مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

ولذلك ندرك قيمة الشهادة في سبيل الله فيما تمثله من قيمة معنوية مهمة، وتضحية وعطاء في مستوى القيمة المهمة لهذا الإنسان، ثم ندرك أيضاً أهمية هذه الثقافة، وأهمية حمل هذه الروحية فيما تتركه من أثرٍ كبير على المستوى المعنوي في نفوس الناس؛ فتحررهم من أغلال الخوف، ومن قيود المذلة، وتجعلهم يتحركون في الميدان للتصدي لأعدائهم، لقوى الشر، لقوى الإجرام، لقوى الإستكبار، لقوى الطغيان بكل عزة، بكل شجاعة، بدون أي خوف، ليسوا مكبَّلين بالخوف من الموت؛ لأنهم يحظون بالبديل عن الموت الذي هو الشهادة، وهم يدركون قيمة هذه الشهادة فيما تصنعه من أثر في واقع الحياة، فيما يكتبه الله للأمة التي قدَّمت شهداء، وما يكتبه الله للشهداء في أمتهم ثمرةً من ثمار عطائهم وتضحياتهم، يدركون هذه القيمة، هذه الأهمية، هذه الثمرة، هذه النتيجة الطيبة، هذا الأثر العظيم في واقع الحياة هنا في الدنيا، وما للشهادة من فضل ومنزلة رفيعة عند الله -سبحانه وتعالى- يحظى به الشهداء، لدرجة أنهم لا يتجهون نحو الموت، لا ينتقلون إلى الفناء؛ إنما ينتقلون إلى حياة تكريماً لهم، فيما يدل على عظم هذه التضحية، قيمة هذه التضحية، أهمية هذه التضحية، كيف يقابلها الله -سبحانه وتعالى- بهذا الفضل العظيم، أن ينتقل الشهداء إلى حياةٍ حقيقية عند الله -سبحانه وتعالى- كما قال في كتابه الكريم: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا}[آل عمران: من الآية169]، هم لم يتجهوا إلى حيث الفناء والموت الدائم إلى يوم القيامة. |لا| انتقلوا، الموت بالنسبة لهم لحظة عابرة وصغيرة، فاصلٌ قصيرٌ جدًّا جدًّا، ولحظة عابرة سريعة ينتقلون من خلالها إلى حياة لها هذه الميزة المهمة: {بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ}[آل عمران: من الآية169]،  بكل ما يعنيه هذا، هم عند الله، هم ضيوفه، هم في إطار كرامته ورعايته، لا قلق عليهم، لا خوف عليهم، البعض قد يطمئن؛ لأن ابنه أو قريبه ذهب إلى مكانٍ يطمئن عليه فيه، عند بعضٍ من أقاربه، أو عند جهة يطمئن عليه أنه سيحظى عندها بالرعاية، والإحترام، والإكرام، والإهتمام. أمَّا هؤلاء فهم (عِنْدَ رَبِّهِمْ)، حيث نطمئن عليهم كل الإطمئنان، يحظون برعايةٍ خاصةٍ منه -جلَّ شأنه- في ضيافته، تلك الضيافة المستمرة، ليست مجرد ضيافة ثلاثة أيام، أو وقت محدود. ضيافة مستمرة ودائمة، {عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ}[آل عمران: من الآية169]، يمنحهم الله من أرزاقه، فيما يؤكد لنا أنهم يعيشون حياةً حقيقية، قد تختلفعن حياتنا هذه على كوكب الأرض، الله أعلم بالتفاصيل، لكنها حياةٌ حقيقيةٌ يعيشون فيها هذه النعمة من الله، هذا التكريم وحتى الرزق، ويعيشون فيها على المستوى المعنوي والنفسي حالةً عبَّر عنها فيما يلي ذلك حين قال: {عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}[آل عمران: 169-170]، يعيشون على المستوى النفسي والوجداني، وعلى مستوى الشعور هذه الحالة من الفرح: {فَرِحِينَ}، فرحين بما وصلوا إليه، فرحين بما هم فيه من النعيم، الذي فيه الكثير والكثير مما يفرحهم، مما يسعدهم، مما يسرهم، فهم يعيشون فيما وصلوا إليه، وفيما هم فيه حالة الفرح، حالة السرور، حالة النعيم، وأيضاً فيما وراءهم، في مسيرتهم، في إخوتهم، فيما تركوه وراءهم من أمة مجاهدة، من إخوة ورفاق درب، لا يقلقون عليهم، هم يستبشرون لهم، {وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}، هم يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم؛ لأنهم قد شاهدوا عندما وصلوا ما هم فيه من النعيم، وما أمامهم من الخير، فهم يستبشرون للآخرين أن يلحقوا، وأن يصلوا إلى ما وصلوا إليه؛ ليعيشوا معهم ذلك النعيم، تلك الحياة الراقية الطيبة التي يعيش فيها الإنسان بدون أي منغصات، ترك في هذه الحياة هنا في هذه الدنيا كل الهموم، وكل المحن، وكل الأحزان، وكل المنغصات، وأصبح يعيش دائماً في كل لحظاته، في كل أوقاته، في كل حياته تلك الممتدة بلا انقطاع حالة الفرح، حالة السرور، الإرتياح الدائم.

 

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد 1441هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر