مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية

وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 

قطاع الإرشاد

الإدارة العامة للخطباء والمرشدين

--------------------------------

🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️

العنوان :(الذكرى السابعة للصمود)

التاريخ / 22 / 8 /1443ه‍ـ 

الموافق / 25 / 3 / 2022م

الرقـم / ( 50 )

( الـرابـعـة مـن شـعـبـان ) 

......................................

(الخطبة الأولى)

بسم الله الرحمن الرحيم

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَظْهَرَ مِنْ آثَارِ سُلْطَانِهِ وَ جَلَالِ كِبْرِيَائِهِ مَا حَيَّرَ مُقَلَ الْعُقُولِ مِنْ عَجَائِبِ قُدْرَتِهِ، وَ رَدَعَ خَطَرَاتِ النُّفُوسِ عَنْ عِرْفَانِ كُنْهِ صِفَتِهِ، ونشهدُ ألَّا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ شَهَادَةَ إِيمَانٍ وَإِيقَانٍ، وَإِخْلَاصٍ وَإِذْعَانٍ، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرْسَلَهُ وَ أَعْلَامُ الْهُدَى دَارِسَةٌ، وَ مَنَاهِجُ الدِّينِ طَامِسَةٌ، فَصَدَعَ بِالْحَقِّ، وَنَصَحَ لِلْخَلْقِ، وَهَدَى إِلَى الرُّشْدِ، وَأَمَرَ بِالْقَصْدِ، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته الأخيار المنتجبين.

أمـا بـعـد/ أيها الأكارم المؤمنون:

يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّـكُم مِّنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ . وَلَنُسْكِنَنَّـكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ}، سبعة أعوام مرت والعدوان الأمريكي الصهيوني السعودي الإماراتي مستمر على شعبنا، سبعة أعوام والغارات تُشَنُ على شعبنا، والجرائم تُرتَكب، والمجازر قائمة على قدم وساق، في كل محافظات اليمن الحرة، سبعة أعوام لم تسلم فيها منطقة يمنية، ولم يسلم فيها فرد يمني من العدوان بالجرائم أو بالحصار، سبعة أعوام شُنت فيها أكثر من 270 ألف غارة على اليمن، خلفت أبشع الجرائم التي فاق فيها العدوان كل فراعنة الزمان وقساة القلوب، وتجاوز كل القيم والأخلاق والأعراف والقوانين، وخَسِرَ كل المجرمون عبر التاريخ رصيد إجرامهم أمام إجرام هذا العدوان، وانكشفت عورة كل المتشدقين بالإنسانية والحقوق والحريات، ونُزع الغطاء عن الحضارة الغربية وأوليائها التي تقوم على قتل وتجويع وترويع شعوب بأكملها، سبعة أعوام لم يسلم في اليمن منها الرجال ولا النساء ولا الأطفال ولا الحيوانات، لم تسلم فيها الأعراس ولا مناسبات العزاء ولا مخيمات النازحين ولا الأسواق ولا المساجد والمدارس والجامعات، ولا المستشفيات والمرافق الصحية، ولا الطرقات والجسور، ولا محطات الوقود ومحطات الكهرباء وآبار وشبكات المياه والاتصالات والسجون والمعالم الأثرية والأسواق والمصانع والمخازن، ولم تسلم فيها مزارع الحبوب والخضروات والفواكه، ومزارع الأبقار والأغنام والخيول والدجاج، ولم تسلم فيها حتى دار رعاية المكفوفين وحتى المقابر وحشدوا علينا المرتزقة من كل أصقاع الأرض.

سبعة أعوام قتلوا فيها الآلاف من اليمنيين بلا حرمة ولا ضمير ولا رقابة، وقتلوا الآلاف من الأطفال والنساء، واحترقت كل أقنعة المنظمات التي تدعي الإنسانية والدفاع عن حقوق الإنسان والطفل والمرأة، ومنعوا مئات الأصناف من المواد المستوردة من الدخول، ومنعوا دخول الأجهزة الطبية والأدوية، ومنعوا آلاف المرضى من الخروج للعلاج، وأغلقوا الموانئ والمطارات، وحاصروا الملايين ومنعوا عنهم الغذاء والدواء والوقود، ولو استطاعوا منع الهواء لمنعوه، وهو عدوان أُعلن من أمريكا، ورأسه المدبر له هي أمريكا، وقلبه النابض ومشاعره المتدفقة بالحقد والإجرام هي إسرائيل، وأقدامه وأياديه هم الأعراب، وأذنابه مرتزقة باعوا الدين والوطن وباعوا الغيرة والعزة في أسواق النخاسة وأصبحوا عبيد العبيد. 

عباد الله:

ما هي جريمة هذا الشعب؟ وما هو الذنب الذي ارتكبه شعب الإيمان حتى يفعل به المجرمون ذلك؟ ولماذا كل هذا الحقد والإجرام؟

لأننا فقط كفرنا بأمريكا، وآمنا بالله واستمسكنا بعروته الوثقى، ورفضنا أمريكا، وخضعنا لله، جريمتنا أننا لا نؤمن بأمريكا وطغيانها، ولا نؤمن بوجود سرطان في جسد الأمة اسمه إسرائيل، جريمتنا أننا نلتزم بتوجيهات الله وحده، وأننا نرى أنفسنا عبيداً له وحده، ونرفض العبودية لطواغيت الأرض، جريمتنا أننا ننفذ أوامر الله حين يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء} وحين يقول: {وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ}، جريمتنا أن الرسول صلوات الله عليه وآله قال فينا: (الإيمان يمان والحكمة يمانية) وما نقموا منا إلا كما قال الله: {وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}، جريمتنا أننا نرفض التخلي عن المقدسات الإسلامية، ونرفض أن

 

نخون فلسطين والأقصى، ونرفض التطبيع والتطويع، ونرفض التخلي عن قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا وثوابتنا الإسلامية.

نعم.. تلك هي جريمة الشعب اليمني، وتلك هي التهم المنسوبة إليه، كما قال قوم لوط يتهمون لوط (عليه السلام): {إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ}، واليمنيون تطهروا من دنس العمالة والخيانة والانحلال الأخلاقي الذي سقط فيه الأعراب، جريمتنا التي ينسبوها إلينا شرف وفخر لنا، تُهمتنا هي نفس التهم المنسوبة إلى الأنبياء والأزكياء والصالحين، ولأننا سلكنا خط إبراهيم وموسى ومحمد، ورفضنا طريق المنحرفين المحرِّفين، وسنبقى أولئك المتمسكين بكتاب الله وطريق الأنبياء، ومنطقنا منطق إبراهيم: {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}، ما دمنا في رضا الله فلا خوف ولا قلق، وسنبقى أكثر ارتباطاً وولاءً لله ولرسوله ولأهل بيته، وستبقى ثقافتنا وسلوكنا ومواقفنا قرآنية نبوية، وسنزداد تمسكاً بذلك، ولذلك صمدنا نحن الحفاة المستضعفون؛ لأن سندنا وعوننا هو الله بقوته وجبروته وشدة بطشه، وقد أوهن كيدهم: {ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ}، ونكَّسَ كل كبرياءهم، وكان عون الله وقوته سر صمودنا، وكان سر صمودنا الثاني: أن هيأ الله لنا ولياً من أوليائه يقودنا لمواجهة المجرمين كما قال تعالى: {وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً} لدينا قيادة حكيمة تشد الشعب دائماً إلى الله، وتربيه على الثبات وتمنحه مفاتيح النصر على المعتدين، وتبيِّن له أسباب النصر والفلاح، والخير والرشاد، ولديه الحكمة والبصيرة، والهدى والنور، والعزة والشجاعة، وأولوياته هي: هداية الناس والدفاع عنهم، وكان العامل الثالث للصمود: هو الشعب العظيم الذي التف حول قيادته القرآنية، وارتبط بها كما ارتبط الأنصار برسول الله صلوات الله عليه وآله، وكان العامل الرابع: هم الشهداء وتضحياتهم، الذين تصدوا للمعتدين وبذلوا أرواحهم ودماءهم رخيصة في سبيل الله، وثمناً لحرية وكرامة شعبهم، وكذا تضحيات وآلام الجرحى (الشهداء الأحياء) ومعاناتهم، وكذا المرابطين في سبيل الله ولا زالوا رجال الرجال، على مدى سبعة أعوام وقفوا أمام ترسانة العدو وزحوفه، ينافسون الجبال في ثباتها وصلابتها، ويسطرون دروساً للأجيال عن مخرجات القرآن وقرناء القرآن، وأن الإسلام المحمدي لا يقبل الهزيمة ولا التراجع؛ فكانوا ولا زالوا مدارس الوفاء في زمن الغدر، والصبر في زمن الجزع، عرفوا الله حق معرفته؛ فكانوا سوط عذابه على الظالمين، وأضحوا أمل المستضعفين، وكان من عوامل صمود شعبنا أيضاً أسر الشهداء وأسر الجرحى والمرابطين، الذين صبروا رغم كل المعاناة، وضحوا ليبقى الدين عزيزاً، ويبقى الشعب عزيزاً، وكان من عوامل الصمود صبر الموظفين الذين عمل العدو على قطع موارد البنك ونقله من صنعاء ليقطع مرتباتهم؛ فصبروا هم وأسرهم صبراً كبيراً على كل المعاناة والحاجة، وبقي صمودهم وثباتهم في أعمالهم شاهداً على هويتهم الإيمانية، وكان من عامل الصمود أيضاً تماسك الجبهة الداخلية التي حاول العدو اختراقها وتفكيكها بكل وسيلة ولكنه خاب وخسر، وأفشل الله كل مساعيه، والتزم شعبنا بتوجيهات الله القائل: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا} و {وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}، ولذلك فشلت خططهم التي رسموها لاحتلال شعبنا، وأكبر دليل على فشلها أنها امتدت من أسبوع حسب تقديراتهم إلى سبع سنوات حسب إرادة الله ولم ينجحوا، واستخدموا كل ما بأيديهم من تكنولوجيا مادية فلم تفلح في تركيع شعب أعد ما استطاع وتوكل على الله.

عباد الله الأكارم:

لقد أنعكس كل ذلك الصمود على شعبنا فأثمر وعياً متنامياً، وثقة بالله وتصديقاً بوعوده، وركوناً إليه، وتوكلاً عليه، وولاءً له، ووعياً بخطورة التخاذل والتهاون، ووعياً بأهمية الصبر والصمود لتحقيق النصر، ووعياً بمؤامرات العدو وحقده الشديد على شعبنا، ووعياً بأهمية البناء الاقتصادي وتحركاً نحو الاكتفاء الذاتي، وأثمر تقدماً عسكرياً في كافة الجبهات، وتحقق على مدى سبع سنوات من التقدمات العسكرية بفضل لله ما أذهل العالم؛ ونفذ مجاهدونا أكثر من 13 ألف عملية منها عمليات: (نصر من الله، والبنيان المرصوص، وأمكن منهم، والبأس الشديد، وعمليات النصر المبين، وفجر الحرية والانتصار والصحراء، وغيرها من العمليات)، وقُتل من الغزاة ومرتزقتهم: الآلاف، وتم إحراق وإعطاب أكثر من 17 ألف آلية عسكرية للعدو، واغتنام المئات، وأثمر صمود شعبنا تطوراً صناعياً، حوَّل اليمن من

 

مستورد لكل ما يحتاجه إلى شعب يصنع ما يحتاجه من أسلحة يدافع به عن نفسه، ويكسر غرور المستكبرين، ويتحول الشعب اليمني من مستورد لإبرة الخياطة إلى مصنِّع للصاروخ البالستي والمجنح والطيران المسير ومختلف أنواع الأسلحة، وأصبحت ضربات القوة الصاروخية والطيران المسير تطال العدو في عمقه، وتحول اليمن من لقمة سائغة حسب تقديرات العدو في بداية العدوان إلى لقمة غص بها من حاول ابتلاعها، وصخرة تحطمت عليها كل هيبة سلاحهم وعتادهم، وأصبحت عمليات الردع وكسر الحصار تطال المعتدين ومنشآتهم الحساسة على بعد آلاف الكيلومترات في عمق بلدانهم.

المؤمنون الأكارم: باركَ الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعنا بما فيهِ من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقولُ قولي هذا واستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله رب العالمين, ونشهدُ ألَّا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له, ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.

عباد الله الأكارم:

يستقبل شعبنا العام الثامن، عام الصمود والثبات والانتصار بإذن الله على المعتدين والمتآمرين، عام الوفاء للتضحيات والوفاء للشهداء الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل الله وإعزازاً لكرامة اليمنيين أن تهان، وحتى الآن معظم المناطق قدمت شهداء ومن الوفاء لدمائهم وتضحياتهم أن نثبت ونصبر، وروضات الشهداء اليوم تقدم لنا دروساً، وتخاطبنا فيها دماء الشهداء أن نكون أوفياء مع المنهج والطريق التي ضحوا من أجلها، ومن العيب أن نتخاذل ونتهاون وبين أيدينا تلك التضحيات، وكل ما وصلنا إليه هو نعمة من نعم الله علينا ومن إنجازات المشروع القرآني، وعظمة القيادة القرآنية وعطاء الشهادة وصمود المرابطين، ومن نعم الله علينا أننا عدنا إلى الهوية الإيمانية بعد أن حاول الأعداء عبر أنظمة العمالة سلخنا عنها، وعدنا إلى ما كان عليه الأنصار من النصرة لله ورسوله والبذل والوفاء، وأثبتنا للعالم أن الأنصار خلفوا أنصارًا، وأن تربية النبي صلوات الله عليه وآله لا زالت باقية في هذا الشعب، وفشل العدو في سلخنا عن هوية الإيمان عبر وسائله الكثيرة والخطيرة من بث روح الفرقة والعداء، وضرب الوعي والزكاء، ونشر المفاسد التي تضرب النفوس، ولم يستطع بفضل الله أولاً وبفضل المشروع القرآني والقيادة القرآنية التي لا تألو جهداً في ربط الشعب بهويته وقيمه وأخلاقه.    

أيها المؤمنون:

نتذكر في هذه المناسبة نعمة التخلص من الظالمين والمجرمين والمستبدين في هذا الشعب من سفراء أوصياء، وعملاء خانوا وطنهم، وكانوا أدوات بيد العدو، وولاؤهم لم يكن لله ولا للوطن ولكن للخارج؛ فقدموا ثروات شعبهم ومواقعه الحساسة للعدو، ودمروا اكتفاءه الذاتي وسلاحه ومعنوياته، وحاولوا مسخ هويته، واستبدوا وظلموا وأثاروا الحروب والأنانيات؛ فكان الخلاص من أولئك نعمة من نعم الله، وكان الخلاص من الوصاية الدولية التي كانت مفروضة على اليمن، بينما اليمنيون لم يكن لهم الحق في أن يقرروا ما يصلحهم، ونتذكر نعمة الله علينا بالجهاد في سبيله أمام أكثر الأعداء إجراماً وانحطاطاً: {ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}، وما الذي كان سيحدث في بلدنا لولا الجهاد في سبيل الله؟ ومهما ضحينا وقدمنا وعانينا فإن تكلفة التهاون والاستسلام كانت ستكون أكبر، ولولا خيار المواجهة والجهاد في سبيل الله أمام أولئك المجرمين لكان هناك أضعاف ما قدمنا من شهداء على شكل ضحايا لا تقدم تضحيتهم للأمة شيئاً، ولكننا اليوم نقطف العزة والكرامة والتطور، ونحجز لليمن رقماً صعباً يحسب له ألف حساب.  

الأخوة المؤمنون:

أمام ما نشاهده من جرائم العدوان التي لم تستثن شيئًا في اليمن، ولم تراع أي حرمة، وأمام هذا الحصار المفروض علينا، لو لم يكن إلا فطرتنا التي خلقنا الله عليها لما قعدنا وتخاذلنا، أمَّا ونحن نشاهد أبشع جرائم العدوان والحصار فكيف نسكت ونقعد ونتخاذل، كيف نتخاذل عن الجهاد وأجدادنا الأنصار وثقافتنا القرآن وهويتنا الإيمان العزيز؟ وإن لم يحنِ الجهاد بعد أمام كل ما نشاهد فمتى سيحين؟ ومتى سيجب؟

وها نبارك المراحل الثلاث لعملية كسر الحصار الثانية ونطالب بالمزيد من العمليات الرادعة للعدوان، ومسؤوليتنا في العام الثامن هي مواصلة الجهاد والتحرك بكل قوة وعزيمة حتى تحقيق كامل النصر والتحرر: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}.

عباد الله:

 

جميعنا يدرك أن العدوان في هذه المرحلة يشدد من حصاره الاقتصادي، ويواصل احتجاز ومنع المشتقات النفطية من الوصول إلى البلد، وهو يريد من خلال ذلك إركاع الشعب اليمني، وخلخلة الجبهة الداخلية؛ لذلك على الشعب اليمني أن يعي أن سبب هذا الحصار هو العدوان الأمريكي السعودي، وعليه أن يقوم بواجبه في مواجهة هذا العدو اللئيم الذي لا يفهم إلا لغة القوة والسلاح.

كما ندعو جماهير شعبنا في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات إلى المشاركة الفاعلة والقوية في مسيرات ومظاهرات يوم الصمود الوطني، غداً السبت إن شاء الله؛ لأن مظاهرات شعبنا، ووقفاته، وخروجه الكبير، من أبرز الشواهد على حيويته، وشجاعته، ووعيه، وفاعليته، وتصميمه، وعزمه، وقراره الحازم، بالتصدي لهذا العدوان، ولنقول: أننا قادمون في العام الثامن، من موقعٍ متقدمٍ بفضل الله “سبحانه وتعالى”، على مستوى التصنيع العسكري، وعلى مستوى التقدم الميداني، وعلى مستوى الوعي الشعبي، وعلى مستوى الزخم العسكري، وعلى مستوى الإنجاز الأمني، وعلى مستوى الصمود الاقتصادي، وعلى مستوى الثبات السياسي، وعلى مستوى الالتزام بالموقف الإيماني، قادمون، لا متراجعين، ولا يائسين، ولا محبطين، قادمون بإذن الله تعالى، ومتقدمون إلى الأمام، قدماً قدماً لإنجازاتٍ أكبر، وانتصاراتٍ أعظم، ونجاحاتٍ أكثر، وثباتٍ أقوى، بإذن الله “سبحانه وتعالى”، كل ذلك بتوكلنا على الله، وبثقتنا به، {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}.

وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً},اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم, وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب, وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء, وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين, وعلى آل بيت نبيك الأطهار, وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار, مِنَ المهاجرين والأنصار, وعلى من سار على نهجهم, واقتفى أثرهم إلى يوم الدين, وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.

اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً, ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً, ومن النارِ النجا, اللهم انصر عَلَمَ الجهاد, واقمع أهل الشرك والعدوان والفساد, وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.

عباد الله: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

➖➖➖➖➖ ➖

 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين

 بديـوان عــام الــوزارة.

-------------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر