مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

في واقعنا اليوم كأمة، واقعٌ واضح، نحن نؤكد أننا في هذه المسيرة المباركة، أننا كشعبٍ يمنيٍ بهويته الإيمانية، ثابتون على هذا الموقف، على هذا التوجه الصحيح:

 

في مباينة الأعداء.

في التصدي للأعداء.

في هذا الانسجام والتكامل والتعاون في إطار محور المقاومة.

وأننا نسعى مع كل إخوتنا في محور المقاومة، ومع كل أحرار الأمة، إلى تعزيز هذا التكامل، إلى تعزيز وتنسيق الجهود، وتظافر الجهود أكثر فأكثر، والإيجابية واضحة، والجدوائية واضحة، والنجاحات واضحة، وقيمة هذا الموقف وهذا التوجه ملموسة، والانتصارات واضحة، وتراجع وهزائم العدو الإسرائيلي، وفشل الكثير من المؤامرات الأمريكية، أمرٌ ملموسٌ في هذه المرحلة.

 

شعبنا العزيز وهو يتحرك، بالتزامن مع عملية (سيف القدس)، وإلى اليوم، في جمع التبرعات للشعب الفلسطيني، بالرغم من الظروف الصعبة جدًّا التي يعاني منها شعبنا، والتي لأجلها تألم سماحة الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله “حفظه الله”، وهو يرى هذا الشعب، بالرغم مما يعانيه، هو يدرك حجم معاناة شعبنا اليمني، يقدم التبرعات من أقسى وأصعب الظروف التي يعانيها، نتيجةً للعدوان والحصار، والحصار على شعبنا قد يكون- ربما- أشد حتى من الحصار على الشعب الفلسطيني، إلا أن شعبنا له هذا التوجه، من منطلق هويته الإيمانية، وثباته الصحيح، ومن منطلق رؤيته القرآنية، وهو يتوجه هذا التوجه الجاد، مهما كان حجم المعاناة ومستوى الظروف، ومستوى التحديات.

 

العدوان الذي يستمر على شعبنا، والذي من أول أهدافه: أن يغير موقف هذا الشعب، فشل حتى اليوم في التأثير على هذا الشعب، وبات شعبنا في موقفٍ متقدم.

 

شعبنا سيستمر في كل المسارات، وعلى كل المستويات، وفي كل المجالات، وبكل ما يستطيع، في الثبات على موقفه، في إطار التنسيق مع محور المقاومة، في التصدي للعدو الإسرائيلي، وللمؤامرات الأمريكية، وشعبنا حين هتف بهتاف البراءة، بهتاف الموت لأمريكا، والموت لإسرائيل، هو يتجه عملياً في التصدي لكل المؤامرات الأمريكية والإسرائيلية، شعبنا معطاء، مهما كانت ظروفه، ومهما كانت أوجاعه، وبحسب ما يستطيع.

 

كما نحن ثابتون كشعبٍ يمني في التصدي لهذا العدوان، الذي تنفذه أدوات أمريكا وإسرائيل، والتي ظهرت متناغمةً، وظهرت في جبهة واحدة في إعلامها، في تنسيقها مع العدو الإسرائيلي والأمريكي.

 

شعبنا اليوم بكل عزةٍ، بكل إيمانٍ، بكل ثباتٍ، متمسكٌ بحقه في:

 

الحرية.

والاستقلال.

والكرامة.

ومتمسكٌ بحق أمته جمعاء، في:

 

الحرية.

والكرامة.

والاستقلال.

والخلاص من العدو الأمريكي ومؤامراته، والعدو الإسرائيلي.

والمعركة واحدة، يظهر أولئك أصحاب موقف واحد:

 

حتى في إعلامهم.

وفي ممارساتهم.

وفي أهدافهم.

ويتضح أيضاً الموقف في السعي للخلاص من المؤامرات الأمريكية والإسرائيلية بشكلٍ واضح.

 

المنطق الأمريكي الإسرائيلي: (أنتم تنفذون أجندة إيرانية) عفى عليه الزمن!

 

نحن في موقفنا الحق ثابتون، ولنا قضية، يأتي الإعلام السعودي ليقول لنا: أنتم تنفذون أجندة إيرانية، قبل ذلك يأتي ليقول لحزب الله: أنت تنفذ أجندة إيرانية، يأتي ليقول لحركات المقاومة في فلسطين: أنتم تنفذون أجندة إيرانية، هذا هو- كما قلنا- منطقٌ إسرائيلي، منطقٌ أمريكي؛ لأنه يصور هذه الأمة أنها حتى عندما تحتل بلدانها، عندما يقتل أبناؤها، عندما تنهب ثرواتها، عندما يصادر استقلالها، عندما تصادر حرية أبنائها، وكأنها ليست صاحب قضية، كأنها لا قضية لها.

 

يحتلون فلسطين، يعتدون على أبنائه، يهددون مقدساته، يقتلون الشعب الفلسطيني كل يوم، يدمرون المنازل كل يوم، يقتلعون أشجار الزيتون والمزارع في فلسطين كل يوم، يفعلون كل التصرفات العدائية بحق الشعب الفلسطيني، ثم يأتي أولئك العملاء ليقدموا الشعب الفلسطيني، عندما يتحرك ليواجه من يفعل به كل هذه الجرائم، من يرتكب بحقه كل تلك الجرائم، من يمارس ضده كل تلك الممارسات العدائية، وكأنه لا قضية له، ويحاولوا أن يكبِّلوه؛ حتى لا يدافع عن نفسه، فإذا دافع عن نفسه، قالوا له: [أنت تنفذ أجندة إيرانية].

 

يأتون ليعتدوا على بلدنا، ويشنوا حرباً عدوانيةً على بلدنا، بشكلٍ مباشر، بدون أي مبررٍ لهم أبداً، يرتكبون أبشع الجرائم، يرتكبون كذلك كل أشكال الممارسات العدائية، يحاصرون هذا الشعب بأشد أشكال الحصار؛ حتى لا يصل إليه غذاؤه إلا بعناء شديد، لا يصل إليه حتى المواد الغذائية والطبية، وغيرها من الاحتياجات، إلا بعناء شديد، لا تصل إليه المشتقات النفطية إلا بعناء شديد، عندما يتحرك هذا الشعب ليدافع عن:

 

أرضه.

وعرضه.

وسيادته.

واستقلاله.

وكرامته.

يقولون له: أنت تنفذ أجندة إيرانية، هذه النغمة قد بليت.

 

الموقف المشرف، الموقف الإنساني، الموقف الشهم، الموقف النبيل للجمهورية الإسلامية في إيران، وهي تقف إلى جانب شعوب أمتنا المظلومة:

 

في لبنان.

وفي فلسطين.

وفي سوريا.

وفي العراق.

وفي البحرين.

وفي اليمن.

وفي غيرها.

 

هو موقفٌ تشكر عليه الجمهورية الإسلامية، هو موقفٌ يدعم مظلومين لهم قضيتهم، لهم مظلوميتهم، هو موقفٌ إنساني، وموقفٌ مسؤول، وموقفٌ أخلاقي، وموقفٌ نبيل، تشكر عليه الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهذه الشعوب هي شعوب مظلومة، لكلٍ منها قضية، لكلٍ منها مظلومية، والأمة فيما بينها معنية بأن تتعاون جميعاً، وأن تتظافر جهودها جميعاً.

 

إن العيب، وإن العار، وإن الخزي، وإن الخيانة، هي في الولاء للعدو الإسرائيلي، هي في تنفيذ المؤامرات الأمريكية التي تستهدف هذه الأمة، هناك الخزي، هناك العار، هناك الولاء المحرم، هناك العلاقة التي ليست مشروعة، التي تمثل- بحد ذاتها- خيانةً للإسلام، وخيانةً للأمة، وخيانةً للشعوب، وخيانةً للعروبة، يا عرب.

 

أما من يدافع عن أرضه، عن عرضه، عن نفسه، عن كرامته، عن استقلاله، عن حريته، من هو مظلوم، من هو مستهدف، فهو في الموقف الصحيح، ويشكر لكل من يسانده أنه سانده.

 

ما هو السلام المطلوب؟ وكيف يتحقق؟

نحن في موقفٍ محق ونحن نتصدى لهذا العدوان، شعبٌ مظلومٌ بكل ما تعنيه الكلمة، ونحن في نفس الوقت منصفون غاية الإنصاف، مطلبنا بسيطٌ جدًّا، عندما يتجاوب له المعتدون على بلدنا، هم لم يقدموا تنازلات، نحن الذي نريده أن يوقفوا عدوانهم علينا، هم يحاربوننا، ويحتلون مساحةً كبيرةً من بلدنا، ويحاصرون شعبنا بأشد حصار، بأشد حصار، هذا كله يشرف عليه الأمريكي، ويشتغل فيه البريطاني، ومن خلفه الإسرائيلي، هذا كله تتعاون فيه بعض الدول الأوروبية، وينفذه السعودي، والإماراتي، ومن معهم، عدوان واضح على شعب كامل، على بلد كامل، احتلال لمساحة كبيرة من أرضه، ومع ذلك حصار خانق لهذا البلد، ومنع لوصول ما لشعبنا الحق على المستوى الإنساني والقانوني في وصوله إليه، من المواد الغذائية، والطبية، والإنسانية، والاحتياجات التي يحتاج إليها في شؤون حياته، وأيضاً في حركاته وتنقلات مرضاه وجرحاه ومسافريه، هذا هو الذي نطلبه.

 

هم دائماً يتحدثون معنا وكأننا نحن من نفتح الحرب، كأننا نحن الذي نعتدي عليهم، ونواجههم، ونحتل بلدانهم، ونمنع وصول الغذاء إليهم، ووصول الدواء إليهم، ووصول المشتقات النفطية إليهم، فيقدمون المبادرات، ويتحدثون على المستوى الإعلامي، أحياناً يتحدث الأمريكي، وأحياناً يتحدث السعودي، ليوجه إلينا النصائح بأن نقبل بالسلام، كأننا في حرب عليهم، وهم في حالة من الدفاع عن أنفسهم، فيطلب منا أن نكف عنهم المساكين!

 

هم من عليهم أن يتوقفوا، السلام يتحقق بأن:

 

يوقفوا عدوانهم على شعبنا.

أن ينهوا احتلالهم لبلدنا.

أن يكفوا عن حصارهم غير المشروع، الذي يمنعون فيه الدواء والغذاء، ويمنعون فيه المشتقات النفطية، والاحتياجات الإنسانية، من الوصول إلى أبناء شعبنا، إلا بعناءٍ شديد.

السلام يتحقق بأن يكفوا عن هذه الممارسات الإجرامية والعدوانية، التي لا مبرر لها.

 

أنتم تريدون السلام، فالسلام يتحقق بأن توقفوا عدوانكم، وترفعوا حصاركم، نحن شعبٌ معتدىً عليه، ومحاصر، ومحتلة مناطق واسعة من بلده، فهل نحن من نتوقف؟! هل نحن الذين تريدون منا أن نتوقف، في الوقت الذي أنتم تفعلون كل ذلك، تواصلون عدوانكم بكل أشكاله، تواصلون حصاركم بشكلٍ شديد، تواصلون احتلالكم لمساحات واسعة من هذا البلد؟! معنى ذلك: القبول بالاستسلام.

 

المعتدى عليه، المحاصر، إذا قالوا له: توقف، يعني: توقف عن دفاعك، يعني: استسلم، يعني: استسلم، وهذا ما يجب أن يعيه الجميع من أبناء شعبنا.

 

أولئك إذا أرادوا سلاماً فالسلام متاح، نحن لا نصر على استمرار الحرب؛ لأن موقفنا في الأساس هو دفاع، منذ بداية العدوان وإلى اليوم نحن ندافع:

 

ندافع عن شعبنا.

ندافع عن بلدنا.

ندافع عن حقنا في الاستقلال، والكرامة، والحرية.

فالسلام يتحقق بأن يوقفوا عدوانهم، وأن يرفعوا حصارهم، وأن ينهوا احتلالهم لهذا البلد، ثم تسوّى بقية الملفات:

 

ملف الأسرى.

ملف تعويض الأضرار.

بقية الملفات.

 

أما عندما يأتي الأمريكي يقدم مبادرات بعيدة عن كل هذا:

 

لا توقف العدوان.

ولا ترفع الحصار.

ولا تنهي الاحتلال.

أو يأتي السعودي ويقدم نفسه وكأنه وسيط، مع أنه ذو دور أساسي في هذا العدوان، متزعم لهذا العدوان على المستوى التنفيذي، والأمريكي مشرف على هذا العدوان، والبريطاني شريك أساسي في هذا العدوان على شعبنا، فمن يأتي منهم ليتحدث عن السلام، وهو في أشد الحصار لشعبنا، وهو مستمرٌ في العدوان والاحتلال، فهو لا يعني شيئاً غير الاستسلام.

 

ولذلك طالما استمر العدوان، وطالما استمر الحصار الخانق، الذي لا يستند:

 

لا إلى قانون دولي.

ولا إلى قرارات مجلس الأمن.

وهو إجراء تعسفي ظالم، وهو مصادرة لحق إنساني وقانوني لشعبنا:

 

في وصول غذائه.

في وصول دوائه.

في وصول احتياجاته.

في وصول المشتقات النفطية إليه.

في حركة المسافرين والمرضى.

من يحاصر أشد الحصار، ويستمر في العدوان، ثم يأتي ليقدم مبادرات شكلية، فهو يخادع، وخداعه لن ينطلي علينا.

 

نحن سنستمر كشعبٍ يمني في التصدي لهذا العدوان، قولوا لشعبنا العزيز: يا شعبنا أنت تعيش المعاناة، أنت تعاني المعاناة الكبيرة لكي تحصل على المشتقات النفطية بعناء شديد، وبأرفع الأسعار، لماذا؟

 

لأن تحالف العدوان يمنع دخول السفن المرخصة من الأمم المتحدة، التي قد فتشها هو، تحالف العدوان يمنع دخولها إلى ميناء الحديدة لتوصل لك النفط، لتوصل لك المشتقات النفطية، لتوصل لك البنزين والديزل، حتى لا يصل إليك إلا بعناء، وتهريب، ومشقة بالغة جدًّا؛ لكي تعاني؛ لأنهم يريدون أن تبقى معانياً:

 

تعاني في الحصول على احتياجاتك.

وتعاني بأن تكون هذه الاحتياجات بأرفع الأثمان.

وعندما منعوا دخول السفن المحملة بالمشتقات النفطية، والمواد الغذائية والطبية، إلى ميناء الحديدة، هم يفعلون ذلك تعسفاً، سفن تحصل على الترخيص من الأمم المتحدة، تفتش، ثم تمنع لا تدخل، أحياناً يسمحون لبعض السفن بالدخول بعد كم؟ بعد أربعة أشهر، ستة أشهر، عام من الانتظار في عرض البحر؛ وبالتالي تكون تكاليف انتظارها فيما يسمونه بالدمرج، وتكاليف الإيجار بالغة جدًّا، تضاف على قيمة البضائع، فترتفع الأسعار بشكل كبير، وهم يفعلون لهذا الهدف؛ لأنهم يستهدفونك كشعبٍ يمني، هم يستهدفونك يريدونك أن تتضرر، أن تعاني؛ لأنهم أعداؤك، لأنهم في حربٍ معك.

 

واجبك يا شعبنا العزيز، ومسؤوليتك يا شعبنا العزيز أن تتصدى لهم، وهم في هذه الحرب الظالمة عليك، أن ترفد دائماً جبهات التصدي لهم، والتصدي لزحوفاتهم، التصدي لهم؛ لكيلا يكملوا احتلال هذا البلد، العمل لإجبارهم على وقف هذا العدوان، ووقف هذا الحصار، أن ترفد تلك الجبهات بالمزيد والمزيد، وبشكلٍ مستمر، من الرجال والمال؛ لأن هذا هو موقفك الذي سيفرض عليهم أن يراجعوا حساباتهم.

 

نحن لن نألوا جهداً في أن نتصدى لهذا العدوان؛ لأنه عدوانٌ ظالم، يرتكب أبشع الجرائم بحق شعبنا، ولأنه عدوانٌ بأهدافه المشؤومة يسعى لاحتلال بلدنا، والسيطرة علينا كشعبٍ يمني، ولأنه يعذب شعبنا، ويحاصره أشد الحصار، يعاني المريض ليحصل على الدواء، ويعاني من يدير المستشفى في أن يشغل إمكانات المستشفى، فلا يحصل حتى على الديزل إلا بعناء شديد، يعاني أبناؤه كل أشكال المعاناة، سنتحرك، ولن نألوا جهداً.

 

وطريق السلام معبَّدٌ، واضحٌ، جاهزٌ، من جانبنا، أوقفوا عدوانكم، وارفعوا حصاركم، وانهوا احتلالكم، لتنتهي المشكلة، إذا فعلتم ذلك ما الذي سيحصل؟ هل هذه تنازلات مجحفة بحقكم؟ هل هي كارثة عليكم؟ هل هي مصيبة عليكم؟ يمكن أن تكون هناك إشكالية بالنسبة لكم، في أنكم فشلتم، وهزمتم، ولم تتمكنوا من تحقيق أهدافكم المشؤومة، والشيطانية، والإجرامية، والعدوانية، على هذا الشعب العزيز.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

الذكرى السنوية للصرخة 1442

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر