مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ولم تكن- أبداً- المشكلة لا في الصراعات، ولا في النزاعات، ولا في الأخطار، ولا في جلب المِحن والمشاكل على البشرية هو الحق وأهله، هو العدل وأصحابه. |لا|، الذي يتحمل في الواقع البشري مشكلة الصراع والنزاع، وما يترتب عليه، وما ينتج عنه، والذي يجلب المآسي والويلات والنكبات إلى الواقع البشري، هم قوى الشر، هم قوى البغي، هم قوى العدوان.

 

تصبح الحالة الأخرى التي تتصدى لقوى الشر، تتصدى لقوى العدوان، تتصدى للبغي وأهله، لعناصر الشر، من ينتمون إلى مبادئ الحق، مبادئ العدل، مبادئ الخير الفطرية والإنسانية والإلهية، هم في موقف الحق، الموقف الضروري، الموقف الذي لا بد منه ضمن حكمة الله وعدله، وضمن سننه -جلّ شأنه- بمعنى: لا يتصور أحد أنه عندما نتحدث عن الشهادة، أو عن الجهاد بمفهومه الصحيح، وليس المفهوم المشوه، الإجرامي. |لا|، بمفهومه الصحيح الذي هو تجسيد للحق والعدل والقيم العظيمة، والذي هو وسيلة حماية للمستضعفين، وسيلة وقاية في مواجهة الأشرار والمتسلطين والطغاة والمفسدين والمستكبرين والظلمة.

 

فلا يتصور أحد أن المشكلة هذا الكلام، وشهداء، وجهاد، وما أدري ما هو ذاك… |لا|. ما الذي يتصور البعض أنه يمثل الحل؟ مثلاً: لو افترضنا أن كل ما يرتبط بالخير والقيم والأخلاق والعدل يُعطَّل، ونقُول أنتهى، نترك الحياة هذه للشر وأهله: للمجرمين، للطغاة، للمستكبرين؛ حتى نسلم المشاكل، حتى نهدأ ونرتاح؛ فنمكن الطغاة هؤلاء والمجرمين الذين يستخدمون وسائل القوة والجبروت والبطش والظلم والطغيان والسفك للدماء من أجل فرض تسلطهم وسيطرتهم، ومن أجل تمكنهم من الاستحواذ على كل شيء، والتحكم بكل شيء، لماذا لا ندعهم يتحكمون بكل شيء، يسيطرون على كل شيء، يتغلبون على كل شيء، يحققون أهدافهم؛ حتى نسلم حالة الاصطدام، التي يرى فيها البعض أنها حينما أتى تَبَنٍّ مثلاً لمنطق الحق، وموقف الحق، ومبدأ الحق، والتمسك بالعدل، حدث بينها اصطدام ما بين العدل والظلم، ما بين الخير والشر، ما بين الحق والباطل…

 

المسألة ليست كذلك، يعني لو افترضنا أنه تُرك للأشرار، والطغاة، والمتسلطين، والمستكبرين، والظالمين، والمجرمين، والمتجبرين، والمستكبرين، والعبثيين، واللاهين، والمستهترين في هذه الحياة أن يفعلوا ما بدا لهم، هل يمكن أن يعمَّ السلام والاطمئنان والخير، ونسلم المشاكل، طالما أنه لا يوجد منطق حق، ولا كلمة حق، ولا موقف عدل، ولا ولا ولا…؟!، |لا|. يا أخي المسألة حينها يحدث ما هو أفظع وأسوء وأشد سوءً بما لا يمكن أن يصل إليه خيال، ولا أن يبلغ مداه تفكير أبداً.

 

بمعنى: أن التمكين للمتسلطين والطغاة والمتجبرين والأشرار، لا يحل المشكلة، لا يوقف الصراع، لا ينهي حالة النزاع. |لا|، إنما يمكنهم لممارسة نزغاتهم، دوافعهم، حالة الشر بالنسبة لهم باتت حالة نفسية تنزع إليها وتندفع لها أنفسهم، أصبحت ممارسات اعتيادية، وأصبحت سلوكاً هم عليه، معنى ذلك: أن يمكنوا من ارتكاب ما يريدونه من ظلم، من جبروت، من طغيان، معنى ذلك: أن تعظم المأساة بشكل رهيب جدًّا، وأن تعظم المحنة على البشرية، وأن لا يبقى للعدل وجود، ولا للخير وجود، أن تفسد الحياة نهائياً، هذه كارثة، يعني: من يفكر هذا التفكير الأحمق (أن التمكين للطغاة، والمستكبرين، والظالمين، والمجرمين، والعبثيين، والمستهترين، واللاهين، وغير المنضبطين في هذه الحياة، وغير الراشدين وغير الخيّرين في هذه الحياة، تمكين لهم من كل شيء سيحل المشكلة)، لن يحل المشكلة، بل وأكبر مشكلة، أخطر مشكلة، أعظم مشكلة، ولا يتخيل الإنسان مدى النكبات والويلات والمصائب والمآسي الرهيبة جدًّا جدًّا جدًّا التي ستحل بالناس إن حدث ذلك.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

 

في الذكرى السنوية للشهيد 1439هـ/ 19 / مارس, 2019م.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر