مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع الإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️ 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خطبة الجمعة الأولى من شهر صفر 1444هـ 
(نموذج أ)
العنوان : (الابتلاء والاختبار)
التاريخ : 6 / 2 / 1444 ه‍ 
الرقم ( 5 ) 
......................................
(الخطبة الأولى)
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، وأَشهَدُ ألَّا إلهَ إلَّا الله الملكُ الحقُّ المُبين، وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين، اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللَّهُم برِضَاك عن أَصْحَابِهِ الأخيارِ المنتجبين، وعن سائرِ عِبَادِك الصالحين والمجاهدين.
أما بعد/ أيها المؤمنون الأكارم: 
يقول الله تعالى: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا . إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا . إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا﴾ [الإنسان:3]، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿الذي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُور﴾ [المُلك:2] فخلق الله الإنسان وخلق الموت والحياة للابتلاء، والابتلاء سنةٌ إلهيةٌ للبشر جميعاً منذ آدم عليه السلام وإلى يوم القيامة؛ فيبتلي الله تعالى الإنسان كفرد ويبتلي الناس كجماعة، فحيناً يبتلي أناساً بالعسر والمصيبة والمحنة والمرض والفقر وغيرها من الأشياء المكروهة والتي تتطلب من الإنسان الصبر والرضا بما قسم الله والالتجاء إليه سبحانه وتعالى، وحيناً يأتي الابتلاء بطريقة إيجابية كاليسر والصحة والعافية والغنى وسعة الحال وهكذا والتي تتطلب من الإنسان شكر الله تعالى والاعتراف بفضله والتواضع والبذل والعطاء، يقول الله تعالى: ﴿وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُون﴾ [الأنبياء:35]  ففي مسألة الرزق مثلاً يعتبر الغنى ابتلاء كما هو الفقر ابتلاء، يقول الله تعالى: {فَأَمَّا ٱلۡإِنسَٰنُ إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ رَبُّهُۥ فَأَكۡرَمَهُۥ وَنَعَّمَهُۥ} (الفجر:١٥)
بواسطة مصحف التيسير.
 وسع عليه في رزقه فأكرمه ﴿فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَن . وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ﴾ جعله فقيراً، ﴿فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَن﴾ وهذا ليس صحيحاً، كله ابتلاء، سواءٌ كان غنياً، أم كان فقيرا.
واسمعوا إلى قول نبي الله سليمان عليه السلام حينما استقر عرش بلقيس عنده في طرفة عين: ﴿فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ﴾ [النمل:40] فهو يرى أن هذه الإمكانيات هي نعمة ابتلاه الله بها؛ فاعترف بفضل الله تعالى عليه فقال: ﴿هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي﴾ وهذه الكلمة العظيمة لها مدلولاتها العميقة وليست كما يتعامل الناس معها في هذا العصر من بعض المستثمرين والتجار فيكتبونها في العقارات والعمارات والفلل، والله أعلم هل فيها ربا أو اختلاس أو مال حرام، لكن نبي الله سليمان عليه السلام يعرف فضل الله عليه ويعرف أيضاً أنه ابتلاء: ﴿لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيم﴾ [النمل:40]. 
وقد ابتلى الله تعالى أيضاً بني إسرائيل في زمن فرعون، قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيم﴾ [البقرة:49]  فكان فرعون يذبح كل ولدٍ ذكرٍ من بني إسرائيل، وكان جنود فرعون يحسبون لكل امرأة من بني إسرائيل تكون حاملاً حتى إذا ما أتى موعد ولادتها يذهبون إلى البيت ويتأكدون من المولود هل هو ذكر أم أنثى، فإن كان ذكراً أخذوه وذبحوه أمام أمه وأبيه وأهله، أليس هذا ابتلاءً كبيراً؟ ابتلاءً لا تتحمله إلا الجبال؟ إلى أن رفع الله عنهم البلاء بمجيء موسى عليه السلام: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ﴾.
ومن الابتلاءات أيضاً أيها المؤمنون: حينما فصل طالوت بالجنود، حينما أرادوا القتال؛ لأنهم أُخرجوا من ديارهم وأبنائهم، قال طالوت عليه السلام: ﴿إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ﴾ وهم ذاهبون إلى المعركة وهم في شدة من العطش وفي أمس الحاجة إلى شرب الماء، لكن هي حكمة الله في الابتلاء والغربلة: ﴿إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ

فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ﴾ فكان ابتلاءً شديداً وعظيماً؛ لأن البعض لم يستوعب حكمة هذا الابتلاء، أنه يعني الثبات، يعني التسليم، يعني الإقدام، يعني البصيرة، يعني الثقة المطلقة في الله سبحانه وتعالى، والتسليم للقيادة الحكيمة والمؤمنة.
وكم سطّر القرآن الكريم من نماذج عن الابتلاءات الشديدة التي يجب علينا حينما نتلوا القرآن أن نتأملها ونتدبرها ونعيش في أجوائها ونطلب من الله تعالى الثبات وحسن الخاتمة.
ومن هذه الابتلاءات العظيمة والمهمة هي ابتلاء الموقف، سنة الله تعالى على جميع عباده، ابتلاء صدقية الإيمان ودفع ضريبة ذلك ثباتاً وموقفاً صادقاً، قال الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿الم . أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُون . وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِين﴾ [العنكبوت:1-3] الله تعالى هو العليم بذات الصدور، والعالم بما سيكون، والعالم بالمستقبل، والعالم بمصير الناس، وكان يكفي أن الله يعلم من هو المؤمن من غير المؤمن، من هو الصادق من الكاذب، من هو الذي سيثبت من الذي سيستسلم وينهزم، لكن الله بالابتلاء يقيم الحجة على الناس، وإلا فالله يعلم قبل الابتلاء، بل يعلم قبل خلق الإنسان، ولكنها سنة الله سبحانه وتعالى، ولا يمكن لإنسان أن يثبت إيمانه عملياً إلا بعد أن يجتاز الامتحان الصعب، والاختبار الذي يؤهله بأن ينجح في هذا الاختبار وبأن يرتقي إيمانياً، وبأن يُثبت ذلك عملياً وفي الميدان قولاً وفعلاً، وتضحيةً، وإنفاقاً، وجهاداً، وثباتاً، ويقيناً، وبصيرة، ولذلك يقول الله تعالى في نفس السورة: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ﴾ والدنيا في سلامات وعوافي، ولا يوجد عليه خطورة من هذا القول، لكنه إذا تعرّض لامتحان فحاله كما قال الله ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللهِ﴾ [العنكبوت:10]  فإذا أحس بخطر أو أي شيء آخر اعتبر ذلك كارثة، واعتبر فتنة الناس، أو لومهم، أو الاعتقال، أو القتل، أو الجَرح، أو الأَسر، أو مصادرة الأموال، أو الأذى في النفس والأهل والولد، يعتبرها أشد من عذاب الله، وأشد من جهنم في نظره، وفوق مستوى تحمله، ﴿وَلَئِن جَاء نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ﴾ نحن مؤمنون كلنا، نحن مجاهدون كلنا؛ لأنه عندما يأتي وقت النصر والغنائم يدّعي الناس كلهم أنهم  مؤمنون، وعندما يأتي وقت الشدة، وقت التضحية، وقت المغرم تجد هناك من يختبئ وراء الصفوف ويتوارى خلف الأعذار، ويقبع في دهاليز بيته، ولهذا ختم الله تعالى الآية بقوله: ﴿أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِين﴾.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. 
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي المؤمنين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
وبعد/
مرّت علينا في شهر محرم الحرام مناسبات إسلامية عظيمة كذكرى عاشوراء وذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام، والتي أحياها شعبنا بشكل مميز خصوصاً أن لها ارتباطًا وثيقًا بأهل اليمن وعلاقتهم بالحق والإسلام والرسول وأهل البيت عليهم السلام، وهذا الارتباط الوثيق بين أهل اليمن وبين أهل البيت عليهم السلام هو ميزة عظيمة وخصوصية لشعبنا المسلم، وليس غريباً أن تتوالى المناسبات التي تجمع بين أهل اليمن وبين أهل البيت عليهم السلام، والتي يتضح من خلالها عمق العلاقة الإيمانية والعمل بالوصية النبوية الخالدة: (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي)، فهي مناسبات تجمع من قال الله تعالى فيهم: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) وبين من قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الإيمان يمان والحكمة يمانية) وإذا كانت مناسبة عاشوراء وذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام وقعت أحداثها خارج اليمن باعتبار أنهما وقعتا في العراق؛ فإن لليمنيين في شهر صفر موقفًا عظيمًا ومبادرة شعبية حيث قاموا بإرسال وفد عالي المستوى من اليمن إلى المدينة المنورة باحثاً عن الإمام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي (عليهم السلام) الذي طالما سمعوا عنه وعن علمه وفضله، وما إن وصلوا إليه حتى طلبوا منه المجيء إلى اليمن، كونه الشخص الوحيد في نظرهم القادر على إطفاء الفتنة القائمة آنذاك، وإقامة الشريعة السمحاء.

أيها المؤمنون:
تأملوا جيداً لهذه الحدث، فقد كان الإمام الهادي عليه السلام في بيته ورحل إليه اليمنيون وطلبوا منه القدوم إلى اليمن وأعطوه مواثيقهم وعهودهم بالسمع والطاعة والامتثال له في إصلاح الأوضاع.
ووصل الإمام الهادي عليه السلام إلى اليمن في المرة الأولى سنة 280 هجرية، ولكنه عاد إلى المدينة المنورة بسبب أن أحد أبناء المشائخ شرب الخمر؛ فأراد الإمام الهادي عليه السلام أن يقيم عليه الحد فاعترضوا، فقال الإمام الهادي عليه السلام: (واللهِ لا أكون كالفتيلة تضيء لغيرها وتحرق نفسها)، ثم توالت الفتن واشتد البلاء فعاد أهل اليمن مرة أخرى إلى الإمام الهادي مترجين له ومقيمين عليه الحجة بأن يقدم إلى اليمن وأعطوه من العهود والمواثيق ما جعله يستجيب لهم مرة أخرى، فوصل في اليوم السادس من شهر صفر سنة 284هجرية إلى مشارف مدينة صعدة، وكانت هناك حرب وفتنة دائرة بين قبيلتين؛ فتدخل عليه السلام وخطب في القبيلتين خطبة عظيمة بليغة ذكرهم فيها بالله ووعظهم، حتى بكى الفريقان، ثم أمر عليه السلام بمصحف فاستحلفهم بترك القتال والعداوة فحلفوا وبايعوه على إقامة الحق وبسط العدل في مشهد ذكّر الجميع بفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع الأوس والخزرج.
وقد قام عليه السلام بإعلان برنامجه ومسؤولياته ومسؤوليات الناس بقوله: (أيها الناس: إني أشترط لكم أربعاً على نفسي، الحكم بكتاب الله وسنة نبيه، والأثرة لكم على نفسي فيما جعله الله بيني وبينكم، أؤثركم ولا أتفضل عليكم، وأقدمكم عند العطاء قبلي، وأتقدمكم عند لقاء عدوي وعدوكم بنفسي، وأشترط لنفسي عليكم اثنتين: النصيحة لله سبحانه ولي في السر والعلن، والطاعة لأمري في كل حالاتكم ما أطعت الله فيكم، فإن خالفت طاعة الله عز وجل فلا طاعة لي عليكم، {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}).
أيها المؤمنون الكرام:
لم يأت الإمام الهادي عليه السلام إلى اليمن من تلقاء نفسه، بل بدعوة وإلحاح من أهل  اليمن أنفسهم، وجاء إلى اليمن بدون جيش ولا عدة ولا عتاد إلا ما يحمله المسافر معه من متاع أو يرافقه من أصحاب، وكان جيشه هم أهل اليمن أنفسهم، وكان أول عمل له هو الإصلاح بين القبائل المتناحرة، وتحديد العلاقة بينه وبين أهل اليمن لكي يقيم المشروع الإسلامي، والذي تضمن العمل بكتاب الله وسنة نبيه، وتقديم أهل اليمن عليه في العطاء، وأن يتقدمهم عند لقاء العدو، واشترط لنفسه شرطين اثنين فقط، النصيحة لله وله في السر والعلن، والطاعة له ما أطاع الله فيهم، فإن خالف فلا طاعة لهم عليه، وهذا يمثل أرقى وأسمى تجسيد عملي للعلاقة بين الحاكم والمحكوم في الإسلام، وشتان ما بين هذا النموذج العظيم وبين من يفرض طاعة الظالم والفاجر.
والإمام الهادي عليه السلام جسّد الإسلام في الواقع، وأفنى حياته في الجهاد في سبيل الله تعالى، وخاض غمرات الموت، وعرفته ساحات الحروب وميادين المعارك كما عرفته المساجد وحلقات العلم، وهو القائل: (فليعلم كل عالم أو جاهل، أو من دُعي إلى الحق والجهاد فتوانى، وتشاغل، وكره السيف والتعب، وتأوّل على الله التأويلات، وبسط لنفسه الأمل، وكره السيف والقتال، والملاقاة للحتوف والرجال، وآثر هواه على طاعة مولاه - فهو عند اللطيف الخبير العالم بسرائر الضمير من أشر الأشرار، وأخسر الخاسرين - وأنّ صلاته وصيامه وحجه وقيامه عند الله بور لا يقبل الله منه قليلاً ولا كثيراً، ولا صغيراً ولا كبيراً، وإنه ممن قال سبحانه فيه حين يقول: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً}).
وفي الختام:
نُؤكد على أهمية التركيز والاهتمام بأولويات المرحلة التي حددها السيد القائد في خطاب ذكرى استشهاد الإمام زيد وهي: (التصدي للعدوان والاستمرار في رفد المعسكرات بالمقاتلين، والسعي للحفاظ على الجبهة الداخلية والاستقرار الداخلي، وكذا العمل على تصحيح وضع مؤسسات الدولة التي ما زالت تعاني من تراكمات الماضي).
ونذكر أيضًا بأهمية استغلال الأمطار والاتجاه نحو الزراعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي.   
عباد الله:
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اللهم فصلِ وسلم على سيدنا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم، وعلى أخيه الإمام علي، وعلى فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما الحسن والحسين، وعلى جميع آل رسول الله، وارض اللهم برضاك عن صحابة نبينا الأخيار من المهاجرين والأنصار.
ربنا لا تدع لنا في هذا اليوم العظيم ذنباً إلا غفرته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شافيته وعافيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا ظالماً إلا خذلته، ولا مفقوداً إلا وكشفت مصيره، ولا أسيراً إلا وفككت أسره، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا

وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} وانصرنا على أمريكا وإسرائيل وآل سعود وعملائهم من المنافقين فإنهم لا يعجزونك، اللهم ثبّت أقدام إخواننا المجاهدين في مختلف الجبهات، اللهم سدد رميتهم، وكن لهم حافظاً وناصراً ومعيناً يا أكرم الأكرمين.
{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}...

➖➖➖➖➖ ➖
 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء
 والمرشدين بديـوان عــام الــوزارة.
----------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر