مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

القرآن الكريم فيه حديثٌ واسع عن الهوية الإيمانية والتعريف بها، كم في الآيات القرآنية من توصيف وتوضيح لمواصفات المؤمنين؟ نكتفي هنا بآية واحدة، آية واحدة، يقول الله -جلَّ شأنه- في كتابه المبارك: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}، أمة واحدة متآخية، متعاونة، متظافرة، متكاتفة الجهود، متعاونة، متناصرة، كتلة واحدة، موقف واحد، توجه واحد، للنهوض بمسؤولية واحدة، {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[التوبة: من الآية71]، آية تقدِّم عناوين عامة ومتكاملة، تشمل كل الجوانب المهمة الإيمانية، تقدِّم لنا الواقع الإيماني للأمة المؤمنة واقعاً مترابطاً، وليس مفككاً، ولا متبايناً، بل ينعمون فيه بأخوة الإيمان، وتجمعهم القضية الواحدة، والهم الواحد، والمسؤولية الواحدة، {يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ}، وهم من أهله، هم أهل المعروف، وهم من يلتزمون به في واقع حياتهم، وهم من يأمرون بعضهم بعضاً به، والمعروف: عنوانٌ واسع يشمل كلما أمرنا الله به، كلما وجَّهنا إليه في خير الدنيا ولخير الآخرة.

 

{وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ}، والمنكر: عنوانٌ واسع يشمل كل المفاسد، كل المساوئ، كل الرذائل، كل المعاصي، وهم يعملون على تطهير ساحتهم من المنكر. {وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ}، التي تمثِّل عبادةً روحيةً عظيمة لتزكية الإنسان، ولتعزيز الصلة بينه وبين الله. {وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}، بما يعنيه من عطاء، بما يعنيه من إخراجٍ لهذا الحق، من إقامةٍ لهذه الفريضة، من التزامٍ بهذا الركن المهم من أركان الإسلام، وما يدل عليه هذا العنوان في واقعهم هم أنهم ليسوا بخلاء، أنهم أهل عطاء، وسخاء، وكرم، وإنفاق، وبذل.

 

{وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ}، ليشمل ذلك ميزتهم في الطاعة، الطاعة وما أكثر ما في القرآن من حديث عن الطاعة؛ لأن الكثير من الناس كم يسمعون من آيات القرآن الكريم، من تعليمات الله، من توجيهاته، من أمره ونهيه، ولكنَّ المعيار المهم هو الطاعة، هو الالتزام العملي. أمَّا أن يكون الإنسان منتمياً، ثم بحسب مزاجه الشخصي، وبما تهواه نفسه، قد يلتزم ببعض الأشياء والبعض الآخر لا يريد الالتزام به. لا، الطاعة هي المعيار المهم. {أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ}، ورحمة الله واسعة، رحمة الله في الدنيا يدخل تحتها الكثير الكثير من رعايته الواسعة، من عونه، من فضله، من توفيقه، من الخير الواسع، وفي الآخرة أيضاً الجنة، التي هي مستقر رحمة الله ورضوانه الأكبر، {إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.

 

ولندرك أنَّ الله يختبر عباده في انتمائهم الإيماني، هو -جلَّ شأنه- القائل: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} [العنكبوت: الآية2]، الإنسان يفتن، يختبر، يختبر في انتمائه الإيماني، هل هو انتماءٌ صادق؟ هل فيه التزام عملي أم لا؟ {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ}، تأتي الاختبارات المتنوعة: الاختبارات في المواقف، الاختبارات في الالتزام العملي أمام الحلال والحرام، الاختبار الذي يدخل إلى واقع حياة الإنسان في كثيرٍ من أموره، هل سيلتزم بتوجيهات الله -سبحانه وتعالى-؟ أم سيتصرف وفق هوى نفسه؟ {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} [العنكبوت: من الآية3]، سنَّة من سنن الله في كل الأمم الماضية، {فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت: من الآية3]؛ لأن الله لا يقبل بمجرد الانتماء والكلام الفارغ، لا بدَّ من الصدق مع الله -سبحانه وتعالى- صدق الانتماء هو بالالتزام العملي، صدق الانتماء هو بالالتزام العملي، وهذا ما يجب أن نسعى إليه، وأن نرسِّخه في واقعنا.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

(الإيمان يمان) القاها بجمع من العلماء

والسياسيين والمثقفين بالجامع الكبير.

 

 

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر