من الواضح أنَّ الأنظمة العربية- ونعني أكثرها- تفقد الجدية وانعدام الإرادة للتحرك الجاد تجاه ما يجري في فلسطين، في غزة، هذا شيءٌ واضح، أكثر الأنظمة العربية لم تتوفر لديها الجدية، ولم تمتلك الإرادة للتحرك الجاد بحجم المسؤولية وكما ينبغي، ولو في الحد الأدنى؛ ولذلك حتى مع القمة الأخيرة، التي هي عنوان قمة طارئة عربية إسلامية لـ 57 دولة، لم تخرج بأي موقفٍ عملي، أو إجراءٍ عملي، وهذا أمرٌ محزن، وأمرٌ مخزٍ، قمَّة يقولون عنها: أنها تمثل كل المسلمين، المليار وأكثر من نصف مليار مسلم، تمثل 57 بلداً عربياً وإسلامياً، وقمَّة طارئة، وتخرج فقط ببيان، بيان فيه مطالبة، مطالبة كلامية، بدون أي مواقف عملية، هل هذه قدرات 57 بلد مسلم وعربي؟! هل هذه هي قدرات وإمكانات وثقل ودور أكثر من مليار ونصف مليار مسلم وعربي؟! أن يخرجوا ببيان يمكن أن يصدر من مدرسة ابتدائية، يمكن أن يصدر من شخص واحد، يُصدِر بياناً يطالب فيه، ويناشد فيه، ويقدِّم ما قدَّموا فيه، ليس هناك أي إجراء عملي.
بل عندما تقدَّمت بعض الدول، منها: الجزائر، وتونس، والعراق، بمقترح لصيغة أقوى، لصيغة أفضل، تتضمن بعض الخطوات العملية، وهي بسيطة جدًّا حتى، رفضت بعض الدول الأخرى، وفي مقدِّمتها: السعودية، رفضت ذلك؛ ليكون كل ما تخرج به تلك القمة، بذلك الاجتماع الذي يمثل 57 بلداً، هو بيان عادي جدًّا جدًّا سَخِرَ منه الإسرائيلي، ولم يبال به، ورأى فيه أنه يراعيه، الإسرائيلي أخذ هذه الرسالة من تلك القمة: أنهم يراعونه، وأنهم يكبِّلون هذه الأمة لكيلا تتخذ أي إجراء عملي، ولا تقف أي موقف حازم، ولو في الحد الأدنى.
لم يرق موقف بعض الدول العربية إلى مستوى موقف بعض الدول غير العربية، وغير الإسلامية، إلى موقف كولومبيا، إلى موقف بعض الدول من أمريكا الجنوبية، التي قطعت علاقاتها مع إسرائيل، وقاطعت العدو الصهيوني، وكان لها موقف قوي، أقوى من كثيرٍ من الأنظمة العربية في التضامن مع الشعب الفلسطيني، ومأساته في غزة، إلى هذه الدرجة وصل الحال من التخاذل: إلى درجة أنَّ بعض الدول العربية لا تكتفي بالتخاذل تجاه ما يحصل؛ وإنما لها تواطؤ، تؤاطؤٌ من تحت الطاولة، وبالاتفاق مع الأمريكي، على أن يفعل الإسرائيلي ما يريد في غزة من أجل القضاء على المجاهدين في غزة، وإخراجها تماماً من سيطرة المجاهدين؛ لتبقى تحت السيطرة الصهيونية، سواءً بطريقة مباشرة، أو عبر السلطة الفلسطينية، التي لا تمتلك السيطرة في الضفة، حتى تمتلك السيطرة في غزة، فهناك تواطؤ من بعض الدول العربية، وهناك كذلك دورٌ سيءٌ في إعلامها، لا يناصر الشعب الفلسطيني، ولا يقف مع الشعب الفلسطيني في غزة، دور سلبي واضح.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
كلمة القاها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي
بمناسبة تدشين الذكرى السنوية للشهيد 1445