مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية

وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 

قطاع التوجيه والإرشاد

الإدارة العامة للوعظ والإرشاد

-----------------------------------

خـطبـة الجمعـة الرابـعة من شهر شوال 

 

23/ 10 / 1442هـ

 

4/ 6 / 2021م 

بـعـنـوان :

(الصرخة في وجه المستكبرين)

🎙️ 🎙️ 🎙️ 🎙️ 🎙️🎙️

الخطبة الأولى

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الْحَمْدُ لِلَّهِ ربِّ العالمين القائل في كتابه الحكيم: {بَرَاءةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ} وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَلَا بِحَوْلِهِ وَ دَنَا بِطَوْلِهِ، مَانِحِ كُلِّ غَنِيمَةٍ وَ فَضْلٍ، وَ كَاشِفِ كُلِّ عَظِيمَةٍ، نَحْمَدُهُ عَلَى عَوَاطِفِ كَرَمِهِ وَسَوَابِغِ نِعَمِهِ، وَنُؤمِنُ بِهِ أَوَّلًا بَادِياً، وَنَسْتَهْدِيهِ قَرِيباً هَادِياً، وَنَسْتَعِينُهُ قَاهِراً قَادِراً، وَنَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ كَافِياً نَاصِراً، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرْسَلَهُ لِإِنْفَاذِ أَمْرِهِ وَ إِنْهَاءِ عُذْرِهِ وَ تَقْدِيمِ نُذرِهِ، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته المنتجبين الأخيار.

أما بعد/ أيها المؤمنون الأكارم:

إنَّ مشروع الرسالة الإلهية هو مشروع الله الذي لا يموت، ومعينه الذي لا ينضب، ونوره الذي لا ينطفئ، ومهما حاول الطغاة والمجرمون إطفاءه؛ فإنه يأبى الله، ومهما مكر الماكرون وتآمروا فلن يستطيعوا أمام مكر الله القائل: {وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنَا مَكْراً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}، وأمام قوته وجبروته وهو القائل: {وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُواْ إِنَّهُمْ لاَ يُعْجِزُونَ}، ولو تأملنا القرآن لوجدناه يحذِّر أمة القرآن من الغفلة والتخاذل؛ لأنها أمة مستهدفة على الدوام من أعدائها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعاً}، وحينما يحذِّر الأمة من كل أعدائها فإنه يركز على عدوٍ أساسي ـ خاصةً في مستقبلها ـ هم اليهود {وَاللّهُ أَعْلَمُ بِأَعْدَائِكُمْ وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيراً . مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ} ولو تأملنا التاريخ لوجدنا أن الأمة لم تسلم من مؤامرات أعدائها الذين حاولوا القضاء على هذا النور، ولكن النبي صلوات الله عليه وآله الواثق بالله، المستنير بنوره، المتوجه بتوجيهاته، واجه كل المؤامرات فأفشلها، وتصدى لكل الحملات العسكرية فهزمها، حتى أصبح للإسلام قدماً ثابتةً، وعندما ابتعدت الأمة عن خط الله ورسوله تلقّت الضربات تلو الضربات، حتى وصلت بعد ألف وأربعمائة عام إلى تحت أقدام عدوها الأساسي وهم اليهود الذين تمكنوا من احتلال الأمة فكرياً وثقافياً، ثم احتلوا أرضها ومقدساتها وكوَّنوا لهم دولة في قلبها، وأصبحت تلك الأمة التي أراد القرآن أن تتربى تربية جهادية على العزة، وتربية على النور والبصيرة، والأمة التي أصبح تعدادها بمئات الملايين، والتي أعطاها الله من الثروات والخيرات ما يجعلها أغنى الأمم لتنشر دين الله وتنصره، وأعطاها أفضل موقع جغرافي مهيمن؛ لتكون هي الأمة المهيمنة بدين الله وكتابه ورسوله، لكن للأسف أصبحت تلك الأمة تستغرب ممن يذكرها بمسؤوليتها، ويدعوها إلى أن تجاهد كما أمرها الله وترفع رأسها بين الأمم، وأصبح زعماؤها لا أحد منهم يجرؤ أن يقدم ولو كلمة قوية ضد أمريكا وإسرائيل، واستطاع العدو أن يخترق الأمة ويمزقها طائفياً ومذهبياً وحزبياً، وصنع لها أعداءً من داخلها، ودجَّنَها وأضلَّها بالثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة، وبدأ اليهود يطمحون إلى ما هو أكثر من فلسطين، وبدأت لعبتهم لصناعة ما أسموه: (الشرق الأوسط الجديد)، وتم خداع الأمة بمسمى الإرهاب، وأحداث سبتمبر والقاعدة، وبسبب ذلك كله سكتت الأمة على احتلال أفغانستان والعراق وغيرهما، واستسلمت لما أراده عدوها، وانقسمت بين زعماء وأنظمة عميلة ومؤيدة، ونُخب وشعوب ساكتة، والقليل من تحرك ليقاوم المعتدين.  

المؤمنونَ الأكارمُ:

تأمل السيد/ حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) لواقع الأمة؛ فوجدها قد احتُلَّت فكرياً، وحُرِفَ توجهها وولاؤها قبل الهجوم العسكري؛ فبدأ بدعوة الناس للعودة إلى كتاب الله الذي لم يسمح للمؤمنين بالسكوت والقعود والتخاذل، ثم أطلق صرخته بعدما يقارب أربعة أشهر من أحداث 11 سبتمبر في يوم الخميس ليلة آخر جمعة من شهر شوال عام 1422هـ؛ لتكون عنوان الانطلاقة بهذه الأمة، وإيقاظها من سباتها؛ فنزل السفير الأمريكي عند ذلك إلى صعدة ووجه بإزالة الشعارِ ومَنْعِه؛ لأنه عرف أن هناك أمة قرآنية بدأت تتشكل؛ فنُفِذت توجيهاته وبدأت الحرب على هذه الصرخة بالسجون والفصل من الوظائف والملاحقة والتعذيب وغيرها، وكان هذا من أكبر الشواهد على سوء ما وصل إليه النظام من عمالة وارتهان، ثم شُنت الحروب

 

المتواصلة على مدى سنوات لإسكات صوت الحرية في زمن الذلة، وثبت الصادقون مع الله وفي سبيله، وقدموا الشهداء والتضحيات الكبيرة في سبيل القضية الكبيرة، ولأن القضية مرتبطة بالله وبتوجيهاته انتصرت رغم كل الحروب، ووجدنا أنفسنا ـ بفضل الله وبفضل أولئك الصادقين ـ اليوم في الشعب اليمني نتبرأ إلى الله من أمريكا وإسرائيل بكل عزة وافتخار، وبدون خوف وقلق، ويصرخ الكبير والصغير والطفل والمرأة بكل عزة وقوة ويقدمون موقفاً لا يستطيع أي زعيم عربي أن يقدم ذلك الموقف أو أقل منه، في حين بقية الشعوب العربية تفتقر إلى نعمة الحرية التي أرادها الله للمؤمنين.

أيها المؤمنون الأكارم:

الصرخة تعتبر موقفاً دينياً أمر الله به في كتابه وليست عملاً حزبياً ولا مذهبياً ولا طائفياً، بل هو نهج الأنبياء والأولياء الذين يقدمون المواقف القوية ضد الكفر والباطل، ولا أوضح من موقف نبي الله إبراهيم (عليه السلام) الذي أمرنا الله أن نقتدي به ونفعل كما فعل {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَآؤُا مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}، فنبي الله إبراهيم تبرأ من قومه الكافرين فكيف لا نتبرأ من رأس الكفر أمريكا وإسرائيل؟! بل إن نبي الله إبراهيم تبرأ من أبيه عندما وجده مصرِّاً على كفره، ووصفه الله عندها بأنه أواه حليم {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ}، كما أن الله تعالى أمر النبي صلى الله عليه وآله أن يُرسل الإمام عليًا (عليه السلام) في العام التاسع للهجرة ليقرأ على الناس في الحج: العشر الآيات الأولى من سورة براءة، ويعلن البراءة من الكافرين، {وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}، ونجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ((لو أن عبداً صام نهاره وقام ليله وأنفق ماله عِلقاً عِلقا في سبيل الله, وعبد الله بين الركن والمقام حتى يكون آخر ذلك أن يذبح بين الر كن والمقام مظلوماً لما رُفع إلى الله من عمله مثقال ذرة, حتى يُظهِر الموالاة لأولياء الله والمعاداة لأعداء الله))، وكم حذَّر الله الإنسان أنه إن لم يتبرأ من الظالمين في الدنيا؛ فإنه سيتبرأ منهم في الآخرة ولكن صرخاته وبراءته ولعناته للظالمين في ذلك اليوم لا تنفع، وكم نجد لهذه الصرخة العظيمة من أثر في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني وأبطالنا المجاهدين يرفعونها بعد

كل اقتحام وانتصار.

الأخوةُ المؤمنون:

لقد انطلق (هتاف الحرية) والمشروع القرآني من واقع الشعور بالمسؤولية أمام الله، ومن منطلق قول الله تعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} وجاءت ألفاظ الشعار من آيات القرآن، وبدأ بعبارة: (الله أكبر) لأن الله قال: {وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً} ليقدمها ثقافة، ويرسخها إيماناً واعياً واثقاً في مرحلة حرصت أمريكا وإسرائيل وأولياؤهم على أن يرسخوا في قلوب الناس أن أمريكا أكبر من كل شيء؛ لكي يخافها الناس ويثقون بها ويتجهون نحوها وينسون الله، وقلنا: (الموت لأمريكا ـ الموت لإسرائيل) لأن الله هددهم بالموت فقال: {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاء لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} وفي مرحلة أرادت منَّا أمريكا وإسرائيل والعملاء المنافقون أن نترك أمريكا لتَقتل وتميت وتفعل بنا ما تشاء دون أن نعمل أو نقول شيئاً، وفي مرحلة تعمل أمريكا وإسرائيل على أن تميت الأمة قتلاً، وتُميتها خضوعاً واستسلاماً وعجزاً وذلاً وبكل أشكال الموت المعنوية والحقيقية، وقلنا: (اللعنة على اليهود) في حين يحرص اليهود وعملائهم على أن يظهر اليهود المفسدون في الأرض، ومنبع الشر والفساد؛ بأنهم أبرار وأخيار ودعاة إلى السلام وملائكة البشر، وقلنا: (النصر للإسلام) لتحقيق الوعد الصادق من الله بالنصر الحاسم والمؤكد للإسلام المحمدي الأصيل، وفي حين يريدون تصوير الإسلام بأنه دين الانحطاط والإرهاب والفساد، وأنه دين هزيمة لا قيَم فيه ولا شرف ولا ضمير.

 

الأخوةُ المؤمنون:

لقد حقق الشعار حتى اليوم الكثير من الأهداف، فقد حقق أولاً: نقلة نفسية ومعنوية وواقعية وعملية، وحطَّم جدار الصمت، وانتقل بالأمة من حالة اللاموقف إلى حالة الموقف، ومثَّل بداية المشروع القرآني، ثانياً: كان له الأثر الكبير في إخراج السفير الأمريكي وطرده وجنود المارينز من صنعاء، وفقدوا تأثيرهم المباشر على هذا البلد، ثالثاً: أوجد حالة من السخط في قلوب الناس؛ بينما يريد اليهود أن يمسحوا هذه الحالة لتتحسن صورتهم أمام الشعوب، رابعاً: الشعار فضح الأمريكيين في ادعائهم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، خامساً: بنى واقعاً محصَّناً من الاختراق؛ لأن أهم ما يركز عليه الأعداء هو التجنيد من الداخل، سادساً: الشعار ارتقى بالأمة إلى ما هو أكبر وأعظم؛ فارتقى بمن استجابوا إلى حالة الاستعداد للمواجهة مع العدو، وظهر هذا جليَّاً في مواجهة الشعب اليمني للعدوان الأمريكي السعودي، سابعاً: الشعار يرسخ فينا الثقة بالله، ويوجه بوصلة العداء إلى الأعداء الحقيقيين للأمة، ويهيئ للمقاطعة الاقتصادية.

باركَ الله لي ولكم في القرآنِ العظيم, ونفعنا بما فيهِ من الآياتِ والذكرِ الحكيم, إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم, أقولُ قولي هذا واستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.

    ( الخطبة الثانية )

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله رب العالمين, وأشهدُ ألَّا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له, وأشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.

أما بعد/ إخوة الايمان:

القضايا الكبيرة لا يحملها إلا الكبار في إيمانهم، والكبار في وعيهم وثباتهم وثقتهم بالله؛ فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم رغم شحة الإمكانيات وقلة الناصر وصعوبة الظروف وتكالب الأعداء وكثرة المؤامرات عليه إلا أنه لم يكن يحمل همَّه الشخصي أو همَّ مجتمعه فقط؛ بل كان يحمل هموم المستضعفين في كل أصقاع الأرض، ويحمل همّ الدين وكيفية إيصاله إلى كل بقاع الدنيا؛ لأنه كان كبيراً في إيمانه ووعيه ومسؤوليته وطموحاته في نصر دين الله، وفي نفس الخط سار أعلام الهدى من أهل بيته، فتجد علم الهدى (الشهيد القائد) كان يعيش في أطراف اليمن لكنه كان يحمل همَّ الأمة كلها، ويسعى لإنقاذها من فساد المفسدين وضلال المضلين، ويحمل هم الأيتام والأرامل والثكالى في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها ولذلك تحرك في أصعب الظروف وأقسى الوضعيات لإنقاذهم وإنقاذ الأمة كلها، ونرى كذلك السيد القائد والمؤامرات تحاك من كل جانب ضد الشعب اليمني يرى نفسه مسؤولاً عن الدفاع عن هذا الشعب وتربيته وإعزازه ورفعته؛ بل يرى نفسه مسؤولاً عن نصرة القدس وغزة والمستضعفين في كل بلاد المسلمين، ونجد الشعب اليمني يسير في نفس خط النبي صلى الله عليه وآله وسلم وخط أعلام الهدى، ويتربى تلك التربية التي جعلته كبيراً لا يكتفي بحمل همّ العدوان والحصار الذي يُمارسه ضده أذناب اليهود على مدى سبع سنوات؛ بل يحمل همّ المقدسات، ويحمل همّ فلسطين، وينفق لدعم فلسطين في أصعب الظروف وهو محاصر؛ ويحمل همّ الأمة كلها، وتلك هي الرجولة، وتلك هي العظمة.

عباد الله المؤمنون:

منذ أن انطلق هذا الشعار تجلت الكثير من الحقائق التي تُثبِت حاجة الأمة إلى مشروع نهضوي يخرجها من هذا الواقع، وتحقق قول الله تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}، وقد تجلَّت حقيقة النظام السعودي الذي صنَّف المجاهدين في فلسطين بأنهم إرهابيين، واعتقلهم حتى أصبح الفلسطيني سجيناً لدى النظام السعودي أو لدى اليهود بنفس التهمة، وتجلت خلال معركة (سيف القدس) حقيقة أن عدو إسرائيل في إيران أو لبنان أو العراق أو سوريا أو اليمن هو نفس عدو النظام السعودي والإماراتي المتبنيين للعدوان على اليمن، وأصبح الإعلام السعودي والإماراتي يتكلم بنفس منطق الإعلام الصهيوني ولكن باللغة العربية، وتجلت حقيقة الأنظمة العميلة والجماعات التكفيرية التي تتحرك فقط لخدمة الأجندة الأمريكية والصهيونية؛ ففي سوريا مهّد العملاء للأمريكي ليأتي في الأخير فيبسط نفوذه على حقول النفط وينهب خيرات سوريا، وتجلت حقيقة العدوان على شعبنا أكثر بعد بناء قاعدة إماراتية في جزيرة ميون، وبعد ظهور السياح الصهاينة في جزيرة سقطرى، وفي المشاهد الأخيرة عن العملية في جيزان تجلى ضعف وهوان من يتولون اليهود ويتولون أولياء اليهود، وتجلى الثبات والقوة والعزة والنصر الذي يمنحه الله لأوليائه. 

تعتبر الثروه الحيوانيه من اهم ركائز الاقتصاد الوطني وحلقه مهمه في منظومه الامن الغذائي وتعزيز صمود شعبنا اليمني في مواجهه العدوان الغاشم على بلادنا لذلك فإن من الأمور المهمة التي يجب أن نلقي لها بالاً هو جانب التوعيه والإرشاد للمزارعين ومربي الحيوانات بأهم النقاط الواجب العمل بها للحفاظ على صحه ثروتنا الحيوانيه وتنميتها ومنها:

 

1. عدم ذبح إناث الحيوانات لما لذلك من أثر مدمر على ثروتنا الحيوانيه.

2. في حاله ظهور أي أعراض مرضيه على الحيوان فإن أول إجراء يتوجب القيام به من قبل مربي الحيوانات هو عزل الحيوان المصاب عن بقيه الحيوانات وطلب الاستشارة البيطريه لأخذ العلاج المناسب وإعطائه للحيوان المصاب حتى يشفى.

3. تجنب إنزال الحيوانات المصابة للأسواق لغرض بيعها لما في ذلك من خطوره عاليه في انتقال المرض إلى باقي الحيوانات الموجوده في السوق. 

3. قيام المزارعين ومربي الحيوانات بتبني مبادرات مجتمعيه يتم من خلالها معالجة حيواناتهم في نفس التوقيت وخصوصا الأمراض الطفيليه الداخلية والخارجية التي تكثر في الحيوانات وذلك لقطع سلسلة انتقالها وبإشراف وتنسيق مسبق مع مسؤل الترصد الوبائي في مكتب الزراعة بالمديرية أو أي طبيب بيطري أو فني في المنطقة لتحديد العلاج والجرعة المناسبة.

4. في حال موت أو نفوق الحيوان يتم التخلص منه بالطريقه الآمنة وذلك من خلال الدفن أو الحرق وبعد استشاره الطبيب البيطري أو الفني الموجود في المنطقه.

5. تجنب رعي الحيوانات في أطراف السواقي أو عند المياه الراكدة تجنبا للعديد من الأمراض الطفيليه.

6. تجنب إخراج الحيوانات للرعي في ساعات الصباح الباكر قبل أن يجف الطل من العشب حيث يؤدي ذلك إلى تلبكات معويه ونفاخ للحيوانات قد يودي بحياتها.

هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً},اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم, وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب, وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء, وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين, وعلى آل بيت نبيك الأطهار, وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار, مِنَ المهاجرين والأنصار, وعلى من سار على نهجهم, واقتفى أثرهم إلى يوم الدين, وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.

اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً, ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً, ومن النارِ النجا, اللهم انصر عَلَمَ الجهاد, واقمع أهل الشرك والعدوان والفساد, وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم يا رب العالمين {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} 

عباد الله: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

➖➖➖➖➖ ➖

 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للوعـظ والإرشاد

بديـوان عــام الــوزارة.

----------------------------

    

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر