مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً} (الأعراف: من الآية205) لاحظ أليس هنا توجيهات للنبي (صلي الله عليه وعلى آله وسلم) كونه هادياً، ومعلماً، ومبلغاً للرسالة هذه، أن يكون دائماً دائم التذكر لله، {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً} تضرعاً إليه وخيفة منه، {وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} (الأعراف: من الآية205) ما كان جهراً، أو دون الجهر من القول، جاء في مقامات أخرى جهراً وعلناً، وسراً في النفس. {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ} هنا توجيه بالقضية هذه أكثر، تذكر ربك في نفسك، الذكر النفسي شيء آخر غير التذكر باللسان، وقد يكون على هذا النحو وإلى درجة دون الجهر من القول.

{بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} (الأعراف: من الآية205)؛ لأن مهمتك متوقفة على أن تكون دائماً مرتبطاً بالله، ودائم التذكر لله، وبالنسبة له هو أن يبقى متواضعاً لله، يكون دائماً منشغلاً بتقديسه لله؛ لأن القضية خطيرة إذا انفرد مع نفسه، وهو يرى المقام العظيم الذي هو فيه، يوجه بذكر الله باستمرار حتى لو لم يتمكن أن يتكلم، يذكر الله في نفسه، تسبيح لله، وتقديس له.


{وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} الإنسان إذا غفل يؤثر جداً غفلته عن الله على مهمته، وعلى نظرته إلى الله، ونظرته إلى نفسه، إذا كان من الغافلين معناه أنه قد صار منقطعاً إلى نفسه، وحصل خلل فيما قدمه و [تخربطت] الأمور.


والذكر هنا يقدم في كثير من المواقع في حالات له أثر نفسي، أثر نفسي، يعني: أنه يقدم أكثر من أن يقدم في مواقع هي مواقع مضاعفة حسنات مثلاً، أو مضاعفة ثواب، يقدم الذكر مرتبطاً بقضايا يكون مثلاً الأخطاء فيها كبيرة إذا الإنسان ناسي لله، أو يهتدي فيها وهو يذكر الله وهو متذكر لله، فقيمة الذكر هنا ينطلق من نفسه دائماً مستشعراً معه التعظيم لله، التقديس لله، الإجلال لله، استشعار الحاجة إلى الله، استمداد الهدى من الله، وليس فقط يسبح على أساس سبحان الله الذي يدوِّر لعشر حسنات! هذه قضية ثانية، هو يعلم قضية الثواب هو يأتي من عند الله، يوجد فارق كبير بين أن تسبح وقد في ذهنك عشر حسنات، عشر حسنات، عشر حسنات، إلى آخره .. هنا قد تسبح وأنت ناسي أن يكون تسبيحك بالشكل الذي يكون له أثر في نفسك، يكون يتجه إلى ترسيخ في نفسك لعظمة الله، وقدسيته، وجلاله؛ لهذا كان مؤثراً جداً الأسلوب هذا.

تجدها هنا في مقام: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً} هل المقام هنا مقام حديث مضاعفة حسنات أو ماذا؟ مقام تأثير نفسي، {فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} الغدو: أوائل النهار، الآصال: آخر النهار، {وَلا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ} (الأعراف:206). صدق الله العظيم، إلى هنا.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

[الدرس التاسع والعشرون من دروس رمضان]

ألقاها السيد / حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ 29 رمضان 1424هـ
الموافق 23/ 11/2003م
اليمن ـ صعدة.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر