مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع الإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:. الصلاة والزكاة ) 
التاريخ: 11 / 8 / 1444هـ 
الموافق:  3 / 3 / 2023 م 
الرقم (33)

▪️نقاط وخــطـبـة الجمـعة الثانية  مــن شهــر شعبان  1444ه‍

أولاً: النـقـاط 
نقاط الجمعة  
1ـأهمية الصلاة التي جعلها الله عطيةعظيمة ووسيلةتساعدنا على أن نعيش فيها فعليا بالقول والفعل حالة الاستشعار والتعبير عن العبودية لله ونتائجها في الحياة الدنيا والآخرة
2ـ فريضة الزكاةلأهميتها قرنها الله في القرآن بالصلاة في آيات كثيرة وللزكاة آثار ونتائج إيجابية تعود على الفرد والمجتمع في الدنيا والآخرة؛ وقدتوعد الله من يمنع الزكاة بالنار واعتبر مانعها كافرا بالآخرة
3ـ من أهم أساسيات المجتمع المسلم الأخوة والتعاون وتفقد الفقراء والمساكين والتصدق عليهم قال تعالى (لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا....)
4-الشعب الفلسطيني يعيش حالة من الظلم والاضطهاد من قبل اليهود ونصرهم واجب ديني وإيماني (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر)
5ـالعدوان يتمادى في غيه وعلى أبناء شعبناأن يكونوا في حالة الاستعداد والجهوزية والحذر من الغفلة ( وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ...) 
6-العدو يحاصراليمن ويمنع عنه كل شيء إلا اللقاحات فيسمح بها ويدعمها وهذا يثير الشك (وإذا تولى سعى...).
.........................................
🎙️ثانياً:الخـطبـة 
خطبة الجمعة الثانية من شهر شعبان 1444هـ
الخطبة الأولى
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الحمدُ للهِ الذي لا معبودَ بحقٍّ في الوجودِ سواه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ لَه شهادةً تكونُ لنا سببًا للنجاةِ يوم نلقاه، وأشهدُ أنَّ سيدَنا وحبيبنا محمدًا عبدُهُ ورسولُه وحبيبُه ومصطفاه، صلى الله وسلم عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.
وبعد/ أيها المؤمنون:
أوصيكم ونفسي بتقوى الله ولزوم طاعته: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ‌ٱتَّقُواْ ‌ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ).
أيها المؤمنون:
يقول الله سبحانه وتعالى:  (وَأَقِيمُواْ ‌ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّاٰكِعِينَ) [البقرة: 43]، فأمرَ اللهُ عبادَهُ بإقامةِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ؛ للتقربِ إليه سبحانه وتعالى بالطاعةِ، والإقرارِ له بالعبوديةِ، وطلبًا لمغفرتِه، ورجاءً لرحمتِهِ.
والعبوديةُ للهِ - أيها الأحبة - هي: أنْ تُعَبِّدَ نفسَكَ لله، ولِكَيْ يُعَبِّدَ المؤمنُ نفسَه للهِ لا بُدَّ مِنْ تَرْسيخِ مَبْدأ التسليم لَه، والقيامِ بما أمرَ اللهُ بِه مِنْ فَرَائضَ وواجباتٍ، وأنْ يَنْتَهِيَ عَنْ كُلِّ ما نَهى اللهُ عّنْهُ.
أيها المؤمنون:
ومجالاتُ العبادةِ للهِ كثيرةٌ، وميدانُها واسعٌ، وكُلُّها تُؤدي دورًا فاعلًا ومهمًا في تربية النفسِ، وتزكيتِها، وتطهيرِها، ومِنْ تلك المجالاتِ، بل ومِنْ أهمِّها وأفْضَلِها وأعلاها شأنًا: (إقامة الصلاة)، وقد ورد الأمر بها في القرآن الكريم في كثير من الآيات القرآنية، ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى: {وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ ‌وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰاتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّيِّـَٔاتِۚ ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّٰاكِرِينَ} [هود: 114]، وعنْ أبي ذرٍّ رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله: إنك أمرتني بالصلاةِ، فما الصلاةُ؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (خيرُ موضوعٍ فمَنْ شاءَ أقلَّ ومَنْ شاءَ استَكْثَرْ)، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (اعْلموا أنَّ خَيرَ أعمالِكُمْ الصلاةُ)، ومن أهميتِها: أنَّ اللهَ أمرَ بها في سائرِ الحالاتِ والظروفِ المختلفة: في حال الاستقرارِ أو السفرِ، والصحةِ أو المرضِ، والأمنِ أو الخوفِ، وفي كلُّ ظرفٍ وحالةٍ بيّنَ اللهُ لنا كيفَية تأدية الصلاة فيها، كصلاة السفر وصلاة الخوف؛ فالصلاةُ - أيها المؤمنون - جعلَها اللهُ عطيةً وهبةً ووسيلةً عظيمةً تساعدُنا على أن نَعيشَ فيها - بالفعلِ والقولِ - حالةَ الاستشعارِ والتعبيرِ عن العبوديةِ لله.
عباد الله:
ومنْ فضلِ الصلاةِ وأهميتِها: أنَّها أولُ صفاتِ المؤمنين الصادقين، يقول الله سبحانه: (قَدۡ أَفۡلَحَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ . ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰاشِعُونَ) [المؤمنون: 1-2]، فقرنَ اللهُ الفلاحَ بالإيمانِ، وجعلَ أولَ صفةٍ للمؤمنين هي الصلاةَ بخشوع: (ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي صَلَاتِهِمۡ خَٰاشِعُونَ) فما هي صلاةُ الخاشعين؟ صلاةُ الخاشعين هي: صلاةٌ يُقْبِلُ فِيها المؤمنون إلى اللهِ بأنفسِهم وَوُجْدانِهم، ويَسْتَحْضِرونَ اللهَ وعظمتَه وقدرتَهُ ورحْمَتَهُ في كُلِّ ذِكْرٍ مِنْ أذكارِها، وفي كُلِّ فِعْلٍ مِنْ

أَفْعالِها، ولنْ يتم الخشوعُ إلا إذا عاش المؤمنُ في الصلاةِ حالةَ الخشوعِ الكاملِ بِعناصِرِهِ الكاملةً وهي: الحالةُ الذِّهْنِيّة (بالتركيز في أذكار الصلاة)، والحالةُ النفسية وهي (استشعار العبودية لله والحاجة إليه)، والحالةُ الفعليةُ وهي (الانضباطُ والسكونُ في الصلاة)؛ فسكون الجوارح دليل على خشوع القلب.
عباد الله:
إن المؤمنَ إذا أدى الصلاةَ بحقِّها واستشعر العبوديةَ لله فإنَّ النتيجةَ هي الفوزُ والفلاحُ في الدنيا والآخرة، أمَّا في الدنيا: فالطمأنينةُ وراحةُ البالِ، وقد كانَ رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يرتاح ويطمئن إلا وهو بين يدي الله، فكان يقول لبلال بن رباح: (أرِحْنا بها يا بلال)، ومن النتائج: الاستقرارُ النفسي، والالتزامُ السلوكي والإيماني، وهذه حالة معبِّرةٌ عنْ الإيمانِ، فكلَّما عظُم إيمانُك زادَ خشوعُك، وكلَّما زادَ خشوعُك زادَ إيمانُك، وساعدَك هذا على أنْ تكونَ في هذه الحياةِ مطيعًا لله، وخاضعًا للهِ، وخاشعًا لله، وبعيدًا عنْ حالةِ الكِبْرِ والأَنَفَةِ والبُعْدِ عنْ الله، والتَعَنُّتِ أمامَ أوامرِ اللهِ.
وأمَّا في الآخرةِ: فَأعْظَمُ نتيجةٍ هي الفوزُ بِرضوانِ اللِه ومغفرتِه، ودخولُ الجنةِ التي أعدَّها للمتقين.
أيها المؤمنون:
ولمَّا كانتْ الصلاةُ بهذه الأهميةِ فقدْ حذّرَ اللهُ منْ التهاونِ بها أو تركِها، وقد توعَّدَ على ذلك بالخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة، أمَّا في الدنيا فالعذاب المعنوي والنفسي، يقول الله سبحانه: (وَمَنۡ أَعۡرَضَ ‌عَن ‌ذِكۡرِي فَإِنَّ لَهُۥ مَعِيشَةٗ ضَنكٗا وَنَحۡشُرُهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَاٰمَةِ أَعۡمَىٰ) [طه: 124].
وأمَّا في الآخرة: فدخولُ جهنَّم مع المجرمين، قال سبحانه موضحًا حالَ تاركِ الصلاةِ يومَ القيامةِ وهم يجيبون على أصحابِ اليمين حين يسألونهم عن سبب دخولهم النار: (مَا سَلَكَكُمۡ فِي سَقَرَ قَالُواْ لَمۡ نَكُ مِنَ ‌ٱلۡمُصَلِّين وَلَمۡ نَكُ نُطۡعِمُ ٱلۡمِسۡكِينَ . وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلۡخَآئِضِينَ . وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ . حَتَّىٰٓ أَتَانَا ٱلۡيَقِينُ).
عباد الله:
ومنْ مجالات العبادةِ: (إيتاء الزكاة)، ولها أهميةٌ كبيرةٌ وعظيمةٌ في الشريعةِ المطهرة، ولمكانتِها العظيمةِ قرنَ الله ذكرَها بالصلاةِ في كثير من الآيات القرآنية، ومن ذلك قولُ الله تعالى:  (إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰالِحَٰتِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ‌ٱلزَّكَوٰةَ لَهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ) [البقرة: 277]، والزكاة من صفاتِ المؤمنين المفلحين قال سبحانه:  (وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِلزَّكَوٰةِ ‌فَٰاعِلُونَ) [المؤمنون: 4]، وهي واجبة كوجوبِ الصلاة والصيام، وفرضها الله من مال الأغنياء ليتم صرفها في مصارفها التي ذكرها الله في القرآن، ومن غاياتها تطهير المؤمن وتزكية نفسه، قال تعالى:  (خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰالِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ إِنَّ صَلَاٰتَكَ سَكَنٞ لَّهُمۡۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [التوبة: 103-104] ومن الزكاة: الصدقة والإنفاق في سبيل الله وفي وجوه الخير، وللزكاة والصدقة نتائج عظيمة ومهمة في واقع الحياة؛ لأنها تطهر المؤمنين وتزكيهم، والمؤمنُ عندما يدفع زكاة ماله طواعيةً؛ فإن نفسه تسمو، وتزكو، وتتطهر، وتترفع عن الجَشَعِ، وحبِّ الدنيا، والجري وراء حطامها الزائلِ، ومن نتائجها شيوعُ حالةِ التآخي والتراحم والتعاون في المجتمع، والقضاء على الأنانية والجشع.
وأمَّا نتيجتها في الآخرة: فالله قد وعد من يؤتي الزكاة ومن ينفق ويتصدق، بما وعد به المؤمنين المفلحين فقال سبحانه:  (أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ‌ٱلۡوَاٰرِثُونَ . ٱلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡفِرۡدَوۡسَ هُمۡ فِيهَا خَٰالِدُونَ) [المؤمنون: 10-11]. وكما وعد المزكين والمنفقين والمتصدقين بالفوز بالجنة والنعيم الأبدي؛ فقد حذر من التفريط فيها ومنعها؛ لأن نتائج منعها تعود على المجتمع وعلى صاحب المال بالويل والثبور، بل اعتبر مانع الزكاة من المشركين والكافرين بالآخرة، قال سبحانه وتعالى: (وَوَيۡلٞ لِّلۡمُشۡرِكِينَ . ٱلَّذِينَ ‌لَا ‌يُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَهُم بِٱلۡأٓخِرَةِ هُمۡ كَاٰفِرُونَ) [فصلت: 6-7]، ومن نتائج منع الزكاة: الجناية على النفس؛ حيث يزداد مانع الزكاة طمعا وجشعا، وهلعا وأنانية، وعندها يفقد الإنسان اتزانه فيجري وراء الدنيا بهلع، ولا يقنع بما آتاه الله، ومن النتائج: الجناية على الآخرين؛ لأن مانع الزكاة يأكل حق المساكين، ومن النتائج عدم قبول الطاعات، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقبل صلاة إلا بزكاة).

عباد الله:
يقول الله تعالى:  (لَّيۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱلۡمَلَٰٓائِكَةِ وَٱلۡكِتَاٰبِ وَٱلنَّبِيِّيـۧنَ وَءَاتَى ٱلۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰامَىٰ وَٱلۡمَسَٰاكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَٱلسَّآئِلِينَ وَفِي ٱلرِّقَابِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ‌ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلۡمُوفُونَ بِعَهۡدِهِمۡ إِذَا عَٰاهَدُواْۖ وَٱلصَّٰابِرِينَ فِي ٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ وَحِينَ ٱلۡبَأۡسِۗ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ) [البقرة: 177].
بارك الله لي ولكم في القرآن الكريم ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله بجميع محامده كلها ما علمنا منها وما لم نعلم، على جميع نعمه كلها ما علمنا منها وما لم نعلم، عدد خلقه كلهم ما علمنا منهم وما لم نعلم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدًا عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
يقول الله:  (لَّيۡسَ ٱلۡبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمۡ قِبَلَ ٱلۡمَشۡرِقِ وَٱلۡمَغۡرِبِ وَلَٰكِنَّ ٱلۡبِرَّ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَٱلۡمَلَآٰئِكَةِ وَٱلۡكِتَٰابِ وَٱلنَّبِيِّـۧينَ ‌وَءَاتَى ‌ٱلۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ ذَوِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَاٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰاكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَٱلسَّآئِلِينَ وَفِي ٱلرِّقَابِ) فجعل الله من البرِّ: التصدقَ والإنفاقَ في وجوهِ الخيرِ، فقال: {‌وَءَاتَى ‌ٱلۡمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِۦ} أي: أنفقه مع الحاجة الماسة إليه، ويقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: (والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن)، قيل: من يا رسول الله؟ قال: (من باتَ شبعانَ وجارُه إلى جوارِه جائع)، والناس جميعا يعانون - بسبب الحصار الجائر، ومنع دول العدوان من صرف المرتبات - من الفقرِ والفاقة والحاجة، وهناك كثير من الناس ممنْ قال الله فيهم:  (لِلۡفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحۡصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لَا يَسۡتَطِيعُونَ ضَرۡبٗا فِي ٱلۡأَرۡضِ يَحۡسَبُهُمُ ٱلۡجَاهِلُ أَغۡنِيَآءَ مِنَ ‌ٱلتَّعَفُّفِ تَعۡرِفُهُم بِسِيمَٰاهُمۡ لَا يَسۡـَٔلُونَ ٱلنَّاسَ إِلۡحَافٗاۗ وَمَا تُنفِقُواْ مِنۡ خَيۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِۦ عَلِيمٌ) [البقرة: 273] وهذا يوجب علينا جميعا: التعاون والتكافل وتَفَقُّد الفقراء والمساكين والمحتاجين؛ لما للتعاون والتصدق على المحتاجين من آثار إيجابية اجتماعيا، وأجرٍ عند الله، قال سبحانه: (‌لَّا ‌خَيۡرَ فِي كَثِيرٖ مِّن نَّجۡوَىٰهُمۡ إِلَّا مَنۡ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوۡ مَعۡرُوفٍ أَوۡ إِصۡلَٰاحِۭ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ ٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوۡفَ نُؤۡتِيهِ أَجۡرًا عَظِيمٗا) [النساء: 114].
عباد الله:
كلنا يعلم ويشاهد ما يجري في فلسطين الحبيبة وبيت المقدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول الكريم: من ظلمٍ وجورٍ وتجبُّرٍ، وقتل للعزَّل، وهدم للمنازل، من قبل الصهاينة الأرجاس، وهذا الظلم الشنيع والأعمال الإجرامية البشعة التي تجري على مرأى ومسمع من جميع الحكومات العربية والإسلامية ما كان لها أن تَحْصُلَ لولا تخاذل الأنظمة العربية والإسلامية، ودعم الحكومات العميلة، التي أقدم بعضها على التطبيع مع العدو الصهيوني، واعتبرت من يقوم بالدفاع عن أرضه وعرضه ودينه من أبناء الشعب الفلسطيني: (إرهابيين)، ووصفت الدول والتنظيمات والحركات المقاومة والمناوئة: (حركات إرهابية)، وما يعانيه شعبنا من حرب وحصار من قبل أمريكا وأذيالها من الإماراتيين والسعوديين؛ فهو بسبب الموقف المشرف الذي يقفه الشعب اليمني مع الشعب الفلسطيني في محنته، وهذا من منطلق استشعار المسؤولية في قول الله:  (وَقِفُوهُمۡۖ إِنَّهُم ‌مَّسۡـُٔولُونَ) [الصافات: 24] وقوله تعالى:  (وَإِنِ ٱسۡتَنصَرُوكُمۡ فِي ٱلدِّينِ ‌فَعَلَيۡكُمُ ٱلنَّصۡرُ) [الأنفال: 72].
عباد الله:
إن العدو لا يُؤمن جانبه؛ فمن أقدم على قتل الأطفال والنساء والعزل؛ فإنه لن يتورع عن تجويعهم وحصارهم ونهب ثرواتهم، وفي المقابل يجب علينا نحن اليمنيين أن نحافظ على وحدتنا وتماسكنا ونسيجنا الاجتماعي.
والعدو أيضا يستخدم أرذل وأسوأ الأساليب في حربه معنا كالحرب الناعمة، التي تستهدف الأخلاق والقيم، وكذلك الحرب البيولوجية بنشر الأمراض والأوبئة بعدة وسائل ومنها عبر اللقاحات غير المأمونة، وكلنا يعرف كيف تحاصرنا دول العدوان وتمنع دخول الدواء والغذاء إلا اللقاحات فهي تدعمها وتمولها مما يثير الشكوك والاستغراب، ويوجب الحيطة والحذر وهذا ما حذرنا الله منه بقوله: (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى

فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ) وقد نادت كثير من الأبحاث والدراسات بأن اليهود يتآمرون على البشرية من خلال اللقاحات، وهو ما ينبغي أن نتنبه له على أطفالنا، ولو أننا التزمنا بالنظافة وحسن التغذية وتجنب السموم والطعام غير الصحي؛ لكانت أكبر تحصين،  وقد عاش الناس طيلة القرون الماضية بدون لقاحات.
أيها المؤمنون:
وأمام هذا العدو وغطرسته وعدائه الذي يماطل في التزاماته بحقوق شعبنا ويراوغ مكانه؛ فإنه يجب علينا كشعب يمني حُرٍّ وأَبي: المواجهة بصبر وتحمل؛ فلا خيار أمام هذا الشعب إلا المواجهة في شتى المجالات، وأن نكون في كامل الجهوزية التامة.

أيها المؤمنون:
بما أننا في بداية موسم الأمطار يجب أن يتم إستغلاله استغلالا حقيقا من خلال الإهتمام بإصلاح سواقي وقنوات السيول وتنظيفها وكذا بناء وتشييد السدود والحواجز المائية وتنظيفها من الرسوبيات وذلك لحصاد أكبر كم من مياه الأمطار والسيول بدلا أن تذهب إلى الصحاري والبحر، كما ندعو إلى تجنب البناء في ممرات السيول تجنبا للكوارث التي ستلحق بالمباني. فطريق السيل للسيل كما يقال.
أيها المؤمنون:
دشنت الهيئة العامة للاوقاف حملة تنظيف المساجد استعدادا لاستقبال شهر رمضان المبارك وينبغي ان نتعاون جميعا مع هذه الحملة فنظافة المساجد شرف لصاحبه ومسؤولية الجميع وينبغي أن نحرص على ان تكون بيوت الله أفضل من بيوتنا .كما ينبغي ان نحرص على الوفاء بحقوق المساجد من غلول وإيجارات وأن نسدد مستحقات الاوقاف فهي أمانة في أعناقنا والله سيحاسبنا عليها..
هذا وأكثروا من ذكر ومن الصلاة والسلام على رسول الله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وصل اللهم وسلم على وصيهِ وبابِ مدينةِ علمِهِ سيدِنا ومولانا الإمامِ عليٍّ بنِ أبي طالب، وعلى زوجته الحوراء فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى سيدي شبابِ الجنةِ أبي محمدٍ الحسنِ وأبي عبد الله الحسينِ، وارض اللهم برضاك عن أصحاب رسولك المنتجبين، وعن زوجاتِ نبيك أمهاتِ المؤمنين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أصلح من في صلاحه صلاحٌ للإسلام والمسلمين، وأهلك من في هلاكه صلاحٌ للإسلام والمسلمين، اللهم انصرْ الإسلام والمسلمين واخذلْ أعداءك أعداءَ الدين، اللهم انصرْ المجاهدين في سبيلك في كل الجبهات وفي كلِّ مكان وثبتْ أقدامَهم وسددْ رمْيَهم واحفظْهُم بحفظِك وأكْلَأْهُم برعايتك ونكِّلْ بعدوِّك وعدوِّنا بأيدينا وأيدي المؤمنين يا رب العالمين.
عباد الله:
(إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْـمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) النحل (90).
.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
----------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر