مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

مما مرَّ بنا أيضاً بالأمس قول الله -سبحانه وتعالى-: {وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ}[البقرة: من الآية187]، عندما أتى الحديث عن حِلِّيَّةِ المعاشرة الزوجية في ليالي شهر رمضان، في الليل وليس في النهار، والله -سبحانه وتعالى- يلفت نظرنا إلى أن يكون لدينا الوعي عن أهمية كلما أحلَّه الله لنا في جوانب مهمة، وليس فقط لإرضاء الغريزة والشهوة لدى الإنسان. |لا| إنما هناك أيضاً إضافةً إلى أن هذا يتحقق للإنسان بالحلال، ولكن هناك أيضاً مسائل مهمة يلتفت الإنسان إليها، يحرص كلٌ من الزوج والزوجة أن يكون لهما ذريةٌ طيبة، هذه مسألة مهمة، ونحن في زمن فيه أحداث كبيرة وجسيمة، وصراع، وشهداء كثر، والأمة تضحي كل يوم بتضحيات كبيرة، يحتاج الناس إلى الذرية الطيبة، ليس في الإسلام برنامج تحديد للنسل، يمكن فقط مراعاة الظروف الصحية إذا كانت المرأة تمر بظروف صحية تعاني بسببها من الحمل، أو من الولادة، أو من كثرة الحمل والولادة، هذه الحالة يمكن أن تراعى، أما لسبب الرزق؛ فمن سوء الظن بالله -سبحانه وتعالى- أن يتصور الإنسان أن كثرة العائلة أو الأسرة سيسبب له مشكلةً في الرزق، {اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}[الذاريات: من الآية58] ، أو أسباب أخرى: أن ذلك يعبر عن سلوك حضاري. |لا| لا يعبِّر عن سلوك حضاري، الأمم الأخرى هي أمم كثيرة، الأمريكيون، الصينيون، الغربيون، أمم كثيرة، اليابانيون، ذلك البلد مائة مليون، وذلك البلد مئتا مليون، وذلك البلد مليار، وذلك البلد… أعداد كبيرة من السكان، والرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- حينما قال فيما روي عنه: (تزوجوا فإني مكاثرٌ بكم الأمم) الأمم الأخرى كثيرة، الأمم التي لنا صراع معها، الأمم التي تمثِّل خطورةً علينا بأطماعها وسعيها للسيطرة والاستحواذ، الأمم التي تعادينا، طبعاً بعض الرواة لم يفهموا النص؛ فأضافوا عبارة: (يوم القيامة)، مع أنه في النص الصحيح لا توجد إضافة (يوم القيامة)، هنا في الدنيا الأمة بحاجة إلى طاقتها البشرية وقوتها البشرية وهي تواجه التحديات وتنهض بالمسؤوليات، عموماً هذا بعض ما ورد في تلك الآيات المباركة وعرضناه بالأمس.

 

وقفة مع نداء الله للبشرية وللمؤمنين.. المعاني والدلالات

 

 

 

ولنا وقفات حول نقاط مهمة وردت في الآيات المباركة، وبالدرجة الاولى في الآية الأولى منها، قول الله -سبحانه وتعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة: الآية183] لنا هنا وقفة تأمل وتدبر مع النداء الإلهي، الله -سبحانه وتعالى- نادانا في هذه الآية المباركة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ}، وخاطبنا بهذا النداء، ووجهنا إلى ما وجهنا إليه، الله -سبحانه وتعالى- ينادي البشرية، ينادي الناس، ينادي الإنسان، لم يترك البشر في حالة فراغ من توجيهاته وتعليماته وهدايته وإرشاده، نادى البشرية في كل مراحل التاريخ، بدءاً منذ الوجود البشري منذ آدم -عليه السلام- وخاطبه الله، وناداه الله، وعلَّمه الله، ووجهه الله -سبحانه وتعالى- ثم هكذا عبر مختلف الأزمنة وفي كل مراحل التاريخ يأتي الخطاب إلى البشرية، إلى الناس، إلى الأمم، من خلال أنبياء الله ومن خلال رسله، فالله -سبحانه وتعالى- هو الرب، هو الملك، هو الإله للسموات والأرض وللناس، لم يترك هذه البشرية من أن يخاطبها ويوجهها ويناديها ويأمرها وينهاها، ثم وراء هذا الحساب والجزاء في الدنيا وفي الآخرة، هذا أول درس تجاه النداء الإلهي.

 

 

 

ثم نأتي إلى النداء الذي يتوجه إلى الذين آمنوا نلاحظ أن الله -سبحانه وتعالى- في كثيرٍ من الآيات في القرآن الكريم يخاطبنا بهذا النداء: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ}، أشرنا بالأمس إلى أننا بحسب انتمائنا للإيمان هذا العنوان المهم في حالة ميثاق، الانتماء- بحد ذاته- ميثاق بيننا وبين الله -سبحانه وتعالى- على السمع والطاعة، دخول في دائرة الرعاية الإلهية: أننا أصبحنا محط رعاية خاصة من الله -سبحانه وتعالى- بهذا الانتماء للإيمان، وبالإيمان نفسه، نتلقى من الله -سبحانه وتعالى- التوجيهات، الأوامر، الهداية، الحلول لمشاكل هذه الحياة، الهداية تجاه كل شؤون هذه الحياة، وارتباطنا بالله -سبحانه وتعالى- من خلال هذا الانتماء الإيماني ارتباطنا به -جلَّ شأنه- كمصدر نتلقى منه: التوجيهات، الأوامر، نضبط مسيرة حياتنا على هذا الأساس، هذه تعتبر نعمة عظيمة لا يساويها نعمة على الإطلاق.

 

 

 

أيها الإخوة والأخوات، أيها الأعزاء والعزيزات: في هذه الحياة، وفي الواقع البشري للأمم وللأقوام والناس في هذا الزمن وعبر مراحل التاريخ، الكثير والكثير من الناس يتحركون في واقع حياتهم، في أعمالهم، وفي مواقفهم، وفي الكثير من مسؤولياتهم بناءً على ما يتلقونه من توجيهات، أو أوامر، أو رؤى وأفكار أتتهم من هنا أو هناك، الإنسان لا يعيش حالة الفراغ في هذه الحياة، هو متلقي، الإنسان هو متلقٍ يتلقى تعليمات، توجيهات، أوامر، يسير في شؤون حياته على أساسها، وهذا هو الذي عليه الواقع البشري لمختلف الشعوب والأمم والأقوام، في كثيرٍ من الحالات قد تكون أمةٌ من الأمم، أو شعبٌ من الشعوب، أو قومٌ من الأقوام يبنون مسيرة حياتهم في الأعمال والمواقف، وفيما يلتزمون بفعله، وفيما يلتزمون بتركه، وفي الإجراءات والعقوبات والسياسات، منهج حياتهم بشكلٍ عام، أفكار، أوامر يتلقونها من شخصٍ ما، قد يكون طاغيةً، قد يكون مجرماً، لا يملك تجاههم ذرةً من الرحمة، ولا من الشفقة، ولا من الاهتمام بأمرهم، لا ينطلق فيما يوجههم به، أو فيما يقدِّمه لهم من رؤى وأفكار من موقع الرحمة بهم، أو من حساب مصلحتهم، بل من حساب ما يعزز موقعه، ما يمكِّنه من السيطرة عليهم أكثر، ما يزرع في قلوبهم ونفوسهم الرعب والخوف منه، ما يمكِّنه من السيطرة التامة عليهم… وهكذا حسابات أنانية وشخصية وظالمة ومتكبرة، والبعض قد يحمل حسن النية تجاه شعبه، أو تجاه قومه، أو تجاه أمَّته، يريد لهم الخير، ولكنه من واقعه هو كإنسان غافل، قاصر، لا يمتلك الكمال المطلق الذي يمتلكه الله -سبحانه وتعالى- بل هو إنسانٌ ضعيفٌ، عاجزٌ، جاهلٌ، غافلٌ، متأثرٌ بواقعه النفسي في حساباته الشخصية، في واقعه النفسي: في رغباته، في شهواته، في مخاوفه، ومحدود القدرة، محدود العلم، محدود الرحمة، محدود المعرفة، محدود في كل شيء، الإنسان له حدود في كل شيء، حتى لو امتلك حسن النية.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

 

دروس من هدي القرآن الكريم

 

 

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

 

الانتماء الإيماني.. ضرورة إعادة الضبط!

 

 

 

سلسلة المحاضرات الرمضانية 1440هـ المحاضرة الثانية

 

مايو 14, 2019م 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر