مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية

وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 

قطاع التوجيه والإرشاد

الإدارة العامة للوعظ والإرشاد

-----------------------------------

🎙️ 🎙️. 🎙️. 🎙️ 🎙️

 

▪️خطبة الجمعة الثانية من شهر محرم 

/ 12 / 1 / 1443ه‍  

/ 20 / 8 / 2021م

......................................

بـعـنـوان : عاشوراء مدرسة متكاملة .

........الـخـطـبـة الأولى .......

▪️أعوذ بالله من الشيطان الرجيم▪️

🔹بسم الله الرحمن الرحيم🔹

الْحَمْدُ لِلَّهِ ربِّ العالمين، الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمَعْرُوفِ مِنْ غَيْرِ رُؤْيَةٍ وَالْخَالِقِ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ، مُبْتَدِعُ الْخَلْقِ وَوَارِثُهُ، وَ إِلَهُ الْخَلْقِ وَ رَازِقُهُ، الَّذِي اشْتَدَّتْ نِقْمَتُهُ عَلَى أَعْدَائِهِ فِي سَعَةِ رَحْمَتِهِ، وَ اتَّسَعَتْ رَحْمَتُهُ لِأَوْلِيَائِهِ فِي شِدَّةِ نِقْمَتِهِ، مُذِلُّ مَنْ نَاوَاهُ، وَ غَالِبُ مَنْ عَادَاهُ، مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ وَ مَنْ سَأَلَهُ أَعْطَاهُ وَ مَنْ أَقْرَضَهُ قَضَاهُ وَ مَنْ شَكَرَهُ جَزَاهُ، ونَشْهَدُ ألاَّ إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ لِإِنْفَاذِ أَمْرِهِ وَ إِنْهَاءِ عُذْرِهِ وَ تَقْدِيمِ نُذُرِهِ، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته الأخيار المنتجبين.

أما بعد/أيها المؤمنون الأكارم:

نعيش هذه الأيام ذكرى فاجعة مؤلمة، وحادثة حدثت في تاريخ الأمة، ولها علاقة مستمرة بواقع الأمة في الماضي والحاضر؛ فهذا الحاضر الذي تعيشه الأمة مقهورة مغلوبة أمام أعدائها ما كان له أن يكون لولا ماضٍ مظلم أنتج هذا الحاضر، هذه الحادثة هي ذكرى استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) سبط النبي الأكرم صلوات الله عليه وآله، وابن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وابن فاطمة الزهراء بنت النبي محمد صلوات الله عليه وآله، الحسين الذي قال فيه النبي صلوات الله عليه وآله: ((حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط))، والشعب اليمني حينما يحيي هذه المناسبة فهو يعبر عن حبه وولائه للمصطفى جد الحسين، ويعبر عن حبه وولائه لسيد الشهداء الإمام الحسين، ويعبر عن ارتباطه بالمنهج والرؤية والموقف القرآني الذي سار فيه الإمام الحسين في مواجهة الظلم والظالمين، ويخلِّد نداءات الحسين بكل عطاءاتها وآثارها الإيجابية العظيمة في أنفسنا وواقعنا، وحينما يحيي الشعب اليمني هذه المناسبة فهو يعبِّر عن إحساسه بالمظلومية التي تعرض لها الإمام الحسين؛ لتحيا فيه روح المسؤولية، ويعبِّر عن موقفه المبدئي الإيماني الديني ضد الظلم والظالمين في كل زمان ومكان، وموقفه تجاه أفظع جريمة في تاريخ الأمة؛ فمن يستسيغ تلك الجريمة التي حدثت بحق أحد سَيِدَي شباب أهل الجنة ـ الإمام الحسين ـ سيستسيغ ويتقبَّل ويُشَرّعِن أي ظلم وأي فساد وأي إجرام يحدث في هذا الزمن، ومن يقدسون من مضى من الظالمين في تاريخ الأمة من بني أمية ومن غيرهم هم اليوم من ينصرون الظلم ويحملون رايته؛ لأن الباطل بما يحمله من تضليل وإجرام هو مسار واحد، لا زال ممتداً حتى اليوم في واقع الأمة، ولا زال للمنهج اليزيدي امتداد، كما أن للمنهج الحسيني امتداد بما يحمله من نور وبصيرة وعدالة وقيم وحرية وكرامة.

أيها المؤمنون الأكارم:

الإمام الحسين لم يتحرك في تلك المرحلة الحساسة والخطيرة إلا بمقتضى إيمانه العظيم، وبمقتضى الهداية الإلهية والمسؤولية التي يستشعرها، وللدور المنوط به وهو القائل عن ذلك: (وإن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وعطَّلوا الحدود واستأثروا بالفيء وحرموا حلال الله وأحلوا حرامه وأنا أحق من غيَّر)، وفي المدينة المنورة يُطلَبُ منه أن يبايع ليزيد فيقول: (إنّا أهلُ بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، بنا فتح الله وبنا يختم، ويزيد رجل فاسق شارب للخمر، قاتل للنفس المحرمة، معلنٌ بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله). فلا يمكن لقرين القرآن ووارث الرسول صلوات الله عليه وآله أن يُشَرّعِنَ للظالمين والمجرمين، بل لا يمكن أن يسكت وهو يرى الطغيان الأموي يعصف بالأمة في هويتها وواقعها، ويعصف بالدين المحمدي والرسالة الإلهية ويفرغها من محتواها؛ فإذا غُيِبت رسالة الإسلام من واقع الأمة فيما تقدمه من هداية ونور، وفيما تصنعه من وعيٍ وبصيرة؛ فلن يكون البديل إلا الضلال، والمفاهيم الظلامية، والباطل الذي يلبس ثوب الحق ويحمل عناوينه، وإذا غيبت رسالة الإسلام من واقع الحياة كمنهج تربوي وأخلاقي يزكي النفوس، ويطهِّر القلوب، ويقوِّم السلوك، ويُصّلِح الأعمال، فلن يكون البديل إلا السياسات والممارسات المفسدة للنفوس، والهابطة بالإنسان، والمنتجة للرذائل، وإذا غُيبت رسالة الإسلام من واقع الحياة كمنهج للعدل، فلن يكون البديل إلا الظلم والجور والإجرام والطغيان، وإذا غُيبت رسالة

 

الإسلام من واقع الحياة كمشروع حضاري يرتقي بالناس، ويبني الأمة لتؤدي دورها في الاستخلاف في الأرض، فلن يكون البديل إلا التخلف والضياع، وغياب الهدف في مسيرة الحياة، وإذا غُيبت الرسالة الإلهية من واقع الحياة في دورها الرئيسي الذي يحرر الإنسان من العبودية للطاغوت، ومن الاستغلال لمصلحة الأشرار والمستكبرين، فلن يكون البديل إلا الاستعباد والإذلال والقهر، وامتهان الكرامة الإنسانية، والاستغلال الظالم.   

أيها الأخوةُ المؤمنون:

كان النبي صلوات الله عليه وآله قد حذَّر الأمة من بني أمية فقال: (إذا بلغوا أربعين رجلاً اتخذوا دين الله دَغَلاً، وعبادَهُ خَوَلاً، ومالَهُ دُولاً)، وقد رأى الإمام الحسين ذلك الخطر قد أصبح واقعاً، ولذا حسم قراره بالثورة والخروج على الظالمين، وكيف لوارث المصطفى (الإمام الحسين) أن يسكت وهو قرين القرآن الذي يقول الله فيه: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}؛ فخرج من المدينة المنورة متوجهاً نحو مكة، وبقي فيها حتى أيام الحج، ليذكر حجاج العالم الإسلامي بمسؤوليتهم في الجهاد في سبيل الله، وإحقاق الحق وإزهاق الباطل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يخاطب حجاج بيت الله فيقول: (أيها الناس، إن رسول الله قال: من رأى سلطاناً جائراً، مستحلاً لحرم الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنة رسول الله، يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغير عليه بفعل ولا قول كان حقاً على الله أن يُدخله مُدخله)، ولكن بني أمية كانوا قد عملوا على تغييب القيم والمبادئ من واقع الأمة، فبدلاً عن أن يكون الحق هو الأساس في توجه الناس وتحركهم، فقد أصبحت هناك أسس أخرى؛ فأصبح المال مقياساً، وأصبح المنصب مقياساً، وأصبح الخوف مقياساً، وغاب مقياس الحق لدى الكثير؛ فهذا ابن زياد يبذل الأموال لزعماء عشائر الكوفة الذي كان بعضهم قد راسل الإمام الحسين وعزم على نصرته؛ فيغيرون موقفهم، ويصبحون جنوداً ليزيد وابن زياد ضد الحسين والحق الذي يحمله الحسين، وهذا عمر بن سعد يطلب منه ابن زياد أن يخرج لقتال الإمام الحسين، على أن يوليه حكم الري؛ فيتحير ويفكر ثم يقول:

ووالله ما أدري وإني لواقف أفكر في أمري على خطرينِ

أأترك ملك الري والري منيتي أم ارجع مأثوماً بقتل حسين

وفي قتله العار الذي ليس دونه حجاب وملك الري قرة عيني

ثم يفضِّل المنصب على الحق ويخرج لقتال الإمام الحسين، ظناً منه أن الظالمين سيفون له بعهودهم؛ ويقابله الإمام الحسين ويحذِّره من نصرة الظالمين، ويخبره بمصيره ونهايته مع الظالمين، وأنهم لن يفوا بعهودهم له، ولكنه أصرَّ على نصرة الباطل ومواجهة الحق، وبعد استشهاد الإمام الحسين لم يعطوه ملك الري ولا غيره، وهؤلاء أهل الكوفة يتركون مسلم بن عقيل مبعوث الإمام الحسين عندما أشاع فيهم ابن زياد أن جيش الشام قادم؛ فأخافتهم تلك الشائعة ونسوا الخوف من تهديد الله بجهنم.

الأخوةُ المؤمنون:

لقد تبنَّى علماء البلاط تحريف مفاهيم الدين وقلبها لصالح الظالمين؛ فمن عمل على شق عصا الظالمين والمجرمين، قالوا أنه يريد شق عصا المسلمين، ومن جاء قائماً بالقسط آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر، قالوا أنه مفسد في الأرض، وأصدروا الفتاوى التي تُشَرّعِن للطغاة قتله، وكل هذا مصداقاً لقول النبي (اتخذوا دين الله دغلاً)، وبذلك استغلوا علماء السوء لتدجين العامة من الناس الذين يستخدمونهم في مواجهة الحق والمحقين؛ فكان ذلك مصداقاً لقول النبي صلوات الله عليه وآله (واتخذوا عباد الله خولاً)، واستخدموا لذلك ثروات الأمة وأموالها العامة في شراء الولاءات والذمم، وفي البذخ والترف والفساد، وكان ذلك مصداقاً لقول النبي (واتخذوا مال الله دولاً)، وهذا ما نراه في واقع النظامين السعودي والإماراتي اللذان يمثلان اليوم امتداد نهج يزيد داخل الأمة. 

عباد الله الأكارم:

لقد أوضح الإمام الحسين بواعث ثورته على الطغاة والمجرمين فقال: (إنه قد نزل من الأمر ما ترون، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرت جدا؛ فلم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء، وخسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون إلى الحق لا يُعملُ به، وإلى الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المرء في لقاء الله محقاً، فإني لا أرى الموت إلا سعادة، والحياة مع الظالمين إلا برما)، ويقول: (إني لم أخرج أشِراً ولا بطراً ولا تكبراً ولا ظالماً ولا مفسداً إنما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريدُ أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر)، يهددونه بالقتل فيقول:

سأمضي وما بالموت عارٌ على الفتى إذا ما نوى حقاً وجاهدَ مسلما

 

وواسى الرجال الصالحين بنفسه وفارق مثبوراً وخالف مجرما

فإن عشتُ لم أندم وإن متُ لم أُلم كفى بك موتاً أن تُذل وتُرغما

وخرج الإمام الحسين ومعه اثنان وسبعون رجلاً من أصحابه وأهل بيته، وفي كربلاء تحاصره الآلاف من مرتزقة يزيد وابن زياد، ويضعونه بين خيارين: أن يستسلم للطواغيت أو أن يُقتل؛ فيقول: (إن الدعي بن الدعي قد ركز بين اثنتين، بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت، وأرحام طهرت ونفوس أبية وأنوف حميَّة من أن نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام)، وفي كربلاء يسطر الإمام الحسين (عليه السلام) وأصحابه وأهل بيته أروع آيات الثبات والفداء والاستبسال، ويستشهدون بعد أن قتلوا المئات من أتباع الطغاة والمجرمين؛ ليفتحوا مدرسة نأخذ منها الدروس التي نحتاجها اليوم لمواجهة يزيد العصر.

عباد الله الأكارم:

استشهد الإمام الحسين (عليه السلام) وأصبح حياً عند الله، وكان من ثمار تضحيته أن استيقظت الكثير من الضمائر الميتة، وتقوضت سلطة يزيد وآل أبو سفيان، وصنعت الوعي، ورسمت الموقف الحق، وحفظت الإسلام بأصالته، وقدمت النموذج والقدوة في الثبات على الحق، كما أن مدرسة كربلاء تعطينا الكثير من الدروس التي نحتاجها في زمننا هذا، فنأخذ درساً حينما نجد المجرمين في كربلاء يستهدفون ويقتلون بكل وحشية حتى الأطفال والنساء متجردين من كل قيم الدين والإنسانية؛ لنجد ذلك موجوداً اليوم لدى العدوان وأذنابه الذين يمثلون امتداد نهج يزيد، ونأخذ درساً ممن يعشقون المنصب فينصرون الباطل على الحق كيف يخسرون دنياهم وآخرتهم، ونأخذ درساً كيف حوصر الإمام الحسين من الزاد والماء لنجد ذلك خُلقاً في من يمثلون امتداد أولئك الطغاة والذين يحاصرون الشعب اليمني اليوم، ونأخذ درساً حينما نجد مستشار يزيد كان سرجون النصراني، وهو ما يمثله سفراء أمريكا لدى الزعماء العرب، ونأخذ درساً كيف كانت عاقبة من تخاذلوا عن نصرة الإمام الحسين؛ فأهل المدينة أرسل لهم يزيد جيشاً استباحها ثلاثة أيام، قتل فيها الآلاف حتى فوق قبر النبي، والبقية بايعوا ليزيد على أنهم عبيد مملوكون، واغتصبت النساء حتى ولدت ألف بكر بدون أزواج، وأحرقت الكعبة وكل ذلك بسبب التفريط في نصرة الحق وأعلام الحق.

باركَ الله لي ولكم في القرآنِ العظيم, ونفعنا بما فيهِ من الآياتِ والذكرِ الحكيم, إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم, أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.

  ▪️▪️الخطبة الثانية ▪️▪️

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله رب العالمين, وأشهدُ ألَّا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له, وأشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.

أما بعد/ إخوة الايمان:

تلك المعركة التي خاضها الإمام الحسين ضد الباطل لا زالت مستمرة حتى اليوم، بين معسكر الإسلام الأصيل، ومعسكر النفاق والزيف، بين الحق والباطل، بين الخير والشر، وهي معركة لا تقبل الحياد، وقد حدد شعب الإيمان والحكمة مساره، وحسم خياره وقراره في التمسك بالإسلام في أصالته، التي ثمرتها الحرية والكرامة، ويأبى الاستسلام للطغيان اليزيدي المتمثل بأمريكا وإسرائيل، ويأبى الانضمام إلى معسكر النفاق في الأمة المتمثل بالنظامين السعودي والإماراتي، ولن يحقق الاستقلال والحرية للأمة سوى النهج الحسيني الذي يمثل امتداد الإسلام المحمدي الأصيل.

 

أيها الأخوة المؤمنون: بلدنا- بحمد الله -سبحانه وتعالى- بلد زراعي، ويمكننا إنتاج مختلف المحاصيل الزراعية المتنوعة من القمح، إلى مختلف المحاصيل الزراعية، وبيئتنا بيئة متنوعة على مستوى الجبال، على مستوى المناطق الشرقية، على مستوى الساحل والمناطق التهامية، وهذا يساعد على التكامل في الإنتاج للمحاصيل الزراعية بمختلف أنواعها، وتوفير ما يحتاجه الناس، من أين نحصل على غذائنا؟ من أين نحصل على قوتنا؟ من المحاصيل الزراعية، ومن واجب التجار وبالتعاون من الجانب الرسمي، وبالتعاون مع الفلاحين والمزارعين، مع أبناء هذا الشعب، السعي الجاد لتحريك رؤوس الأموال لصالح دعم الإنتاج الزراعي والمحلي، بدلاً من الذهاب لشراء المحاصيل الزراعية من الخارج، يتوجه الاهتمام لشرائها من الداخل، والعناية بتسويقها، العناية بتحسين الإنتاج، العناية بتوفير الإنتاج، وهذا ممكن، هناك خطط مهمة، يبقى أن تنفذ بالشكل المطلوب من الجانب الرسمي فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، وفيما يتعلق بتطوير الإنتاج المحلي، يبقى أن تنفذ هذه الخطط بتعاون وتظافر للجهود ما بين مؤسسات الدولة وما بين أبناء الشعب، هذا التعاون، وهذا التكاتف، وهذا التظافر للجهود، هو الذي سيوصلنا إلى النتيجة المطلوبة مع الاعتماد على الله -سبحانه وتعالى

 

وفي ختام هذه الخطبة نؤكد على عدد من النقاط: أولاً: نشيد بمبادرة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله) بخصوص محافظة مأرب، وندعو أبناء محافظة مأرب إلى الاستفادة من تلك المبادرة التي تحقق ما فيه خير لهم أولاً، ولأبناء الشعب اليمني ثانياً، وندعوهم إلى دراسة كيفية تحقيقها في الواقع، ثانياً: ندين ونستنكر ما تتعرض له ثروات الشعب اليمني من النهب المستمر من قبل العدوان وأدواته الرخيصة وآخر ذلك قدوم ناقلة نفطية هذا الأسبوع إلى ميناء النشيمة في شبوة لتحميل 950 الف برميل من النفط الخام بقيمة (68) مليار و(500) مليون ريال يمني تذهب لصالح العدوان ومرتزقته، ثالثاً: ندين ونستنكر تواجد جيش الاحتلال البريطاني في محافظة المهرة أو في غيرها من المحافظات اليمنية، وندعو كل أحرار اليمن في الشمال والجنوب إلى النفير وإلى اتخاذ مواقف جادة من كلما يحدث، كما أننا ندعوا المعلمين ورواد الجبهة التربوية أن يواصلوا صمودهم في هذه الجبهة المهمة (جبهة التعليم) وشعبنا اليمني العظيم سيقف وراءهم وسيساندهم لإنجاح العام الدراسي الجديد، ونشيد بخطوة وزارة التربية والتعليم التي أعلنت أنها ستقدم حافز شهري لكافة المعلمين، والله ولي الهداية والتوفيق. هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً},اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم, وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب, وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء, وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين, وعلى آل بيت نبيك الأطهار, وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار, مِنَ المهاجرين والأنصار, وعلى من سار على نهجهم, واقتفى أثرهم إلى يوم الدين, وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين. اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً, ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً, ومن النارِ النجا, اللهم انصر عَلَمَ الجهاد, واقمع أهل الشرك والعدوان والفساد, وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم يا رب العالمين {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} عباد الله: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

 

➖➖➖➖➖ ➖

 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للوعـظ والإرشاد 

بديـوان عــام الــوزارة.

-------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر