مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية

وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 

قطاع التوجيه والإرشاد

الإدارة العامة للوعظ والإرشاد

------------------------------------ 

 🎙️نـقـاط وخــطـبـة الـجـمـعـــة 🎙️

الأولى مـــن شــــهــرِ رمــضــان الـمــبـاركْ.

4 / 9 / 1442هـ 

الموافــق :

 16 / 4 / 2021م 

...................................                                               

أولاً : الــنـــقــاط 

1️⃣▪️-الحديث عن فضل شهررمضان وأهميةإستغلاله فهوشهرتنميةالتقوى وتحمل المسئوليةنتعلم فيه الصبروالسيطرةعلى أنفسنا. 

 

2️⃣▪️-الحث على الإستفادةمن مجالات الهدايةالواسعةالتي فتحهاالله لعباده رحمة بهم مثل الصيام وصلاة الجمعة والجماعة والتسبيح. وقراءة القرآن بتأمل.والدعاء ،وأوقات السحر والإنفاق في سبيل الله : ( مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِـمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ) البقرة- آية (261)

 

3️⃣▪️-الله سبحانه يبارك شهادة وتضحيةالإنسان عندما تكون في سبيله ويترك لها أثراً في واقع الحياة ( وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ )محمد- آية (4) وشهادةالرئيس الصماد أحيت فينامشاعرالعزة .

وذكرى استشهاده كذلك تعطينا وسيبقى في ذاكرةالشعب ملهمالكل الأحراروقدوةلكل المسؤولين وسيبقى مشروعه في شعبه قائما (يد تبني ويد تحمي) حتى نكتفي ذاتيا في كل المجالات وتتحقق لنا كامل الحرية والإستقلال .

 

4️⃣▪️-الحث على أعمال الخير والبر والإحسان

وأهمية إخراج الزكاة ليستفيد منها مستحقيها 

والتذكير بالاستمرار في مواجهة تحالف العدوان برفد الجبهات بالمال والرجال.

 

 5️⃣▪️التوعية بأهمية استشعار مسئولية الجميع بلا استثناء في النهوض بالجانب الزراعي. 

......................................

🔹.ثـانـيـا: الـخـطـبـة 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

   🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️

................................... 

(الخطبة الأولى)

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ الذي له ملكُ السمواتِ والأرضِ وبيدِهِ ملكوتُ السمواتِ والأرضِ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، نَحْمَدُهُ سبحانه على نِعَمِهِ التي لا تُحْصى، وآلائه التي لا تُسْتَقْصى.

وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ المتَفَرِّدَ بالعزةِ والجَبَروتِ، والقُدْرَةِ والمَلَكُوتِ، وأشهدُ أن سيدَنا وحبيبَنا محمدًا عبدُهُ ورسولُه، وصفيُّهُ وخِيرتُهُ من خلقِهِ وخليلُهُ: 

بِكَ الكونُ يشدو والسماواتُ تشهدُ بِأنَّك مَحْـمودٌ وأنك أحمدُ

وأنَّكَ هذا الكـونُ والكونُ قـائلٌ أَنَا مَنْ أَنَا ما الكونُ إلا مُحمدُ

صلواتُ الله وسلامُهُ عليهِ وعلى آلهِ أعلامِ الهُدى، ورَضِيَ اللهُ عنْ صحابَتِهِ المنتجبين الكرامِ.

أمَّا بعدُ فيا عبادَ اللهِ:

أوصيكمْ ونفسيَ بتقوى اللهِ ولزومِ طاعتِهِ. فهي وصية الله للأولين والآخرين: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون).

    عبادَ اللهِ:

ها هيَ ذي قدْ مضت ثلاثةُ أيامٍ منْ هذا الشهرِ الكريمِ، الذي جعلَهُ اللهُ أفضلَ الشهورِ، وجعل أيامَهُ أفضلَ الأيامِ، وجعلَ ليالِيَهُ أفضلَ الليالي، وجعلَ أولَهُ رحمةً، وأوسطَهُ مغفرةً، وآخِرَهُ استجابَةً وعِتْقًا منَ النارِ.

هذا الشهرُ الكريمُ المباركُ أيها المؤمنونَ الذي جعله الله محطةً مهمةً للتزودِ منَ التقوى؛ حيثُ يقولُ سبحانَهُ:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) سورة البقرة (183) فبَيَّنَ أنَّ مِنْ غاياتِ ومقاصدِ فَرْضِ الصيامِ: التقوى؛ فهو شهرُ تَنْمِيَةِ التقوى، ولذلك رَغَّبَ اللهُ في الإكثارِ فيهِ مِنْ الطاعاتِ والأعمالِ الصالحاتِ؛ فجعلَ أجرَ النافلةِ فيهِ بأجرِ فريضةٍ وأجرَ الفريضةِ فيهِ بأجْرِ سبعين فريضةً فيما سواه، أبوابُ الجِنانِ فيهِ مُفَتَّحَةٌ، وأبواب النيران فيه مصفدة، والشياطينُ فيهِ مقيدةٌ، والملائكةُ تنادي: (يا باغيَ الخيرِ أقبلْ، ويا باغيَ الشرِّ أقصرْ)، إنها فرصة وغنيمة يجب على كل عاقل اغتنامها والاستفادة منها، فالفرصُ تمرُّ مَرَّ السحاب وفَوْتُ الفُرْصَةِ غُصَّةٌ.

أيها المؤمنون:

     إن فضل هذا الشهر الكريم كبير وعظيم فهو شهر القرآن: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ

 

وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) سورة البقرة (185)، فاختصَّ اللهُ هذا الشهرُ بفضائلَ كثيرةٍ منها: أنَّ اللهَ أنزلَ القرآنَ فيهِ، فهناك ارتباطٌ وثيقٌ بينَ القرآنِ والصيامِ: فكما أنَّ القرآنَ كتابُ هدايةٍ وكتابُ رحمةٍ وبيانٍ وتبيانٍ لكلَّ شيء، به يهتدي المؤمنون، وبهداه وبيناته يخرجون من الظلمات إلى النور، فشهرُ رمضانَ أيضا هو شهرُ الرحمةِ والمغفرةِ والعتقِ من النارِ، وهو شهرُ القرآنِ فبينَ القرآنِ ورمضانَ تلازمٌ، أيْ: أنَّ الصائمَ لا تزكو نفسُهُ ولا يُقْبَلُ صيامُهُ إلا إذا ارتبط بكتاب الله وتعلق به، بأنْ يُكْثِرَ من تلاوتِهِ وقراءتِهِ بتدبرٍ وتَمَعُّنٍ مستشعرًا حاجتَهُ الماسةَ إلى أنْ يتلوَ كتابَ اللهِ ليهتديَ به في حياته وواقعِهِ، ولكي ينجوَ في آخرتِه يومَ لقاءِ ربِّهِ.

أيها المؤمنون: 

     ونحنُ لا نزالُ في أيامِ الرحمةِ فلابُدَّ أنْ نتعرَّضَ لأسبابِ الرحمةِ، ومجالاتُ الهدايةِ المُسَببةِ لرحمةِ اللهِ واسعةٌ، وأسبابُ التعرضِ لرحمةِ اللهِ سبحانه كثيرة جدا، وهي مُيَسَّرةٌ لكلِّ منْ طلبَها، ولكنَّها في شهرِ رمضانَ أيْسرُ وأقربُ؛ لأنَّ اللهَ صَفَّدَ فيهِ الشياطينَ، وضاعفَ فيهِ منَ الأجرِ والثوابِ، ومنْ تلك المجالاتِ: الصيامُ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) من سورة البقرة- آية (183).

ومنها المحافظة على الصلوات في جماعة والإكثار من النوافل: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} سورة هود(114). ومنها قيام الليل: (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا (4)) سورة المزمل. ويقول سبحانه: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) سورة الحج (77)، فجاء الأمرُ بصيغةِ الجمعِ، وورد عن النبي صلوات الله عليه وآله: (صلاة الجماعة تفضل صلاة الفرد بسبع وعشرين صلاة). ومنها حضور صلاة الجمعة وخطبتيها: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع لعلكم تفلحون)، ومنْ مجالاتِ الهدايةِ: ذكرُ اللهِ: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ) سورة الأعراف (205)، ومنَ الذكرِ: التسبيحُ وهو تنزيهُ اللهِ سبحانه عن النقصِ وعن الظلمِ وينبغي الإكثار منه قال تعالى: (وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) سورة الأحزاب (42)، ومنْ مجالاتِ الهدايةِ: الاستغفارُ، وأفضلُ أوقاتِ الاستغفارِ: الأسحارُ، قال الله تعالى: (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْـمُنْفِقِينَ وَالْـمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ) سورة آل عمران (17) ويقول: (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) سورة الذاريات(18)، ومنْ مجالاتِ الهدايةِ وهو من أعظمِها: قراءةُ وتلاوةُ وتدبرُ القرآنِ كتابِ اللهِ: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) سورة النساء (82)، ومنْ مجالاتِ الهدايةِ للوصولِ والتحقُقِ بحقائقِ التقوى: الإنفاقُ، قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِـمُونَ) سورة البقرة (254) وقال جل وعلا: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِـمَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيم)ٌ سورة البقرة (261)، ومِنْ مجالاتِ الهدايةِ: استشعارُ المسؤوليةِ وأهميتِها وخطرِ التهاونِ أو التفريطِ، وهذا شهرُ تحملِ المسؤوليةِ: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِـمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) سورة المائدة(48).

 

أيها المؤمنون:

إن الله قد دعاكم في هذا الشهر الكريم إلى ضيافته، فأنتم في هذا الشهر الكريم وَفْدُ اللهِ، أي: ضيوفُهُ. فتعرضوا في هذه الأيام والليالي لنفحاته، وأقْبِلوا عليه بقلوبٍ صافيةٍ منَ الأكدارِ والأوزارِ، يُقْبِلْ عليكمْ بالقبولِ والرحمةِ والمغفرةِ والعتقِ من النارِ. 

أيها المؤمنون:

ومن التَّعَرُّضِ لنفحاتِ اللهِ: الدعاءُ، والتَّضَرُّعُ لله، فالدعاءُ مِنْ أعظمِ وسائلِ القربِ مِنَ اللهِ؛ لأنَّهُ اعترافٌ للهِ بالحاجةِ والفَقْرِ والضَّعْفِ والانْكِسارِ، فأَكْثِروا مِنَ الدعاءِ لله بالقبول والرحمة والمغفرة وألِحُّوا عليه سبحانه بالدعاء والتضرع فهو مَنْ نَدَبَنا ودَعانا لأنْ نَدْعُوَهُ: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) من سورة البقرة- آية (186)، بل إنه سبحانه وصف من يُعْرِضُ عنِ الدعاءِ مستكبرا فقال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ) سورة الأعراف (206)، وبين لنا كيف ندعُوه سبحانه فقال: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْـمُعْتَدِينَ) سورة الأعراف (55).

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

     (الخطبة الثانية) 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ للهِ وليُّ الحمدِ ومستحقُّهُ، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، صلواتُ ربي وسلامُهُ عليهِ وعلى آلهِ الأطهارِ، وارْضَ اللهمَّ برضاك عن الصحابَةِ المنتجبين الأخيارِ.

عباد الله:

إن من أهم ما نستفيدُهُ في هذا الشهر المبارك التَّحمُّلُ والصبرُ فشعبنا يواجه أشد وأقسى وأبشع مظلومية في التاريخ المعاصر، وعلينا أن نتحلى كشعب مظلوم مُعْتدى عليه بالصبر قال الله سبحانه: (وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْـمُحْسِنِينَ) سورة هود- آية (115)، وإلى جانب الصبر: التحرك العملي في سبيل الله، والدفاع أنفسنا وأعراضنا وأرضنا، واثقين بالله ومعتمدين عليه، فالعاقبة للمتقين كما قال جل وعلا: (وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّار)ِ سورة الرعد (22)، ويقول عز من قائل: (اسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ للهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْـمُتَّقِينَ) سورة الأعراف(128).

عباد الله:

في مثل هذه الأيام ارتقى الشهيد الرئيس صالح الصماد إلى جوار الله شهيدا، بعد حياة حافلة بالعطاء والبذل والجد والاجتهاد في بناء الدولة الحديثة والدفاع عن الوطن؛ حيث جمع بين القيادة الإدارية، والسياسية، والعسكريةٍ، وأسس لبناء دولة حديثة مستقلة تعتمد على نفسها، وهو الذي أطلق شعار (يد تحمي ويد تبني) ليجمع بين العمل الإداري والعمل العسكري، وظل يواجه بكل شجاعة واستبسال حتى اتخذه الله شهيدا، فكان بحق ممن قال الله سبحانه فيهم: (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ) سورة آل عمران (195)، إن الشهيد الصماد قد أحيا فينا مشاعر العزة والكرامة والإباء والوطنية وحب الشهادة في سبيل الله، وعلمنا كيف يكون المسؤول، ومعنى المسؤولية، ولا غرابة فهو قد تشبع بالثقافة القرآنية، وتمثلها قولا وعملا.

عباد الله: 

إن من أهم وأفضل الأعمال في شهر رمضان: الإكثار من أعمال الخير والإحسان، ومجالاتهما واسعة وكثيرة ولذلك أكثر الله من ذكر الخير في كتابه قال سبحانه: (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ) سورة البقرة(148)، وقال سبحانه واصفا المؤمنين ومسارعتهم إلى الخير: (وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِين)َ سورة آل عمران (114)، ومن مجالات الخير: البر والإحسان: قال سبحانه: (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْـمُحْسِنِينَ) سورة آل عمران (134)، ويقول: (وَسَنَزِيدُ الْـمُحْسِنِينَ) سورة البقرة (58) وقال جل وعلا: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ) سورة الأنبياء(90) وأفضل أعمال

 

البر والخير والإحسان ما كان في شهر رمضان لأن الله يضاعفها إلى سبعين ضعفا وإلى أضعاف كثيرة. 

أيها المؤمنون:

ومن أفضل الأعمال القيام بما أوجبه الله علينا من أداء الزكاة كونها ركنا من أركان الإسلام لا تقل شأنا عن الصلاة حيث يقول جل وعلا: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ ) من سورة الأنبياء- آية (73)، وقال سبحانه: (خذ من أموالهم صدقة تزكيهم وتطهرهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم)، وحذر وتوعَّد من يتهاون في دفعها فقال: (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيم)ٍ سورة التوبة (34)، وقال واصفا حال من يمتنعون عن دفعها: (يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُون)َ سورة التوبة (35)، وما هذا الوعيد الشديد لمانع الزكاة إلا لما يترتب على منعها من فساد في المجتمع، ومن الفساد: انهيار وانعدام مبدأ التكافل والتراحم والتعاون الذي جعله الله سمة المجتمع المسلم التي يتميز بها عن غيره من المجتمعات.

أيها المؤمنون:

ونحن في شهر رمضان شهر الصيام، نؤكد على أنه شهر الجهاد في سبيل الله فنؤكد على الاستمرار في مواجهة تحالف العدوان منعا للفتنة، والفتنة هي الفتنة في الدين وفي الأخلاق وفي القتل قال سبحانه: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ للهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِـمِينَ) سورة البقرة (193) وقال سبحانه: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ) سورة التوبة(14)، فاستعينوا بالله وواجهوا أعداء الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) سورة الأنفال(45)، وقد أمرنا الله بالرد بالمثل على المعتدي: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَـمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْـمُتَّقِينَ) سورة البقرة(194)، واعلموا أن عدوكم يعاني ويتمنى لو أنه ما دخل في الحرب؛ لأنه وجد منكم قوة وصلابة وثباتا، ويألم ويخسر وفوق ذلك كله أنت الموفق بأنك في طريق الحق والعدل وهو في طريق الضلال والظلم: (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَـمَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِـمِينَ) سورة آل عمران (140)، ومن الجهاد والمواجهة: رفد الجبهات بالمال والرجال عملا وامتثالا وتسليما لله؛ فالمؤمن قد باع من الله ماله ونفسه فعليه أن يسلِّم لأمر الله ويجيبَ داعيَ الله سبحانه: (إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْـمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآَنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) سورة التوبة(111)، واعلموا أن كل ما تقدمونه ستجدونه عند الله (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة)، (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه).

ٱيها المـؤمنـون الأكـارم 

ونحن في شهر رمضان المبارك نجدد الدعوة إلى الإهتمام بالزراعة الذي بإذن الله سيكون فيه نزول الرحمة والغيث على عباده من أهل اليمن وكون شهر رمضان شهر البذل والعطاء والعمل الصالح ومن تلك الأعمال الصالحة تكافل وتعاون أبناء المجتمع في تكثيف المبادرات والمشاركة المجتمعية بحسب احتياج كل منطقة خاصة من تدفق السيول في المناطق الزراعية والإستفادة من تلك السيول وكثير من المبادرات التي تسهم في التغلب على جميع المشاكل التى تواجه المزارعين والعمليات الزراعية .

وهى فرصة في شهر رمضان المبارك أن تنسق وتوحد الجهود بين أبناء المجتمع واللجان الزراعية ورووس الأموال والتجار من خلال الإهتمام بالزراعة والتنمية الزراعية واستغلال كل الأمسيات والفعاليات المجتمعية الرمضانية في التوعية بأهمية استشعار مسئولية الجميع بلا استثناء في النهوض بالجانب الزراعي.

 

عباد الله:

أكثروا في هذا اليوم وكل يوم من الصلاة والسلام على سيد الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد بن عبدالله؛ اللهم صل على محمد وعلى آل محمد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، وصل وسلم على وصيه وباب مدينة علمه ليث الكتائب وأشجع طاعن وضارب سيدنا الإمام علي بن أبي طالب، وعلى زوجته الحوراء سيدة نساء الدنيا والأخرى فاطمة البتول الزهراء، وعلى ولديهما الإمامين أبي محمد الحسن وأبي عبدالله الحسين، وعلى الملائكة المقربين وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، وارض اللهم برضاك عن الصحابة الأخيار المنتجبين وعلينا معهم وفيهم يا رب العالمين.

ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا غما إلا كشفته ولا عسرا إلا يسرته ولا عدوا إلا قصمته ولا عسرا إلا يسرته ولا صعبا إلا سهلته. اللهم اجعل هذا الشهر الكريم شاهدا لنا بالطاعات والحسنات، لا شاهدا علينا بالسيئات والمخالفات، وامنن علينا فيه بالرحمة والمغفرة والعتق من النار. اللهم وامنن علينا فيه بالنصر المبين على عدوك وعدونا اللهم انصر المجاهدين في سبيلك من الجيش واللجان في كل مكان وثبت أقدامهم وسدد رميهم واحفظهم بحفظك واكلأهم برعايتك وأيدهم بجند من عندك كجندك يوم بدر برحمتك يا أرحم الراحمين.

عباد الله: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون.                                     

 

➖➖➖➖➖ ➖

 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للوعـظ والإرشاد

 بديـوان عــام الــوزارة.

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر