مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الإنسان كفرد، والمجتمع كمجتمع في مسيرة حياته، في مختلف مجالات الحياة وشؤونها، أو في بعضٍ منها، إما أنه قد يتصرف بناءً على مزاجه الشخصي، والحالة المزاجية حالة شنيعة جدًّا؛ لأنه مثلاً سيتصرف في حالة الغضب بحسب غضبه، يريد أن يرضي غضبه، وهذا سيجعله يتجاوز في كثيرٍ من التصرفات، قد يظلم الآخرين، وقد يظلم نفسه، قد يرتكب الجرائم، قد يأثم، قد يدمِّر علاقاته مع الآخرين بدون مبرر، بدون ما يكلف، هذه حالة الغضب والانفعال التي قد يتصرف فيها تصرفات خاطئة، يتجاوز فيها تجاوزات سلبية، يحدث من جانبه تصرفات مهينة مسيئة إليه، إلى أخلاقه، إلى دينه، إلى كرامته، إلى علاقته، إلى موقعه، إلى احترامه… إلى غير ذلك، أو في حالة الشهوة والرغبة والتي قد يترتب عليها تصرفات سلبية، أو تصرفات قذرة، أو تصرفات دنيئة ومنحطة، أو تصرفات خسيسة… أو غير ذلك، أو الأطماع وما يتعلق بها، وقد ينتج عنها تصرفات كذلك سلبية جدًّا.

فهذه الحالة التي يتصرف فيها الناس بغرائزهم يصبحون كالحيوانات، لا فرق بين الإنسان الذي أصبح غريزياً، يعني: يتحرك بالغريزة، بالمزاج النفسي، وقت الغضب يتصرف بحسب الغضب، ووقت الرضا والشهوة والرغبة، يحاول أن يسير على أساس ذلك، ويتحرك على أساس ذلك، ويتصرف على حسب ذلك، هذه حالة.

 

الحالة الأخرى قد يحاول الناس أن يضبطوا حياتهم، وأن يضبطوا تصرفاتهم وأعمالهم ومواقفهم بأفكار وقواعد وأعراف أو قوانين ونظم، يقولون: [لا ينبغي للإنسان- الإنسان في موقع المسؤولية ليس كالحيوانات- لا ينبغي أن يتصرف فقط بحسب الحالة الغريزية، إنما يفترض أن يكون هناك نظام ينظم شؤوننا وحياتنا، ويضبط أعمالنا وتصرفاتنا]، حينها قد يحاول الناس أن يضبطوا ذلك وفق أفكار وتعليمات معينة، قد تكون صدرت من شخص هنا أو شخص هناك، شخصية ذات معرفة قانونية، أو ذات موهبة عرفية، ومعرفة وإلمام بهذا الجانب.

 

 

 

أما الله -سبحانه وتعالى- فما يأتينا منه فهو الحكمة، الحكمة بنفسها، يعني: التصرف الصحيح، الصائب، الموزون، في كل مقامٍ بما يستحقه وما يناسبه؛ لأنك قد تتجاوز الحكمة، قد تتجاوز الصواب، قد تتجاوز ما يستحقه الموقف بميزان الحكمة الذي يلحظ فيه: مشروعيه التصرف، أن يكن تصرفاً مشروعاً، ويلحظ فيه: الجانب المبدئي والأخلاقي للتصرف، ثم يلحظ فيه: الصواب ما يتناسب مع المقام، ما يحقق الهدف المشروع أيضاً.

 

 

 

فالله -جلَّ شأنه- يرشدنا إلى التصرفات والأخلاق والمعاملات الصائبة، الصحيحة، الموزونة، الرشيدة، التي تصلح بها حياتنا على مستوى الفرد، وعلى مستوى الجماعة، والمضبوطة بضابط المبادئ والأخلاق والمصلحة الحقيقية للمجتمع.

 

 

 

{وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا}، ما يضبط مسيرتنا في الحياة في التوجيهات والأعمال والمواقف كمسيرة إيمانية هو مبدأ التوحيد؛ لأن الانحراف في مبدأ التوحيد يكون أصلاً وسبباً للانحراف في كل شيء، انحراف شامل، لكن مبدأ التوحيد ثمرته العملية هو أنه يضبط مسيرتك على أساسٍ من توجيهات الله وتعليماته، بوصلتك متجهة نحو الله دائماً، وما يأتي منه، هو إلهك، وربك الذي تعبده، تخضع له، تدين له، تلتزم بأمره ونهيه، وهذا له أهمية في الدنيا، وله أهمية في الآخرة، الانحراف في مبدأ التوحيد عاقبته: {فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ} نعوذ بالله {مَلُومًا مَدْحُورًا}.

 

 

 

أكملنا الحديث عن هذه الآيات المباركة وباختصار شديد، وبتركيز على بعض المواضيع التي نرى لها أهمية أو صلة بواقعنا الحالي، القرآن هديه واسعٌ جدًّا، {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ} [لقمان: من الآية27] هدي الله واسعٌ جدًّا جدًّا، يواكب كل زمن، وكل مرحلة، وكل ظرف، وكل واقع، إنما تعرضنا لبعضٍ مما نستفيده على ضوء هذه الآيات المباركة فيما تفيده، فيما ترشد إليه، فيما تدل عليه، فيما تهدي إليه بشكلٍ أو بآخر.

 

 

 

أسأل الله أن يهدينا بهذه الآيات المباركة، وأن يوقفنا لطاعته وما يرضيه، وأن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يشفي جرحانا، وأن يفرج عن أسرانا، وأن ينصرنا بنصره.

 

 

 

وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

دروس من هدي القرآن الكريم

 

 

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

 

{وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا}

 

الكبر.. منشؤه ومساوئه وعلاجه

 

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الثانية والعشرون مايو 30, 2019م 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر