مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ندرك أهمية التقوى وارتباطها في الواقع، أهمية التقوى في الشأن العام، أهمية التقوى في الاستقامة لكي تكون مستقيماً فلا تنحرف عن السلوك القويم، عن الأخلاق الفاضلة والأخلاق الكريمة، وعن المبادئ العظيمة، أهميتها في المعاملات، أهميتها في أعمال الإنسان، وفي أقواله، التقوى ضمانةٌ للاستقامة، وضمانةٌ للصلاح، ضمانةٌ للرشد، ضمانةٌ للسلوك القويم والحسن، فلها أثرها في واقع الحياة ولها ثمرتها في واقع الحياة، تتحقق ثمرتها تلقائياً بما يترتب عليها من قيم، من مثل ما أسلفنا عن العدل، وما يترتب عن العدل من نتائج طيبة في واقع الحياة، وأثرٍ إيجابي في واقع الحياة، كذلك يترتب عليها آثار وبركات ورعاية إلهية وعد بها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم، مثلما قال سبحانه وتعالى:

{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} (الأعراف:96) هذا وعدٌ من الله سبحانه وتعالى، بالإيمان والتقوى يتحقق هذا الوعد الإلهي، إضافة إلى ما سيتحقق تلقائياً وواقعياً وعملياً، هناك ما يزيد على ذلك، البركة من الله سبحانه وتعالى {لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} وتعظم الرعاية الإلهية، ويُنزِّل الله من خيره الواسع للناس في حياتهم ما يحقق لهم السعادة، ما يحقق لهم الخير، ما ينعمون به في الحياة.

يقول الله سبحانه وتعالى أيضاً وهو يؤكد ارتباط التقوى بآثارها في واقع الحياة، في واقع الإنسان: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا. وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}(الطلاق:2ـ3) لربما البعض في حساباته الخاطئة يرى في سلوكٍ معين أو في موقفٍ معين ، أو في تصرفٍ معين، هو بعيد عن التقوى فيه أن يظلم أو يُفسِد أو يَفسُد أو يتجنَّى على الآخرين، أو ينحرف، يرى أن ذلك وسيلة يعتمد عليها بُغية الوصول إلى مكاسب معينة لتحقيقها، مكاسب مادية مثلاً، قد يرى أن الطريق للوصول إلى المال هو أن يناصر باطلاً، أو يمارس سرقةً، أو يقبل رشوةً، أو يختلس من مال معين، أو يتصرف أي تصرف ليحقق مكسب من هذه المكاسب التي يريد الوصول إليها، يتصور أنه لا يمكن له أن يحقق لنفسه ما تبتغيه نفسه من رعاية أو سعادة أو ما شابه إلا بتلك الوسائل التي تمثل انحراف أو فساد، أو ظلم، أو ما شاكل. لا. لا.

الإنسان مخطئ، ولو حقق لنفسه مكاسب معينة فآثامها ونتائجها السيئة أكبر مما حصل من خلالها من سعادة أو سَدَّ من حاجة، النتائج السلبية والآثار الوخيمة والعذاب والإثم، جناية كبيرة جناها على نفسه، فيصبح ما حقق لنفسه بجنب ما جنى عليها، وسبب لها، وحمَّلها لا يساوي شيئاً ولا يمثل شيئاً، يمثل التافه اليسير في جنب إثم كبير، وعواقب سيئة وخسارة كبيرة،

 

لكن عندما يلتزم الناس التقوى، تتحقق لهم مكاسب كبيرة، تتحقق لهم السعادة الحقيقية في الحياة، ويتحقق لهم من وراء ذلك الفوز العظيم، والوصول إلى النعيم العظيم، إلى العاقبة الحسنة، إلى رضوان الله وجنته {وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ} (آل عمران:198) بادئ ذي بدء يحقق الله لهم في واقع حياتهم في الدنيا وقبل الآخرة، الحياة الطيبة {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} (النحل:97) ومثلما يقول هنا:

{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} ليس بحاجة إلى أن يبحث لنفسه عن وسيلة أو أسلوب أو طريقة معينة فيها إثم، فيها انحراف، فيها ظلم، فيها فساد، فيها مجانفةٌ للحق ليسلكها، لتكون له مخرجاً من ظرف عُسر، أو من ظرف مشقة، أو من ظرف كرب، أو من ظرف عناء، أي واقع ليس بحاجة إلى ذلك، يتق الله، يتق الله والله برحمته وبفضله سيجعل له مخرجاً، ومخرجاً بطريقةٍ مشرفةٍ وكريمةٍ وسليمةٍ تحفظ له كرامته، وشهامته، وإنسانيته، وقدره وبعيداً عن الإثم والهوان {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} للوصول إلى الرزق.

 الرزق بالطريقة الحلال، الرزق الحلال، الرزق الذي ليس حاله كحال ما هو إثم، كحال المال الحرام، والمكاسب الحرام التي لها تبعات كبيرة جداً وعظيمة، وفظيعة وسيئة، هلاك وشقاء وخزي، وعواقب سيئة في الدنيا ثم في الآخرة. لا. {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} حتى أحياناً قد يأتيه رزقه من حيث لا يتوقع أبداً، ولم يكن يحتسب.

فالتقوى يترتب عليها السعادة الحقيقية، وأثرها هو في الواقع {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} (الطلاق:4) ييسر الله ما تعسر عليك في واقع حياتك، لذلك يجب أن نلتزم التقوى في كل واقع حياتنا، في أي شأنٍ من شئوننا، نلتزم حالة التقوى، لا نتجاوز أمراً من أوامر الله، لا ننحرف عن طريق الله وعن نهج الله، ولا نصنع لأنفسنا التبريرات لفعل ذلك، ولا نتصور أن التقوى حالة شكلية تتحقق لنا بملبس أو ببعض الفرائض أو ما شابه. لا.

 

ثم للوصول إلى جنة الله سبحانه وتعالى، الجنة لا يكفي في الوصول إليها والفوز بها أن يكون الإنسان منتمياً للإسلام ويحسب نفسه من المسلمين. لا. لابد من التقوى، لا يمكن أن يحقق لك ذلك مجرد انتماء مذهبي معين، أو الاكتفاء بقشور وفروض معينة أو شكليات معينة، ثم تَحسِب ذلك كافياً في الوصول إلى الجنة، الله قال عن الجنة: {أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (آل عمران:133) قال عنها: {تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا} (مريم:63)، {مَنْ كَانَ تَقِيًّا}. ولهذا يجب أن ندرك أهمية التقوى، في علاقتها بواقع حياتنا، وفي علاقتها بإيماننا، في علاقتها بآخرتنا، بالدين والدنيا والآخرة.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

ألقاها السيد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

من محاضرة بعنوان التقوى / بتاريخ
2/رمضان/1434هـ

اليمن – صعدة.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر