مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

في هذا السياق يأتي عدوانهم على شعبنا اليمني، واستمرارهم في هذا العدوان لأكثر من أربع سنوات، نحن اليوم- بحسب التاريخ الهجري- في العام الخامس من العدوان، في العام الخامس بحسب التاريخ الهجري، وبحسب التاريخ الميلادي نحن في الشهر الأخير من العام الرابع منذ بداية هذا العدوان، ما هو السبب الرئيسي في عدائهم لنا في هذا البلد كشعبٍ يمنيٍ مسلم، بهذا العدوان الغاشم، الذي لا مثيل له فيما يرتكبه اليوم من جرائم، وفيما استخدمه ضد هذا الشعب، ولاستهداف هذا الشعب من وسائل، حملة كبيرة على كل المستويات؟ عداؤهم لنا لأننا لم ندخل في هذا التوجه الذي يريدونه، لقد عبَّروا حينما أخذوا ذلك الخائن العميل، ووضعوه إلى جانب نتنياهو، عبَّروا لنا كشعبٍ يمني، وبيَّنوا لنا كشعبٍ يمني، ووضَّحوا لنا كشعبٍ يمني أين يريدون أن نكون، يريدون أن نكون إلى جانب إسرائيل، أن نكون موالين لإسرائيل، أن نتحول- مثل ما هم- كخدام لإسرائيل وخدام لأمريكا، وهذا هو المستحيل بذاته، هذا الذي يأباه الله لنا، وتأباه لنا كرامتنا وفطرتنا وشرفنا، فلأننا كشعبٍ يمني لدينا توجهٌ قائمٌ على أساس الحرية والاستقلال، ونتخذ مواقفنا انطلاقاً من هويتنا الإيمانية، وانتمائنا الأصيل للإسلام، ووفائنا لشعوب أمتنا وأبناء أمتنا، وتبنينا لقضايا أمتنا؛ هم يحملون لنا كل هذا العداء، ويحملون علينا كل هذا الحقد، ويتحركون ضدنا على هذا المستوى من التحرك، الذي لا يألون فيه جهداً بكل ما يستطيعونه ويقدرون عليه في الاستهداف لنا، والعداء لنا.

 

مشكلتهم معنا هنا، والله مشكلتهم معنا هنا: توجهنا الحر والمستقل، ومواقفنا المسؤولة التي هي نابعةٌ من واقع انتمائنا للإسلام، ومن أساس مبادئنا، وقيمنا، وأخلاقنا، ومصداقيتنا في هذا الانتماء، هذه مشكلتهم الحقيقية معنا، بقيَّة الأشياء كلها عناوين، ليست إلَّا مجرد عناوين: عناوين سياسية، أو عناوين دينية، مشكلتهم معنا في أننا نصرُّ على أن نكون شعباً حراً، مستقلاً، ينطلق في مواقفه على أساس انتمائه وهويته الإيمانية؛ لأنه يمن الإيمان، وما يليق به، وما يعبر عن إيمانه هذا هو الموقف الصحيح في العداء لإسرائيل كعدوٍ للأمة الإسلامية، وكعدوٍ للشعب الفلسطيني، وككيانٍ إجراميٍ، متوحشٍ، ظالمٍ، مغتصب، هذه هي مشكلتهم معنا: في حريتنا، وفي مواقفنا، هذه المواقف المسؤولة، المواقف الصحيحة التي سنستمر عليها؛ لأنها انطلقت على أساسٍ مبدئيٍ وإنسانيٍ وأخلاقيٍ، وليست مجرد مواقف سياسية مجردة عن المبادئ، أو منفصلة عن الأخلاق والقيم والدين.

 

أما ما ينطلقون- هم- فيه، وفي ذلك المسار الخاطئ والمنحرف، فهم- هم- المخطئون، هم المخطئون، هم الذين ينبغي أن يراجعوا أنفسهم، وأن يصححوا ما هم فيه، هم الذين يخالفون توجيهات الله في القرآن الكريم، ألم يسمعوا قول الله -سبحانه وتعالى-: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة: من الآية51]، هل بعد هذه الآية القرآنية شيء؟ كانت كافية في أن يتخذ الإنسان الموقف الصحيح والسليم.

 

عداؤهم لنا كشعبٍ يمني هو في هذا السياق ولهذا السبب، ونحن اليوم نُصِرُّ على أن نواصل مسيرتنا ودربنا، والمواصلة للسير في هذا الطريق على أساسٍ من مبادئنا وانتمائنا وهويتنا، ونحن معنيون بعد كل هذه الفترة منذ بداية العدوان، ومضي هذا الوقت الطويل وهم مستمرون في كل يوم يعتدون علينا كشعبٍ يمنيٍ مسلم، ما نقموا منَّا إلا إيماننا بالله العزيز الحميد، إيماننا الواعي، إيماننا الذي انطلقنا منه لنبني على أساسه موقفنا المسؤول، ولنتمسك بحريتنا وخلاصنا من التبعية لأمريكا، ومن التبعية لإسرائيل، هذا الذي نقموه مِنَّا.

 

نحن معنيون بتحصين ساحتنا الداخلية، وبأن نعمل ونتحرك في كل ما من شأنه أن يعزز حالة الصمود في التصدي للعدوان الظالم والإجرامي والوحشي، المستمر من جانب الأعداء، وإسرائيل هي شريكٌ في هذا العدوان باعترافها، وموقفها المعادي لنا كشعبٍ يمني موقفٌ معلن في تصريحات نتنياهو، ولمسؤولين إسرائيليين، وفي وسائل إعلام إسرائيلية كشفت عن طبيعة الشراكة في هذا العدوان علينا كشعبٍ يمنيٍ مسلم، فأولئك جماعة نتنياهو: سواءً من العرب، أو من بقية المناطق، جماعة نتنياهو هم مشتركون في هذا العدوان، الخونة من بلدنا، والخونة من بقية المنطقة العربية، شركاء في هذا العدوان علينا كشعبٍ يمنيٍ مسلم.

 

اليوم كقبائل لها موقف مشرف وعظيم وأساسيٌ في صمود هذا البلد، وفي تماسك هذا الشعب، معنيون بكل ما من شأنه أن يعزز حالة الصمود، وأن يحصِّن الوضع الداخلي؛ لأن الأعداء يحرصون على اختراق الوضع الداخلي، ويستغلون العناوين، ويستغلون الذين هم في واقعهم من ضعاف الإيمان، ومن قليلي الوفاء، يستغلون البعض من السذج ليتحرك تحت عنوان هنا أو هناك.

 

وثيقة الشرف القبلية: هي تهدف إلى تحصين الساحة الداخلية، وإلى إعطاء القبيلة دورها اللائق بها؛ لأن تضحياتها كبيرة، وعطاءها كبير، ومواقفها عظيمة ومشرِّفة.

 

نأمل- إن شاء الله- أن تتواصل الفقرات والمشاركات في هذا اللقاء الموسع، وأن تكون المخرجات- إن شاء الله- جيدة، وأن يكون هذا اللقاء الموسع منطلقاً قوياً لتحصين الساحة الداخلية.

 

أكتفي بهذا المقدار…

 

وأسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يوفقنا وإياكم لما يرضيه عنا، وأن يرحم شهداءنا الأبرار، وأن يشفي جرحانا، وأن يعافي مرضانا، وأن يفرِّج عن أسرانا، وأن ينصرنا بنصره، إنه سميع الدعاء.

 

وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه.

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

 

من كلمة السيد القائد/ عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله.

أثناء لقائه بحكماء وعقلاء اليمن1440 هـ 13يوليو, 2019م

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر