مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

فإذاً فضيلة عظيمة، منزلة رفيعة، درجة عالية، وحين قال الله -سبحانه وتعالى-: {وَلَا تَحْسَبَنَّ} ليوجِّه الخطاب إلى نبيه -صلوات الله عليه وعلى آله- وإلينا نحن، إلى كل مسلم، إلى كل قريبٍ لشهيدٍ أيضاً، إلى الأمة التي قدَّمت أولئك الشهداء، وحين قال في آيةٍ أخرى: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ}[البقرة: الآية154]، (لَا تَقُولُوا) و (لَا تَحْسَبَنَّ): لا يكن في حسبانك، في تقديرك، في ظنك، في توهمك، أنهم في حالةٍ من الموت والفناء. |لا| بل هم انتقلوا إلى حياة حقيقية طيبة، أفضل من هذه الحياة، هم ضيوف الله في كرامته، هم عنده في رحمته، في حالةٍ من الفرح والإستبشار الدائم، لا تقولوا أيضاً، وهذا مهم، أولاً على المستوى النفسي، كل أقارب الشهداء، كل أصدقائهم، كل الذين لهم علاقةٌ بهم، قد يتألمون عليهم، قد يشعرون ببالغ الأسف والحسرة على فقدانهم، هذا يطمئن الجميع أنهم انتقلوا إلى ما هو خيرٌ لهم، أحسن لهم مما هو عندنا نحن، وأفضل لهم من الحياة عندنا نحن، حياة أطيب، وأهنأ، وأسعد، وأرقى، فلنطمئن عليهم، على حالهم.

 

ثم أيضاً يمثل هذا عاملاً مهماً في إدراك فضل الشهادة في سبيل الله، أنها لا تمثل خسارةً أبداً، لا خسارة للذين منحهم الله هذا الوسام العظيم، ووفقهم هذا التوفيق الكبير، وأكرمهم بالشهادة، فهم فازوا، وهم انتقلوا إلى تلك الحياة الطيبة، وإلى تلك المنزلة الرفيعة والعالية، ولا خسارةً لذويهم، لأسرهم، لأقاربهم. |لا| لا تمثل خسارةً أبداً، بل هي فوزٌ عظيمٌ، كما عبَّر عنه في الآية المباركة، ثم ما وراء ذلك جنة الخلد، ما بعد يوم القيامة ينتقل الشهداء إلى جنة الخلد التي وصفها الله في القرآن الكريم الوصف الكثير الكثير، عن كل أنواع النعيم فيها.

 

فالشهادة فوزٌ عظيم؛ لأنها ذات أثر إيجابي في واقع الحياة، يكتب الله بها في واقع الحياة النتائج العظيمة، تثمر نصراً، وتثمر عزةً، وتثمر قوةً، وهي أيضاً ثقافة تحرر الأمة من قيود الخوف، من أغلال المذلة، وتجعل من الأمة التي تتثقف هذه الثقافة، التي تمتلك هذا الإستعداد العالي للتضحية، أمةً شجاعة، لا تَرهَب الأعداء، ولا تخاف منهم مهما كانت إمكاناتهم، ومهما كان جبروتهم وطغيانهم، يجعل منها أمةً شجاعةً، قويةً، مستبسلةً، تنزل إلى الميدان بفاعليةٍ عالية، وليس بخوفٍ، وترددٍ، واضطرابٍ، وقلقٍ، وتوترٍ، وذلةٍ، وخوفٍ، ورعبٍ، وذعر. |لا| وهذا له أهمية كبيرة جدًّا في واقع الحياة، وأثبت هذا، نرى ثماره ونرى نتاجه في هذا الزمن، عندنا في اليمن، عند إخوتنا المجاهدين في لبنان، وفلسطين، والعراق، وفي إيران… وفي غيرها. على مدى التاريخ كم له شواهد كثيرة وكثيرة، من أكبر وأعظم وأسمى شواهده- إن لم يكن هو الأكبر- ما كان في حركة رسول الله محمد -صلوات الله عليه وعلى آله- عندما تحرك، عندما جاهد، عندما قدم معه المسلمون الأوائل تلك التضحيات، عندما تحرك وفق تلك التوجيهات القرآنية، كيف كانت الثمرة الكبيرة التي غيَّرت مسار التاريخ، وملامح العالم، وواقع الحياة بكله. فإذاً لهذا أهمية كبيرة جدًّا.

[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ألقاها السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي

بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد 1441هـ


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر