مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

وحينما نأتي للحديث عن موضوع التطبيع مع إسرائيل، الذي يعني: العلاقة مع العدو الإسرائيلي، علاقةً قائمةً على أساس الشراكة والتحالف، وتعزيز الروابط في كل المجالات، هذا هو المعنى الحقيقي لما يقصدونه بالتطبيع مع إسرائيل، علاقة مع العدو الإسرائيلي قائمة على أساس الشراكة في المواقف والتوجهات، وقائمة على أساس تعزيز الروابط في كل المجالات، وهذا ما يعبر عنه القرآن الكريم بالولاء المحرم شرعاً، وهذا ما يعتبر- في واقع الحال- خيانةً لأمتنا الإسلامية، وتآمراً حقيقياً ومؤكداً على قضاياها الكبرى؛ لأن هذا الارتباط وهذه العلاقة: هو ارتباط وعلاقة مع عدو، عدوٌ لا شك في أنه عدو.

 

التطبيع.. معناه ونتائجه إذا جئنا إلى مسألة التطبيع والعلاقة مع إسرائيل، وماذا يعني ذلك؟ وماذا يترتب على ذلك؟ تأتي أمامنا عدة نقاط:

 

أولاً: لا يمكن أن يكون هناك تطبيع مع إسرائيل، وعلاقة مع العدو الإسرائيلي؛ إلَّا ويكون ذلك على حساب القضية المركزية للأمة، وهي: قضية فلسطين، ومظلومية الشعب الفلسطيني، وما يهدد المقدسات في فلسطين: من تدنيس لها، وهدم لها، وسيطرة مباشرة عليها من جانب العدو الإسرائيلي، لا يمكن أبداً علاقة مع إسرائيل، وتطبيع مع إسرائيل، وشراكة مع العدو الإسرائيلي؛ إلَّا على حساب هذه القضية، ومعنى التطبيع مع إسرائيل، والعلاقة مع إسرائيل، والشراكة مع إسرائيل: الاعتراف بهذا العدو من موقعه محتلاً لفلسطين، ظالماً للشعب الفلسطيني، مقتطعاً لأرضٍ هي جزءٌ من أرض الأمة الإسلامية، ومهددٌ لمقدسات هي من مقدسات الأمة، يدنسها، ويسيطر على بعضها بشكلٍ مباشر، ويهدد ما بقي منها بالتخريب والدمار، هذه حقيقة واضحة، وجلية، وبيِّنة، ولا خلاف في ذلك، لا يمكن أبداً أن ينكر ذلك إلَّا جاحد، أنت تعترف يا من يريد التطبيع مع إسرائيل، ويا من هو مطبع- بالفعل- مع إسرائيل، وبات له علاقة بالعدو الإسرائيلي، أنت تتعامل معه في الوقت الذي هو محتل وعدو، ويظلم شعباً هو جزءٌ من هذه الأمة- في كل يوم- ظلماً مستمراً، على مدى عقود طويلة من الزمن وهو يحتل أرض هذا الشعب، تلك الأرض التي هي جزءٌ من هذه الأمة، وشعبها جزءٌ من الأمة، وما يجري عليه هو ضد الأمة بكلها؛ لأن أي استهداف لأحدٍ أو جزءٍ من أبناء الأمة، هو استهدافٌ لهذه الأمة بكلها، أي احتلال من أعداء الأمة الإسلامية لأي بلد، أو قطر، أو منطقة من العالم الإسلامي، هو استهداف للأمة الإسلامية بكلها، ويتعلق بالأمة جمعاء مسؤولية بحسب ومستوى التهديد تجاه ذلك.

 

فهذا أول نتيجة للعلاقة مع العدو الإسرائيلي: أن ذلك- بلا شك- على حساب القضية الفلسطينية، فيما تعنيه هذه القضية من تهديد للمقدسات، من تنازل عن قطعة من أرض الأمة الإسلامية، وتمكين العدو منها، وأيضاً يمثل خيانةً للشعب الفلسطيني، الذي هو جزءٌ من هذه الأمة، ويعاني أشد العناء، ومظلوم على مدى عقود من الزمن، ويستمر هذا الظلم بحقه.

 

النتيجة الثانية: للعلاقة مع العدو الإسرائيلي، والتطبيع مع العدو الإسرائيلي: تتمثل في العداء لكل من يعادي إسرائيل، ولكل من يتبنى التوجه التحرري في الأمة، والسعي لإنقاذ هذه الأمة من سيطرة إسرائيل، ومن هيمنة أمريكا وسيطرة أمريكا، وهذا واضح، ما إن يتجه طرفٌ ما إلى التطبيع مع إسرائيل؛ إلَّا ويصبح مساره مساراً آخر، والذين لهم دورٌ بارزٌ وأساسي باتوا يقفون على النقيض وبعداء شديد لمن يعادي إسرائيل، وبناء على هذا كان موقفهم من حزب الله في لبنان، وبناء على ذلك كانت مواقفهم السلبية تجاه حركات المقاومة في فلسطين، وبناء على ذلك باتت حملاتهم الإعلامية الممنهجة المسيئة إلى الشعب الفلسطيني عموماً، وبناء على ذلك باتوا يعادون كل الأحرار من أبناء الأمة في أي بلد: في سوريا، أو في العراق، أو في إيران… أو في أي بلدٍ عربيٍ أو مسلم، كل من يتجه توجهاً حراً، معادياً لإسرائيل، مناهضاً للهيمنة الأمريكية؛ يتخذونه عدوناً.

 

النتيجة الثالثة: هي أنهم سيتحركون على أساس تنفيذ الأجندة والمؤامرات والمشاريع التي تسعى إسرائيل وتسعى أمريكا لتحقيقها في المنطقة، وللشغل عليها في واقع هذه الأمة، أمريكا وإسرائيل لا تتعاطى مع هذه الأمة بإيجابية، حتى يفكر البعض من المنتسبين لهذه الأمة في التفاعل الإيجابي، أو التعاطي الإيجابي، أو التعامل على أساسٍ من علاقةٍ محترمة، وشراكة… وما إلى ذلك. لا، أمريكا وإسرائيل تتحرك في واقع هذه الأمة، وفي هذه الساحة بأطماعها، بنزعاتها الاستعمارية، وهي تحمل العداء لهذه الأمة، ولها في سبيل تحقيق أهدافها الكثير من المؤامرات، والأجندة، والمخططات، والمشاريع العملية، والأنشطة الواسعة التي تساعدها في تعزيز سيطرتها على هذه الأمة، ستستفيد من عملائها أولئك لينفِّذوا الكثير والكثير، ليموِّلوا بالمال، ولينفِّذوا عملياً وعلى كل المستويات، وفي كل المجالات: على مستوى القتال، على مستوى التحرك الإعلامي، على مستوى الهجمات ذات الطابع الفكري والثقافي التضليلي… بكل الوسائل، وفي كل المجالات، سيتحركون لكل ما تريد منهم أمريكا وإسرائيل أن يتحركوا فيه؛ ولأن موقفهم من الأساس- هذه العلاقة مع العدو الإسرائيل، وهذا التطبيع مع العدو الإسرائيل- هو من أساسه موقفٌ يتناقض كلياً مع مبادئ أمتنا الإسلامية، مع قيمها، مع أخلاقها، حتى مع أحكام الشريعة الإسلامية، وحتى مع القوانين والدساتير في بعضٍ من هذه البلدان، وهو أيضاً شذوذٌ عما عليه شعوب هذه المنطقة، فهم يعملون بكل جهد إلى تحويل المسألة هذه إلى مسألة مقبولة في أوساط الشعوب؛ حتى تتقبلها بلدان المنطقة، وشعوب المنطقة، وبالتالي يحتاجون إلى أجندة كثيرة، إلى شغل واسع: شغل إعلامي، وشغل على المستوى التعليمي والتثقيفي، شغل تضليلي بالتأكيد؛ لتضليل شعوب المنطقة، وأنشطة متعددة، منها: صناعة العدو البديل، صناعة عدو بدلاً عن العدو الحقيقي الذي هو العدو الإسرائيلي، ويحوِّلون عداء الأمة له، وهذا ما يفعلونه اليوم: يبحثون عن بدائل، ممن؟ من أبناء الأمة؛ ليوجِّهوا السخط عليها، والعداء لها، والكراهية لها، وليحشدوا طاقات الأمة في هذا السياق، ومَن يختارون؟ يختارون من يعادي إسرائيل؛ ليدفعوا بالأمة إلى العداء له، وإلى النظرة السلبية عليه، ويستخدمون عناوين، العناوين ليست إلَّا للاستغلال: عناوين سياسية، عناوين دينية، عناوين مناطقية، عناوين عرقية… كل العناوين إنما يستغلونها، لكن الهدف الحقيقي هو أنهم يقفون من هذا الطرف أو ذلك الطرف موقفاً عدائياً لماذا؟ لأنه يعادي العدو الإسرائيل، ولأنه لا يقبل بالهيمنة والسيطرة الأمريكية، هذا حقيقة الأمر.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

أثناء لقائه بحكماء وعقلاء اليمن1440 هـ 13يوليو, 2019م

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر