مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية

وزارة الأوقاف والإرشاد

قطاع التوجيه والإرشاد

الإدارة العامة للوعظ والإرشاد

➖ ➖➖➖➖➖➖➖

🎤خـــطـبـــة الجمعة الثالثة ‍/ 17 / ١٢/   1441هـ

 ٧ / ٨ /  ٢٠٢٠م

نقاط خطبة الجمعه

1-في 18 من ذي الحجة السنة 10 للهجرة بعد حجة الوداع نزل قول الله{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكََ...َ} لذلك جمع رسول الله حجاج بيت الله في غدير خم ثم رصت له أقتاب الإبل فصعد عليها وأصعد معه الإمام علي وقال (يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعادمن عاداه وانصرمن نصره واخذل من خذله)

2-إحياؤنا لذكرى يوم الولاية له غايات منها ( الاعتراف بكمال الدين وتمام النعمة والشهادة لرسول الله بأنه قد بلّغ الرسالة وأدى الأمانة وأكمل الحجة

3-التولي الصادق والعملي لله ورسوله والإمام علي وأعلام الهدى يحصن الأمة من التولي لليهود والنصارى

وجهل الأمة في ماضيها وحاضرها بمبدأ الولاية جعلها ضحية لسلاطين الجور

4-لن ترفع الأمة رأسها حتى ترفع يد الإمام علي التي رفعها رسول الله في يوم الغدير ولا يمكن أن تنتصر الأمة وينتصر شعبنا إلا بمبدأ الولاية {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا...َ}ومهم الدعوة للحضور المشرف يوم غد السبت لإحياء هذه المناسبة.

 

(الخطبة الأولى)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا}، وأشهد ألا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين.

أمــا بــعــد/ أيها المؤمنون:

سيكون حديثنا في خطبة اليوم بإذن الله سبحانه وتعالى حول ذكرى مهمة وغالية وعظيمة، هذه الذكرى اعتاد شعبنا اليمني على إحيائها في كل عام، هذه الذكرى هي ذكرى الولاية وعيد الغدير.

وإذا ما عدنا إلى أجواء هذه الذكرى وهذه الحادثة التي حصلت في آخر حياة النبي محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) وتحديدًا في الثامن عشر من شهر ذي الحجة في السنة العاشرة من الهجرة، نجد أن الله سبحانه وتعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}.

هذا الأمر الإلهي وهذا التوجيه الإلهي أتى إلى النبي صلوات الله عليه وعلى آله وأُنزل عليه في آخر أيام حياته ما قبل وفاته بأقل من ثلاثة أشهر، وإذا جئنا للنظرة إلى الدين وإلى تعليمات هذا الدين وإلى أحكام هذا الدين نجد أنها في هذا الزمن كانت قد نزلت، فكل ما يتصل بمسألة التوحيد قد نزل، وأبرز الأحكام الشرعية والإسلامية كانت قد نزلت، مثلًا: أركان الإسلام الخمسة كلها قد قُدمت إلى الأمة: مبدأ التوحيد، ومسألة الصلاة، ومسألة الزكاة، ومسألة الصيام، ومسالة الحج، كلها كانت قد نزلت، والمواقف ذات الأهمية الكبرى من كل كيانات الطاغوت وقوى الشر والباطل، والموقف المتعلق بالكافرين من اليهود والنصارى وكل الفئات الحاضرة في الساحة المحلية والعالمية آنذاك كانت قد نزلت وبشكل حاسم بما في ذلك المواقف ذات الصلة باليهود أو بالنصارى، والنبي صلوات الله عليه وعلى آله كان قد قطع شوطا عظيما ومهما في هذا الجانب حتى على المستوى العملي، مثلا فيما يتعلق بالصراع مع اليهود تحدد الموقف منهم واتخذ عمليا الموقف اللازم منهم، وهُزموا وطرد أكثرهم من الجزيرة العربية، والبعض منهم قتلوا في ظل الحروب معهم، والبعض منهم أرغموا على دفع الجزية واستسلموا للدولة الإسلامية.

فما هو هذا الموضوع المهم الذي لا بد من تبليغه في هذه المرحلة؟ الرسول صلوات الله عليه وعلى آله هو الذي يعلمنا ومنه نعرف ما هو هذا الموضوع المهم، وما الذي فعله بعد نزول هذه الآية المباركة في ذات اليوم نفسه، بل في بعض الآثار في تلك الساعة نفسها، الرسول صلوات الله عليه وعلى آله جمع الحجيج، وأبلغ من قد تقدم منهم أن يعود، وانتظر للمتأخرين حتى اجتمع الكل في صعيد واحد، وفي ساحة واحدة في منتصف النهار، وكل الإجراءات التي عملها الرسول صلوات الله عليه وعلى آله تتناسب تماما مع سخونة هذا النص القرآني، ومع قوة هذا النص وهذا التعبير القرآني (بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) اهتمام كبير وتصرف يعطي أهمية كبرى لما سيُقدم؛ فذلك الاستدعاء وعملية التجميع في تلك الساحة وفي تلك اللحظة بالتحديد، في منتصف النهار في أشد وقت من الحرارة، وتجميع بطريقة تعطي أهمية لموضوع في بالغ الأهمية، ورُصّت أقتاب الإبل لتكون منصةً ومكانًا مرتفعًا يشاهدها جميع الحجاج، ثم صعد عليها رسول الله ومعه شخص، ذلك الشخص هو علي بن أبي طالب، ثم خطب رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله خطابًا تاريخيًا وعظيمًا ومهمًا وهيأ في مقدمة حديثه الذهنية العامة لذلك الموضوع الرئيسي حتى وصل إلى صلب الموضوع، ثم قال لهم: “يا أيها الناس، إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه” ورفع يده ويد علي عليه السلام إلى الأعلى، ثم قال: “اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله” وهذا البلاغ الذي قدّمه الرسول صلوات الله عليه وعلى آله استجابة لأمر الله سبحانه وتعالى في قوله: (بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ والله يعصمك من الناس) يدل ويحمل مضمونا مهما ومبدأ عظيما، وليس من المنطق نهائيا أن تأتي الآية المباركة بهذه اللغة القوية، ويتخذ الرسول صلوات الله عليه وعلى آله تلك الإجراءات التي هي إجراءات استنفار، ثم يقول هذا الكلام ويقدمه بهذا التسلسل، ثم تكون المسألة أنه تحدث عن موضوع طبيعي جدًا، وليس له أي مضمون أو مدلول مهم، هذا ليس منطقيًا أبدًا، وهذا المبدأ العظيم وهذا الموضوع المهم يحتاج إلى أن يتعامل معه الإنسان بإيمان وتقوى وتجرد من الأهواء والعصبيات؛ لأن المسألة مهمة ومحسوب أهميتها بالنص القرآني نفسه، وبالبلاغ النبوي ذاته، وبالطريقة التي قدم فيها الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وسلم ذلك البلاغ.

أيها المؤمنون:

إننا في هذا المقام نؤكد على أهمية إحياء هذه المناسبة العظيمة؛ باعتبار ذلك أولاً من الشكر لنعمة الله سبحانه وتعالى الذي قال في كتابه الكريم: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} فالاحتفال بهذه المناسبة هو من الشكر لهذه النعمة العظيمة من الله سبحانه وتعالى، وهو أيضًا من الشهادة بكمال الدين الإسلامي، أن الله أكمله وأتمه ليتناول كل شؤون الحياة بمختلف مجالاته، ولم يترك جوانب رئيسية ومهمة بدون أن يحدد فيها على ضوء دينه وضمن توجيهاته الهداية اللازمة التي تصلح بها حياة الإنسان، والشهادة بكمال الدين لها أهمية كبيرة فيما تعنيه من الشهادة لله سبحانه وتعالى بحكمته ورحمته وعدله  وقدسيته.

 والاحتفال أيضا بهذه المناسبة والإحياء لها هو أيضا شهادة للرسول صلوات الله عليه وعلى آله بالبلاغ لذلك الأمر الذي أمره الله بتبليغه في الآية القرآنية التي ذكرناها سابقًا، وهو كذلك عملية توثيقية لنقل هذا البلاغ جيلا بعد جيل؛ لأن هذه المناسبة يحتفل بها المؤمنون جيلا بعد جيل على مر التاريخ منذ زمن طويل، وهنا عندنا في اليمن احتفل بها الآباء واحتفل بها الأجداد وتوارثتها الأجيال؛ فالاحتفال بحد ذاته يمثل عملية توثيقية وعملية نقل لهذا البلاغ من جيل إلى جيل، وشهادة للرسول بالبلاغ، وشهادة أيضا وتفاعل مع هذا البلاغ من خلال الإيمان بهذا البلاغ في نصه، وفي مضمونه، وفي مدلوله، وهذه مسألةٌ مهمةٌ جدا.

أيها المؤمنون الأكارم:

عندما نتأمل في سياق آية الولاية: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} نجد أنها أتت بعد النهي والتحذير من تولي اليهود النصارى؛ لأن الله قال قبل هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ * وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} فمن الدلائل المهمة لهذا السياق هو ماذا؟ هو أن ولاية الله ورسوله والإمام علي بن أبي طالب هي فعلاً عندما تملأ القلب ستملأه إيماناً واعياً، وستحصن القلب من أن ينفذ إليه أي ذرة من ولاء لليهود والنصارى أو لأولياء اليهود والنصارى، وستحصن الإنسان من أن يصبح مرتداً عن دينه، وستحصنه أيضاً من أن يصبح طائعاً لأهل الكتاب فيرتد بعد إيمانه كافراً، كما قال سبحانه وتعالى في سورة آل عمران: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} لذلك لا بد من التولي الصادق والعملي لله ولرسوله وللإمام علي عليه السلام؛ لأن ذلك يحصن الأمة من تولي اليهود والنصارى (أمريكا وإسرائيل) واليوم نجد مصاديق ذلك من خلال النظام السعودي والإماراتي ومن يسير خلفهم من صهاينة العرب الذين رفضوا ولاية الإمام علي فكان البديل ولاية أمريكا وإسرائيل، إلى درجة أن يقوم النظام السعودي العميل في هذا العام بمنع المسلمين من الحج في الوقت الذي سمح فيه لدور السينما أن تفتح أبوابها لاستقبال الناس، وفي المقابل لم يحرك هذا الأمر مشاعر الكثير من المسلمين، والسبب في كل ذلك هو الاختلال في مسألة الولاء.

عباد الله:

إنّ جهل الأمة في ماضيها وحاضرها بمبدأ الولاية هو الذي جعلها ضحية لسلاطين الجور عبر التأريخ، وإن رفض الأمة لمبدأ الولاية بمفهومها القرآني ورفضها لمن قال عنه الرسول (هذا) جعلها اليوم تنتظر من أمريكا ومن إسرائيل ومن اليهود أن يحددوا ولاة أمرها، وبالتأكيد أن أمريكا وإسرائيل لن يختاروا حكامًا لهذه الأمة إلا ويكونون بالشكل الذي يخدم مصالح أمريكا وإسرائيل في المنطقة حتى لو أدى ذلك إلى معاداة شعوبهم وتجويعهم وإفقارهم، وغير خافٍ على أحدٍ منا كيف هو حال الكثير من حكام هذه الأمة الإسلامية الذين لا يراعون أي حرمةٍ لشعوبهم، وكيف أن همهم الأكبر هو إرضاء أمريكا وإسرائيل ولو على حساب الدين والوطن والأرض والعرض والمقدسات، وكل ذلك هو بسبب الاختلال الرهيب في مسألة الولاء كما ذكرنا سابقًا.

قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

{بسم الله الرحمن الرحيم * وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}

 

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} والصلاة والسلام على رسول الله محمد، وعلى أهل بيته الذين نهجوا نهجه وساروا بسيرته فأصبحوا هُداة للأمة، ورضي الله عن صحبه المنتجبين، وعلى التابعين له بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد/ أيها المؤمنون:

إن المتأمل لواقع أمتنا العربية والإسلامية يجد أنها تعيش الذل والهوان في عصرٍ هو من أزهى عصور الدنيا، وفي الوقت الذي تمتلك أمتنا العربية والإسلامية كل عناصر القوة من الزخم البشري والموقع الجغرافي وغير ذلك، إلا أننا نجد أن كل ذلك لم ينفع الأمة بشيء والسبب في ذلك هو أنها لم تتولى من أمرنا الله بتوليهم، وبالتالي تحققت فيها دعوة النبي صلوات الله عليه وعلى آله الذي قال في حديث الغدير: (وعاد من عاداه،.. واخذل من خذله).

لذلك إذا أرادت الأمة أن ترفع رأسها من هذا الواقع المؤلم الذي تعيشه فلا بد أن ترفع اليد التي رفعها رسول الله صلوات عليه وعلى آله في يوم الغدير وهي يد الإمام علي ابن طالبٍ عليه السلام، أما غير ذلك فلا يمكن أن ترفع الأمة رأسها، والشواهد على ذلك كثيرةٌ في الماضي والحاضر.

عباد الله:

كما أن من النتائج المهمة للتمسك بمبدأ الولاية والتي أكّد عليها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، هي مسألة النصر والغلبة، كما قال سبحانه وتعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} أيضًا في حديث الغدير نجد أن النبي صلوات الله عليه وعلى آله قال: (اللهم وال من والاه،.. وانصر من نصره) وهذا موضوع مهمٌ يجب أن تعمل به الأمة العربية والإسلامية، وهذا مما نحتاج إليه كشعبٍ يمني ونحن نواجه العدوان الأمريكي السعودي؛ فعلى قدر تمسكنا العملي بمبدأ الولاية، وبقدر حرصنا على ارتقائنا فيها سيتحقق لنا النصر بإذن الله سبحانه وتعالى، وهنا لا بد من أن نستلهم من الإمام علي الذي هزم اليهود وفتح باب خيبر كل معاني الشجاعة والبسالة والقوة، حتى يتحقق لنا ولأمتنا النصر من الله سبحانه وتعالى.

وفي الختام:

ننبه على ضرورة التفاعل والحضور الكبير والمشرف والغير مسبوق في إحياء مناسبة الغدير التي ستقام في يوم الغد في مختلف المناطق والمديريات والمحافظات.

كما ندعوا الجانب الرسمي وخصوصًا وزارة الزراعة وكذلك الجانب الشعبي للاستفادة من الأمطار الغزيرة التي أنعم الله بها على بلادنا في الزراعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي، واستغلال هذه الفرصة بدلا من أن تضيع من بين أيدينا فنكون ممن خسر الدنيا والأخرى.

عباد الله:

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اللهم فصلِ وسلم على سيدنا محمد بن عبدالله، وعلى أخيه الإمام علي، وعلى فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما الحسن والحسين، وعلى جميع آل رسول الله، وارض اللهم برضاك عن صحابة نبينا الأخيار من المهاجرين والأنصار، ربنا لا تدع لنا في هذا اليوم العظيم ذنباً إلا غفرته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شافيته وعافيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا ظالماً إلا خذلته، ولا أسيراً إلا وفككت أسره، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} وانصرنا على أمريكا وإسرائيل وآل سعود وعملائهم من المنافقين فإنهم لا يعجزونك، اللهم ثبّت إقدام إخواننا المجاهدين في مختلف الجبهات، اللهم سدد رميتهم، وكن لهم حافظاً وناصراً ومعيناً يا أكرم الأكرمين، ونسأل الله أن يجعلنا من أوليائه وأولياء رسوله وأولياء الإمام علي (عليه السلام)، {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.

عباد الله:

{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}...   

 ➖➖➖➖➖➖➖

صادر عن الإدارة الـعــامـــة للــوعــظ والإرشــاد قـطـــاع التوجـيـه والإرشــاد بـديــوان عــام الـــــوزارة.

@d_althagafhalqurania


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر