مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

فإذاً، ليست الشهادة هي السبب الوحيد لانتقالك من هذه الحياة، فإذا فرضنا أنك لم ترزق الشهادة ستبقى في هذه الحياة؟ |لا|، بل هي أفضل وأرقى وأسمى عملية استثمار من فناءٍ محتوم وموتٍ لا بد منه وانتقالٍ حتمي، انتقال لا بد منه، إذاً الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- بفضله، بكرمه، برحمته، فتح فرصة أمام عباده لاستثمار هذا الفناء وهذا الموت وهذا الانتقال من هذه الحياة المحتوم الذي لا بد منه، لاستثماره بشكلٍ ينتقل الإنسان فيه درجة عالية، منزلة رفيعة، نعيماً عظيماً، فضلاً عظيماً، أجراً كبيراً عن طريق الشهادة في سبيل الله. بأن تتحرك في طريق الحق، في مقارعة الظلم والطاغوت والاستكبار، بأن تتحرك؛ لأن الشهادة في سبيل الله ليست عملية تفاني للدفاع عن الله، -جلّ شأنه- هو الغني، هو الغني، لا يناله ضرٌ من أحدٍ من خلقه أبداً، ولا حتى مثلاً عملية الإنسان يدافع فيها عن الدين، بمعنى: أنه هذا الدين أصبح عبئاً علينا، وإذا لم ننطلق نحن لندافع عنه خلاص مات وانتهى، الدين هو لنا، هو: عبارة عن برنامج حياة، إذا أخذنا به سعدنا، وشرفنا، واعتززنا، وكرمنا، وكان فيه خيرٌ لنا في الدنيا والآخرة، وليس عبارة عن شيء ثانوي خارج حياتنا، خارج واقعنا، خارج مصلحتنا، خارج ما هو مفيدٌ وخيرٌ لنا، ومثَّل هناك عبئاً نضحي من أجله، هو لنا، مصلحة لنا، خير لنا، فضل لنا، أجر لنا، شرف لنا في الدنيا والآخرة.

 

وعلى كُلٍ، عملية الاستثمار هذه تحدث عنها القرآن بعبارة عظيمة ومهمة، قال الله سبحانه وتعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ} [البقرة الآية: 207]، كيف ختمت هذه الآية المباركة، شطرٌ منها هو ختامها، بهذا التعبير العجيب: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ}، يعني: يبيع نفسه عن طريق التضحية بهذه النفس {ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ}، في الوقت نفسه يقول: {وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ}، يعني: من رأفة الله بنا ورحمته لنا أن فتح لنا مجالاً لاستثمار هذه النهاية الحتمية، هذا الرحيل المحتوم الذي لا بد منه من هذا الوجود، من هذا العالم، من هذه الحياة، ليكون على نحوٍ نستفيد منه فيما يكتب به ويكتب له ويكتب عليه، ما يكتب لأجله من الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- ما يكتب به من فضل الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى-؛ فتفتح لنفسك بهذه التضحية الآفاق الواسعة من رحمة الله، من فضله العظيم الواسع الكبير، من رعايته الكريمة، هذا يعتبر -فعلاً- أمراً عظيماً وشرفاً كبيراً جدًّا.

 

ولهذا لاحظوا، البعض مثلاً يستغلون- سيما في ظل الصراع- يستغلون مسألة الشهداء والتضحيات، وبالذات في مثل هذه الحالة من الصراع الساخن، الذي فيه كل يوم شهداء، المسألة هذه لمحاولة الإيغار للصدور، والتحسيس للناس بأن التضحية خسارة، التضحية في سبيل الله، في قضية عادلة، في قضية محقة، خسارة وغبن…الخ. |لا|، ليست غبناً، هذا شيء مهم جدًّا.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

 

في الذكرى السنوية للشهيد 1439هـ/ 19 / مارس, 2019م.

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر