مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{ وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ }(آل عمران : من الآية 69)   وهذه من الأشياء العجيبة بعدما يذكر آيات هامة جداً وآيات خوارق بالنسبة لهم لا يرضى يؤمن الكثير منهم يجلسون شغَّالين هناك مكر يذكر عنهم { وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }(آل عمران : الآية54)  ثم محاولة بالنسبة للآخرين كيف يضلونهم . ألم يكن قبول الآيات تلك ألم يكن الإيمان بالشكل الذي يجعلهم يتحركون في أوساط الناس ليكونوا مؤمنين؟ ألم يكن هذا خير لهم وخير للبشر؟ بدل أن يكونوا متحركين ليضلوهم ؟.
 { وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} (آل عمران : من الآية 69)  هذه الآية نفسها من الآيات الهامة ولهذا نقول: إنها تعتبر نعمة على الناس أن يكون أعداؤهم هم أعداء لله أن يكون أعداؤهم بما يعملونه هم يستوجبون عذاب الله في الدنيا والآخرة أن يكون ما يعملونه هو ضلال والضلال في الأخير هو ماذا؟ ضلال لأنفسهم أعني ما يعملونه من محاولة إضلالكم هو ضلال لهم فطريقتهم هذه التي يتحركون فيها قد يكون لديهم رؤية بأنه مستقبل زاهر بالنسبة لهم ونتائج طيبة ويلمسون في الداخل أعني : في قضايا جزئية وكأنها كلها صالحة أليس هكذا؟ لكن قد تكون في الأخير فعلاً لضياعهم.
{وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ}(آل عمران : من الآية 69)    وكلمة ضلال في معناها العام في القرآن وبمعناها اللغوي ماذا؟ الضياع أن تضيع أمة عندما تضلل ثقافياً يؤدي إلى ضياعها عندما تكون حركتها قائمة على أساس تضليل يؤدي إلى ضياعها . هذا أيضاً حاصل بالنسبة للمسلمين عندما حصل مثلاً ضلال ألم تكن عاقبة الضلال ضياع لنا ؟ لأنه هكذا . وإذا بنا في الأخير أمة ضائعة أليس هذا هو الحاصل بالنسبة للعرب الآن ؟ وبالنسبة للحكومات والشعوب في الغالب هكذا .
{ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } (آل عمران : من الآية 69)   إذاً فمعنى هذا أنه يعطي الناس أملاً في مواجهتهم مع اليهود والنصارى لأن حركتهم حركة إضلال حقيقة ليس فيها شك عندما يقول: { وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ }(آل عمران : من الآية 69)   معناه : هم سيضيِّعون أنفسهم في الأخير يعطي الناس أملاً ، أملاً كبيراً جداً لأن هذا شيء من جهة الله يبين وكأنها سنة وتجدها فعلاًَ أن من يسيرون على ضلال ينتهي بهم الضلال إلى ضياع أنفسهم .
عندما ابتعد المسلمون عن القرآن الكريم ولديهم أشياء كثيرة فيها أشياء كثيرة من الضلال وصلت الأمة هذه إلى حالة الضياع في عصر قد يكون من أزهى عصور الدنيا أليست حالة ضياع التي الأمة فيها الآن؟! إذاً فهي سنة تشمل الكل والنص هنا فيما يتعلق بأهل الكتاب {وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ }(آل عمران : من الآية 69)   عندما يقول: وما يضلون إلا أنفسهم وما يشعرون معناه أن الله هو يدبر ولهذا قال هناك: { وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}(آل عمران : الآية 54)  .
 فكلما تحركوا بشكل أكبر كلما كانوا يسيرون إلى ماذا إلى ضياع أنفسهم في الأخير بعد أدوار معينة قد تكون منوطة بحركتهم : ضرب فئات كثيرة من الناس وضرب حكومات وضرب متخاذلين...هذه سنة إلهية{ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ}(الحج : من الآية40) لكن في الأخير لن تكون الأمور كما يخططون لها وستكون كما يريد سيضلون يعني: سيضيعون هم ! لكن لا تكون هذه بالشكل الذي يمكن يقول واحد: سننتظر حتى يضلوا ويضيعوا ! ستضيع أنت لأنك في حالة ضلال في نفس الوقت لأنه أنت ملزم أن تتحرك في مواجهتهم أن تعمل لإعلاء كلمة الله، إذا وقفت وقعت في ضلال. { وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}(آل عمران : من الآية 69) ستضل معهم .
هذه الآية هي واحدة من الآيات التي يجب أن تكون بالشكل الذي تعطينا نظرة ثابتة لدينا وقضية مفهومة عند أي واحد أن تعرف بأن الله قال: إن هناك طائفة من أهل الكتاب يودون لو يضلونكم . موضوع الطائفة لا يكون متعلقاً بأرقام معينة مثلاً قد تقول: الشوافع طائفة الإثناعشرية طائفة قد يكون الشيعة طائفة قد يكونون ملايين ليس معناه : إذاً فأمامك فئة معينة فقط من داخل هؤلاء فئة معينة ، قد تكون هذه الطائفة هي التي تمسك بمفاصل الإقتصاد والإعلام والسياسة والحكومات في البلاد الغربية.
 أليسوا هم يحاولون أن يوظفوا الآخرين ؟ حتى لو لم يكن عند الآخرين مشاعر ود من هذه إلا متى ما ثقفوا وشجعوا على أن ينطلقوا : بأن أعمالهم عظيمة وأشياء من هذه يوجد عندهم ود أنه قد تكون الطائفة هذه طائفة تحرك ملايين طائفة تحرك إمكانيات كبيرة . إذاً فإن لديهم ود أي : رغبة وميل يمثل لديهم أمنية أن يضلوكم . لا يكون أحد متوقع من جانبهم هدى أو صلاح أو حرية أو أي شيء من هذه الأشياء التي يقدمونها أبداً هم لن يقدموا إلا ضلال ولا يريدون لنا نحن إلا ضلال.
 فعندما يكون لديهم هذه الرغبة وهذا الميل الذي يمثل لديهم أمنية فمعنى هذا ماذا؟ عندما يجدون أنفسهم متمكنين ينفِّذون ، يعملون أليس هذا الشيء الذي هو حاصل الآن؟ عندما صار لديهم إمكانيات ولديهم نفوذ سياسي وقوة عسكرية كبيرة وقوة اقتصادية كبيرة اتجهوا لتنفيذ ما هو أمنية لديهم، أن يضلوكم، كلمة: يضلوكم تعني : الضياع بكل ما تعنيه الكلمة في كل مجالات الحياة، لا يكون معناه فقط أنه يحول عقيدتك، هذه واحدة من الأشياء . يضلونكم يريدون أن يجعلوكم أمة ضائعة أمة لا تمثل شيئاً .
إذاً الله قد شخَّص لنا في القرآن الكريم بشكل كبير بحيث أن ما يأتي من لديهم ليس هناك شيء يمكن تسميه جديداً بنسبة 100% لم يتعرض له القرآن كلما يمكن أن يعملوا ويفكروا فيه، شخَّص نفوسهم بحيث لا يبقى إلا تفاصيل فقط تفاصيل في إطار خطة معينة، الخطة المعينة نابعة من فكرة معينة، عندما تعرف الفكرة والتوجه ستعرف علاقة الأسلوب بالفكرة، فترى بأن القرآن الكريم عندما يهدي إلى ما لديهم من رغبة ، هو جاء بتفاصيل فيما يتعلق بالضلال لديهم وسيأتي بعد في الآيات هذه كيف طرقهم في التضليل كيف طرقهم في الخداع؛ لأنه هدى متكامل في القضية هذه، لأنها قضية هامة فعندما يقول: {لو يضلونكم} (آل عمران : من الآية69) والله هناك يقول: { اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}(البقرة : من الآية 257) إذاً فلا بد، وهذا الشيء الذي وقع فعلاً من خلال القرآن الكريم، قد بين ما يجعل الناس بمنأى عن إضلال أهل الكتاب لهم، وأعطى هذا مؤشراً يساعد الناس في مجال مواجهتهم، أن ما يتحركون فيه من إضلال لكم إي: إضاعة لكم هو في الأخير سيكون لإضاعة أنفسهم { وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } (آل عمران : من الآية69) .
يعني فهنا أعطاك من خلال حركتهم ما يعتبر ماذا؟ أملاً وأنت تتحرك ضدهم أنك أنت تعمل والله من عنده وهم من عندهم إلى ماذا؟ لأن يصلوا إلى حالة الضلال ، الضياع فيصبحون لا شيء . ضلالهم أليس معناه في الأخير أنه تلاشي كياناتهم الكبيرة؛ لأن الضلال معناه : ضياع أمة ضياع أمة عندما ماذا؟ تفقد مقومات القوة لديها .


السيد / حسين بدرالدين الحوثي / رضوان الله عليه .

الدرس التاسع من دروس رمضان المبارك / ص - 15- 16 .

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر