مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

استقرئوا أيها الإخْوَةُ بعضاً مما حدث في التأريخ على أيديهم، كيف استهتروا بالإسْـلَام جُملةً وتفصيلا، كيف استهانوا في هذا الإسْـلَام بكل شيء، بالإنسان، أولُ الاستهانة هي بالإنسان، ثم الاستهانة بالمقدّسات، الاستهانة بكل ما هو مقدّس في هذا الإسْـلَام، كانوا يستهترون حتى بالرسول ورسالته، كان قائلُهم من كرسي السلطة وهو يتربَّعُ على موقع المسؤولية كان يستهترُ برسولِ الله ورسالته بشكل عام، فيأتي ليقول:
لَعِبَتْ هَاشِمُ بالمُلْكِ فَلَا         خَبَرٌ جاء ولا وَحْيٌ نَزَل

يأتي الآخرُ منهم في الوقت الذي يقدِّمُ نفسَه خليفةً للمسلمين ويقدم نفسَه قائداً للأُمَّـة الإسْـلَامية ليقولَ مما يعتبرُه كرسي الخلافة وكرسي المسؤولية وكرسي السلطة:
تلعَّب بالبرية هاشميٌّ
        بلا وحي أتاه ولا كتاب

هكذا إنكار بالكامل للرسالة الإسْـلَامية.
يأتي الخطيبُ من وُلاتهم في مكة ليناديَ في أوساط الحجاج فيقول لهم: أيها الناس إن خليفتَكم أفضلُ من رسولكم، إن خليفةَ الله أفضلُ من رسول الله.
ليقولَ لهم بكل وقاحة إن زعيمه الفاجر الفاسق الظالم الباغي الجاهل المتوحش المنسلخ من كُلّ القيم والأَخْلَاق أفضلُ من رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله.
تذهب جيوشُهم إلَـى مكّة المكرمة فتستبيحها وتستبيح قداستها، يستهدفون الكعبة، الكعبة المشرّفة بنفسها، يرمونها بالمنجنيق، يحرقونها مرة، ويهدمونها تارة أخرى، وهم يستهدفونها بالمنجنيق، بلا مبالاة، اليوم يا أيها المسلمون، اليوم أليس من أكثر وأكبر ما يمكن أن نتخوفه على مقدساتنا أن تستهدف الكعبة، أليس أقسى ما يمكن أن نتوقعَها في مقّدساتنا، سواء من الإسرائيليين أَوْ من الأمريكيين أن يستهدفوا الكعبة باعتبارها من المقدّسات وفي أولى المقدسات الإسْـلَامية، أولئك فعلوا ذلك، لم يرعوا حُرمةَ هذا المقدَّس أبداً.
يستهدفون المدينة المنورة، مدينة رسول الله صلواتُ الله عليه وعلى آله، يستهدفون حَرَمَه الشريف ويستهدفون أبناء المدينة من المهاجرين والأنصار، لا احترام، لا للمدينة ولا لمسجد رسول الله ولا لسُكانها من المهاجرين والأنصار وذراريهم، استهدفوا الجميع، قتلوا الكثير من أصحاب رسول الله صلواتُ الله عليه وعلى آله، حتى أنه بعد وقعة الحَــرَّة يقول المؤرخون: لم يبق بدري بعدها، يعني أن كُلَّ الذين كانوا باقين في ذلك الزمن وامتدت بهم الحياةُ إلَـى تلك الواقعة ممن شهدوا بدراً غزوة بدر مع رسولِ الله محمدٍ صلوات الله عليه وعلى آله، الواقعة الشهيرة التي كانت أهمَّ واقعة وأولَ واقعة، مثّلت ضربةً كبيرةً لأعداء الإسْـلَام، أولئك كان يحمل بنو أمية نزعةَ الثأر للانتقام مما حدث فيها، الانتقام للمشركين والكافرين المعتدين الذين حاربوا رسولَ الله صلوات الله عليه وعلى آله، لقد كان الأمويون يحملون نزعةَ الثأر والانتقام من رسول الله ومن أهل بيته، ومن أنصاره، من أصحابه من المهاجرين والأنصار، كانوا يحملون هذه النزعة، نزعة الحقد ونزعة الثأر، وكانوا متوثّبين على الدوام ليومٍ من الأيام ينتقمون فيه من رسولِ الله في أهل بيته وفي أنصاره وفي المهاجرين معه الذين نصروه وجاهدوا معه.
هكذا كانوا بهذه النفسية بهذا الحقد بهذا العداء، واستباحوا المدينة، قتلوا صحابة وقتلوا أولاد الصحابة وقتلوا ذرية الصحابة، وفي نفس الوقت انتهكوا العرض، استباحوا الأعراض، اغتصبوا النساء ونهبوا الممتلكات، ذهب الكثير من أبناء المدينة، البعضُ منهم هربوا إلَـى قبر رسول الله يلوذون به وكانوا يتوقعون أنه سيبقى لدى الجيش الأموي ولو القليلُ من الاحترام لرسول الله ولحُرمة رسول الله ولحرمة مسجده وقبره، فما الذي فعل جنودُ بني أمية، لحقوا بأُولئك وقتلوهم على قبر رسول الله، قتلوا عدداً كبيراً على القبر حتى أغرقوه بالدماء، وكانوا وحشيين لدرجة عجيبةٍ جداً، يروي التأريخ فظائعَ رهيبةً حدثت منهم وعلى أيديهم عندما دخلوا المدينة.
لقد حكى التأريخ أن البعضَ منهم كان الطفل الرضيع وهو في صدر أمة تحضنُه في صدرها فيأخذه برجيله من صدرها ثم يضربُ به عرض الحائط فينثر دماغَه إلَـى الأرض، انظروا أي وحشية هذه، هذا هو النموذج الذي صنعه بنو أميّة محسوباً على الإسْـلَام يحمل كُلّ هذا التوحُّش يتجرَّدُ من الأَخْلَاق، إلَـى هذه الدرجة، يمسك طفلاً رضيعاً من على صدر أمة ويضرب به على عرض الحائط فيكسر رأسه وينثر دماغه في الأرض ويضرب به إلَـى الأرض بلا مبالاة بكل استهتار، يتجرد الإنسانُ من إنسانيته بالكامل، ما بالُك بالإسْـلَام الذي ينمي ما هو مفطورٌ بالإسْـلَام من فطرة الله تعالى.
هذه الصنيعةُ التي صنعها بنو أمية في الأُمَّـة امتدت عبرَ الأجيال وعلى الدوام وفي كُلّ مراحل الأُمَّـة، كان هذا النوع موجوداً ومحسوباً على الإسْـلَام، بل يدّعي أنه هو وحدَه الإسْـلَام، أنه الذي يمثّلُ الإسْـلَام، ثم ينبز بقية أبناء الأمية بالكثير من الأنباز والألقاب السيئة التي يستبيحُ بها دماءَهم وأعراضهَم وحياتهم.
التسلط الأموي بلغ إلَـى حَـــدٍّ عجيب جداً، في زمن الإمام زيد عَلَـيْـهِ السَّـلَاْمُ، وقد عرفنا في مقدمة ما فعله بنو أمية مع كُلّ هذا ما فعلوه بعِترة رسول الله بأهل بيته، الذين نادى في أوساط الأُمَّـة يقول لها عنهم: ((إني تاركٌ فيكم ما إن تمسكتُم بها لن تضلوا من بعدي أبداً، كتابَ الله وعترتي أهلَ بيتي، إن اللطيفَ الخبيرَ نبّأني أنهما لن يفترقا حتى يَرِدَا عَلَيَّ الحوضَ، ثم يقول: أُذَكِّرُكُمُ اللهُ في أهلِ بيتي، أُذَكِّرُكُمُ اللهُ في أهلِ بيتي، أُذَكِّرُكُمُ اللهُ في أهلِ بيتي)) ثلاثاً.
هذا يرويه الجميع، هذا واردٌ في تراث الأُمَّـة، ليس محسوباً على فرقةٍ بعينها، واردٌ في تراث الأُمَّـة، معترَفٌ به في تراث الأُمَّـة، الرسولُ نادى في أوساط الأُمَّـة (أذكرُكم اللهَ في أهل بيتي)، بل إن البخاري يروي في مجموعه وهو من أئمة الحديث، للتيار الآخر أن أبا بكر قال: (أُرْقُبوا محمداً في أهل بيته، ارقبوا محمداً في أهل بيته).
على كُلٍّ ما فعلوه بعترة رسول الله بالإمام الحسين عَلَـيْـهِ السَّـلَاْمُ سيد شباب أهل الجنة سبط رسول الله، امتداده في حمْلِ النور والهدى والحق، في أوساط الأُمَّـة، حمل الإسْـلَام بمشروعه كاملاً في أوساط الأُمَّـة (حسينٌ مني وأنا من حسين) وما فعلوه بأسرته الكريمة، بأهل بيته، بأنصاره الخُلَّصِ الذين كانوا إلَـى جانبه قلة قليلة وفية وعزيزة ومؤمنة وصابرة.
ثم الفظائع الكثيرة التي سجّلها التأريخُ وأصبحت محتوى للكثير والكثير من مجلدات الكُتُب لا يمكن أن تتحدثَ بها في كلمة أَوْ في محاضرة أَوْ مناسبة، مجلدات من الكتب كلها صفحات سوداء سطّرها أولئك، إجراماً، بغياً، تضليلاً، فساداً بكل أشكاله، إلَـى زمن الإمام زيد عَلَـيْـهِ السَّـلَاْمُ، بعد صولات وجولات في الأُمَّـة، كانت السلطة الأموية قد استحكمت قبضتُها من جديد بعد أن تعرضت لاهتزازاتٍ كبيرةٍ بعد ثورة الإمام الحسين عَلَـيْـهِ السَّـلَاْمُ واستشهاده، لكن من جديد كانت قد استحكمت قبضتُهم على الأُمَّـة ووصلوا إلَـى الذروة في تمكُّنهم وتغلبهم.
وفي زمن هِشام الوالي الأموي يأتي ليقول: واللهِ لا يقولَ لي أحدٌ اتقِ اللهَ إلا ضربت عُنَقَه.
شوفوا النموذج الأموي، انظروا من هو النموذج الأموي، له هذه الرؤية لديه هذا التفكير، ما الذي ينبئ به هذا التفكير، هذه النفسية.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من  خطاب السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر