مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

عندما نأتي إلى معوقات الإنتاج، يمكن أن نستعرض بعضاً منها، للحديث أيضاً عن معالجاتها، من أكبر ما يهدد عملية الإنتاج الداخلي، سواءً على مستوى القطاع الزراعي، أو الثروة الحيوانية، هو النزوح والهجرة الكبيرة من الأرياف إلى المدن، وهذه مشكلة خطيرة جداً، وكثيرٌ من الأسر التي تنزح وتهاجر من الريف إلى المدينة ليست بحاجة إلى ذلك، هناك البعض لهم ظروف استثنائية، مثلاً: في ظل العدوان هناك أسر اضطرت بسبب ما يحصل في مناطقها، أو سيطرة الأعداء على مناطقها، أو مشاكل وخطر يهدد حياتها، أو نحواً من ذلك، أو بعضهم لهم ظروف عملية، أو ظروف صحية فرضت عليهم ذلك، لكن الكثير من الأسر نزحت من غير ضرورة؛ إنما بهدف الراحة في المدينة، والحصول على فرصة التعليم والخدمات؛ لأنها متوفرة بأكثر من الريف، طبعاً نحن نسعى، وسنحرص بشكلٍ مستمر، أن تتجه الجهات المعنية بالاهتمام بالأرياف بشكلٍ أكبر، على مستوى الخدمات في مسألة الطرق، في مختلف بقية الخدمات: الخدمات الصحية، الخدمات التعليمية، خدمات المياه... إلى غير ذلك، وهذا- إن شاء الله- سيستمر العمل عليه، إضافةً إلى أملنا أن يركز المستثمرون، الأهالي في المبادرات المجتمعية التي يتعاونون فيها مع الجهات الرسمية، الكثير من الجهود تصب نحو العناية بالأرياف.

 

من الخطأ الفاحش الاستراتيجي التوجه نحو التكدس في المدن، هذا يسبب الكثير من المشاكل الاقتصادية، والمشاكل الصحية، والمشاكل الاجتماعية، والمشاكل الأخلاقية، ويترتب عليه مفاسد كبيرة جداً، هذا التكدس الهائل في صنعاء وفي مختلف المدن أمر سلبي جداً، يعطل- إلى حدٍ كبير- عملية الإنتاج الزراعي، الكثير يتكدسون في شقق، لم يعد باستطاعتهم أن ينتجوا على المستوى الزراعي، تركوا مزارعهم، وتركوا أيضاً ما كان لديهم سابقاً من المواشي، كان بإمكان الإنسان في الريف أن يزرع، بإمكانه أن يربي الثروة الحيوانية، بإمكانه أن ينتج، وهذا يفيده، ولاحظوا بمجرد أن تصل أسرة إلى المدينة وتستأجر في شقة تواجه أعباء كبيرة اقتصادية: كلفة الإيجار، متطلبات المعيشة اليومية التي تضغط بشكلٍ كبير، حق الماء، حق الكهرباء، أشياء وتكاليف إضافية تمثل عبءً عليها، وفي مقابل موارد للدخل محدودة، موارد محدودة للدخل.

 

بينما يمكن حتى في بعض المناطق التي لها ظروف تستدعي الهجرة منها، ممكن أيضاً تفعيل الهجرة من الريف إلى الريف، إلى مناطق أفضل على المستوى الزراعي مثلاً، قد يكون البعض مثلاً في قرية معلقة في رأس جبل، لديهم ظروف صعبة جداً، وبحاجة إلى أسباب للمعيشة، ولكن يمكنهم بدلاً من الهجرة إلى المدينة، الهجرة إلى الريف، إلى منطقة زراعية، يشتري له مزرعة، أرض يستصلحها كمزرعة، وفي مناطق لا تزال الأراضي فيها، الأراضي الزراعية رخيصة، يستطيع البعض أن يشتري أرضاً صالحة للزراعة، وأن يزرعها، وأن يكون منتجاً، وأن يربي الثروة الحيوانية، إلى جانب المزرعة يقتني أبقار، أو أغنام، أو ماعز، أو غير ذلك، البعض إبل، ويصبح لديه ثروة زراعية، وثروة حيوانية، ودخل مريح، فيواجه مشكلة الفقر بهذه الطريقة الصحيحة، بطريقة عملية.

 

فالهجرة من الريف إلى المدن من أكبر الأخطاء، مسألة سلبية جداً، لها آثار سلبية جداً، حتى على المستوى الأخلاقي والديني الفساد ينتشر في المدن، وكثيرٌ من الظواهر السلبية، وكثيرٌ من القيم تتضاءل وتتلاشى في المدن، فالبقاء في الأرياف، وحتى عند الضرورة الهجرة من الريف إلى ريفٍ أحسن، هذه مسألة مهمة جداً، مع الاتجاه بالعناية بالخدمات في الأرياف لمساعدة الناس على البقاء فيها.

 

هذه مسألة يجب أن تستمر فيها التوعية، أن تأخذ الاهتمام اللازم في المناهج التعليمية، في الأنشطة الإعلامية، وأن يكون هناك اهتمام بها من الجميع.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة الدروس الرمضانية، بتاريخ 22 رمضان 1442هـ

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر