مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

التحرك الأمريكية والإسرائيلي في اتجاه السيطرة على الأمة ليس فقط تحركًا عسكريًا، بل هو استهدافٌ شامل، اتجه ليس فقط لاحتلال الأرض، وإنما لاحتلال النفوس، والسيطرة على الإنسان في: فكره، وثقافته، ورأيه، والسيطرة على هذا الإنسان في مسارات حياته وفي وضعه بشكلٍ كامل.

 

السيطرة على الوضع السياسي في منطقتنا، والسيطرة اقتصاديًا، والسيطرة إعلاميًا، والسيطرة في كل المجالات وفي كل الاتجاهات، وسيطرة معادية، ليست سيطرة بهدف إرادة الخير لهذه الأمة، والسعي لما فيه مصلحة هذه الأمة، إنما هي سيطرة العدو على عدوه، وعدوٌ -في الوقت نفسه- حاقد ومستكبر، ومجردٌ من كل القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية، عدوٌ يسعى إلى السيطرة العسكرية علينا بشكلٍ تام، وأن تتحول منطقتنا هذه التي تحتل وتتبوأ موقعًا جغرافيًا مهمًا على مستوى العالم، أن تكون أهم المناطق فيها، وأهم المواقع فيها قواعد عسكرية يجعل فيها جنوده، ويسيطر من خلال ذلك سيطرةً تامة.

 

يسعى على المستوى السياسي إلى السيطرة الشاملة علينا كأمةٍ إسلامية في هذه المنطقة العربية بالدرجة الأولى، وفي سائر العالم الإسلامي، وليس ليهتم بنا على الوضع السياسي، حينما يتحكم بواقعنا السياسي يعمل على هندسة هذا الواقع بكل ما يضمن له السيطرة التامة علينا، الانتقام منا كأمةٍ مسلمة، والإذلال لنا، والتصميم والهندسة لواقعنا السياسي فيما يضمن له إضعافنا والوصول بنا إلى حافة الانهيار.

 

كيف يهندس واقعنا السياسي؟ يصنع واقعًا سياسيًا مأزومًا، مليئًا بالمشاكل، غارقًا في النزاعات، تعيش القوى والمكونات فيه حالةً من التباين الشديد، والتنازع على كل المسائل والأمور، والخلافات الساخنة، والأزمات المعقدة، حتى نتحول إلى أمة مأزومة تعيش دائمًا المشاكل المتفاقمة في واقعها السياسي؛ حتى لا تتمكن أبدًا أن تنهض، ولا أن تبني نفسها وواقعها. يشجع الانقسامات، يغذي المشاكل، يعمل على اختلاق المزيد منها، يوسع دائرة الانقسامات تحت كل العناوين، يشجع على الصـراعات، ويتجه لبعثرة هذه الأمة وتفكيكها.

 

على المستوى الثقافي والفكري والإعلامي: يسعى إلى السيطرة التامة على الإعلام، على المدارس والجامعات في مناهجها، يسعى إلى السيطرة حتى على الخطاب الديني.

 

– في الجانب الإعلامي يسعى إلى أن يسيطر على كل النشاط الإعلامي في داخل الأمة، على الإعلاميين أنفسهم في أدائهم الإعلامي؛ فيتحولون -فيما يكتبون- إلى أقلام تخط له كل ما يخدمه، كل ما يبرر له مواقفه وسياساته ومساراته العملية، كل ما يساعده على استغلال الأمة، وعلى تدجين الأمة، وعلى السيطرة على الأمة، كل ما يتوافق مع كل خطوة يخطوها لضـرب هذه الأمة، كل ما يضلل هذه الأمة ويغطي على الحقائق ويزيف الوقائع، على مستوى الإعلاميين في نشاطهم الإعلامي: في التحليلات، في المقالات، في الطرح الإعلامي في كل البرامج والأنشطة الإعلامية، أن يتحول إعلاميو هذه الأمة إلى أبواق ينفخ فيها؛ فتكون صوتًا له، تتكلم بما يخدمه، يما يخدع الرأي العام، بما يصنع رؤية مغلوطة في أوساط الأمة، ونظرة خاطئة وغبية تجاه كل تحركات هذا العدو، بما يقلب الحقائق التي هي حقائق كبيرة وحقائق مهمة، والانخداع فيها والتضليل فيها له تداعيات كبيرة في مواقف الأمة، كل ما يساعده على تكبيل هذه الأمة والانحراف بها عن مساراتها الصحيحة في مواقفها، ومشاريعها العملية، واهتماماتها؛ فيدجِّنها له ويخضعها له.

 

في المدارس، في المناهج: على مستوى المناهج المدرسية والجامعية، وعلى مستوى -أيضًا- ما يحمله المدرسون من آراء وأفكار، ما يقدِّمونه إلى التلاميذ والطلاب، التضليل للمدرسين، والتأثير عليهم، والسعي لأن يحملوا آراء خاطئة، وثقافات مغلوطة، ومفاهيم سلبية، كلها تسهم في سيطرة الأمريكي على منطقتنا، وفي خدمة الإسرائيلي، ولصالح السياسات الأمريكية والإسرائيلية.

 

والاتجاه -أيضًا- إلى الطلاب -كذلك- لتنشئتهم على مفاهيم ترسِّخ فيهم الولاء بإخلاص لأمريكا، والنظرة بإيجابية إلى العدو الإسرائيلي، نظرة خاطئة ونظرة مغلوطة، والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يصنع وعيًا ونورًا لهذه الأمة، وفهمًا صحيحًا لهذه الأمة تجاه واقعها وتجاه أعدائها.

 

على مستوى الخطاب الديني: يسعى العدو إلى السيطرة عليه، فتكون هناك أقلام وكتابات، -وأيضًا- هناك أنشطة لعلماء سوء من علماء السلاطين، من علماء البلاط، من علماء الضلال الذين يعملون لصالح العدو، تصدر فتاوى تدجِّن هذه الأمة لأعدائها ولعملائهم، تسعى -أيضًا- بالدفع بالأمة إلى كل ما يتوافق مع نفس السياسات الأمريكية والإسرائيلية: في العداء، في الموقف، في التصرفات، في تبرير السياسات والمواقف، كما نشاهده اليوم في هيئة كبار علماء السعودية، في مفتيها، وهو يسطر كل فترة الفتوى التي تناسب السلطة العميلة لأمريكا، والتي تبرر الموقف الذي يتجه في نفس السياق الذي رسمته أمريكا وأرادته إسرائيل.

 

وهكذا سعي للسيطرة الشاملة، وهذه السيطرة تهدف -أيضًا- -وبشكلٍ رئيسي- إلى انتزاع كل عناصر القوة، وكل ما يساهم في بناء هذه الأمة لتواجه هذا العدو. أسلوب خطير جدًّا للسيطرة الشاملة والكاملة، أخطر من الاقتصار على السيطرة العسكرية، لو كان التوجه الأمريكي والإسرائيلي توجهًا عسكريًا بحتًا، ليس إلى جانبه سعي في كل المسارات والاتجاهات، ليس إلى جانبه سيطرة: فكرية، ثقافية، نفسية، صياغة للإنسان بما يعبِّده لهم، بما يحوِّل دوره في هذه الحياة في كل اهتماماته وطاقاته، وفي كل ما يمتلكه من مؤهلات وعناصر لخدمتهم، لو كان التحرك عسكريًا فحسب لكانت المسألة هينة وبسيطة، ولكنه تحركٌ شامل، وتحركٌ شيطاني، وتحركٌ مدروس يستغل حالة الغفلة في هذه الأمة عن فهم طبيعة هذا الصراع، وما تحتاج إليه الأمة بحسب طبيعة هذا الصـراع وأسلوبه ومساراته واتجاهاته ومجالاته.

 

السيطرة على المستوى الاقتصادي؛ حتى تتحول كل ثروات وإمكانات هذه الأمة، وبالذات المواد الخام: سواءً البترول، أو غيره من المواد الخام في منطقتنا تتحول لصالح العدو، ونتحول نحن في واقعنا الاقتصادي إلى مجرد سوق استهلاكية، وأمة تستهلك ولا تنتج، ولا تبني لها اقتصادًا حقيقيًا، أمة عطَّلت في داخلها الإنتاج والاستغلال والاستفادة من خيراتها وثرواتها، فثرواتها كمواد خام تتجه لصالح العدو، يستغلها هو، يستفيد منها، ويصدِّر إلينا بعضًا منها كسلع، ندفع له قيمتها بثمن باهض جدًّا، ومع ذلك نعيش حالة دائمة من الأزمة الاقتصادية، والمشاكل الاقتصادية، والمحنة الاقتصادية التي تجعل منا أمة فقيرة ومعانية وبائسة وشقية، وأمة تعيش الكثير والكثير من المشاكل والأزمات، تُفرض عليها سياسات اقتصادية تعتمد على الربا، تعتمد على الاستيراد بشكلٍ تام وتعطيل الإنتاج والبناء الاقتصادي، تعتمد على سياسات إدارية خاطئة جدًّا؛ ينتج عن ذلك بطالة بشكلٍ واسع ومتفشٍ، وحالة من الضياع بشكلٍ كبير والبؤس والعناء الشديد، الذي يساهم في نشوء: مشاكل اجتماعية، ومشاكل اقتصادية، وبيع للضمير، وبيع للأخلاق، وبيع للوفاء، وبيع للولاءات، وبيع للمواقف، وارتهان وخنوع لصالح الأعداء.

 

وهكذا في كل المجالات وفي كل الاتجاهات سعي لسيطرة شاملة في كل واقع حياتنا، وفي كل مسارات عملنا ونشاطنا في هذه الحياة، أرادنا الأمريكي والإسرائيلي أن نكون نحن وكل ما بأيدينا وكل ما نسعى له في هذه الحياة لهم، تحت سيطرتهم، تحت تحكمهم، وأن يكونوا هم المتحكمين في كل شؤون حياتنا، وفي كل مسارات أعمالنا، نفعل ما يريدون منا أن نفعل، نقف الموقف الذي يريدون لنا أن نقِفه، نوالي من يريدون منا أن نوالي، ونعادي من يريدون منا أن نعادي.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

في الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين 1439هـ

مارس 19, 2019م


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر