مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية

وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 

قطاع التوجيه والإرشاد

الإدارة العامة للوعظ والإرشاد

-----------------------------------

🎙️ 🎙️. 🎙️. 🎙️   

......................................                                   

خطبة الجمعة الأولى من جماد الآخر ١٤٤٣هـ

بـعـنـوان : 

▪️( (اذكروا))▪️

▪️الرقم : ( 31) لسنة 2022م 

التاريخ / 

4 / 6 / 1443هـ 

الموافق / 

/ 7 / 1 / 2022م

..........................................

(الخطبة الأولى)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الْحَمْدُ للهِ الَّذِي تَجَلَّى لِلْقُلُوبِ بِالْعَظَمَةِ، وَاحْتَجَبَ عِنِ الأبْصَارِ بِالْعِزَّةِ, خالِقٌ لا نَظِيرَ لَهُ، ووَأَحَدٌ لا نِدَّ لَهُ، وَصَمَدٌ لاَ كُفْوَ لَهُ، وَفاطِرٌ لا شَرِيكَ لَهُ، القائلِ في كتابه العزيز: {وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}، ونشهدُ ألاّ إلَهَ إلَّا اللهَّ وحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ, ونشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أرسله الله بشيراً ونذيراً، وهادياً وداعياً وسراجاً منيراً، وثائراً في وجه الطغاة والطغيان، والظلم والعدوان, اللهم فصلِ على سيدنا محمدٍ وعلى آله الطاهرين, وارض عن صحابته المنتجبين.

أمـا بـعـد/ أيها الأكارم المؤمنون:

مرّ عامٌ ميلادي وجاء عام جديد، وهكذا تتابع الأيام والأسابيع والأشهر والسنوات، وكل ذلك محسوب من عمرك أيها الإنسان، فهلّا وقفت لتراجع حسابك مع الله في ذلك العام، ولو تأملنا لواقع الحياة الدنيا لوجدنا كل صاحب شركة أو مصنع أو مؤسسة أو متجر أو صيدلية أو معمل أو حتى بقالة؛ كلٌ منهم يجرد حسابه في نهاية كل عام وعند بداية العام جديد؛ فيحسب الصادرات والواردات والديون والمستحقات والخسائر والأرباح، ولكن للأسف لا يلتفت الكثير منا ليقوم بذلك الجرد وذلك الحساب مع الله تعالى؛ ليراجع كيف كانت مشاعره وأقواله وأعماله ومواقفه وتوجهاته وسلوكياته؟، وحينما يراجعها؛ ينظر ما الذي ارتقى فيها وما الذي هبط منها؟، ما الذي يرضي الله تعالى وما الذي يغضبه؟، وما الذي ينسجم مع آيات القرآن وأوامره ونواهيه وما الذي لا ينسجم؟، وكم ازداد نوراً ووعياً وفرقاناً وبصيرة؟، وهل لديه حقوق للآخرين؟، وكم أمرَ بمعروف وكم نهى عن منكر؟، وكم منكرات سكت عنها؟، وكم قصَّرَ وفرط؟، وكم مظلوماً نصره وكم ظلماً وقف ضده؟، وكم من المواقف وقفها ضد الطغاة في هذه الدنيا تبيض وجهه أمام الله يوم القيامة؟، وكم جاهد بلسانه وقلمه وماله ونفسه؟، وكم سكت وتخاذل وتقاعس؟. وهنا أليس الإنسان بحاجة إلى حساب ومراجعة ذلك وإعادة ضبط حياته في ذلك؟!، كما يقول الإمام علي (عليه السلام): (من حاسب نفسَهُ رَبِحَ، ومن غَفَلَ عنها خَسِر، ومن خاف أمِنَ، ومن اعتبرَ أبصرَ، ومن أبصرَ فَهِمَ، ومن فَهِمَ عَلِمَ).

المؤمنون الأكارم:

سنوات العمر تمر سريعاً، وقد تمر والإنسان في غفلة عن مسار حياته؛ فاحسب كم مضى من عمرك؟ وهل تضمن شيئاً مما بقي؟ وهل تضمن نفسك عاماً أو شهراً أو أسبوعاً أو يوماً؟ لماذا لا نرسخ في أنفسنا اليقين حتى ننتصر على الغفلة والإعراض والنسيان؟ ألسنا نوقن بالرحيل من هذه الحياة؟ فماذا أعددنا لما بعد الرحيل؟ وماذا أعددنا للحساب؟ وماذا أعددنا لذلك الموقف الذي قال الله عنه: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ. ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ. وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ. تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ}، وقد قال الله عن الغافلين: {إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ. أُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمُ النُّارُ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}؛ لأنه كسب الغفلة والإعراض والتقصير؛ فالحياة قصيرة والأهم فيها هي الأعمال الصالحة والمواقف المشرفة التي تورث للإنسان رضا الله والجنة، والأخطر على الإنسان هي الأعمال السيئة والتفريط والتقصير التي تورث للإنسان سخط الله والنار، ومهما كان العمل صالحاً أو سيئاً تبقى آثاره وتكتب للإنسان أو عليه: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}.

المؤمنون الأكارم:

من المهم جداً ونحن في بداية عام جديد أن نتذكر ما الذي تحقق لشعبنا من نعم إلهية خلال العام السابق؛ نتذكرها لنستجيب لله الذي يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً}، فحينما جاءونا من فوقنا بالطائرات، ومن البر والبحر من كل الجهات، وبسطوا أيديهم نحونا بالسوء والإجرام والعدوان، وخططوا أن يحتلوا شعبنا في أسبوع واحد

 

أو أكثر بقليل، وحشدوا كل قواهم من البر والبحر والجو ليقتلوا أبناء الشعب اليمني؛ لأنه يرفض وصاية مَن غَضِبَ الله عليهم، ويرفض أن يتولاهم، ويرفض أن يسجد لغير الله، ويريد أن يعيش حراً كما أراد الله؛ فحشدوا كل قوى الشر والإجرام والكفر والنفاق، وحشدوا أسلحة البر والبحر والجو، وكان واقعهم كما قال الله عن الشيطان: {وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً}؛

 وعَدهم الشيطان ووعدتهم مخابرات أمريكا ـ الشيطان الأكبرـ بالنصر وكان وعداً بالغَرور،

 وفي العام الفائت فقط شن العدوان (7,100) غارة على شعبنا، واستشهد بسبب ذلك وجرح أكثر من (1,850) مواطناً يمنياً، واستهدف العدوان (14,550) منزلاً، ودمر الآلاف من المنشآت الأخرى: من مساجد ومدارس ومستشفيات ومزارع وجسور ومحطات وغيرها في العام الفائت فقط، وأمام كل ذلك ماذا يصنع شعبنا؟، هل يتفرج ويسكت؟ أم يستسلم ويركع؟ لا هذا ولا ذاك بل يستجيب لله تعالى الذي يقول: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ} {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ}، ويقول: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ}، ويقول: {وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً}، وَثِقَ شعبنا بالله تعالى الذي يقول: {إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}، والعدوان شيء، وأمريكا شيء، والكون كله شيء، والله على كل شيء قدير؛ ووثق شعبنا بقيادته القرآنية التي ربطته بالله وبهداه وبقوته وبعظمته؛ فكانت إرادة الله هي الغالبة، ووعده هو المتحقق؛ فتحققت الانتصارات في كل الأعوام السابقة، وفي العام الفائت كانت الانتصارات بشكل كبير؛ فكانت عمليات النصر المبين، والبأس الشديد، وربيع النصر، وفجر الحرية والانتصار والصحراء، والتي تحرر خلالها 

اثني عشر ألف كيلومتر مربع من أراضي يمننا الغالي في البيضاء وشبوة ومأرب والجوف وشبوة والحديدة، وتطهرت من المحتل السعودي والإماراتي والأمريكي وأذرعه الاستخباراتية ومرتزقته،

 ودُمِّرت (1750) آلية ومدرعة وناقلة جند، وسقطت تحت أقدام المجاهدين اليمنيين الذين عرفوا الله حق معرفته، وتولوا الله ورسوله والذين آمنوا فكانوا هم الغالبون، وهم المنصورون، {وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}، وتجاوز عدد القتلى والمصابين الـ25 ألفًا من السعوديين والسودانيين والمرتزقة الذين تدربوا على القتل والإجرام وانتهاك الأعراض، ونفذت القوة الصاروخية (440) عملية، ونفذ الطيران المسير قرابة (5,000) عملية، وتم إسقاط (22) طائرة تابعة للسعودية، وطائرتين تابعتين للإمارات، و(66) طائرة تجسسية صغيرة، بالإضافة إلى آلاف العمليات لوحدات القناصة والهندسة والمدفعية، وانتصرت الأسلحة البسيطة على أفتك سلاح العالم؛ لأن السند والناصر والمعين هو الله تعالى: {وَكَفَى بِاللّهِ وَلِيّاً وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيراً}، وتم تحرير اليَتَمة في الجوف التي وصل الحال بالسعودي إلى أن يمنع اليمنيين فيها حتى من حفر آبار المياه وليس فقط آبار النفط، وما كان ذلك ليتم لولا العملاء الخائنون الذين خانوا اليمن وباعوه لأعدائه.

عباد الله:

كما نتذكر في العام الماضي: نعم الله علينا في الجانب الأمني الذي مكّنه الله من إحباط آلاف الجرائم ومؤامرات العدو؛ فقبض على خلايا إجرامية، وفكك المفخخات، ونشر السكينة والأمان في المحافظات المحررة.

ونتذكر نعم الله علينا في الجانب الصناعي الذي تمكن من تطوير أسلحة نوعية من صواريخ بالستية وطيران مسير تنفيذاً لتوجيهات الله تعالى الذي يقول: {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ}.

ونتذكر نعم الله علينا في التطور الذي حدث في الجانب الزراعي الذي انتقل فيه شعبنا مراحل من الوعي بأهمية الاكتفاء الذاتي، والتحرك في كافة المجالات للوصول إليه.

ونتذكر نعم الله علينا بالوعي الذي حصل لشعبنا؛ فأصبح يعرف مؤامرات العدو ضده، ومنها محاولة الأمريكي إلصاق تهمة الإرهاب بالشعب اليمني؛ فخرج الشعب اليمني استجابة لتوجيهات الشهيد القائد بأن على الشعب اليمني أن يخرج ليصرخ في وجه أمريكا أم الإرهاب، وحينما خرج الشعب بالمظاهرات على ذلك القرار؛ ألغت أمريكا قرارها.

 

ونتذكر العدو السعودي الذي يقتل شعبنا على مدى ستة أعوام، وأنه ادعى تقديم مبادرة للسلام ليخدع الناس وينسيهم أن السعودي وطيرانه الأمريكي هو من يقتلهم فكانوا كما قال الله: {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ}، ولم يعرف أن شعبنا قد أخذ الدروس من القرآن ومن التاريخ؛ ففشلت تلك الخطة أمام وعي شعبنا.

ومرّ بنا أنه تم تعيين مندوب جديد للأمم المتحدة في اليمن هو الرابع من بداية العدوان؛ ليستثمر في معاناة اليمنيين، ويذر الرماد على العيون، ولكن إذا استطاعت الأمم المتحدة أن تخدع الكثير من الشعوب؛ فإنها لا تستطيع أن تفعل ذلك مع الشعب اليمني الذي ثقافته من القرآن ومن قرناء القرآن.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم, ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ,إنه تعالى جواد برٌ رؤوف رحيم, أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولكافة المؤمنين والمؤمنات فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله رب العالمين, ونشهدُ ألَّا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له, ونشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.

أيها الأخوة المؤمنون:

مرّ بنا عام ميلادي رسم الشعب اليمني فيه أنصع لوحات الوفاء لدينه وعروبته، واحتفى فيه كأعظم شعب بالرسول محمد صلوات الله عليه وآله؛ ليعبر عن وفائه ومحبته وولائه لرسول الله، بينما اتهمه أعداؤه بالبدعة والشرك بسبب ذلك؛ فرأيناهم يحتفلون بالكريسمس ليس احتفاء بنبي الله عيسى (عليه السلام) ولكن اقتداء واسترضاء للنصارى الذين يمثلون خط التحريف والانحراف عن نهج عيسى (عليه السلام)، بل يسيئون إلى نبي الله عيسى بما يفعلونه في تلك الاحتفالات التي تجري في أمريكا وبريطانيا وغيرها من دول الكفر، ويقلدهم في ذلك الأعراب في السعودية والإمارات، وينفقون ملايين الدولارات تشبهاً فقط بأمريكا، وهل ستكون احتفالات أمريكا قائمة على أسس من الأخلاق والقيم والمبادئ وهي العدو الذي يشن أكبر حرب على كل مبدأ وكل خلق عظيم؟!.

واحتفلنا أيضًا بولايتنا لله ورسوله والإمام علي وأهل بيته، بينما يحتفل أعداؤنا بتوليهم وتطبيعهم مع إسرائيل، واحتفلنا بوقوفنا مع إخواننا الفلسطينيين في معركة سيف القدس، ودعمناهم - رغم الحصار -بكل ما نستطيع؛ لنقول لمن تحالف علينا: هذه عروبتنا وديننا فما هي عروبتكم ودينكم؟! فكان أن وقفوا مع إسرائيل، وأعلنوا أنّ حماس منظمة إرهابية لأنها تحارب إسرائيل، وبذلك عبَّروا عن عداوتهم ومحاربتهم لله ورسوله وللأمة العربية والمقدسات، وحينما أغلقوا الحرم أمام الحجاج والمعتمرين؛ فتحوا المراقص وأماكن اللهو والفسق في أرض الحرمين ليصدق عليهم قوله تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً}.

عباد الله:

يقول الله تعالى: {وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً}، ونحن في بداية عام ميلادي جديد نتذكر نعمة الله علينا في العام الفائت حينما جاءت الوفود من المناطق المحررة إلى صنعاء؛ لتلتف حول علم الهدى المجاهد في سبيل الله والمواجه للعدوان، وتآلفت القلوب بفضل الله، واجتمع شمل اليمنيين في أيام بعد أن عمل العدو على تمزيقه خلال سنوات.

ونتذكر أيضاً ما ارتكبه العدوان - ولا يزال - من جرائم وحشية بحق شعبنا في أمانة العاصمة وفي كل المحافظات، الجرائم التي يحاول إركاعنا بها، ولكن هيهات فالشعب اليمني يعرف جرائم بني سعود منذ مجزرة تنومه حتى الآن ولن يخضع، ويعرف التاريخ الأسود لسيدهم الأمريكي من إبادته لمن أسموهم بالهنود الحمر إلى جرائمهم في اليابان وكمبوديا وفيتنام وأفغانستان والعراق ولن يركع أبداً إلا لله، وما تصعيدهم الأخير إلا بسبب فشلهم العسكري في الميدان، وإفلاسهم الأخلاقي والإنساني، وقرب نهايتهم الحتمية كما هي سنة الله في إزالة الطغاة عندما يطفح الكيل بجرائمهم بحق المستضعفين من الأطفال والنساء، وشاهدنا جرائمهم بحق الأسرى وعرقلة السعودية وسيطرتها على المرتزقة ومنع تبادل الأسرى خلال هذا العام الذي لم يتم فيه إلا إخراج (400) أسير، ونحن في هذا المقام ندين ونستنكر كل تلك الجرائم والممارسات.

المؤمنون الأكارم:

شاهدنا عودة الآلاف من المغرر بهم خلال العام الفائت من أحضان العدوان إلى أحضان الوطن، ونأمل أن يستمر التواصل معهم ليعودوا، كما ندعو كل يمني حر غيور إلى مواصلة النفير لمواجهة المحتلين، وليضع له بصمة في تحقيق النصر المبين، ونؤكد على أهمية مواصلة رفد الجبهات بالمال والرجال.

 

كما نبارك لقواتنا البحرية: العملية البطولية والأولى من نوعها وهي: إلقاء القبض على سفينة إماراتية معادية، وهي محملة بالمعدات العسكرية والحربية التي كانت مخصصةً لاستهداف الشعب اليمني، وقد كشف الإعلام الحربي عن محتويات تلك السفينة بمقاطع فيديو وصور تؤكد ذلك، لكنهم - ولوقاحتهم - كذبوا وادعوا أنها كانت سفينةً محملةً بمعدات طبية لصالح الشعب الذي يستهدفونه ويقتلونه ليلًا ونهارًا، ونحن في المقابل لن نلتفت لكل تلك الأكاذيب والأقاويل، وسنواصل حقنا المشروع وجهادنا المقدس، ونأمل في المزيد والمزيد من العمليات التي توقف المعتدي عند حدوده.

هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً},اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم, وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب, وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء, وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين, وعلى آل بيت نبيك الأطهار, وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار, مِنَ المهاجرين والأنصار, وعلى من سار على نهجهم, واقتفى أثرهم إلى يوم الدين, وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.

اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً, ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً, ومن النارِ النجا, اللهم انصر عَلَمَ الجهاد, واقمع أهل الشرك والعدوان والفساد, وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.

عباد الله:

{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

 

 

➖➖➖➖➖ ➖

 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للوعـظ والإرشاد 

بديـوان عــام الــوزارة.

-------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر