرب معنويات الناس؛ لأن كل أولئك لا يمكن أن يكونوا أرحم بنا من الله تعالى، ويجب أن نحمل من الوعي ما حمله نبي الله موسى (عليه السلام) حينما وقف مع مظلوم ضد ظالم وعدَّها نعمة، حتى وإن دخل في مشكلة مع فرعون، لكنها أهون من أن يدخل في مشكلة مع الله: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ}.

عباد الله:

إن من أسوأ الذنوب أن نتفرق ونتعلم ما يفرقنا ونحن نرى أعداءنا يتكتلون ضدنا، وهذا هو ما جعل الأمة في عذاب وذلة في الدنيا، ويجعلها في طريق عذاب الآخرة؛ فالواجب علينا اليوم أن ننطلق في إطار الأمة الواحدة التي تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتجاهد الطغاة والمجرمين، وعلينا أن نتوحد لا أن نتفرق ونختلف، ولا نسمح بالتفرق والاختلاف أن يتغلغل إلى صفوفنا، وعلينا أن نتلقى ثقافتنا وتوجيهاتنا وخطط أعمالنا من قناة واحدة هي قرين القرآن وعلم الجهاد السيد عبد الملك الذي بنى الأمة وقادها لتدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر. 

عباد الله لقد مثلت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر نقطة الإنطلاق نحو تحقيق الإكتفاء الذاتي وتوفير الأمن الغذائي عبر خطط وإستراتيجيات هادفة لمضاعفة وتوسيع الإنتاج الزراعي وإحداث نهضة زراعية شاملة تكفل توفير احتياجات الشعب اليمني من الغذاء. وبعد ثورة 21 سبتمبر، لم يعد تحقيق الاكتفاء الذاتي مهمة مستحيلة، في ظل وجود قيادة ثورية حكيمة وإرادة سياسية مستقلة لا تخضع لإملاءات قوى الهيمنة والإستكبار العالمي والمؤسسات الدولية التابعة لها والتي وقفت لعقود طويلة حجر عثرة أمام أي توجهات لدعم وتشجيع الإنتاج الزراعي المحلي 

وبدلاً من تشجيع المزارعين على إنتاج محاصيل القمح والحبوب واستغلال المقومات الزراعية المتوفرة في الكثير من المحافظات اليمنية لتوسيع دائرة الإنتاج، تجندت تلك الأنظمة لتنفيذ توجيهات البنك الدولي ودول الهيمنة بقيادة أمريكا والسعودية ومخططاتها التآمرية الرامية لإبقاء اليمن بلداً مرتهناً للخارج وغير قادر على توفير قوته

 

وأمنه الغذائي، بما يمكنها من سلب إرادته وضمان تبعيته وخنوعه واليوم تحوّل الاكتفاء الذاتي، إلى هدف استراتيجي تصدر البرامج الوطنية للإنعاش والتعافي الاقتصادي، التي أطلقها المجلس السياسي الأعلى للتغلب على الآثار الاقتصادية التي خلفها العدوان والحصار وبما يسهم في الحد من إستيراد الحبوب والمنتجات الزراعية من الخارج. وها هي ثمار اللجنة الزراعية العليا ووزارة الزراعة واللجان الزراعية في مختلف المحافظات تثمر في توحيد جهودها وإيجاد شراكة مجتمعية ومبادرات عظيمة تسعى برامجها إلى تحقيق الأهداف الزراعية في البلد..

هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً},اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم, وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب, وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء, وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين, وعلى آل بيت نبيك الأطهار, وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار, مِنَ المهاجرين والأنصار, وعلى من سار على نهجهم, واقتفى أثرهم إلى يوم الدين, وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً, ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً, ومن النارِ النجا, اللهم انصر عَلَمَ الجهاد, واقمع أهل الشرك والعدوان والفساد, وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}. عباد الله:

{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

 

➖➖➖➖➖ ➖

 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للوعـظ والإرشاد

بديـوان عــام الــوزارة.

---------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر