مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية

وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 

قطاع التوجيه والإرشاد

الإدارة العامة للوعظ والإرشاد

-----------------------------------

🎙️ 🎙️. 🎙️. 🎙️ 🎙️

 

خطبة الجمعة الثانية من شهر ذي القعدة 1442هـ

 

(الخطبة الأولى)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربِّ العالمين، نحمدُهُ سبحانه استِتْمامًا لنِعَمِهِ، واسْتِسْلامًا لعزَّتِهِ، واسْتِعْصامًا مِنْ مَعْصِيَتِهِ.

وأشهد ألا إله إلا الله وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، شهادَةً نَدَّخِرُها لأهاويلِ ما يلقانا؛ فإنها عزيمةُ الإيمانِ، وفاتحةُ الإحسانِ، ومرضاةُ الرحمنِ، ومَدْحَرَةُ الشيطانِ، وأشهدُ أن سيدَنا وحبيبَنا وقائدَنا وقدوتَنا وأسوتَنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُهُ، أرسلَهُ بالدينِ المشهورِ، والعِلْمِ المأثورِ، والكتابِ المسطورِ، والنورِ الساطعِ، والضياءِ اللامعِ؛ فأزاحَ الشبهاتِ، واحْتَجَّ بالبيناتِ، وحذَّرَ بالآياتِ، وخَوَّفَ بالمَثُلاتِ، وأزالَ الضلالاتِ، وتَرَكَنَا على المَحَجَّةِ البيضاءِ ليلُها كنَهارِها لا يزيغُ عنها إلا هالكٌ.

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، وارض اللهم عن صحابة نبينا المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين.

أمـا بـعـد/ عباد الله الأكارم:

القرآن الكريم هو نعمة عظيمة علينا من الله (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ . يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) وفيه الهداية الكاملة التي نحتاج إليها كبشر والتي نسعد بها في الآخرة ونعيش بها الحياة الطيبة في الدنيا، والإنسان حينما يعتمد على القرآن الكريم ويحمل نور القرآن فستكون عنده مفاهيم صحيحة عن الحياة وعن الدين، وعندما ينطلق على أساس ذلك في واقع الحياة؛ فإنه ينطلق بشكل صحيح؛ لأن القرآن في نفسه وفي هدايته ما يزكي النفوس، وما يصلح روحية الإنسان، وما يجعل الإنسان مهتدياً وصالحاً وفاعلا في واقع الحياة (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ).

لذلك نحن بحاجة إلى أن نعود إلى القرآن ككتاب هداية: نتثقف به، نتدبر آياته، نتحرك على أساسه، فالقرآن {هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ}، بينات يبين لنا سبل السلام، سبل الخير، سبل العز، سبل الحياة الطيبة، كل طريقة نحتاج إليها في هذه الحياة فإنه قد رسمها لنا، وحينما نعود كأمة الى هذا القرآن ككتاب هداية؛ فهو كفيل بحل الكثير من مشاكلنا في هذه الحياة، وبإصلاح واقعنا.

لذلك يجب أن نذكر أنفسنا بالقرآن (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآَنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ) وأن تكون ثقافتنا في هذه الحياة ثقافة قرآنية، وأن تكون علاقتنا بالقرآن علاقة اهتداء واقتداء واتباع (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).

عباد الله:

هناك حقائق كثيرة في القرآن يجب أن نتفهمها ونتأملها ونصدق بها، ونحن إذا لم نتجاوز مرحلة الإقرار والاعتراف بها إلى مسألة الإيمان واليقين والقطع والتصديق والوثوق بها؛ فإن ذلك سيؤثر على مدى الاتباع للقرآن، وعلى مدى التمسك بالقرآن، وعلى مدى الاهتداء بالقرآن، ثم ينتج عن ذلك عصيان لله، أو عدم التفاعل مع تلك الحقائق، وبالتالي ينتج عن ذلك مخالفات في الواقع العملي، وهذه المخالفات تهلك الأمة، وتجر الأمة إلى الويلات والنكبات والمآسي؛ لأنها تصرفات غير قرآنية ينتج عنها آثار سيئة جدا في واقع الناس، وفي واقع الأمة.

أيها المؤمنون:

وإن مما يساعد الإنسان على الاستقامة في الدنيا هو التذكر لله ولعظمته، والتذكر لنعمه، والتذكر لوعده ووعيده، والتذكر لليوم الآخر؛ فالتذكر هو من الأمور التي يجب استحضارها دائماً في ذهنية الإنسان المؤمن (وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ). فالكثير - وللأسف - إيمانهم ويقينهم وتصديقهم ضعيف جداً؛ لذلك يعيشون حالة الغفلة وحالة النسيان، وهذه الحالة تشكل خطورة كبيرة عليهم فلا يستعدون ولا ينضبطون ولا يلتزمون ولا يتعاملون بمسؤولية ولا يحسبون حساب أعمالهم وما يترتب عليها من الجزاء، والله سبحانه وتعالى قد حذرنا من هذه الحالة، فقال جل شأنه: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ . مَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِم مُّحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ .

 

لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ) فهم ينشغلون ذهنياً ونفسياً بشكل كبير وراء الأشياء الهامشية التي كان بالإمكان حتى لو انشغل بها الإنسان أن ينشغل بها بحجمها وبمستواها، لا أن تأخذ كل اهتماماته وكل تفكيره وكل انشغاله الذهني والنفسي حتى يصل الحال به إلى نسيان مستقبله الأبدي والدائم، ونسيان ما بينه وبين الله، والنسيان لله والغفلة عن الله وعن الآخرة قضية خطيرة عليه، وفي نفس الوقت ليس من الحكمة أن تنشغل بأمور بسيطة فتعطيها كل قلبك وكل مشاعرك وكل تفكيرك وتغفل عن الأشياء الكبيرة والمهمة جدًا؛ لأن هذه حالة تشكل خطورةً عليك.والكثير من الناس قد يصحوا ويستفيق ويستيقظ من حالة الغفلة، ولكن متى؟ عندما يأتي الموت، والموت هو بداية الرجوع إلى الله، بداية الاتجاه في هذا المصير إلى الله سبحانه وتعالى، وحينها يكون قد فات الأوان، وهذا هو حال أكثر البشر.

أيها الإخوة المؤمنون:

الإيمان بالغيب يحتاج إلى ترسيخ وإلى استحضار؛ لأنك قد تكون مقرًا بحقيقة غيبية، ولكنك ما تزال بحاجة إلى تعزيز الإيمان بها؛ لأنه قد تكون مشكلتك هي الغفلة والذهول وعدم الاستحضار وعدم الانتباه خصوصًا في ظرف معين، أو أمام حدث معين، أو في ظل مرحلة معينة تتطلب وتحتاج إلى الاستحضار لتلك الحقيقة الغيبية. والمتقون هم مؤمنون بالغيب في كل حين، ولذلك إيمانهم بالغيب يحقق لهم الوقاية من كثيرٍ من الشرور، ويساعدهم في تحقيق الاهتداء بالقرآن والانتفاع به؛ لأنهم في النهاية قبلوه والتزموا به واعتمدوا عليه، وبنوا مواقفهم وسياساتهم واتجاهاتهم على أساسه، ولم يعتمدوا على آرائهم ولا أهوائهم ولا رغباتهم ولا شهواتهم ولا مزاجهم، واتجهوا إلى البحث عما يريده الله منهم، وعما يأمرهم به الله، وعن المسئوليات التي يحددها الله لهم.

فالإيمان بالغيب مسألة أساسية جدا في الاهتداء بالقرآن وفي تحقيق التقوى. والإنسان بحاجة إلى أن يعيش حالة اليقظة وحالة الحذر وحالة الانتباه، و في القرآن الكريم مساحة واسعة جداً جداً من الآيات القرآنية التي حذرت وأنذرت، والقرآن الكريم هو كتاب إنذار وكتاب بشارة, والرسول صلوات الله عليه وعلى آله، ورسل الله صلوات الله عليهم بكلهم كانوا: (مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)

عباد الله:

 كما أنّ المخافة من عذاب الله سبحانه وتعالى تعتبر عاملًا مهمًا في الاستقامة، وعاملًا مهما في النجاة، وتشكل وقاية من الوقوع في عذاب الله سبحانه وتعالى. والقرآن الكريم يأتي بالثناء على فئة من المؤمنين؛ لأنها تميزت باستشعارها الدائم لقرب لقاء الله سبحانه وتعالى، يقول الله: (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) فهم يستشعرون بشكلٍ مستمر قرب لقاء الله سبحانه وتعالى، وهم لا يعيشون الغفلة عن ذلك، بل يدركون أنه من المتوقع ومن المحتمل أن يكون لقاء الله في هذا اليوم أو في هذه الساعة، وبالتالي هم في حالة انتباه ويقظة واستشعار لقرب لقاء الله سبحانه وتعالى، وهذا يهيئهم للاستعداد المستمر للسعي لأن يكونوا في جهوزيةٍ لهذا اللقاء ولهذا الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى (وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ). ويأتي الحديث عن الرجاء وعن الاستشعار لقرب لقاء الله الذي يترك أثرا عظيما في جانبين: في جانب الانتباه من المعاصي والانتباه لما يسبب سخط الله وعذاب الله وغضب الله جل شأنه، وفي جانب الاهتمام والسعي لما يوصل إلى ما وعد به من الجزاء العظيم والفوز العظيم والخير الكبير والأجر الكبير، فهم يعيشون حالة الرجاء والأمل والتطلع إلى ما عند الله سبحانه وتعالى من الخير العظيم والواسع، وإلى ما وعد به من رضوانه وجنته والجزاء الحسن، وأيضا ما وعد به في الدنيا من العزة والنصر والكرامة والحياة الطيبة، فهم يعيشون الأمل والأفق الواسع في حياتهم، ومتطلعين إلى ما عند الله سبحانه وتعالى، ولا يعيشون وراء الوهم والسراب والغرور، ولديهم آمال واسعة ولكن في محلها: آمال متصلة بالله جل شأنه، وبما عند الله، وبما وعد به الله، وفي نفس الوقت أيضا حالة من الحذر والخشية تساعد على الانضباط والاستقامة، وهذه هي الحالة الإيمانية التي يعيش فيها الإنسان: حالة الرجاء والأمل بالفوز العظيم لكي يصل إلى أعظم خير وأكبر نعيم وأعظم سعادة، وفي نفس الوقت أن ينجو من عذاب الله، ومن سخط الله، ومن عذاب الله؛ لأنه يؤمن بوعد الله وبوعيده.

قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

( الخطبة الثانية )

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين، صلوات الله وسلامه عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.

 

أما بعد/يقول الله تعالى موجهاً عباده إلى ما فيه عزتهم ورفعتهم وقوتهم ومنعتهم (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ).

والاعتصام معناه: الالتجاء للامتناع بمن ألتجئ إليه من خطورة بالغة تهددني، ومتى ما اعتصمت به فهو سيهديني، وها هو يهدينا في آياته المباركة فيوجهنا بهذا التوجيه الذي يوحي بأن الأمة وهي في ميدان المواجهة إذا لم تكن يقظة فإنها ستصبح في مستنقع, وستصبح في هوة من الضلال، وهي اليوم أحوج ما تكون الى التمسك والاعتصام بحبل الله لتنجى من الضلال والذلة والخزي.

(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) هنا تأكيدات عدة: فعبارة: (وَاعْتَصِمُوا) فيها: (واو الجماعة) التي توحي بوجوب اعتصام الجميع، ثم قوله : (جَمِيعًا) تأكيد من جديد، ثم قوله: (وَلَا تَفَرَّقُوا) تأكيد من جديد بالنهي عن التفرق، فهذه ثلاث عبارات توحي بأهمية وحدة المسلمين، ووحدة أي أمة تتحرك في مواجهة أعداء الله، تكون وحدة تقوم على أساس الاعتصام بحبله اعتصاماً جماعياً.

وهذه التأكيدات من قبل الله سبحانه وتعالى تدل بما لا غبار عليه أن هذه القضية لا بد منها لأي أمة لكي يتحقق لها الاعتصام بحبل الله، وبالتالي تكون في مستوى أن يسود فيها دين الله، وفي مستوى أن تواجه أعداء الله. فالله لا يريد لنا أن نظلم أو نهان، وهو يدلنا إلى عزتنا وقوتنا ورفعتنا من خلال التوحد والاعتصام بحبل الله جميعاً؛ لأن الجميع مستهدفون؛ ولأن الأعداء متوحدون ضدنا رغم اختلاف قلوبهم (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى)، ونحن من يجب أن نعرف أن عزتنا وقوتنا هي في التوحد ونبذ الاختلاف والتفرق.

أيها الإخوة المؤمنون:

إن هذا العدوان على شعبنا المظلوم هو عدوان أجنبي تشرف عليه أمريكا، وتشارك فيه إسرائيل، وتنفذه بشكل رئيسي: السعودية والإمارات، وأهدافه مشؤومة، حيث يهدف للاحتلال والسيطرة والهيمنة والاستعباد والقهر لشعبنا لما له من أهمية جغرافية، ولما فيه من خيرات طبيعية تجعل المحتل يطمع في بلدنا, وما عملوه في حق شعبنا من استهداف وتدمير البنى التحتية، ونهب وسرق ثروات الشعب في مناطق سيطرتهم لهو خير دليل على فضح نواياهم السيئة مهما حاولوا قلب الحقائق, ومهما حاولت ماكيناتهم الإعلامية أن تبرر استهدافهم لشعبنا, أو أن تدعي الإنسانية؛ فأشلاء آلاف الأبرياء من النساء والأطفال، وحصارهم لنا، ومحاولتهم خنق الشعب اليمني، كل ذلك يكشف ويفضح نواياهم الخبيثة والسيئة؛ فواقعهم في المناطق التي احتلوها يكشف زيف ما يدعونه, ويشهد بأنهم ليسوا سوى غزاة, وليسوا سوى محتلين, وكل شيء واضح وبيّن مهما حاولوا التدليس وقلب الحقائق.

عباد الله الأكارم:

كلنا يشاهد ما يعمله اليهود والنصارى وعملاؤهم بحق أمتننا الإسلامية عامة، وبحق الشعب اليمني خاصة من استهداف ممنهج ومدروس يكشف عداوة اليهود والنصارى لكل أبناء الإسلام (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا), ونحن يجب أن نواجههم بالوعي والبصيرة من خلال القرآن الكريم, وأن نترجم عداءنا لليهود والنصارى إلى مواقف عملية تكون مؤثرة عليهم، ومتصديةً لمؤامراتهم، وفاضحةً لمخططاتهم كالهتاف بالشعارات المعبرة, (وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا) ومواجهتهم العملية في كل المجالات, بما في ذلك مقاطعة بضائعهم ومنتجاتهم, كما ننصح التجار بعدم استيرادها, وهذه مسؤولية دينية أمرنا الله بها حتى لا نكون سوقاً استهلاكية لهم, وحتى لا ندعمهم بأموالنا التي تشجعهم على مواصلة قتالنا واستهدافنا.

عباد الله:

ومن الجرائم التي يجب الحذر منها: جريمة الاتجار في المخدرات وهي تجارة خطيرة ومدمرة وكارثية، وتعتبر إنتاجا للجريمة بكل أنواعها، فمن يبيع المخدرات ويروج المخدرات هو يصنع الجريمة؛ لأن المخدرات لها أضرار خطيرة جدا، أضرار صحية كارثية ومدمرة لمن يتعاطونها، وفي نفس الوقت يترتب على تعاطي المخدرات ارتكاب الجرائم والمحرمات، فالذي يبيع المخدرات وإن لم يكن يتعاطاها، هو مساهم أساسي ومتعاون وشريك في صنع الجريمة التي سيرتكبها متعاطي المخدرات، والتي قد يكون من ضمنها القتل، قد يكون من ضمنها الفواحش، قد يكون من ضمنها السرقات، النهب، السطو، إضافة إلى أن انتشار المخدرات بين شباب الأمة وأبناء الأمة يعتبر عملا تدميريا للأمة؛ لأنه يقتل الروح المعنوية، فالمدمنون على المخدرات تائهون ضائعون ساقطون في هذه الحياة، وأدوارهم ستكون أدوارا سيئة، وأعمالهم ستكون أعمالا تخريبية، وتصرفاتهم ستكون تصرفات إجرامية وعبثية، وبالتالي يتجرد الإنسان من هويته الإنسانية، وهذه حالة خطيرة جدا.

 

لذلك لا بد من العمل على تحصين أنفسنا وشبابنا ومجتمعنا من هذه الآفة الخطيرة والمدمرة والكارثية بكل الاعتبارات وبكل المقاييس.

أيها الإخوة المؤمنون:

لا زلنا نذكر في خطبنا على أهمية الحفاظ على ثروتنا الحيوانية كونها من اهم مقومات وركائز اقتصادنا الوطني ومن اهم الركائز التي تعزز صمود هذا الشعب اليمني العظيم في مواجهة أعداء الله ومواجهة العدوان الظالم الأمريكي الصهيوني والسعودي والإماراتي على شعبنا العظيم ولكي نستشعر بمسئوليتنا أما م الله سبحانه وتعالى لا بد من الجميع مزارعين ومواطنين وكل شرائح المجتمع والمؤسسات الرسمية والخاصة أن نستشعر أدوارنا الدينية والوطنية في الحفاظ على هذه الثروة الحيوانية فهي نعمه عظيمة من نعم الله علينا يجب الحفاظ عليها وتعتبر من اهم ركائز ومقومات الاقتصاد الوطني واهم المسئوليات القيام بالتوعية والإرشاد للمزارعين ومربي الحيوانات بالحفاظ على هذه الثروة الحيوانية من خلال تنميتها وتسمينها بالطرق الصحية كما أن الاستمرار في ذبح صغار وإناث الحيوانات سيلحق أضرارا اقتصادية بالغة للدولة وللمواطن لذا اصبح من الواجب تفعيل الرقابة المجتمعية بالإبلاغ عن حالات ذبح إناث وصغار الحيوانات وهناك إجراءات قانونية ستنفذ ضد المخالفين كما أن هناك مسئولية كبرى تقع على عاتق رؤوس الأموال والمستثمرين وأصحاب المشاريع الصغيرة في تنمية هذه الثروة الحيوانية وتسمينها كون ذلك سيسهم إلى خفض استيراد اللحوم والمنتجات الحيوانية من الخارج وبالتالي خفض الخسائر الاقتصادية للدولة والمواطن وسيودي أيضا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الثروة الحيوانية وعدم الاستيراد للحوم والمنتجات الحيوانية من الخارج الله الله في الاستشعار بهذه المسئولية العظيمة

أيها الأخوة المؤمنون كما لا ننسى في ختام هذه الخطبة أن ندين ونستنكر ما يقوم به النظام السعودي من استهداف للحج، حيث منعوا المسلمين للعام الثاني على التوالي من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، استرضاءً لأوليائهم اليهود، واستخفافاً بالإسلام والمسلمين، (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا) ويبررون ذلك بأعذار واهية وبحجة الأمراض والأوبئة، وهذا مجرد عذر غبي، فها هم يفتحون أماكن اللهو والملاهي، ويشجعون على الاختلاط والمعاصي بينما يغلقون بيت الله أمام الحجاج والمعتمرين، والله يقول: (وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ).

كل هذا يحتم علينا أن نتحرك بحمية الإيمان وعزة الإيمان، غيورين على مقدساتنا من أن يتحكم فيها أولياء الشيطان وأولياء اليهود والنصارى.

هذا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه حينما قال: (إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).

 اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وصلِّ اللهم وسلِّمْ على وصيِّهِ وباب مدينةِ علمِهِ مولانا الإمامِ علي بن أبي طالب، وعلى زوجته الحوراء فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما الإمامين أبي محمد الحسن وأبي عبد الله الحسين، اللهم وعلى الملائكة المقربين، وارضَ اللهم برضاك عن أصحاب رسول الله المنتجبين، وعن أزواجه أمهات المؤمنين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

(ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار) (ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين) (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين).

 اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا عدوا إلا قصمته، ولا دينا إلا قضيته، ولا عسيرا إلا يسرته.

اللهم انصر المجاهدين في سبيلك من الجيش واللجان في كل مكان، اللهم أيدهم بجند من عندك، اللهم ثبت أقدامهم وسدد رميهم ونكل بعدوك وعدونا بأيدينا وأيدي المؤمنين يا رب العالمين.

عباد الله: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

➖➖➖➖➖ ➖

 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للوعـظ والإرشاد

 بديـوان عــام الــوزارة.

----------------------------

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر