مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ}[الرحمن: الآية5]، من نعم الله “سبحانه وتعالى” علينا كبشر، على الإنسان كإنسان فرداً ومجتمعاً: هي نعمة الشمس، الشمس وما يأتينا منها من الضياء، وما يأتينا منها من الدفء والحرارة، نعمةٌ كبيرةٌ جدًّا، وشيءٌ أساسيٌ لحياتنا هذه، ما كانت الحياة لتستقيم، لتستمر، لتكون على هذا النحو، لولا هذه الهبة الإلهية، وهذه العطية والنعمة الكبيرة من الله “سبحانه وتعالى”، جانبٌ منها يتصل بهذه المسألة: بمسألة الدفء، والضياء، والحرارة، وما لهذا من أهمية كبيرة بالنسبة للإنسان هو، وبالنسبة للنباتات التي يعتمد عليها في غذائه.

 

ولكن إضافةً إلى ذلك: الاستفادة منها، والاستفادة من القمر التي لها أهمية كبيرة، وتفيد الإنسان في الليل، وفي حركته في الليل بضوئها الهادئ، الخافت، المنير، المناسب، ولكن مع كل ذلك: للشمس والقمر علاقة مهمة جدًّا بمسألة تعاقب الليل والنهار، وبمسألة الحساب، والأوقات، وعلامات الشهور والسنين، وتعاقب الفصول، وهذه مسألة أساسية في حياة الإنسان، وانتظمت حياة البشر على أساس انتظام أوقاتهم، ليل ونهار، شهور وسنين، فصول، ولها علامات.

 

الشمس والقمر لهما حساب دقيق في حركتهما، وتنتظم عليه بدقةٍ تامةٍ وبالغة، وانتظمت بهذا حياة الناس في مختلف شؤونهم وأمورهم، وهذا معروف في واقع الحياة، الإنسان يعتمد في انتظام حياته على هذه العلامات: على علامة الشهور، علامات السنين، علامات الفصول، وصلتها بشؤون حياة الإنسان على مستوى المعاملات، على مستوى الأعمال، على مستوى الاهتمامات والأنشطة المختلفة في الحياة.

 

وحتى على مستوى مواسم الزراعة، نحن نعرف أنَّ لكل صنفٍ من أصناف الزراعة مواسم محددة، مرتبطة بحركة الشمس والقمر والأرض، ومنتظمة بذلك، ومتوزعة على النطاق الجغرافي على كوكب الأرض، ففي بلد معين يناسب أن يكون زراعة صنف معين مثلاً القمح من أصناف الزراعة في وقت كذا؛ بناءً على منازل الشمس، وحركة الشمس، وحركة القمر، وحركة الأرض، وحتى فيما يتعلق بالقمر لها علاقة بحركة المد والجزر في حركة البحار على وجه الأرض… وهكذا، لهذا علاقة مهمة جدًّا، انتظمت به حياة الناس في أعمالهم، واهتماماتهم، وزراعتهم، وتجارتهم، وأنشطتهم، مع نعمة تعاقب الليل والنهار، وبقَدَرٍ مناسبٍ لحياة الإنسان، وبما يتناسب أيضاً مع الحفاظ على مستوى معين من الحرارة والبرودة على هذه الأرض، تلائم حياة الإنسان، وتنسجم مع احتياجاته، ونلحظ أهمية ذلك: ماذا لو كان الليل طويلاً جدًّا، كما هو في بعض الكواكب يستمر بما يعادل العام من أعوام الأرض؟ لكانت هذه مشكلة كبيرة، أو كان الليل سرمداً إلى يوم القيامة؟ لكان في هذا ضيق من استمرارية الظلام والتعب، وهكذا لو استمر النهار من دون تعاقب الليل الذي يأتي للسكن والراحة والنوم، ويتحقق للإنسان فيه السبات- كما قال الله “سبحانه وتعالى”- بنومه واستراحته.

 

فهذه النعمة الكبيرة، وهي أجرام كبيرة، القمر جرم كبير، والشمس جرم كبير جدًّا، مشتعل ووهَّاج، ولا يحتاج إلى عناية من البشر أنفسهم، لا يحتاج إلى أن يهتموا به، وأن يقدموا له الوقود، أو البترول، أو الديزل، أو الغاز، ولا يحتاج إلى أي تعب، نعمة تصلهم بشكلٍ مستمرٍ ومنتظمٍ، وتستمر بشكلٍ دائم وفق ذلك النظام العجيب، وتمدهم بالطاقة، وتمدهم بالدفء والحرارة، ولها أهمية كبيرة فيما يتصل بحياتهم، وغذائهم، وحركة المياه على وجه الأرض، ومنافع واسعة جدًّا، واتساق الزمن، وحركة الزمن المنضبطة، التي يضبط الإنسان عليها مسيرة حياته، وأدائه في هذه الحياة، وأعماله في هذه الحياة، كلها تعتمد على الوقت، من الساعات إلى السنين، ومن الفصول إلى الشهور، إلى منازل الشمس، إلى حركة الأرض… وهكذا.

 

{ وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ}[الرحمن: 6]، الشجر- كذلك- من النعم الكبيرة على الإنسان، وما أودع الله فيها من الخواص التي تعود بكل نفعها على هذا الإنسان، النباتات من أهم ما يحتاجه الإنسان على هذه الأرض، والنباتات واسعة جدًّا، أصنافها بمئات الآلاف، يقال: إنَّ البشر إلى حد الآن في إحصاءاتهم وصلوا إلى إحصاء أكثر من خمسمائة ألف نوع من النباتات، منها النباتات التي تدخل بشكلٍ أساسيٍ في غذاء الإنسان، ومنها النباتات التي يستخدمها في الطب، ما يقارب لحد الآن مما قد اكتشفه الإنسان- واكتشافاته لا تزال محدودة وبسيطة- أكثر من مئة ألف نبات مما قد اكتشفه من النباتات الطبية، ومنها النباتات التي تفيده أيضاً في ملابسه، ونباتات تفيده في أشياء كثيرة جدًّا، الأشجار ذات نفع كبير جدًّا للإنسان، وذات علاقة مهمة بالنسبة لتوفر وانتظام عملية الأوكسجين في الأرض، وفوائدها كثيرةٌ جدًّا، وهي كذلك نعمة أودعها الله لهذا الإنسان، وأودع فيها الخواص والمنافع التي يحتاج إليها في جوانب كثيرة من حياته، مع الطابع الجمالي لها، ذات جمال ومناظر خلَّابة ومبهجة.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

سلسلة المحاضرات الرمضانية المحاضرة الخامسة 1442هـ

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر