مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

هكذا يجب أن تكون علاقتنا بهذا الكتاب العظيم والمقدس ﴿هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ﴾ [البقرة:2] ﴿إِنَّ هَـذَا القُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ [الإسراء:9] فلا يكون من يصنع توجهنا في الحياة، من يصنع مسارنا السياسي، من يتحكم في تحركنا، في مواقفنا، في سلمنا، في عدائنا، في حربنا، في توجهاتنا في الحياة أعدائنا ونترك هذا الكتاب هناك، هناك فنكتفي بتجويده وما شابه وتقديم جوائز لمن يتلونه في مواسم معينة وانتهاء الأمر.

يكون هذا الكتاب بنوره بهديه الكامل والشامل هو من يصنع توجهنا موقفنا تحركنا أخلاقياتنا تصرفاتنا سلوكياتنا ما نقول ما نعمل، نبني واقعنا على أساس تعليماته، هذا هو القرآن وهديه واسع﴿ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ﴾[النحل:89].

ثم الاتباع، والاتباع قضية أساسية في القرآن الكريم، الاتباع، نتبع هذا الكتاب، تعليماته هي التي نتمسك بها، لا نقبل بآخرين وروابط أخرى توجه وتحكم تبعيتنا، وللأسف هناك فوضى في العالم الإسلامي في منطقتنا العربية، فوضى في قضية الإتباع، أي ناعق، أي صاحب مشروع يمتلك بعض من المؤثرات مالاً أو سلطاناً عوامل مؤثرة أخرى بسرعة يحصل على أتباع ويتحرك بمشروعه، فوضى ليس هناك ضوابط تحكم طبيعة الموقف لدى الفرد المسلم فلا يكون إمّعة.

الرسول صلوات الله عليه وعلى آله فيما روي عنه قال: ((لا تكونوا إمّعة)) قالوا: وما الإمَّعة يا رسول الله، قال: ((أن تقولوا إن أحسن الناس أحسنا، وإن أساءوا أسأنا؛ ولكن إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا)).

هذه الفوضى في قضية التبعية تحكمها أشياء كثيرة جداً، روابط سياسية، روابط طائفية، روابط قبلية، روابط اجتماعية، وبسرعة تحكم طبيعة توجه الفرد المسلم في الحال الغالب - نحن نحكي عن الأعم الأغلب لا نحكي عن كل فرد - فالبعض لأن له روابط سياسية مثلاً هو ينتمي إلى ذلك الحزب، إلى حزب معين، أي موقف يتخذه حزبه يتخذه تبعاً، حق باطل صحيح خطأ أياً كان، القرار التنظيمي والعلاقة التنظيمية هي الحاكمة لطبيعة ذلك التوجه، حتى لو اختلف مع القرآن الكريم ألف اختلاف لا مشكلة، عصبية.. عصبية تحكم طبيعة التوجه لدى الفرد العربي في الحال الأعم الأغلب، ((ليس منا من دعا إلى عصبية)) العصبية في الجاهلية، وورد في الأثر عن تفسير العصبية أن تُعين قومك على الظلم، تتوجه معهم أي توجه، الروابط السياسية العمياء التي لا تقوم على أساس هدى الله وكتاب الله وتعليمات الله.

نرى في بلدنا اليمن حزب يقدم انتمائه على أنه إسلامي، محسوب على أنه حزب إسلامي، في السنوات الماضية كان يتحدث بعض الحديث عن السياسة الأمريكية بشيء من النقد، وينتقد علي عبد الله صالح على ولاءاته لأمريكا على تفريطه في سيادة البلد، ما إن حصل هذا الحزب على شيء من السلطة، على حصة أوفر - وإلا هو كان جزءً لا يتجزأ حتى في الماضي - لكن عندما حصل على حصة أوفر إذا به يتماهى كل التماهي مع السياسة الأمريكية، يؤيدها، يناصرها، يتبناها، يقف نفس الموقف الأمريكي من قضايا مهمة في المنطقة، يصمت عن أشياء كثيرة حتى لا يثير سخط الأمريكي، يعادي الأطراف التي تناهض المشروع الأمريكي والسياسة الأمريكية وتعترض على التدخلات الأمريكية في البلد، في شؤون البلد التي تنتهك سيادة البلد، يعاديها أشد عداء، يقف ضدها بحزم، أعزة على المؤمنين أذلة على الكافرين!.

ونرى كيف يتعامل وزرائه داخل الحكومة مع السفير الأمريكي، وزير الداخلية، وزير العدل، الوزراء الآخرون بكل تماهي وكأنه رئيسهم، وكأنه مالك أمرهم، وكأنه من يقدم لهم كل التوجيهات والتعليمات وهم يتعاملون بالطاعة المطلقة والتماهي الكامل!.

هكذا الروابط العمياء، روابط سياسية عمياء لا تحكمها ضوابط، إذا كان لك انتماء سياسي فلا يكون هو لا يكون انتماء سياسي أعمى لا تحكمه ضوابط، أنت قبل أن تكون حزبياً أنت مسلماً، ارعى ضوابط إسلامك، قبل أن تلتزم سياسات حزبك التزم توجيهات ربك إلهك خالقك، تذكر هويتك الحقيقية، قبل أن تكون خاضعاً لمؤثرات أو روابط قبلية أنت مسلم، اجعل انتمائك الإسلامي قبل كل هوية وقبل كل انتماء، واجعل عبوديتك لله وارتباطك بالله على أنه ربك وإلهك وخالقك ومالكك ورازقك ومصيرك إليه، يحاسبك ويجازيك فوق كل اعتبارات، فوق كل اعتبارات، وإلا ستخسر.. من تحكمه روابط عمياء أسرية، أو قبلية، اجتماعية، أو سياسية، أو طائفية هو خاسر، خاسر.  

لنُرسِّخ في أنفسنا هويتنا الإسلامية قبل كل هوية، وانتمائنا للإسلام قبل كل انتماء، وعلاقتنا بالله ربِّنا إلهنا مالكنا قبل كل مؤثرات أخرى، لا رئيس، لا زعيم، لا قائد، لا مسؤول، لا شيخ، أي صفة أي عنوان لأي شخص هي ثانوية، والأساس في المقام الأول هو هذا العنوان المهم: علاقتنا بالله.

ولذلك؛ التبعية العمياء عندما أُقصي القرآن الكريم كمشروع يجب أن يكون هو المشروع، يجب أن يكون هو المُتبع في الأساس، وعندما نتبع على ضوئه فلا بأس، ما ينسجم مع توجيهاته، ما ينسجم مع المواقف التي رسمها القرآن فلا بأس، لكن ما يخالف القرآن يجب ألا نقبل به تحت أي عنوان من أي جهة، بأي مسمى، هذا هو الموقف الصحيح لأمة مسلمة تقدم نفسها على أنها أمة الإسلام وأمة القرآن، هذا شيء مهم.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من محاضرة بعنوان (القرآن الكريم) 7/ رمضان 1433هـ.

 

القاها السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر