مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع الإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
 
العنوان:(وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً)
التاريخ:24/4/1444هـ
الموافق: 18/11/2022
الرقم(16)

خطبة الجمعة الرابعة من شهر ربيع ثاني 1444هـ
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، الحمد لله القائل في كتابه العزيز: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً}، ونشهَدُ ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، القائل: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}، ونشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه القائل: (الجنة تحت أقدام الأمهات)، اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أمـا بـعـد/ أيها الأكارم المؤمنون:
يقول الله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ . وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} فمسؤولية الأبناء تجاه الآباء مسؤولية كبرى. وهذه المسؤولية تتمثل في الإحسان: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}، وتتمثل في الشكر: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ}، وتتمثل في الرحمة: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ}، وتتمثل في الصحبة بالمعروف: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً}، وتتمثل في الدعاء: {وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}، وهي وصية الله: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ}. وبرّ الوالدين  يُعبّر عن إيمان الإنسان وكرمه وإحسانه ومعروفه وأخلاقه، ويعبر عما يمتلكه الإنسان من علاقة بالله تتمثل في برّه بالوالدين؛ فهذا الموضوع قرنه الله مع عبادته: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}، فالعبادة تبقى لله، وأحق الناس بالإحسان هم الوالدان: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ}، وهم الأولى بالإحسان وخاصة في كبرهما، بعد أن خارت قواهم، وضعفت أجسادهم، ورقّت جلودهم، وضعفت أسماعهم وأبصارهم، وأصبح الأبناء هم الأقوياء والأغنياء، وكانوا قبل ذلك في ضعف وفقر وحاجة إلى الآباء.فالأب والأم هما اللذان سهرا وتعبا وعانيا من أجل الأبناء حتى نبتت البذرة، وأينعت الثمرة، فهل من المعروف أن يتركهم الابن بلا رعاية، بلا اهتمام، بلا إحسان، بلا زيارة، بلا خدمة؟! ألم يكونا في صغرك أكثر الناس شفقة بك ورحمة وعطفاً عليك؟ فلماذا لا تكون أنت كذلك بعدما قدماه لك؟ فقد كنت محتاجاً فسدّوا حاجتك، وجائعاً فأطعموك، وعارياً فكسوك، وحينما أصبحوا في كبرهما محتاجين إليك فهلا رددت المعروف؟.
 {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا}، لا تتأفف ولا تتضجر منهما بل اصبر عليهما كما صبرا عليك، وتحملهما كما تحملاك، ولا ترد عليهما بالكلام القاسي الجارح، بل أكرمهما بالقول الكريم: {وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} وتذكر رحمة الله التي وضعها في قلب الأم لتفزع من منامها عندما تسمع بكاء طفلها لترضعه وتحنو عليه بكل محبة وهي في أشد حالات التعب، وقد كنت أنت ذلك الطفل في يوم ما، وادع الله لهما بالرحمة دائماً سواء كانوا أحياءً أم أمواتًا: {وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}. 
أيها المؤمنون الأكارم:
 إنّ البرّ بالوالدين هي وصية من وصايا الله لعباده: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.ومن البر بالآباء حتى بعد وفاتهم هو الدعاء لهم بالرحمة، ووصلهم بثواب الأعمال لقول النبي صلى الله عليه وآله: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، كما يبقى أثر الأب الصالح على الأبناء حتى بعد وفاته كما قال تعالى: {وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحاً فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ}.
عباد الله:
إنّ من أسوأ العقوق للوالدين: أن يرفض الولد دعوتهما له إلى طاعة الله تعالى، وإلى الصلاة والصيام والجهاد وغيره كما قال الله تعالى: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتْ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}.
وفي زماننا: ما يسمى بالحضارة الغربية - وبئست من حضارة - فقد دمرت مُكون الأسرة، وفككت الروابط بين أفرادها، وأصبح الناس يعيشون فيها كوحوش وكقطع مادية تتحرك وهي خالية من مشاعر العطف والحنان والرحمة، وأصبحت النظرة إلى الإنسان بمقدار النفع المادي الذي يقدمه؛ فينظرون إلى كبار السن كقطع بالية عديمة الفائدة ولذلك يرمونهم في دور العجزة والمسنين بلا شفقة وبلا معروف، وهذا ما يريدونه للمجتمع المسلم أن يتطبع عليه فتصبح القسوة والجفوة هي السائدة، والنظرة المادية بعيداً عن توجيهات الله تعالى هي المنتشرة، أما نظرة الإسلام فقد جعلت لكبار السن حق الملوك في العائلة من التوقير والتقدير والاحترام والمحبة، وتبقى البشرية جميعا بحاجة إلى هدى الله وبيناته لتخرج من مأزقها الذي أوقعها فيه المنحرفون والمحرفون.
عباد الله الأكارم:
كان زين العابدين (عليه السلام) يتوجه إلى الله بأن يعينه ويوفقه للإحسان والبر بوالديه؛ لأنه كان يراها مسؤولية لابد فيها من الاستعانة بالله لتحقيقها. أما مسألة الطاعة فتبقى لله خالصة؛ فإذا حاول الأبوان فصل الابن عن طاعة الله فإن الله لم يأذن بطاعتهما في ذلك: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا} ولكن تبقى لهما الصحبة بالمعروف: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً}، ويبقى الاتباع لله ولمن يسير في سبيله من أنبيائه وأوليائه: {وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ}؛ لأن الله يعلم أنه سيكون من بعض الآباء من يمنع أولاده عن طاعة الله، وعن التحرك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد في سبيل الله لإقامة دينه ونصرة أوليائه ونصرة عباده المؤمنين المستضعفين.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
(فريضة الزكاة)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات ربي عليه وعلى آله الطاهرين, ورضي الله عن صحبه المنتجبين.
أما بعد/ الإخوة المؤمنون:
لقد فرض الله الشعائر العبادية على عباده، وجعل لكل شعيرة هدفاً سامياً عظيماً يجب أن يتحقق في واقع الحياة، ومن تلك الشعائر: فريضة الزكاة التي جعل من أهداف إخراجها هو: أن تتحقق حالة التقارب الاجتماعي والأخوة بين أبناء المجتمع المسلم، وأن تَحُدّ من حالة الكراهية والبغضاء؛ فالفقير الذي يعيش وسط مجتمع لا يبالي به ولا يلتفت لحاله ولبؤسه، ويرى الأغنياء هنا وهناك يتنعمون ولا يبالون بمعاناته؛ فإنه يشعر بالقسوة والجفوة والغلظة وعدم الرحمة، وتتملكه الكراهية والاستياء تجاه أولئك، بينما عندما يشعر أنه سيحصل على شيء من أموال الغني؛ فإنه يشعر بالراحة والطمأنينة والأخوة.
وها نحن نجد آيات القرآن تتحدث عن الزكاة في عشرات المواضع في كتاب الله العزيز؛ لتبين ثمار إخراج الزكاة على الإنسان المزكي فيقول الله عنها: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} فربط رحمته للناس بالصلاة والزكاة وطاعة الرسول، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} فربط الأجر عند الله وإزالة الخوف والحزن بالصلاة والزكاة، وقال تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} فجعل عاقبة الأمور ونتائجها مربوطة بالصلاة والزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقال تعالى: {فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ . الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ} فجعل منع الزكاة شركاً وجحوداً لفرض من فروض الله، ونجد مصداق ذلك في قول النبي صلى الله عليه وآله: (مانع الزكاة وآكل الربا حرباي في الدنيا والآخرة)، فجعل منع الزكاة من أسباب الحرب مع رسول الله، {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً} ومن كان حرباً لرسول الله كان حرباً لله تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}، وهل يطيق الإنسان أن يكون خصمه الله، ومن يحاربه هو الله؟ أم أنه سينهزم حتماً، ويخيب ويخسر في الدنيا والآخرة عندما يخاصمه الله ويحاربه؟.
الإخوة المؤمنون:
يقول النبي صلوات الله عليه وآله: (السخاء شجرة أصلها في الجنة وأغصانها في الدنيا، فمن أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى الجنة، والبخل شجرة نابتة في النار وأغصانها في الدنيا، فمن أخذ بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى النار)، فكيف بمن يبخل بحق من حقوق الله فرضه الله في ماله لغيره، وقد قال عنه: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ. لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}؟ فللفقراء حقوق في مال الغني من زكاة وصدقة وليست فضلاً من الإنسان، بل فرض فرضه الله على الإنسان في ماله؛ فكيف يؤدي شكر الله من لا ينفق؟ وكيف يؤدي شكر الله من لا يخرج الزكاة ويبخل بها والله يراقبه ويطلع عليه ويشاهد أحواله؟.
عباد الله:
الزكاة تزكية، أي: طهارة تتزكى بإخراجها النفوس وتطهر من البخل والشح: {وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، وهي طهارة للمال الذي أُخرجت منه الزكاة فينمو ويباركه الله: {يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ}، بعكس المال الذي لا تخرج زكاته فإن الله يمحقه ويمسخه ويتلفه ولا يباركه كما قال النبي صلى الله عليه وآله: (ما تلف مال في بَر ولا بحر إلا بمنع الزكاة)، وقد أصبح للزكاة هيئة خاصة؛ فكم فكت بالزكاة من معسر، وكم زوجت من محتاج، وكم أطعمت من جائع، وكم كست من عريان، وكم أعانت من غارم، وهكذا تجد لها إسهامات كبيرة وعظيمة في خدمة المستضعفين، وما على الإنسان سوى تسليم الزكاة إليها، وفيما يتعلق بالزروع والثمار فلا بد من إخراجها في مواسم الحصاد تسليمًا لتوجيهات الله القائل: {وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً},اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً، ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم، وانصرنا على من نهب نفطنا وغازنا وبترولنا ونقل بنكنا ونهب مرتباتنا يا رب العالمين: 
{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين بديـوان عــام الــوزارة.
------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر