مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية

وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 

قطاع الإرشاد

الإدارة العامة للخطباء والمرشدين

خطبة الجمعة الثانية من شهر ذي القعدة 1443هـ

التاريخ / 11 / 11 / 1443هـ

المـوافـق / 10 / 6 / 2022م 

الـرقــم / ( 62 ) 

......................................

(الخطبة الأولى)

بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ

الحَمْدُ للهِ الَّذَي لاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ القَائِلُونَ، وَلاِ يُحْصِي نَعْمَاءَهُ العَادُّونَ، ولاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ الُمجْتَهِدُونَ، ‏الَّذِي لاَ يُدْركُهُ بُعْدُ الهِمَمِ، وَلاَ يَنَالُهُ غَوْصُ الفِطَنِ، الَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَلاَ نَعْتٌ مَوْجُودٌ، وَلا وَقْتٌ مَعْدُودٌ، ‏وَلا أَجَلٌ مَمْدُودٌ، فَطَرَ الخَلائِقَ بِقُدْرَتِهَ، وَنَشَرَ الرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ، وَوَتَّدَ بِالصُّخُورِ مَيَدَانَ أَرْضِه، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، شَهَادَةَ إِيمَان وَإِيقَان، وَإِخْلاَص وَإِذْعَان.

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ بَعَثَهُ وَالنَّاسُ ضُلاَّلٌ فِي حَيْرَة، قَدِ اسْتَهْوَتْهُمُ الأهْوَاءُ، وَاسْتَزَلَّتْهُمُ الْكِبْرِيَاءُ، وَاسْتَخَفَّتْهُمُ الْجَاهِلِيِّةُ الْجَهْلاَءُ; حَيَارَى فِي زَلْزَال مَنَ الأمْرِ، وَبَلاَء مِنَ الْجَهْلِ، فَبَالَغَ (صلى الله عليه وآله) فِي النَّصِيحَةِ، وَمَضَى عَلَى الطَّرِيقَةِ، وَدَعَا إِلَى الْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ.

اللهم فصل وسلم عليه وعلى أهل بيته الأطهار في الليل إذا يغشى وفي النهار إذا تجلى وفي الآخرة والأولى، وارض اللهم عن أصحاب رسولك الراشدين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين.

أما بعد/ عباد الله:

أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل فإنها وصية الله في الأولين والآخرين، قال تعالى: {وَللهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللهُ غَنِيًّا حَمِيدًا}واعلموا أنه ليس هناك أحد فوق أو دون أن يُوصى بتقوى الله، ونعوذ بالله أن نكون من أولئك الذين ذمهم الله في كتابه بقوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْـمِهَادُ}

عباد الله الأكارم:

العبادات تنقسم إلى قسمين عبادات الشعائر وعبادات المشاعر، أما عبادات الشعائر مثل الصلاة والصيام والحج والنوافل وقراءة القرآن وهذه العبادات معظم الناس يلتزمون بها، أما عبادات المشاعر فهي الشعور بإخوانك ومساعدتهم ورعايتهم ومحبتهم، عبادات المشاعر أن تحسن إلى الناس وتتفقد أحوالهم، وبها يتميز المؤمن الصادق من الكاذب، ولذا يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (والله ما آمن.. قيل مَن يا رسول الله؟ قال من بات شبعانًا وجاره إلى جنبه جائع).ويقول أيضًا: (من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم)، ويقول: (لن تؤمنوا حتى تحابوا ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: أفشوا السلام بينكم وتواصلوا وتباذلوا)

أيها المؤمنون الأكارم:

لقد اهتم الإسلام بالإنسان وكرَّمه وشرَّفه وفضَّله فقال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}.وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}؛ فأكرمنا عند الله هو التقي الذي يتعاون على البر والتقوى قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.ولعظمة الإسلام وعظمة توجيهاته فقد حث الله الناس على التكافل والتراحم فيما بينهم والاهتمام بالفقير والمسكين واليتيم والإنفاق عليهم، قال تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ}.ولن نصل إلى درجة الطاعة لله حتى ننفق في أوجه البر مما نحب، ومن هنا نجد آباءنا وأجدادنا والصالحين الأوائل أنفقوا من حر أموالهم الكثير الطيب وأوقفوه في مختلف وجوه البر، ونجد أنهم أوقفوا أحسن الأموال وأجودها وهذا يدل على كرمهم وإيمانهم بما عند الله تعالى، قال رسول صلى الله عليه وآله وسلم: ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا عن ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)).

 

والوقف اشتمل على هذه الثلاثة الأشياء.

أيها المؤمنون:

البعض قد يقول من أين جاء الوقف؟! الوقف جاء من قوله تعالى {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}الوقف جاء من قول رسول الله: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا عن ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) الوقف جاء من قول الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} جاء الوقف من قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾ قيل: إن أمير المؤمنين عليًا عليه السلام حفر سبعمائة بئر بيده المباركة ووقفها، ووقفت فاطمة على فقراء بني هاشم وبني المطلب، وعلى أراملهم، وعن جابر بن عبد الله أنه قال: لم يبق أحد من أصحاب رسول الله ممن له قُدرة إلا وقد وقف.

أيها المسلمون:

عندما نتحدث عن الوقف فالبعض يجهل معنى الوقف وحقيقَتَه.الوقف هو: عبارة عن مال سواء كان أرضاً أو عقارًا أو مزرعة أو أيَّ شيءٍ آخر، يقوم المالك بوقف هذا المال أي: حبسه لمصلحةٍ معينة، وهو بذلك يَخرجُ من ملكه، وتكون منافعُهُ خاصةً ومحبوسةً لِمَا أُوقِفَ له.فمثلًا: قد يُوقِفُ إنسانٌ عقاراً على مسجد أو على خدمة طلاب العلم؛ فذلك العقار لا يجوز أن يستفيد منه إلا المسجد أو طلبة العلم، ولا يجوز للمالك ولا لغيره أن ينتهب هذا المال لمصلحته.والكثير منا يعلم بأنَّ أجدادَنا قد أوقفوا الكثير من أموالهم في مصالحَ كثيرة منها: ما هو للفقراء، ومنها: ما هو للمساجد ولابنِ السبيل، ومنها ما هو لمساعدة المرضى والمحتاجين والأرامل، بل إن هناك وقفًا لِحَمَامِ مكة، والأوقاف في اليمن تتجاوز المائةَ مصرف، وفي صنعاء فقط أكثر من سبعين بالمائة من أراضيها أوقاف، وأكثر من سبعين بالمائة أيضًا من الأوقاف في اليمن وللأسف منهوبة ومغتصبة.

أيها المؤمنون:

الله الله في أموال الوقف فحافظوا عليها وأعيدوها إلى مستحقيها؛ فلو أدينا هذه الأموال وأعدناها إلى أصحابها لاحتلت الكثير من المشاكل الاقتصادية التي نعاني منها اليوم، ولو راجع كل واحد منا نفسه وسلّم أموال الله لما رأينا في مجتمعنا فقيرًا أو مسكينًا، ولأدخلنا السرور على قلوبهم، وإن من أوجب المغفرة إدخالَك السرور على قلب أخيك المسلم، ولأن الله حكيم فقد وضع لنا نظامًا ماليًا يكفل لنا تغطية كل جوانب النقص وسدَّ حاجات المجتمع، بل وتنمية الموارد واستثمارها وذلك كالزكاة والأوقاف والإنفاق بشكل عام.

عباد الله:

لأهمية الأوقاف ودورها الكبير في تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي وجّه السيد القائد عبدالملك بن بدرالدين رضوان الله عليه الجميع إلى التعاون مع هيئة الأوقاف، فالكل معني بهذا التوجيه ومسؤول أمام الله عن أموال الوقف قال تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} ويقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن حبنا أهل البيت).

أيها المؤمنون:

لا ينجح أي عمل إلا بالتعاون ولذا يقول الله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} فالعمل الجماعي الخالص لله تعالى يحقق المقصود ويرضي المعبود. والأوقاف جاءت من حاجة مجتمعية ماسة، ومن باب من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم، وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم (لرد دانق من حرام يعدل عند الله سبعين حجة مبرورة بعد الإسلام) وها نحن قد لمسنا خلال هذه الفترة القصيرة من عمر هيئة الأوقاف الثمرة الطيبة والجدية والمصداقية في العمل، ولنا أن نتساءل أين كانت تذهب أموال الوقف فيما سبق؟ ومن كان يأخذها؟ وأين كانت تُصرف؟

طبعًا: كان الفاسدون ينهبونها، وما زالت تراكمات فسادهم إلى اليوم، وبالرغم من ذلك إلا أن الهيئة تسعى بكل جهدها لمعالجة الاختلالات، وقد قال رئيس الهيئة في المؤتمر الوطني الأول للأوقاف: "يعلم الله بأننا نبذل قصارى جهدنا في إصلاح ومعالجة الاختلالات"؛ فعلينا أن نثق بهم، وأن نكون عونًا لهم وسندًا، وكما لمسنا الثمرة خلال هذه الفترة القصيرة فإننا سنرى في الأيام القادمة الخير والبركة بمشيئة الله تعالى.

بسم الله الرحمن الرحيم

{وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.

 وبعد/ أيها المؤمنون الأكارم:

التخلص من أموال الوقف واجب ديني وإنساني، وقبل أن يستوقفنا الله يوم القيامة ويقول لملائكته الكرام: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ}، وقبل أن يسألنا عن هذه الأموال والحقوق؛ فإن علينا بمحاسبة أنفسنا اليوم ومراجعتها وإعادة الحقوق إلى أهلها، يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوا أعمالكم قبل أن توزن عليكم)، ويقول تعالى: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا}.

عباد الله الأكارم:

شرع الله تعالى للعباد: (الوقف) وجعله أحد الوسائل المقربة إليه ذات النفع الدائم والأثر المستمر، وذلك لما للوقف من الآثار الكبيرة في رعاية مصالح الأمة الإسلامية في مجالات الحياة المختلفة: (دينًا ودنيا) والتي تحقق مقاصد شرعية كثيرة منها ما يلي: 

عمارة المساجد (بيوت الله) وبنائها وإقامتها وإحيائها ورعايتها والمحافظة عليها لتؤدي دورها الرائد في إقامة أعظم شعائر الله وأكبر معالم الإسلام من الأذان والصلوات والأذكار والجمع والجماعات والخطب والوعظ والتذكير والإرشاد.ومن مقاصد الوقف: حفظ الدين وإحياء تعاليم الإسلام من خلال: 

 1) ما يُجعل من الوقف في الجهاد في سبيل الله تعالى للإنفاق على المجاهدين وجميع مستلزمات الجهاد من سلاح وعتاد ومُؤن. 

2) ما يُجعل في رعاية العلم وأهله من علماء ومتعلمين ودارسين وباحثين. 

3) ما يُجعل في عمارة ورعاية المدارس والمراكز التعليمية والمعاهد والكليات والجامعات التي تدرس فيها العلوم الدينية من القرآن الكريم وعلومه والعلوم الشرعية بكافة مجالاتها المختلفة والمتعددة، وكذلك تدرس فيها العلوم العصرية المتنوعة من الطب والهندسة والحاسوب وبقية العلوم الحديثة التي يعود نفعها على المسلمين عمومًا. ومن مقاصد الوقف أيضًا: أنه يساهم في عمارة ورعاية جميع المصالح العامة من الطرق والمياه والكهرباء والمستشفيات وغيرها. 

أيها المؤمنون:

إنَّ الوقف هو أحد وسائل التكافل الاجتماعي لما له من الأثر في رعاية الفئات المجتمعية الضعيفة التي تحتاج إلى رعاية كالفقراء والمساكين وأسر الشهداء والأيتام والأرامل والضعفاء والصم والبكم والمكفوفين والمعاقين ذوي الاحتياجات الخاصة. وذلك مما يشيع في المجتمع روح الإخاء والمحبة والتعاون، ويحد من الحسد والبغضاء، ويمنع من بقاء المال دُولة بين الأغنياء فقط، ويساهم في معالجة الفقر الذي يعتبر: أحد ثالوث معضلات الحياة والتي هي: (الجهل والفقر والمرض). ويشكل الوقف رافدًا من روافد اقتصاد الدولة الإسلامية، إذ هو أحد الموارد الإنتاجية التي تدفع عجلة الاقتصاد والتنمية إلى الأمام، وتعزز وتقوي الموارد المالية؛ فيساهم في رفع المستوى المعيشي لجميع أفراد الشعب.

أيها المؤمنون الأكارم:

هناك أمور مهمة لا بد أن نفهمها عن الأوقاف بشكل عام، حتى نكون على بصيرة من أمرنا، ويجب علينا أن نوعي غيرنا بهذه الأمور:

أولًا: هل تعلمون أن الأوقاف في اليمن تعرضت خلال قرابة 50 سنة إلى الإهمال والتضييع والنهب بشكل كبير.

ثانيًا: هل تعلمون أن إيجارات عقارات الأوقاف زهيدة جداً جدا مقارنة بالحر، وهذا أسهم في حرمان الفقراء والمساكين والأيتام والمساجد والعلماء وبقية مقاصد الوقف من حقوقهم ومالهم الذي أوصى به الواقفون.

ثالثًا: هل تعلمون أن الظلمة السابقين قاموا بنهب وتضييع كثير من بصائر ووثائق ومسوّدات الأوقاف بغية نهبها وتوزيعها لهم ولأتباعهم.

رابعًا: الآن الهيئة العامة للأوقاف تم إنشاؤها لتصحيح هذا الوضع: (لحماية واسترداد الأوقاف المنهوبة، وتنميتها واستثمارها ثم صرفها في مقاصدها).

خامسًا: الهيئة منذ انشائها قبل عام و4 أشهر فقط نفذت عدة مشاريع بأكثر من 13 مليار ريال، وهذه البداية فقط.والسيد القائد يقول: "ما نأمله من الجميع وما نسعى له: أن يكون هناك مساندة للهيئة من مختلف مؤسسات الدولة وبالذات الجهات ذات العلاقة: القضاء من جانبه، الجانب الأمني من جانبه، المؤسسات الحكومية أو الوزارات التي لها علاقة من جانبها، كل بحسب علاقته ودوره، وهكذا كلما كان الاهتمام بهذه المسألة أكثر كلما تمكنت الهيئة من أداء مسئولياتها مسنودة من الجميع باعتبار هذا من التعاون على البر والتقوى ومن المسؤوليات التي يجب التعاون فيها من كل من له علاقة، من كل من له دور يسهم من خلاله في إقامة هذا الحق وفي رعايته".

 

عباد الله:

تابعتم خبر وصول سفينة جديدة إلى ميناء الشحر بحضرموت لتنهب النفط اليمني حيث أكدت المعلومات التي نشرتها وسائل الإعلام الوطنية أن الكمية المقرر نهبها من ميناء الشحر تزيد حمولتها عن 2 مليون برميل من النفط الخام، وهو ما يزيد عن 270 مليون دولار وهذا المبلغ كافي لصرف مرتبات موظفي الجمهورية اليمنية لشهرين، وهذه السفينة هي الثانية خلال الأسابيع الماضية فقط.

ويأتي وصول السفينة بالتزامن مع تصريحات المرتزقة التي يُحملون فيها صنعاء مسئولية صرف المرتبات، بينما هم من ينهبون ثروات البلد، ويقومون بإيداع أموال الشعب في البنوك السعودية واستثماراتهم في الخارج على حساب معاناة الشعب اليمني، وهذه من المفارقات العجيبة التي تنطلي على البعض من أبناء البلد.

أيها المؤمنون:

إن حديث المرتزقة عن صرف المرتبات هو للمزايدة على حكومة صنعاء، ولو كان يهمهم معاناة أبناء الشعب اليمني لما وقفوا مع عدوه، ولما أيدوا قتل الأطفال والنساء، ولما نقلوا البنك إلى عدن، ولو كان يهمهم أبناء اليمن لحرصوا على صرف المرتبات من إيرادات النفط والغاز التي هي بأيديهم هم، وينهبونها باستمرار منذ بداية العدوان.

أيها المؤمنون:

يقول المرتزقة أن على حكومة صنعاء أن تصرف المرتبات من إيرادات ميناء الحديدة خاصة بعد دخول سفن المشتقات النفطية منذ بداية الهدنة، وهنا نود الإيضاح بأن هذه مغالطات للتغطية على نهبهم لنفط اليمن، كما أن الجهات الرسمية في صنعاء قد أوضحت مرارًا وتكرارًا أن المبالغ التي تحصل عليها من ميناء الحديدة قليلة جدًا، ومع ذلك كانت ولازالت حكومة صنعاء ملتزمة بتوريدها لبنك الحديدة، وتقوم بصرف نصف راتب بين الحين والآخر بعد تجميعها حتى تصل إلى المبلغ الذي يصرف كنصف راتب، فيما الطرف الآخر لم يلتزم بما تم الاتفاق عليه في اتفاق السويد بأن يوردوا إيرادات النفط والغاز إلى نفس البنك ليتم صرف المرتبات.

لذلك علينا أن نعرف من ينهب ثرواتنا ويزايد على الشعب باسم المرتبات، وأن مطالبتنا لهم بصرف الرواتب ليس معناه اعترافنا بهم، بل لأن إيرادات النفط والغاز بأيديهم، وهي حق للشعب لا منةً منهم ولا كرامة، والمفترض أن تعود لصالح الشعب، وليس لحفنة من الخونة والمجرمين ممن خانوا شعبهم ووطنهم.ودائما ما تحدث قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى عن ضرورة تحييد الملف الإنساني بما في ذلك صرف المرتبات؛ إلا أن دول العدوان والمرتزقة يرفضون ذلك، ويستخدمون هذا الملف للابتزاز السياسي والمتاجرة بمعاناة الشعب من أجل مصالحهم الشخصية.

عباد الله:

كما أننا نعبر عن إدانتنا ورفضنا للإساءات المتكررة للرسول محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، والتي كان من آخرها الإساءة إلى رسول الله وأزواجه من قبل أحد المسؤولين في الهند، ومن العجيب أنهم في الوقت الذي بعبدون فيه البقر يتطاولون على أطهر الخلق رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله، وبالتأكيد أنّ مما شجعهم على ذلك هو الواقع السيء للمسلمين، والثقافات المغلوطة التي انطلت على الكثير من أبناء هذه الأمة، وهنا على المسلمين أن يصححوا ثقافاتهم من خلال العودة إلى كتاب الله وإلى رسول الله وعترته أهل بيته، وأن يكون لهم مواقف جادة تجاه كل من يُسيئون إلى رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله. هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاة والسلام عليه فإن الله تعالى يقول: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اللهم فصل وسلم على نبينا محمد عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم، وعلى أخيه ووصيه وباب مدينة علمه مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وعلى زوجته الحوراء فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما الحسن والحسين، وعلى جميع آل رسول الله الطاهرين، وارض اللهم عن أصحاب رسول الله الراشدين من الأنصار والمهاجرين، وأزواجه أمهات المؤمنين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين.

 اللهم يا أول الأولين ويا آخر الأخرين لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا مجاهدًا إلا نصرته، ولا شهيدًا إلا رحمته، ولا مأسورًا إلا فككت أسره، ولا غائبًا إلا رددته، ولا ظالمًا إلا قصمته، ولا مظلومًا إلا نصرته.

 اللهم وارزقنا الشهادة في سبيلك مقبلين غير مدبرين، وعليك بالظالمين والمعتدين والمفسدين في كل مكان وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل وآل سعود ومن تعاون معهم من العرب والعجم أجمعين.

 اللهم وحد صفنا، واجمع كلمتنا، وانصرنا على من عادانا، وأعنا على أداء ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، واسقنا الغيث وأمِّنَّا من الخوف واسقنا غيثًا مغيثًا هنيئًا مريئًا عاجلًا غير آجل تحيي به ما قد مات وترد به ما قد فات.

 

اللهم فرج عن شعبنا وأزل عنه هذه الضائقة الاقتصادية يا رب العالمين، اللهم فك عنا هذا الحصار الخانق المفروض علينا من دول العدوان، اللهم زلزل ودمر دول العدوان ومرتزقتهم من نقلوا بنكنا، وقطعوا رواتبنا، ونهبوا نفطنا وغازنا، ودمروا مؤسساتنا، وارتكبوا بحق شعبنا أبشع المجازر والجرائم يا من أنت على كل شيء قدير، اللهم انصرنا على من جعل خيراتنا وثرواتنا النفطية والغازية ومقدراتنا نهبا لليهود والنصارى والمنافقين يا عزيز يا قدير.

عباد الله:

{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

➖➖➖➖➖ ➖

📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين بديـوان عــام الــوزارة.. 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر