مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع التوجيه والإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
--------------------------------
خطبة الجمعة الخامــسة مـــن شهر شوال 1444هـ
.................................................
العنوان: (الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين ) 

التاريخ: 29 / 10 / 1444هـ 

المــوافـق / 19 / 5 / 2023 م


الـرقــم: ( 47 )

🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️

أولاً: نقاط خـطـبـتي  الجمعة  

1-لا بـد أن يكون لكل فــرد موقف مثل الصرخة وهي تعتبر موقفا دينيا وليست عملا حزبيا أو طائفيا
2-بدأ الشعار بالتكبير لأنهم أرادوا أن يرسخوا أن أمريكا أكبر والموت لأمريكا وإسـرائيل لأنهم أرادوا لنا الموت في كل المجالات واللعنة على اليهود لأنهم يريدون أن يظهروا أخيار وقد لعنهم الله في القرآن والنصر للإسلام لتؤكد حقيقة الوعد الإلهي بالنصر
3-من النتائج التي تحققت من الشعار أنه أوجد حالة كبيرة من السخط تجاه الأعداء وفضحهم في ادعائهم الحرية وبنى واقعا محصنا من الاختراق وهيأ الناس للوقوف المواقف الكبرى وللمقاطعة الإقتصادية
4-للشعار وللمشروع القرآني الأثر الكبير في إخراج الأمريكيين من صنعاء وكذلك في مواجهةالعدوان حينما نرى المجاهدين يرفعون الصرخة بعد كل استهداف لجحافل العدوان
5-البعض لايجرؤ أن يقول الموت لأمريكا وإسرائيل في الوقت الذي يقتلوننا بالفعل وليس بالقول مثل العدوان الأمريكي السعودي على بلدنا وعلى فلسطين
6-الاستمرار في الاهتمام بالدورات الصيفية واستغلال موسم الزراعة والحذر من مساعي الأعداء في نشر المخدرات.
▪️ ثانياً: نص الـخـطـبة ▪️

الخطبة الأولى
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ لله رَبِّ العالمين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأَشهَدُ أن لَا إلهَ إلَّا الله الملكُ الحقُّ المُبين ولي الصالحين والمجاهدين، ومُذل الجبابرة والمستكبرين.
وأشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه خاتمُ النبيين الذي جاهد الطغاة بالقول والعمل حتى أتاه اليقين، اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللَّهُم برِضَاك عن أَصْحَابِهِ الأخيارِ المنتجبين.
أما بعد/ عباد الله الأكارم:
إنّ وجودنا في هذه الحياة هو وجود مسؤول، ولا بد لكل فردٍ منا أن يكون له موقف، ولكل موقفٍ إيجابيٍ من كل فردٍ قيمة، ولكل تخاذلٍ من كل فرد نتيجة سيئة، ومن المواقف التي يجب على الأمة أن تتبناها هو: البراءة من أعداء الله، والصرخة في وجه المستكبرين التي انطلقت في مثل هذه الجمعة الأخيرة من شهر شوال في العام: (1422هـ الموافق 2002م) بعد المحاضرة التي ألقاها الشهيد القائد في يوم الخميس والتي كانت بعنوان: (الصرخة في وجه المستكبرين).
والصرخة تُعتبر موقفًا دينيًا وليست عملاً حزبياً أو طائفياً؛ لأن الله قال في القرآن الكريم: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ . وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ}.
ونحن بذلك نقتدي بالأنبياء والمؤمنين معهم، يقول الله: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} وإظهار البراءة من أعداء الله يترتب عليه قبول الأعمال من عدمه؛ فقد رُوي عن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله أنه قال: (لو أن عبداً صام نهاره وقام ليله وأنفق ماله عِلقاً عِلقا في سبيل الله، وعبد الله بين الركن والمقام حتى يكون آخر ذلك أن يذبح بين الركن والمقام مظلوماً لما رُفع إلى الله من عمله مثقال ذرة، حتى يظهر الموالاة لأولياء الله والمعاداة لأعداء الله). 
لاحظوا كيف قال: (حتى يظهر الموالاة لأولياء الله والمعاداة لأعداء الله) بمعنى أن الموالاة والمعاداة لا بد أن تكون مسألة ظاهرة، وليس كما يقول البعض: أنه يكره أعداء الله في قلبه فقط.

وهذا حديث خطير، والقرآن يشهد له فيما يتعلق بخطورة الموالاة والمعاداة؛ ولهذا قال الله في القرآن: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.
أيها المؤمنون:
إن ألفاظ وعبارات الشعار هي من صميم ديننا، ومستوحاة من كتاب الله الذي يهدينا في كل شيء حتى فيما يتعلق بالكلمات والمفردات والمصطلحات، فالشعار هو من مصاديق قول الله تعالى: {وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا}، وقد بدأ هذا الشعار بعبارة: (الله أكبر)؛ ليقدمها ثقافة، وليرسخها إيمانًا واعيًا واثـقًا في مرحلة حرصت فيها أمريكا وإسـرائيل، ومن مع أمريكا وإسـرائيل من قوى النفاق والعمالة على أن يرسخوا في قلوب الناس، أن أمريكا أكبر من كل شـيء، وأنه يجب أن يرهبها الناس فوق كل شـيء، بينما الله سبحانه يأمرنا بقوله: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} والتكبير هو من أهم الأذكار سواء داخل الصلاة أو خارجها.
ثم أتت عبارة: (الموت لأمريكا - الموت لإسـرائيل) في مرحلة أرادت منا أمريكا وعملاؤها المنافقون وأولياؤها المرجفون هي وإسـرائيل أن نقدس أمريكا، وأن نخضع لأمريكا، وأن نترك لأمريكا المجال لتفعل بنا ما تشاء وتريد، ولتقتل وتميت دون أن يكون لنا موقف، ودون أن نقول شيئًا، ودون أن نعمل شيئًا.
وفي مرحلة أرادت فيها أمريكا وإسـرائيل وأولياء أمريكا وإسـرائيل لهذه الأمة الموت في كل المجالات: الموت قتلًا، والموت خضوعًا واستسلامًا، والموت عجزًا وانهيارًا وذلًّا، والموت بكل أشكاله المعنوية والحقيقية.
والله قد قال لنا في القرآن الكريم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ . هَا أَنْتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} وكما قال أيضًا كاشفًا لنا عن حقيقتهم، وخوفهم وكراهتهم للموت: {قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآَخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ . وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}.
ثم تأتي عبارة: (اللعنة على اليهود): في مرحلة يحرص اليهود وكل عملائهم في الدنيا على أن يقدموا اليهود الذين هم المفسدون في الأرض، والذين هم منبع الشـر والفساد والطغيان والإجرام والتآمر في كل العالم، يريدون أن يقدموهم في كل العالم على أنهم هم الأخيار، وأنهم الأبرار، وأنهم دعاة الحرية، وأنهم من سينقذ العالم، وأنهم ملائكة البشـر.
ومن العجائب: (أن ينتقد البعض منا أن نلعن اليهود، والبعض يتحجج بأن المؤمن ليس بلعان!!) وها نحن نجد أنّ الله قد لعنهم على ألسن أنبيائه في كتابه المجيد فقال سبحانه: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ . كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ . تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ}.
ثم ختم هذا الشعار بعبارة: (النصـر للإسلام)؛ لتؤكد حقيقة الوعد الإلهي الصادق بالنصـر لهذا الإسلام الذي قدّمه القرآن وتحرك على أساسه النبي محمد - صلوات الله عليه وعلى آله - وليس الإسلام الزائف: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ .

هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}.
والنصر للإسلام؛ لأن الأعداء يريدون له أن يشوه، ويريدون أن يرسخوا على مستوى الذهنية العالمية في كل الدنيا أنه: دين شـر، ومنبع إرهاب وفساد، وأنه دين انحطاط، وأنه دينٌ لا قيم له ولا شـرف له ولا ضمير له، وأنه دين هزيمة: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ . يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}.
معاشر المسلمين:
هناك الكثير من الأهداف والنتائج التي تحققت بفضل الهتاف بالشعار، من أهمها:
أنه حقق نقلة نفسية ومعنوية وواقعية وعملية، وحطّم جدار الصمت، وانتقل بالأمة من حالة اللاموقف إلى حالة الموقف، ومثّل بدايةً مدروسة للمشروع القرآني؛ لأنه عبارة عن عمل سهل بإمكان الكل أن يرفعوه.
وأوجد حالة كبيرة من السخط، ومن المعلوم أن اليهود وأمريكا وإسرائيل يتفادون هذه الحالة، وبالتالي هم يدفعون بعملائهم ليظهروا بشعين؛ لكي تتحسن صورتهم أمام الشعوب، بالإضافة إلى بعض المساعدات التي يقدمونها ليضحكوا بها على الشعوب.
والشعار فضح الأمريكيين في ادعائهم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان؛ فانطلقوا لمواجهته، وتحركوا لإسكاته.
كما أن الشعار بنى واقعًا محصنًا من الاختراق؛ لأن من أهم ما يركز عليه الأعداء هو التجنيد من الداخل؛ لكن حينما تصرخ الأمة بالشعار؛ فإنه سيتهيب الكثير من الناس من العمل لصالح العدو.
وكان للشعار وللمشروع القرآني الأثر الكبير في إخراج وطرد السفير الأمريكي وجنود المارينز من صنعاء، وأفقدهم تأثيرهم المباشر على هذا البلد، حيث كانت السلطة - سابقًا - تتسابق برئيسها ومسؤوليها، وتتسابق أيضاً بعض زعامات الأحزاب، ويتسابق البعض من الوجاهات والزعامات الاجتماعية إليهم في تقديم الولاء والطاعة، والتودد والتقرب، وكانوا يذهبون إلى السفير الأمريكي ليناقشوا معه مختلف أمور هذا البلد: قضاياه السياسية، وقضاياه الاقتصادية، وقضاياه الاجتماعية، ثم يلتقي بكل الوزراء وبكل المسؤولين الذين يرغب باللقاء معهم؛ ليؤثر فيهم بتوجيهات معينة، أو قناعات معينة، أو برامج معينة، أو سياسات معينة، وكان الوضع يسوء في هذا البلد في كل المستويات والمجالات؛ فكلما تدخلت أمريكا أكثر، وتعزز نفوذها أكثر؛ كلما ساء واقع هذا البلد: ثقافيًا، وفكريًا، وسياسياً، واقتصادياً، وعسكريًا، وأمنيًا، وتربويًا، وفي كل المجالات.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم،
{بسم الله الرحمن الرحيم . وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.

▪️الخطبة الثانيـة▪️
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.
أما بعد/ أيها الأكارم المؤمنون:
استكمالًا لما تحدثنا عنه في الخطبة الأولى عن الأهداف والنتائج التي تحققت بفضل الهتاف بهذا الشعار؛ فسنجد أنه ارتقى بالأمة إلى ما هو أكبر وأعظم، وهذه الخطوة هيأت الذين استجابوا وانطلقوا فيها للانتقال إلى الموقف الأكبر؛ فأخرجتهم أولًا من حالة الصمت إلى حالة الموقف والكلام والصدع بالحق والبراءة من أعداء الله والتحدي لهم بكل عزة وبملْءِ أفواههم، ثم حققت لهم الارتقاء إلى مستوى الاستعداد لأي مواجهة، وإلى مستوى الاستعداد لتقديم النفس في سبيل الله سبحانه وتعالى وبذل المال وتقديم أي شـيء، وقد ظهر هذا جليًا في مواجهة الشعب اليمني للعدوان الأمريكي السعودي.
كما أن الشعار يرسخ فينا الثقة بالله؛ لأن البعض - وللأسف - يعيشون حالة الإحباط والهزيمة النفسية. بالإضافة إلى أن الشعار يوجه بوصلة العداء إلى الأعداء الحقيقيين للأمة وعلى رأسهم أمريكا وإسرائيل؛ لأن الأعداء ومن خلال النظام السعودي والإماراتي يعملون على حرف بوصلة العداء ويوجهونها نحو الداخل.
ومن الأهداف المهمة هو: أن الشعار يهيئ للمقاطعة الاقتصادية؛ لأن من أصبح ممتلئاً سخطًا ضد أمريكا وضد إسـرائيل سيستجيب للمقاطعة الاقتصادية، والمقاطعة الاقتصادية منهكة جدًّا للعدو.
إخوة الإيمان:
هناك الكثير من الشواهد الحية والملموسة في واقعنا كشعبٍ يمني عن أثر الشعار في مواجهة العدوان الأمريكي السعودي، وذلك حينما نرى مجاهدينا الأبطال يرفعون الصرخة بعد كل عملية أو استهداف لجحافل العدوان، فحينما يتم إطلاق صاروخ يتم رفع الصرخة، وفي بداية الهجوم على العدو وبعد نهاية الهجوم يتم رفع الصرخة، وأثناء التدريب والتأهيل وعند التطبيق وإجراء المناورات يتم رفع الصرخة، وحينما يتم تحقيق

أي إنجاز في أي مجال من المجالات يتم رفع الصرخة، بل حتى أطفالنا باتوا يمتلكون من الجرأة والشجاعة ما يجعلهم يصرخون في وجه أمريكا وإسرائيل في الوقت الذي يتهيب فيه الكثير من أبناء عالمنا العربي والإسلامي على مستوى: زعماء ورؤساء وملوك وقادة دول وجيوش وحكومات وجبابرة من أن يتفوهوا ولو بأبسط كلمة تجاه الأمريكي أو الإسرائيلي، وللأسف أن البعض ما زال إلى اليوم لا يجرؤ أن يقول: (الموت لأمريكا – الموت لإسرائيل) في الوقت الذي يقتلوننا بالفعل وليس بالقول، مثلما عمله العدوان الأمريكي السعودي على بلدنا، ومثل العدوان الصهيوني الوحشي على غزة في فلسطين، وإذا لم نقتنع بمثل هكذا أحداث؛ فبأي أحداثٍ سنؤمن ونعي ونتعقل؟! ومتى سنقف مواقف الرجال في مواجهة الأنذال؟! ومتى سنكون أحرارًا في مواجهة اللئام؟! ومتى سنهتف (هيهات) في مواجهة الجبابرة والطغاة؟!
وفي الختام:
نؤكد على أهمية وضرورة الاستمرارية في الاهتمام بالدورات الصيفية، حتى لا يكون جيلنا ضحيةً لاستهداف اليهود، ولكيلا يقعوا في مستنقع الفساد والرذيلة.
وأيضًا نحثكم على استغلال هذا الموسم الذي أنعم الله علينا فيه بالأمطار الكثيرة التي يجب أن نشكر الله عليها، ومن الشكر العملي هو الاهتمام بالزراعة وخصوصًا زراعة الذرة الرفيعة وغيرها من المنتجات.
كما ننبه إلى أن الأعداء يسعون لنشر المخدرات في أوساط شبابنا كما نشروها في شبابهم؛ ليصبح جيلًا تائهًا، وقد سمعنا في الأخبار عن ضبط مئات آلاف المخدرات في مملكة آل سعود ودول العدوان والخليج؛ مما يدعونا إلى الحذر مما وصلوا إليه ومن مؤامراتهم، وكذا وجوب التعاون مع الأجهزة الأمنية في مواجهة هذه الآفة، وضبط عناصرها؛ لأن الأمن مسؤوليتنا جميعًا.
عباد الله:
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} اللهم فصلِ وسلم على سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وعلى أخيه الإمام علي، وعلى فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما الحسن والحسين، وعلى جميع آل رسول الله، وارض اللهم برضاك عن صحابة نبينا الأخيار من المهاجرين والأنصار.
ربنا لا تدع لنا في هذا اليوم العظيم ذنباً إلا غفرته، ولا ديناً إلا قضيته، ولا مريضاً إلا شافيته وعافيته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا ظالماً إلا خذلته، ولا مفقوداً إلا وكشفت مصيره، ولا أسيراً إلا وفككت أسره، 
{رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} وانصرنا على أمريكا وإسرائيل وآل سعود وعملائهم من المنافقين فإنهم لا يعجزونك، واجعلنا يا الله ممن يتبرؤون من أعدائك وأعداء دينك وأعداء أنبيائك وأوليائك.
{رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
 بديـوان عــام الــوزارة.
-------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر