مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

{وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} هذا الصنف الثالث: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} هؤلاء السبَّاقين إلى الخير، السبَّاقين إلى طاعة الله، السبَّاقين إلى رضوان الله، السبَّاقين إلى الإستجابة لله ورسوله، السبَّاقين إلى العمل بكتابه. هذه الصفة مهمة، وأثنى عليهم بخصوصهم فقال: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} (الواقعة11) المقربون عند الله.

أصحاب الميمنة ناجين، ناجين لكن عاد هناك صنف آخر هم المقربون، أرفع درجة، أعلى مقاماً، عظماء جداً عند الله سبحانه وتعالى.

السابقون هم السابقون إلى الخير، المبادرون، لا يكونون مثلاً مثلنا يكون آخر من يتحرك، آخر من يستجيب، آخر من ينطلق، آخر من يسمع، آخر من يفهم! لا.

السابقون بطبيعتهم عندهم روح المبادرة، وعندهم حرص على رضوان الله سبحانه وتعالى، يحرص على أن يحظى برضوان الله فيكون مبادراً إلى أي عمل يحتمل أن فيه رضوان الله، خلي عنك نوعيتنا الذي يحاول مثلاً يسمع عن عمل فيه رضى لله، بل هو واجب عليه وما زال محاول ألا يتحرك، يكون محاول ألا يكون ملزماً بأن يتحرك فيه، هؤلاء ليسوا سباقين، هذه النوعية قد يكونون في الأخير من أصحاب الشمال.

فالإنسان المؤمن هو مطلوب منه أن يكون سبَّاقاً، والسبق نفسه هو يشكل ضمانة كبيرة بالنسبة لك، مثلاً السباقين حتى ولو كانت نسب أعمالهم الشخصية أقل من أصحاب الميمنة سيكونون أعظم، قد يكون من أصحاب الميمنة مثلاً ناس لهم أعمال كثيرة لكن هي عادة من الأعمال التي لا تتجاوز حدود شخصيته، كثير التسبيح، كثير الصلاة، كثير الصيام، كثير تلاوة القرآن الكريم، كثير من الأعمال التي هي أعمال في حدود شخصيته، استجابة لكن استجابة مثل باقي الناس، مثل أطرف الناس.

بينما السبَّاقون هم من بين يشغِّلوا الآخرين كلهم معهم، فبدل ما تكون أنت فقط تسجَّل لك الحسنات التي تنطلق منك أنت، وأنت سبَّاق ستشغِّل كل الناس حتى بعد موتك معك، تكون شريكاً لهم في الطاعة، تكون شريكاً لهم في الأعمال التي ينطلقون فيها وأنت مؤسس فيها، أنت مؤسس فيها.

لك سبق مثلاً في بناء مدرسة علمية، لك سبق في حركة ضد أعداء الله، لك سبق في نشر العلم، لك سبق في محاربة أعداء الله، لك سبق في الميادين التي تكون في هداية الناس، هي ميادين يستمر العمل فيها حتى بعد موتك، هنا أنت تشغِّل المجتمع كله يشتغل معك [أوتماتيكياً], فتكون شريكاً في أعمال الناس, العشرات من الناس, بل ربما يطلع أشخاص أعظم منك باعتبار مؤهلاتهم, باعتبار كفاءاتهم, فيكون ذلك كله إنما هو ثمرة من ثمار جهودك.

فالسابقون هم من يحوزون على أجر عظيم، وعلى مقام عالي؛ لأنهم كانوا من يبادرون، والمبادرة في حد ذاتها هي تكشف عن أنهم في نفوسهم يعيشون حالة التقوى لله سبحانه وتعالى، حالة التقوى، يعني هو دائماً يقضٌ، دائماً يستشعر المسؤولية، دائماً يفكر فيما هو العمل الذي يقربنا إلى الله، فإما أن ينطلق منه العمل أو سيكون سريع الإستجابة لأي عمل يطلب منه، يكون من الأوائل.

لاحظ مثلاً بعض الناس، عندما يكون هناك مصلحة عامة، تقول له ساهم، سيحاول يحاول أن يكون الأخير، ويحاول إذا ما أحد انتبه له أنه لا يقدم شيئاً، ويعتبر نفسه ذكياً أنه ما قدم شيئاً، يعتبر نفسه ذكياً، وأن المشروع هذا سيقوم، وسيستفيد منه مثل الناس، وأنه أما هو ما دفع شيء! هذا ليس ذكاء، هذا غباء، يعتبر غباء.

فالإنسان المؤمن يكون سباقاً بطبيعته؛ لأنه يَقِضْ؛ لأنه يعرف أن هناك أهوالاً شديدة أمامه، هناك القيامة التي تحدث الله عنها في القرآن الكريم في أكثر من سورة بالعبارات المخيفة: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا} (الزلزلة1)، يتحدث عن السماء عندما تنشق، يتحدث عن الجبال وهي تندك، يتحدث عن القبور وهي تبعثر، يتحدث عن البحار وهي تُسجَّر، تحترق البحار.

يوم شديد الأهوال، شديد الأهوال، أهول منه وأشد من هذا موقف الحساب؛ لأنه في موقف الحساب، في ساحة الحشر تكون جهنم بارزة، جهنم أمام الناس لها تغيض وزفير، تغيض: احتراق، التهاب داخلي، داخل جهنم احتراق شديد. لاحظ عندما تأتي تطرح من الأشجار التي تعطيك صورة عن إحتراق النار السريع مثل [الكَفَوْ] أو [الهَطَشْ] هذه الأعواد تسمع النار فيها عندما تحترق كيف لها صوت وتَحْطُمُ الحطب.

جهنم لشدة احتراقها، لشدة التهابها، ليست ناراً راكدة، تحترق هي، ولها زفير، الزفير هو صوت الهواء وأنت تخرجه بصوت، أو ترد الهواء بصوت إلى داخل، هذا شهيق، لها زفير ولها شهيق، صوت مزعج، حتى صوت جهنم هو في حد ذاته عذاب، تكون أنت وأنت تطالع صحيفة أعمالك من أول ما يعطوك بشمالك تعتبر هذا الموقف أشد من كل دكات الجبال، وزلزلة الأرض، ومن هذه الأهوال كلها.

موقف شديد؛ لأنك داري أن هذه هي اللحظة الأخيرة والحاسمة ما عاد يمكن وساطات، ما عاد يمكن ثاني ميعاد، ما عاد يمكن إنك تقدم رشوة، ما عاد يمكن تقول: هم هؤلاء ناس كثير سأهرب من هنا! لا يوجد شيء، ما هناك مجال إطلاقاً لأي شيء تفكر فيه، إلا تتحسر، تتألم وأنت تسمع جهنم وهي تتغيظ، وتزفر بصوتها المزعج، وأنت هكذا تبكِّت على أعمالك، وتتحسر على أعمالك، حسرات نعوذ بالله منها، عذاب نفسي شديد، شديد لا يستطيع الإنسان أن يتصوره إلا إذا تأمل في الآيات القرآنية التي تتحدث عمن يكون مصيرهم سيئاً، كيف العبارات التي تكشف عن حسرات شديدة وندامة شديدة؛ وأنهم يعيشون هولاً شديداً، يعيشون هولاً شديداً.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

(آيات من سورة الواقعة)

ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي / رضوان الله عليه.

بتاريخ: 10 رمضان 1423هـ

اليمن – صعدة.


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر