مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية

وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 

قطاع الإرشاد

الإدارة العامة للخطباء والمرشدين

--------------------------------

🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️

الـعـنـوان ( ذكرى الصرخة ؟) 

التاريخ / 26/ 10 / 1443هـ

المـوافـق / 27/ 5 / 2022م 

الـرقــم / ( 60)

خطبة الجمعة الرابعة من شهر شوال 1443هـ

(الخطبة الأولى)

بسم الله الرحمن الرحيم

الْحَمْدُ لِلَّهِ ربِّ العالمين، القائل في كتابه الحكيم: {وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}، والْحَمْدُ لِلَّهِ الذي مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ، وَ مَنْ سَأَلَهُ أَعْطَاهُ، وَ مَنْ أَقْرَضَهُ قَضَاهُ، وَ مَنْ شَكَرَهُ جَزَاهُ، يا ربُ:

لك الحمدُ حمداً أستلذُ به ذكراً وإن كُنتُ لا أُحُصِي ثناءً ولا شُكْـــــــرا

لك الحمدٌ مقروناً بِشِكْرِكَ دائماً لك الحمدُ في الأولى لك الحمدُ في الأخرى

ونشهدُ ألَّا إلهَ إلا الله وحده لا شريك له، ونَشْهَدُ أنَّ سيدنا محمدًا عبدُهُ ورسولُه، أرسلَه بأمرهِ صادعاً، وبِذِكرهِ ناطقاً، فأدَّى أمِيناً، ومضَى رشيداً، وخَلَّفَ فينا راية الحقِ، من تقدَّمها مَرَقَ، ومن تَخَلَّفَ عنها زَهَقَ، ومن لَزِمَهَا لَحِقَ، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته الأخيار المنتجبين.

أمـا بـعـد/ أيها الأكارم المؤمنون:

يقول الله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، عندما يعود الإنسان ليتأمل القرآن فسيجد آيات الله تبين له أنه ليس هناك إيمان لمجرد الإيمان، وليس هناك إيمان يعزل صاحبه في زاوية معينة بعيداً عن تحمل المسؤولية تجاه ما حوله من المنكرات، وليس هناك إيمان ينسجم مع الكفر والضلال والباطل، وليس هناك إيمان بلا مواقف، ولم يتحدث القرآن عن نبي من أنبياء الله أو ولي من أوليائه إلا وسلّط الأضواء على مواقفه ضد الباطل والكفر والشرك؛ لأن الإيمان الحقيقي يدفع حامله إلى أن يكون له موقف؛ فنجد معظم حديث القرآن عن موسى (عليه السلام) يركز على مواقفه في نصرة المستضعفين ومحاربة فرعون وجلاوزته، والحديث عن إبراهيم (عليه السلام) يركز على تكسيره للأصنام ووقوفه في وجه النمرود، والحديث عن نوح وهود وصالح وشعيب (عليهم السلام) وغيرهم من الأنبياء يدور حول مواقفهم في دعوتهم للإيمان ومحاربتهم للكفر والضلال، والحديث عن أصحاب الكهف لموقف وقفوه وصرخة أطلقوها في وجه الباطل، والحديث عن مؤمني آل فرعون وآل ياسين يركز على موقفيهما ضد الباطل، وهكذا تجد القرآن يتحدث ويشيد ويرفع من مكانة من يتحركون لا من يجمدون، ومن يقولون كلمة الحق لا من يصمتون، ولا قيمة عند القرآن لمن يسكتون ويجمدون ولا يقدمون موقفاً ضد المنكر.  

عباد الله:

من يتأمل لواقع الأمة اليوم يجد أنها تسير في ثلاثة مسارات، أولها: مسار العمالة والانبطاح لأعداء الله ورسوله وأعداء الأمة من اليهود والنصارى، وهذا المسار يتزعمه النظامان السعودي والإماراتي اللذان يريدان قيادة الأمة إلى التطبيع المذل والمهين مع عدو لا يريد للأمة سوى الاستعباد والإذلال، ويخالفون الله وأوامره ونواهيه، ويخالفون رسوله صلوات الله عليه وآله الذي كان له أعظم المواقف ضد اليهود والنصارى، ويناقضون الواقع الذي يبيِّن أن هذا العدو لم تجدِ معه لا اتفاقيات سلام ولا غيرها، وهؤلاء انطبق عليهم قول الله تعالى: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً. الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً} وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ.

 

أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} والله هنا يسمي التولي والتطبيع أنه أسوأ العمل، ورغم ذلك يصفون اليهود بالسلام ويصفون الفلسطينيين بالإرهاب، ويفتحون المجالات لليهود ويغلقونها أمام الفلسطينيين، ويدعمون إسرائيل ويحاصرون غزة ولبنان واليمن، ويفتحون لليهود للدخول حتى إلى الأماكن المقدسة ويعتقلون الفلسطينيين، وبذلك ينطبق عليهم قول الله تعالى: {أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} والواقع يشهد إنهم لكاذبون فلن ينفعوا اليهود ولن ينفعهم اليهود إذا ما جاء أمر الله.

المسار الثاني: هو مسار اختار أصحابه القعود والجمود والسكوت والتفرج على واقع الأمة، وهذا ما عليه معظم العرب والمسلمين، الذين يرون أنه لا دخل لهم بما يحدث للأمة، وهؤلاء إذا لم يهتموا بأنفسهم فسيصبح حالهم كحال المسار الأول، وحالهم اليوم كحال قوم صالح (عليه السلام) الذين تفرجوا على صاحبهم وهو يعقر الناقة ولم ينهوا عن المنكر فعمهم الله بالعذاب، والمسار الثالث: هو مسارٌ اختار أصحابه ما اختار الله لهم من الجهاد والصبر والثبات على الموقف الحق، والسير في خطى الأنبياء والأولياء والصالحين، وهو ما عليه محور الجهاد والمقاومة الذي يقف في وجه أمريكا وإسرائيل ومشاريعهم الإجرامية الظلامية المفسدة، وهؤلاء هم من ينطبق عليهم قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}.

أيها المؤمنون:

نعيش اليوم ذكرى أول جمعة انطلق فيها شعار البراءة من أعداء الله في آخر جمعة من شهر شوال عام 1422هـ في مران بصعدة، والذي أطلقه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) الذي تحرك فيما تحرك فيه إبراهيم (عليه السلام) وفيما تحرك فيه الإمام علي (عليه السلام) من تحويل الحج إلى حج إسلامي برفع البراءة فيه من المشركين بأمر من الله ورسوله، وعندما نأتي للحديث عن دلالات ألفاظ الشعار نجد أن هذا الشعار يبدأ بتكبير الله تعالى، التكبير الذي نردده في الأذان والإقامة والصلاة، التكبير الذي يعني التعظيم لله والشهادة بأنه أكبر من كل ما سواه، التكبير لله الذي خلق الكون كله بما فيه من أجرام ونجوم وكواكب، وهو من يملكها وهو من يديرها، هذا الكون الذي فيه من المجرات ـ كما قال العلماء ـ ما لا يقل عن مئة وسبعون مليار مجرة، كل مجرة تحوي ما بين بضعة آلاف من النجوم إلى مائة ترليون نجم، والمسافات بينها تصل إلى آلاف وملايين السنين الضوئية، وقد قال تعالى عن ذلك: {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ} وقال: {فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ. وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ}، فهل يمكن لمن عرف ذلك وغيره أن يعظم سوى الله؟ǃ

التكبير لله الذي يملك أشد وأكبر عذاب عميت عنه الأمة وأصبحت ترى أمريكا عصا غليظة، وتناست عصا الله الأغلظ، وأن عصاه هي جهنم التي قال عنها: {كَلَّا إِنَّهَا لَظَى. نَزَّاعَةً لِّلشَّوَى} وقال عنها: {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ} فكيف يخاف المؤمن ممن ليس بيده ذلك العذاب وينسى عذاب الله؟ǃ التكبير لله الذي بيده الجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، الجنة التي قال الله عنها: {يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}، {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً}، فنحن نكبر الله لتمتلئ قلوبنا بتعظيمه والخوف منه والرغبة فيما عنده، ولا نبالي بكل ما سواه، ثم تأتي بعدها (الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل) حتى يكون لنا كمسلمين موقف مما تفعل أمريكا وإسرائيل، وحتى لا نترك أمريكا تقتل وتعبث ثم لا يكون لنا موقف مما يحدث، بل إن الشعار يعبر عن موقف مهم يتعلق بالأمة كلها في كل قضاياها الكبرى والمصيرية، ونصرخ لنعبّر عن غضبنا مما يحدث للفلسطينيين ولغيرهم من أبناء الأمة، وما يحدث للمقدسات، نصرخ لنشحذ الهمم ونعد النفوس ونستنهض شعوب الأمة كلها لتواجه المخاطر المحدقة بها، والتحديات التي تهدد وجودها نتيجة الهجمة الأمريكية الصهيونية، ثم (اللعنة على اليهود) كما لعنهم الله في كتابه وعلى ألسن أنبيائه، ولأنهم يريدون أن يظهروا بأنهم دعاة الحرية ومنقذو العالم، وملائكة البشر، ونتحرك بكل جد لنصرة الإسلام دين الله الواحد الأحد الذي أمرنا أن نتحرك لنصرته، وقد وعد سبحانه بنصرة الإسلام المحمدي الأصيل ونصرة حامليه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن

 

تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.

باركَ الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفعنا بما فيهِ من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله رب العالمين, ونشهدُ ألَّا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له, ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.

أيها المؤمنون:

المسيرة القرآنية ليست شعاراً يردد أو لاصق فقط، إنما الشعار خطوة عملية مهمة في إطار ثقافة قرآنية نهضوية قدمها الشهيد القائد، ومنذ انطلاقة هذا الشعار في مثل هذه الجمعة حقق الكثير من الأهداف منها:

أنه حقق نقلة نفسية ومعنوية وعملية، وحطم جدار الصمت وانتقل بالأمة من حالة اللاموقف إلى حالة الموقف، ومثَّلَ بداية مدروسة للمشروع القرآني، وكان للشعار أثره في إخراج السفير الأمريكي وجنود المارينز من صنعاء، وأفقدهم تأثيرهم المباشر على هذا البلد، بعد أن كانت السلطة سابقاَ تتسابق برئيسها ومسؤوليها وزعامات بعض الأحزاب فيها إلى التودد والتقرب للسفير الأمريكي، ويناقشون معه قضايا البلد السياسية والاجتماعية، كما حقق الشعار حالة كبيرة من السخط، بينما تعمل أمريكا وإسرائيل على مسح هذه الحالة، ويدفعون بعملائهم من العناصر الاستخباراتية المسماة (قاعدة وداعش) وحتى عملائهم السعوديين والإماراتيين ومرتزقتهم يدفعونهم ليظهروا أبشع في تصرفاتهم، كما أن الشعار فضح أمريكا التي تدعي أنها راعية الديمقراطية في العالم، وإذا بها لم تتحمل دقيقة واحدة في الأسبوع يعبّر بها الناس عن رأيهم وموقفهم من أمريكا.

الأخوة المؤمنون:

إنّ الشعار بنى واقعاً محصناً من الاختراق، وارتقى بالأمة إلى مرحلةٍ استطاعت فيها أن تقف على قدميها، واثقة بالله وثابتة في وجه عدوها؛ فقهرت المستكبرين وأثبتت أن (الإيمان يمان والحكمة يمانية)، وأن اليمن مقبرة الغزاة، وأن الإسلام لا يقبل الهزيمة، ورسخ فينا الثقة بالله، ووجه البوصلة نحو العدو الحقيقي للأمة: أمريكا وإسرائيل اللذان يعملان على حرف البوصلة من خلال النظامين السعودي والإماراتي نحو الداخل. 

عباد الله:

كما أنّ مشروع المقاطعة الاقتصادية ترافق مع الشعار منذ انطلاقته ويجب أن تستمر المقاطعة الاقتصادية لمنتجات الأعداء، ويجب أن تتنامى، وأن لا يستهين أي مسلم بأن يشتري أي منتج للأعداء مهما كان رخيص الثمن؛ فالله تعالى يعلمنا في القرآن كيف يجب أن تكون نظرتنا واهتمامنا حتى بأدق التفاصيل عندما يكون لذلك أثر على العدو؛ فيقول تعالى موجهاً الخطاب للمؤمنين في زمن النبي صلوات الله عليه وآله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا وَاسْمَعُوا ْوَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ}؛ لأن اليهود لديهم نية أن يستخدموا كلمة (راعنا) بمعناها العبري الذي يعني الرعونة والسفه، ويريدون استخدامها في سب النبي صلوات الله عليه وآله؛ فقال الله لهم: {لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا} لتقفلوا المجال على أعدائكم، وكذلك اليوم يجب علينا مقاطعتهم لنقفل المجال عليهم لكي لا يصلوا بأضرارهم إلى أجسادنا؛ فهم يحرصون على إيصال كل داء إلينا، ويحرصون على أن يستخدموا الأشياء التي حرمها الله في منتجاتهم لأن الله لا يحرم إلا الخبائث التي تجلب الضر على النفس والجسد؛ فيقتلون الغيرة والحمية، وتنتشر الأمراض والأوبئة بين أبناء الأمة لتصبح عليلة مشغولة بدائها ولا تتحرك في مسؤوليتها، ويعملون من خلال تلك المنتجات على التقليل من النسل لدى المسلمين، ويفسدون النباتات والتربة بأسمدتهم ومبيداتهم كما قال الله تعالى: {وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ} ولو تابعنا العدو وكيف يهتم بالمقاطعة لنا؛ فقد كان الجيش الأمريكي وهو محتل للعراق يشتري ما يحتاجه من الخضروات مما ينتجه اليهود الصهاينة من أراضي فلسطين المحتلة ويرفض شراء خضروات عراقية، ونرى اليوم كيف يقاطع الغرب روسيا لينهكها اقتصادياً، ولذا يجب أن نهتم بالمقاطعة الاقتصادية رسمياً وشعبياً وأن نهتم بشراء البدائل من منتجات الدول التي لا تملك مشاريع استعمارية، فقط في هذه المرحلة حتى نحصل على الاكتفاء الذاتي، ويجب أن يكون الاهتمام أكبر بالمنتج المحلي؛ لندعم الاقتصاد الوطني؛ ولنحصل على الاكتفاء الذاتي.

وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً},اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى

 

زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.

اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً، ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم يا رب العالمين، واسقنا برحمتك الغيث، وانشر علينا رحمتك وفضلك يا كريم: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.

عباد الله: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

➖➖➖➖➖ ➖

 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين بديـوان عــام الــوزارة.

--------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر