مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

لاحظوا، ما قبل الحادي والعشرين من سبتمبر، عندما نعود لنستذكر ما كان عليه الوضع آنذاك: وضع كارثي، وضع مأساوي، وضع خطر جدًّا بكل ما تعنيه الكلمة؛ لأنه وضعٌ كان الأعداء يخططون فيه أن نذهب نحن كيمنيين بأنفسنا، بإرادتنا، باختيارنا إلى الهاوية، كانوا يريدون أن يأخذوا الجميع، وليس بالأيدي، إنما أرادوا أن يمسكوا باللجام، يحولونا إلى حيوانات، يأخذوا باللجام ويذهبوا بنا نحو الهاوية، كان هناك دائماً في الحالة القائمة التي أوصلونا فيها- في هذا البلد- إلى الخضوع رسمياً، وعلى نحوٍ معلن، وباعتراف من كثير، وتقبل من كثير من القوى السياسية للوصاية الأجنبية الواضحة، وتحت البند السابع، وهذه مسألة واضحة ومعروفة، أُخضع فيها بلدنا للوصاية الأجنبية بشكل رسمي، صريح، واضح، مُعلن، يعني: لم تعد المسألة فقط مجرد وصاية فعلية وبغطاء معين من دون أن تظهر أمام الناس أنها وصاية. |لا| وصاية صريحة، وواضحة، ومعلنة، وكان سفراء الدول العشر في صنعاء المعنيون، وعلى رأسهم السفير الأمريكي، المعنيين الرئيسيين بكل شئون هذا البلد، قبل أي طرف يمني، قبل أي مكون يمني، المعني الأول قبل اليمنيين جميعاً بأي شأنٍ من شئون هذا البلد، في أي مجال من المجالات: الشأن السياسي، الشأن الاقتصادي، الشأن الأمني… سفراء الدول العشر، فيهم بالدرجة الأولى السفير الأمريكي، وكان السفير الأمريكي تُدرس معه كل شؤون هذا البلد من كل الجهات ذات المسؤولية في مؤسسات الدولة، على رأسها عبدربه نفسه، عبدربه كان يناقش مع السفير الأمريكي أهم المسائل والقرارات والمواقف، وعلى ضوء ما يصل إليه مع السفير الأمريكي، وفي كثيرٍ من الحالات اجتماعات مع سفراء الدول العشر، وتناقش فيها الكثير من المسائل والقضايا ذات الصلة بشأننا نحن اليمنيين، ثم ما قرره أولئك السفراء، وما قرره السفير الأمريكي؛ لأنه– في العادة- كانوا كلهم يتبعون السفير الأمريكي، يعني: عندما تأتي مثلاً إلى تقييم ما كان عليه البريطاني، أو الفرنسي، أو أي سفير أو سفيرة في صنعاء، أي مسؤول سفارة سواءً رجُل أو امرأة في صنعاء؛ تجد أنه كان مجرد تابع للسفير الأمريكي، سواءً من الأوروبيين، أو الخليجيين، السعودي مثلاً والإماراتي، الكل فقط متبعون للسفير الأمريكي، وما يقرره السفير الأمريكي الكل يؤيده والكل يضغط في تنفيذه.

 

حالة كارثية أن نجد أنفسنا كشعبٍ يمنيٍ مسلمٍ حُرٍ وعزيز، تُسلب منا حريتنا، يُسلب منا استقلالُنا، يصادر علينا قرارنا السياسي، ويصبح المعني الأول في كل أمورنا، وفي كل شؤوننا، وتجاه أهم المسائل، والمتحكم فينا هو السفير الأمريكي ومن معه من السفراء الأجانب، وكانت الفضائية اليمنية تبث اجتماعات سفراء الدول العشر، ومواقف سفراء الدول العشر… وما إلى ذلك، حتى أصبحت حالة مألوفة ومعتادة في ساحتنا اليمنية لدى القوى السياسية وخارج الأجهزة الرسمية، خارج مؤسسات الدولة، الكثير من القادة (قادة الأحزاب والمنتسبين إلى الأحزاب)، كانوا يذهبون إلى السفراء باعتبار السفراء هؤلاء معنيين أساساً بشأننا اليمني، والكل يجد نفسه معنياً أن يناقش معهم أوضاع البلاد، يعني مثل: (لو قدهم هم أصحاب البلاد، ما عاد احنا إلا ضيوف في البلاد هذه)، بل إن البعض من المنتسبين لبعض الأحزاب كانوا حساسين جدًّا جدًّا جدًّا تجاه البعض الآخر من أبناء هذا البلد، مثلاً: (تجاهنا)، ولم يكن لديهم ذرة من الحساسية تجاه الدور الذي يلعبه السفير الأمريكي وسفراء الدول العشر، وأنا أتمنى من وسائل الإعلام أن تُعيد عرض الكثير من المشاهد والتقارير التي تُذكّر الجميع بمدى السيطرة الأجنبية، مدى الوصاية الأجنبية، مدى التحكم الخارجي في قرارنا السياسي في هذا البلد، وشأننا السياسي في هذا البلد، هذه مسألة مهمة جدًّا.

 

ولاحظوا، عندما نأتي لنناقش هذه المسألة: هل طبيعي؟ هل صحيح أن نقبل كشعب يمني باستمرار هذه الحالة، [إن احنا نبقى مشخرين] والسفير الأمريكي ومن معه من السفراء يقررون أي شيء في شؤوننا، ويرسمون لنا مستقبلنا، ويكونون هم المتحكمين في حاضرنا ومستقبلنا؟ على أي أساس؟ أولاً- باعتبار الهوية والانتماء، السفير الأمريكي ومن معه من السفراء- بالتأكيد- لم يكونوا ليراعوا لا هويتنا ولا انتماءنا في طبيعة قراراتهم، في طبيعة مخططاتهم، في طبيعة ما يمكن أن يختاروه لنا، أو يأمرونا به، أو يقرروه لنا، أو يحددوه لنا. نهائياً، هذا غير محسوب ضمن حساباتهم (الهوية والانتماء)، يعني ذلك: أنهم قد يفرضون علينا شيئا سواءً فيما يتعلق بثقافتنا وتعليمنا، أو شؤوننا السياسية، أو شؤوننا الاقتصادية، أو شؤوننا الاجتماعية، أو أي شأن من شؤوننا يتعارض كل التعارض مع هويتنا الإسلامية، مع انتماءنا الإسلامي، وهذه قضية خطيرة جدًّا علينا؛ لأن معنى ذلك أن نتخذهم أنداداً من دون الله، لو نقبل من السفير الأمريكي أن يقرر في شأننا، أو أن يفرض علينا في شؤوننا ما يتعارض كلياً مع انتمائنا الإسلامي وهويتنا الإسلامية، هذه قضية خطيرة جدًّا علينا، وفي نفس الوقت تفريط كبير تفريط كبير.

 

ثانياً: باعتبار الحق، حتى باعتبار الحق الوطني: أننا بلد مستقل، نفترض في واقعنا أننا بلد مستقل بكل ما يترتب على ذلك من حقوق لنا كشعب وبلد مستقل، من ضمن ذلك وفي مقدمة ذلك: أنه لا يحق للدول الأجنبية أن تتدخل في شؤوننا الداخلية، بل إن تدخل تلك الدول في شؤوننا الداخلية، على النحو الذي كان قائماً في تلك المرحلة، يعتبر انتهاكاً لسيادة واستقلال بلدنا، وامتهاناً لكرامة شعبنا، في العُرف الدولي، في القوانين الدولية، ضمن الاعتبارات القائمة في هذا العالم، المعترف بها في هذا العالم، كل هذا خلاص ضُربَ به عرض الحائط: لا الاستقلال باعتبار الهوية والانتماء، ولا الاستقلال الوطني، بحسب ما هو معترفٌ به في الأنظمة، في الأعراف الدولية، في القوانين الدولية، كل هذا ضُرِبَ به عرض الحائط، وأصبحنا شعباً يخضع لوصاية، ممن؟ هل وصاية أصدقاء (وهذه النقطة كثيراً ما أُكررها في كثيراً من كلماتي؛ لأهميتها القصوى)؟ |لا| بل وصاية عدو، سيطرة عدو، يحقد علينا، لا يمتلك ذرةً من الرحمة بنا، لا يحمل إرادة الخير لنا، عدو كل ما يسعى له ويحرص عليه هو أن يستعبدنا، أن يُذلنا، أن يقهرنا، أن يضعفنا؛ ولذلك كان الحال واضحاً، كانت كلما سيطر أكثر، وكلما استحكمت قبضته علينا أكثر؛ كلما ساء حالنا أكثر، بالرغم من أن الكثير من أبناء هذا البلد كانوا يرونَ في الهيمنة الخارجية والسيطرة الأجنبية التي يعولون عليها أن تكون سبيلاً إلى رضى الخارج ومحققةً لرضى الخارج، كانوا يؤملون فيها أن يترتب عليها رخاء وازدهار واستقرار لهذا البلد، إنه: [أنتو يا أيها الأمريكيون، ويا أيها السعوديون، ويا أيها الأجانب، بما أننا مكناكم من بلدنا وشأننا السياسي، وأصبحت لكم الوصاية والقرار والسيطرة على كل شؤوننا، خلاص المفترض أن تكونوا راضين بذلك، وأن يدفعكم ذلك إلى العناية بنا في هذا البلد على المستوى الاقتصادي، وعلى مستوى الاستقرار السياسي، ومستوى الاستقرار الأمني… إلى غير ذلك]، لكن |لا| كانت كلما استحكمت قبضتهم أكثر ازدادت مشاكلنا الاقتصادية، وتفاقمت مشاكلنا السياسية، وانهار استقرارانا الأمني، يعني: لاحظوا، في تلك المرحلة كانت عملية الاغتيالات والتصفيات في داخل صنعاء نفسها بأكثر منها في بقية المحافظات والمدن، صنعاء نفسها لم تشهد- آنذاك- استقراراً، حيث أجهزة الدولة بكل ثقلها، وحيث يفترض- آنذاك- أن هذه الأجهزة مدعومة من الجميع، الأمريكي يدّعي أنه يوفر لها كل أشكال الدعم: (المادي، والمعلوماتي، وكذلك على مستوى الدعم اللوجستي، والخبرة، والتقنية، ووو الخ.)، السعودي من هناك يتظاهر بأنه داعم بكل ما أوتي من قوة، وبكل ما لديه من إمكانات، الدول العشر، ثم الدول الثماني عشرة، الكل يزعم أنه يقف إلى جانب هذه المؤسسات وهذه الأجهزة وأنه يوفر لها الدعم، المسؤولون على لقاءات مستمرة مع الجميع، والتقارير الإخبارية تتحدث- دائماً- عن الدعم الدعم الدعم الدعم على طول، تظهر في شاشة التلفزيون لقاءات مع ذلك السفير، مع ذلك الزائر… وبعد كل لقاء يأتي تقرير يقول لك: [اتفقوا على دعم مؤسسات الدولة، على دعم بلدنا، على دعم هذه الحكومة…] وااااااصل حديث [دعم دعم دعم]، لكن والأمور متدهورة على طول على طول على طول.

 

ثم تتفاقم المشاكل الداخلية التي لها مسار مرسوم، مسار يوصل نحو الانفصال، يوصل نحو التقسيم، يوصل نحو التفكيك لكياننا اليمني، والبعثرة لهذا الشعب، هم يهندسون هذه المشاكل، ويرسمون لها مساراتها، ثم يدفعونا دفعاً نحو تلك المسارات، ليوصلوا الجميع إلى نفس النتائج؛ فإذا بنا نسمع أنه: [لا بد من الأقلمة]، ومعروف بعد الأقلمة- كما حصل لغيرنا- الفدرلة… وقدموها كلها خلطة واحدة (الأقلمة والفدرلة)، ولكن وكأنه ليس هناك من حل إلا هي، وكأن مشكلتنا في الماضي كانت في وحدتنا، ولم تكن مشكلات ذات طبيعة أخرى.

 [الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية والثورة السبتمبرية  في  28ذوالحجة 1438هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر