مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية

وزارة الأوقاف والإرشاد

قطاع التوجيه والإرشاد

الإدارة العامة للوعظ والإرشاد

➖➖➖➖➖➖➖➖

 

خطبة الجمعة الرابعة من شهر ذي الحجة 1441هـ

 

🎤🎤نقاط الجمعة الرابعة من شهر ذي الحجة.

 

1-الحديث عن أبرزالمؤهلات والمعاييرالإلهيةالتي يجب أن تتوفرفيمن يلي أمرالأمة وقدتوفرت في رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم ) وفي الإمام علي(عليه السلام) وتتوفر في أعلام الهدى  والتي من أهمها الرحمةبالأمة والحرص عليهم وعلى هدايتهم قال تعالى{لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا....} وقال {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ....َ} وقال {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ....ً}

وهذه المؤهلات لا تتوفرفي حكام اليوم بل هم على النقيض منها تماما بل أصبحوا خداما لأسيادهم من اليهودوالنصارى

 

2-مهم الحديث عن فضائل الإمــام علي(عليه السلام  )

 

3-الحديث عن مكاسب التولي كالهداية والتأييدوالرعاية الشاملة والنصروالغلبة

وأن صمودنا وانتصاراتنا على تحالف العدوان هوأنناوثقنا بالله وتوليناه وتولينارسوله والإمام علي وأعلام الهدى.

 

4-التذكيربنعمةالأمطار وشكرالله عليها والإستفادةمنهافي تحقيق الاكتفاءالذاتي والتذكيربواجبناتجاه هذه النعمة.

 

5-واجبناتجاه العدوان والحصارومع الذكرى الثانيةلمجزرةأطفال ضحيان هوأن نستمرفي رفدالجبهات بالمال والرجال.

 

 

 

 

 (الخطبة الأولى)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الهادي إلى سواء السبيل، الحمد لله الذي أكمل لنا ديننا وأتمّ علينا نعمته ورضي لنا الإسلام دينًا، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ}.

وأشهد ألا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين، وعن سائر عبادك الصالحين.

أمـا بـعـد/ أيها الأخوة المؤمنون:

ما زال حديثنا مستمرًا وإياكم في هذا الشهر المبارك عن مبدأ الولاية التي يقول الله عنها في القرآن الكريم: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ . وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}، وقال عنها رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله: “يا أيها الناس، إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله”.

وقد عرفنا أن التولي يبدأ من تولينا لله سبحانه وتعالى، وعرفنا – أيضًا – أن ولايته هي ولاية شاملة ومطلقة، وولايته تقوم على أساس حكمته ورحمته بعباده، ثم عرفنا أنّ رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله يمثل الامتداد الحقيقي والأصيل لهذه الولاية، ومن بعده الإمام علي (عليه السلام).

وهنا لنا وقفةٌ مختصرة حول واحدٍ من أبرز المؤهِّلات التي تحدث عنها القرآن الكريم، والتي يجب أن تتوفر فيمن يلي أمر الأمة باعتبارها مؤهلات كانت موجودة لدى قدوتنا وقائدنا محمد بن عبدالله (صلوات الله عليه وعلى آله)، ومن أهم تلك المؤهلات ما ذكره الله سبحانه وتعالى عن نبينا محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) حينما قال: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} في هذه الآية نجد كيف كانت نفسية رسول الله في حرصه على مصلحة الأمة وفي رأفته ورحمته بهم إلى درجة أنه يعز عليه أن يحصل على أمته أي مشقةٍ أو تعبٍ أو عناء، وهكذا كان الإمام علي (عليه السلام) كما ذكر ذلك الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم حينما قال: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} هذه الآية نزلت في الإمام علي (عليه السلام) حينما تصدق بخاتمه أثناء ركوعه وهو يصلي النافلة في مسجد رسول الله (صلوات الله عليه وآله) ودخل سائل يسأل ولم يعطه أحد؛ فأشار الإمام علي (عليه السلام) إلى السائل ليأخذ خاتمه، وفي هذا دلالة على أن الجدير بقيادة الأمة بعد رسول الله (صلوات الله عليه وآله) هو الإمام علي (عليه السلام)، وهنا نلاحظ - أيضًا - كيف أن الإمام عليًا (عليه السلام) حتى أثناء صلاته ما يزال يهمه أمر الأمة، وبالتالي لم يقل أنا مشغول بالصلاة، ومشغول بالعبادة، بالإضافة إلى أنه حينما أعطى السائل لم يكن قد نظر إلى وجه السائل؛ لأنه أحيانًا ما يدفع الإنسان إلى الصدقة هو أنه نظر إلى وجه السائل فرقّ قلبه وأعطاه، وفي هذا دلالة على الروحية التي كان يحملها الإمام علي (عليه السلام)، وهكذا كان أهل البيت عليهم السلام (الإمام علي وفاطمة الزهراء والإمام الحسن والإمام الحسين) الذين أنفقوا طعامهم وهم صيامٌ في أحد الأيام لمسكين، وفي اليوم الثاني ليتيم، وفي اليوم الثالث لأسير، ولم يأكلوا الطعام لمدة ثلاثة أيام، ولم يشربوا إلا الماء فقط، وقد سطّر الله سبحانه وتعالى هذه القصة العظيمة في سورة الإنسان بقوله: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا . إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا . إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا . فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا . وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا}، وهكذا هم أعلام الهدى في كل زمانٍ ومكان الذين لا يعيشون من أجل ذواتهم أو من أجل تحقيق مكاسب شخصية لهم أو غير ذلك.

وطبعًا هذه المؤهلات مع غيرها لا تتوفر لدى زعماء المسلمين اليوم الذين همهم مصالحهم ومطامعهم وشهواتهم ولو على حساب شعوبهم، بل يصل بهم الحال إلى قتال شعوبهم، والفتك بهم، وإلحاق الضرر بهم؛ تحقيقًا لمصالحهم أو لمصالح أسيادهم من اليهود والنصارى؛ فأين هم الزعماء الذين يحملون الرحمة لأمتهم والحرص عليهم؟! ولماذا رضيت الأمة وعلى مدى التاريخ أن يحكمها السيئون والأشرار والطغاة واللصوص؟!.

والجواب هو: أن الأمة لم تعتمد على المعايير الإلهية التي ضبطت هذا الموضوع، وإنما استغنت عن الله في هذا الأمر، وحددت هي المعايير والمؤهلات، وبالتالي يحكم الأمة الإسلامية اليوم أمثال: آل سعود وآل زايد وآل نهيان وغيرهم من السيئين، كما حكمها في الماضي بنو أمية وبنو العباس وغيرهم، ولا تستغربوا إذا ما رأيتم الأمة في هذه الحالة الرهيبة من التخبط والتيه على كل المستويات وفي كل المجالات.

عباد الله الأكارم:

إنّ التزامنا بمبدأ الولاية له أهمية كبرى في واقعنا وفي واقع حياتنا، وله مكاسب عظيمة في الدنيا والأخرى، وأولى هذه المكاسب أن نحظى بالهداية الإلهية التي نحن في أمس الحاجة إليها خصوصًا في هذه المرحلة المليئة بالجهالة والظلمات، يقول الله سبحانه وتعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} فهذه الصلة بالله جلَّ شأنه كولي لنا تجعلنا نحظى برعايته الشاملة، وكما يقول الله: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ} ويقول أيضًا: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}.

فنجد من خلال هذه النصوص القرآنية المباركة وغيرها أهمية مبدأ الولاية على مستوى الدين؛ لضمان استمراريته بشكلٍ صحيح، ولضمان قيامه في واقع الأمة بشكلٍ صحيحٍ وسليم، ثم على مستوى أثره في واقع الأمة؛ فدين الله سبحانه وتعالى بشكله الحقيقي هو نعمةٌ عظيمة، وهو التوجيهات والهداية الإلهية التي أتتنا برحمة الله، وبحكمته، وبهدايته، وبتوفيقه، وبعلمه، وأيضاً يتصل بها رعاية إلهية مباشرة، وعون من الله، ونصر من الله، وبركات من الله، وتأييد من الله، ورعاية شاملة من الله، ولكن هذا كله لن يتحقق لنا إلا إذا تحركنا وفق ما رسمه الله سبحانه وتعالى لنا، وإذا لم يبق لنا هذا الاتصال بشكل صحيح بهذا المنهج الإلهي؛ فالمسألة خطيرة جدًّا، ولم نعد نستشعر أنها نعمة؛ لما نفقده منها في واقع حياتنا؛ لأن النقص في هذا الجانب أضاع هذه النعمة في أثرها في الحياة، فتصبح هذه الأمة أمة ضعيفة، أمة مليئة بالمشاكل والنزاعات والخلافات، أمة لا تبني واقعها وترتقي على المستوى الحضاري بناءً على هذا المنهج الإلهي؛ وبالتالي أمة ضعيفة أمام أعدائها، وأتى قول الله سبحانه وتعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} ليبين لنا ذلك.

وبما أنَّ الله سبحانه وتعالى قد أكمل دينه، وجعله نعمةً بكل ما تعنيه هذه العبارة في أثره العظيم في واقع حياتنا، وحل مشاكلنا، وصلاح حالنا، وصلاح أنفسنا؛ فتبقى المسؤولية علينا نحن: أن نتجه لنتولى الله سبحانه وتعالى بهذا المفهوم العظيم، وبهذه الصلة من كل واقع حياتنا؛ لنسير على منهجه كما رسم هو سبحانه وتعالى، ولنقيم هذا المنهج في واقع حياتنا كما رسم هو سبحانه وتعالى، وكما قدَّمه جلَّ شأنه لنا، وأن نحرص أيضاً في سيرنا على أساس هذا المنهج العظيم أن تكون صلتنا بولاية الله سبحانه وتعالى هي هذه الصلة، التي تضمن لنا سلامة وصول هذا المنهج إلينا، وسلامة تطبيقه في واقعنا.

{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ . وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ} فلا تكتمل للأمة المنظومة الإيمانية والدينية الكاملة، ولا يكتمل لها المنهج الإلهي في واقع حياتها بشكلٍ صحيح على مستوى التبليغ، وعلى مستوى التطبيق، إلَّا بمبدأ الولاية، وهو الذي يحقق لها كل ذلك، ويترتب عليه هذه النتائج المهمة: أن تتم النعمة في أثرها في واقع الحياة، وأن يكتمل للأمة ما تسعى إليه من أن تكون أمةً عظيمةً، وأمةً قويةً، وأمةً في مستوى مواجهة التحديات والأخطار، وفي مستوى الغلبة لأعدائها.

وبما أن الأمة تعيش حتماً حالة الصراع، وحالة الاستهداف؛ فمن أبرز مظاهر النعمة الإلهية، ومن أهم ثمرات مبدأ الولاية الإلهية، ومن أهم تجليات ونتائج الالتزام بالمنهج الإلهي: أن تكون هذه الأمة قوية ومنتصرة، وأن تغلب أعداءها، وهذا ما فقدته الأمة إلى حدٍ كبير، مما دفع بالكثير من أبناء الأمة إلى أن يتجهوا اتجاهاً آخر: باتخاذ اليهود والنصارى أولياء، والذين يوالون أمريكا اليوم من أبناء الأمة، هم يتناقضون تماماً مع هذا المبدأ العظيم، ويتخذون أعداء الإسلام وأعداء الأمة أولياء، بدلاً من أن يوالوا الله سبحانه وتعالى، وبدلاً من الإيمان بولايته سبحانه وتعالى.

وهنا  نجد أنّ من مكاسب التولي المهمة النصر والغلبة على الأعداء، وكذا تحصين الأمة من موالاة اليهود والنصارى (أمريكا وإسرائيل) في زماننا.

قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم

{بسم الله الرحمن الرحيم * وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}

 

 

 

 

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله محمد، وعلى أهل بيته الذين نهجوا نهجه وساروا بسيرته فأصبحوا هُداة للأمة، ورضي الله عن صحبه المنتجبين، وعلى التابعين له بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد/ أيها المؤمنون:

في ظل استمرار العدوان الأمريكي السعودي علينا، ورغم استخدامه لكل أساليب المواجهة والحرب نجد أننا بفضل الله ما زلنا صامدين وعلى مدى 6 سنوات؛ فهل كان ذلك راجعًا إلى قوتنا وشدة بأسنا؟ أم كان راجعًا إلى كثرة عددنا وعتادنا؟ بالتأكيد أنه لم يكن هذا ولا ذاك بل إن سر انتصارنا وصمودنا وثباتنا يرجع إلى موازين أخرى لم تكُن أبدًا بحسبان قوى الطاغوت والفساد والإجرام.

 إنّ سر انتصارنا وغلبتنا هو أننا تولينا الله ورسوله والإمام عليًا وأعلام الهدى {وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ}، وإنّ سر صمودنا هو أننا راهنا على قوة الله سبحانه وتعالى القوي العزيز في الوقت الذي راهن الآخرون على قوة أمريكا وإسرائيل، وإنّ سر انتصارنا هو أننا وثقنا بوعد الله بنصر عباده المؤمنين حين قال: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} وحين قال: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} بينما الآخرون وثقوا بوعود الشيطان ووعود أولياء الشيطان، والله يقول: {يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا} ويقول: {فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} وحين راهن العدو على تفرقنا وشتات شملنا ببذل المليارات في شراء الولاءات والذمم وإثارة الفرقة والتناحر والعصبية في أوساطنا رجع كيده في نحره، وأصبحنا نرى الحالة التي وصل إليها العدوان من الانقسام والتشتت والتناحر سواء في المناطق الجنوبية أو في غيرها، فحين أرادوا الكيد بهذا الشعب كانت إرادة الله هي الغالبة {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا . وَأَكِيدُ كَيْدًا . فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا} وحين حاكوا المؤامرات وخططوا ومكروا كان مكر الله فوق مكرهم {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} وحين جاء العدو بجموعه الكثيرة وتحالفاته الواسعة وبأسلحته وطائراته ودباباته كان الله حاضرًا ومدافعًا عن عباده المؤمنين {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} وحين تبجح العدو بقوة أسلحته وشدة بأسها وقدرتها التدميرية، تكفل الله في إضعاف قدراتهم وأسلحتهم {ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ} وحين راموا تجويعنا ومحاصرتنا اقتصاديًا ذهبت مؤامراتهم أدراج الرياح؛ لأن خزائن السماوات والأرض لم تكن يومًا بأيديهم {وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ}.

وفي هذه الأيام نجد كيف أنّ الله سبحانه وتعالى أنعم علينا بأمطار كثيرة وغزيرة لم ينزل مثلها على مدى سنوات طويلة حتى أن هناك عودة لبعض الغيول والعيون التي كانت قد جفت مما يستوجب علينا أن نشكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة العظيمة، ومن الشكر لهذه النعمة الشكر العملي باستغلالها في الزراعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي لنكون أقوياء في مواجهة الأعداء.

وفي الأخير أذكركم بأنه واجبٌ علينا في هذه المرحلة، وفي ظل استمرار جرائم العدوان، وفي الذكرى السنوية الثانية لمجزرة أطفال ضحيان: أن نستمر في رفد الجبهات بالرجال والمال، وأن نتحمل مسؤوليتنا أمام هذه الأمة حتى يأذن الله بالنصر الكبير {وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ . إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ . وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}.

عباد الله:

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اللهم فصلِ وسلم على سيدنا محمد بن عبدالله، وعلى أخيه الإمام علي، وعلى فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما الحسن والحسين، وعلى جميع آل رسول الله، وارض اللهم برضاك عن صحابة نبينا الأخيار من المهاجرين والأنصار، ربنا لا تدع لنا في هذا اليوم العظيم ذنباً إلا غفرته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شافيته وعافيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا ظالماً إلا خذلته، ولا أسيراً إلا وفككت أسره، {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} وانصرنا على أمريكا وإسرائيل وآل سعود وعملائهم من المنافقين فإنهم لا يعجزونك، اللهم ثبّت إقدام إخواننا المجاهدين في مختلف الجبهات، اللهم سدد رميتهم، وكن لهم حافظاً وناصراً ومعيناً يا أكرم الأكرمين، اللهم اسقنا الغيث الهنيء المدرار وبارك لنا في الزروع والثمار، ونسأل الله أن يجعلنا من أوليائه وأولياء رسوله وأولياء الإمام علي (عليه السلام) وأولياء أعلام الهدى، {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.

عباد الله:

{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}...

 

➖➖➖➖➖➖➖➖

صـادر عـن الإدارة الـعــامــــة للــوعــظ والإرشـاد بـديــوان عـــام الـــــوزارة.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر