مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع الإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
العنوان:مصداق الإنتماء الإيماني
التاريخ:29/5/1444ه‍ 
الموافق:23/12/2022
الرقم (21)

▪️نقاط وخــطـبـة الجمـعة الخامسة مــن شهــر جمــادى الأولى 1444ه‍

أولاً:النـقـاط 
1-الإنتماء الإيماني هو عهد وميثاق بين الإنسان وبين الله والإيمان هو صلةبين الإنسان وبين الله وهدايته ورعايته
2-معايير الإيمان الصادق هي المواقف الجهاديةفي مواجهة الظالمين( إِنَّمَا الْـمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَـمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ )
3ـ من سنن الله تعالى أن يبتلي كل من كان في خط الإيمان للتمييزبين من يحمل الإيمان الصادق والإيمان الكاذب ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ )
4ـ بعدما حدث في غزوة أحد من دروس وفرز جاء قوله تعالى ( مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْـمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ) وبعدها جاءت الدعوة إلى نفير آخر ضد قريش والناس في شدة الجراح وكل ذلك ليحصل التمييز بين المؤمنين
5ـ هناك الكثير ممن اكتفى من الدين ببعض الشعائرالعبادية ولا يريدأن تكون له مواقف جهاديةضد أمريكا وإسرائيل رغم كل ما قدحدث من تجلي لمشروعهما وهناك من تشرف بالوقوف في وجه مشروعهما
6ـ أمريكا ترفض السلام ووقف العدوان ورفع الحصارعن الشعب اليمني ودفع المرتبات من ثرواته المنهوبة ولذا لابد من أخذالجهوزية الكاملة لانتزاع حقوق شعبنا من المعتدين بالقوة.
......................................................
🎙️ثانياً:الخـطبـة 
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله رب العالمين، الحمد لله القائل في كتابه العزيز: {وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}، ونشهَدُ ألا إله إلا الله القائل: {الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ}، ونشهَدُ أنَّ سيدَنا مُحَمَّــداً عبدُهُ ورَسُــوْلُه، اللّهم صَلِّ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، وبارِكْ على مُحَمَّــدٍ وعلى آلِ مُحَمَّــد، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ على إبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنك حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهم برضاك عن أصحابه الأخيار المنتجبين.
أمـا بـعـد/ أيها الأكارم المؤمنون:
يقول الله تعالى: {وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} في هذه الآية يتحدث القرآن عن الانتماء الإيماني للإنسان المؤمن ويصفه بأنه ميثاق وعهد بين الإنسان وبين الله، ويتحقق ذلك العهد بسماع الإنسان لتوجيهات الله، واعترافه بها، وتسليمه لها: {وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُم بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا}؛ فقضية الانتماء إلى الدين هو: عهد وميثاق يجب الوفاء به أمام الله: {وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} فالله يعلم بما تخفيه الصدور من النية إن كانت وفاءً أو عدم وفاء بهذا العهد.
المؤمنون الأكارم:
إنّ الإيمان هو صلة بيننا وبين الله وبين هدايته بما فيها من توجيهات وأوامر ونواهي وبصائر وحقائق والتزامات عملية، وصلة تصلنا برعاية الله وألطافه وبركته وعنايته ونصره وتوفيقه، ولكن لا يكفي للإنسان أن يردد الشهادتين ليسمى عند الله مؤمناً، ولا يكفي للإنسان أن يؤدي بعض الشعائر العبادية ليسمى عند الله مؤمناً، بل لابد من الرجوع إلى القرآن لننظر ما هي الصفات التي وصف الله بها المؤمنين لنتمسك بها، ولنتروض على العمل بها لنفلح كما قال الله: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} فأهم صفات المؤمنين هي الصفات العملية، وثمرة الإيمان بالله وبكتبه ورسله وأنبيائه وملائكته واليوم الآخر هي ثمرة عملية، وقد وضّح لنا القرآن قصة الأعراب الذين كانوا يرون أنه يكفي من الإيمان بعض شعائر الإسلام العبادية ليصبحوا مؤمنين، ورأوا أن لهم الفضل والمنة - حتى على رسول الله - أنهم أسلموا وأصبحوا يتمسكون ببعض  الشعائر، وأرادوا أن يشكرهم على ذلك: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا} وكأن الله يقول لهم أنتم خرجتم من الشرك ولكن لم تصلوا إلى مرحلة الإيمان أبداً: {وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}؛ فالإيمان: مشاعر وعقيدة راسخة صادقة محلها الحقيقي هو القلب، ثم يتجلى ذلك الإيمان في مواقف الإنسان العملية وتصرفاته في الحياة: {وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا

يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}، ثم وضع الله لهم معياراً ومقياساً حقيقياً للإيمان الصادق فقال الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} فهذا هو إيمان الصادقين وهذه هي مواقفهم: إيمان في القلب بالله وبرسوله، إيمان صادق لا ارتياب معه ولا تشكك، إيمان يصدقه الموقف الجهادي بالنفس والمال ضد المفسدين في أرض الله، ولا بد للإنسان المؤمن أن يوطن نفسه على هذه الحقيقة، وهي: أنه لا إيمان حقيقي إلا بمواقف جهادية، وأن الدين يجب أن يكون كما رسمه الله وحدده وليس كما نحدده نحن ونختاره: {قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.
عباد الله الأكارم:
من سنن الله تعالى مع المنتمين إلى هذا العنوان العظيم ـ عنوان الإيمان ـ في زماننا وفي زمن من كانوا قبلنا هو الابتلاء والامتحان لمصداقية ذلك الانتماء، وتلك هي سنة إلهية لا تتبدل، وهي أنه: لابد من ابتلاء الناس ليتجلى صدق إيمانهم قال تعالى: {بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ . الم . أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ . وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ}؛ فمن الخطأ الكبير أن يتخيل الإنسان أن الله سيتركه بدون ابتلاء ليعرف مصداقية إيمانه، ومن الخطأ أن يكون الإيمان محكوماً برغبات ومزاج الإنسان؛ لأن هذا لا يرضاه الله، ولا يمكن أن يكتفي الله بالشعائر العبادية فقط، بل سيختبرنا بابتلاءات عملية، وهي سنة إلهية جرت على من قبلنا وستجري علينا: {وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا}؛ لأن الله تعالى يريد من الإنسان طاعة كاملة واستجابة تامة في كل الأوامر والنواهي، ولا يريد طاعة جزئية محكومة برغبات الإنسان وهوى نفسه؛ لأن تلك الطاعة لا يتقبلها الله.
المؤمنون الأكارم:
في عملية الفرز والتمييز لا بد أن يتجلى الإيمان الحقيقي من الإيمان الغير حقيقي؛ لأن معظم الناس يقولون آمنا، ولكن هناك صنف من الناس يقول الله عنه: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِن جَاء نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ . وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ}، وهذا هو ممن لم تملأ عظمة الله والخوف قلبه ومشاعره، ولم يقارن بين عذاب الله وعذاب الآخرين، وقد يساوي بين عذاب الله وعذاب الناس، ولا يميز بين بطش الله وبطش الناس فتكون عنده المخاوف متساوية؛ فيخاف من الناس الذين ليس بيدهم حياته ولا مماته ولا بعثه ولا نشوره، ولا بيدهم عذاب جهنم الأبدي المخيف؛ فيخاف من ذلك كما يخاف من الله: {جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} وهذه قمة الجهالة لدى الإنسان: أن يجعل المشكلة مع الناس كعذاب الله وبالتالي يتراجع عن موقفه مع الله بسبب حساباته هذه التي حسب فيها حساب الناس، ثم إذا جاء النصر للمؤمنين: {لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ}؛ لأن حسابه مرتبط بالناس، ويريد تبرير موقفه عند الناس، ولم يحسب حساب الله، ونسي أن القضية بينه وبين الله: {أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ}.
عباد الله:
لقد جعل الله الولاء والموقف قضية رئيسية، وعلى أساسها يتم فرز الناس وتمييزهم؛ لأن هناك من الناس من يكون حاله كما قال الله: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ}، فقد يكون الإنسان ممن يعبد الله على طرف من الدين، ويلتزم ببعض الالتزامات الدينية التي لا تتعارض مع مزاجه ورغباته، وما دام الخير مستمرًا؛ فإنه سيستمر في أعماله والتزاماته المحدودة ولكن: {وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ}؛ فحينما يأتي الاختبار في الموقف الذي يحتاج إلى تضحية، وفي الموقف الذي يتعرض فيه الإنسان للخطر، وفي الموقف الذي يواجه فيه الإنسان التهديد والتحدي؛ فإنه يتراجع أمامها، وكأنه سقط على وجهه ولم يبق ثابتاً قائماً على موقفه، ويا لها من خسارة أن يسقط الإنسان في الابتلاء الإلهي؛ فيخسر الدنيا والآخرة.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.
الخطبة الثانية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنتجبين.
الإخوة المؤمنون:
إنّ عملية الفرز والتقييم قد جرت على من كان قبلنا، وستبقى تجري كسنة إلهية على المؤمنين في كل زمان؛ ففي زمن النبي محمد صلوات الله عليه وآله، وبعد أحداث غزوة أحد التي حصل فيها نكبة للمسلمين، وحصل فيها شهداء وتضحيات بسبب المخالفة لتوجيهات النبي صلى الله عليه وآله، ونتج عنها مواقف متباينة في المجتمع الإسلامي، والبعض ظهرت منهم انتقادات للنبي ومن ثبت معه من المؤمنين وشكك في الموقف فقالوا: {لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا}، والبعض اهتزت نفسيته وفرّ من المعركة تاركاً النبي: {إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ}، والبعض قالوا عن الشهداء: {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا}، والبعض شكك في إمكانية النصر: {يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ}، والبعض تجلى منهم إيمانهم العظيم الثابت الراسخ؛ فكانت حالة فرز عجيبة، وفوق ذلك يأتي بعدها قول الله تعالى: {مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}، وبمجرد وصول النبي ومن معه من أرض المعركة إلى المدينة وقد أصابتهم الكثير من الجراح البدنية والنفسية ألماً على من سقط من الشهداء، ورغم ذلك: تأتي الدعوة من النبي صلوات الله عليه وآله بالنفير والخروج لمواجهة المشركين رغم جراحهم: {الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ}، فخرجوا وهم جرحى، وخرج الكثير مع النبي رغم جراحهم لمواجهة المشركين في غزوة (حمراء الأسد) عندما علموا أن قريش ما زالت تعدّ العدة لمهاجمتهم؛ فلماذا حصل كل ذلك؟.. ليتميز المؤمنون: {حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}، وحتى تبقى استجابة الإنسان لله فوق رغبات نفسه، وحتى لا تقتصر استجابته في الشعائر العبادية فقط، وحتى لا تبقى استجابة المؤمنين في الظروف العادية فقط؛ لأن الإنسان قد يتميز في الظروف الاعتيادية، وقد يتميز في شعائر معينة، ولكنه قد يفشل في مواقف التضحية ومواجهة المجرمين. 
الإخوة المؤمنون:
لقد تجلى اليوم: ظلم الظالمين وفساد المفسدين على أوضح صورة، وقد ظهر اليوم ظلم أمريكا وإسرائيل وإجرامهما وفسادهما بما لم يحصل في أي مرحلة سابقة، وظهرت اليوم خيانة العملاء للأمة والدين على أوضح صورة، وتجلى في الأرض مشروعان: مشروع يدعو إلى ولاية أمريكا وإسرائيل والانصياع لهما ولفسادهما، ومشروع يدعو إلى تولي الله ورسوله ومواجهة مشروع أمريكا وإسرائيل.
وعلى الرغم من ذلك: كم هناك من عُبّاد اكتفوا بصلاتهم وصيامهم ونسكهم ولم يتحركوا، بل وحتى لم يتكلموا ضد أمريكا وإسرائيل رغم وضوح إجرامهما وفسادهما؟! وكم هناك من عالم اكتفى بعلمه وكتبه وعبادته ولم يتكلم ولم يتحرك ضد أمريكا وإسرائيل؟! وكم من مثقف أو أستاذ أو دكتور أو مهندس أو غيرهم لم يتكلم ولم يتحرك ضد أمريكا وإسرائيل؟! ولو عاد كل هؤلاء إلى القرآن لوجدوا معيار الإيمان الذي يقول الله عنه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ}.
وفي المقابل: كم هناك من العلماء والمثقفين وغيرهم ممن وقفوا المواقف المشرفة والعظيمة، وكم هي من كرامة أن يقف المؤمن شامخاً ضد أمريكا وإسرائيل ومشروعهما في هذا الزمن، وإذا لم يتحرك الإنسان ضد أمريكا وإسرائيل اليوم وهو يشاهد الدم الفلسطيني والمسلم يسيل، ويشاهد ثروات الأمة منهوبة وكرامتها مسلوبة وأعراضها منتكهة، ويرى الكثير من زعمائها قد خانوا الله ورسوله واستقبلوا اليهود وسجنوا وحاصروا الفلسطينيين واليمنيين وكل المؤمنين الذين وقفوا ضد مشروع الإجرام في هذا العالم.
فإذا لم يتحرك الإنسان - اليوم - فمتى سيتحرك؟! وإذا لم يجاهد - اليوم - فمتى سيجاهد وهو يرى العدو يستهدف الأمة ومقدساتها؟! ومتى سيعود إلى الله ليحمل مسؤوليته وهو يرى العدو يستهدف الأمة بالحرب الناعمة التي تجعل شباب الأمة مائعاً تافهاً لا تحركه الدماء والمقدسات بقدر ما تحركه الألعاب والمجون؟! فحالة الفرز لها أهميتها حتى لا ينخدع الناس بمن يقعدهم ويخذلهم عما هو طاعة لله، ومسؤولية أمام الله، ومواقف تبيض وجوههم يوم القيامة.

الإخوة الأكارم:
لقد شاهدنا أمريكا ترفض وقف العدوان والحصار على شعبنا، ولا زالوا في تعنتهم وعدم استجابتهم لمطالب شعبنا المحقة والمشروعة في وقف العدوان ورفع الحصار وإعادة ثروات الشعب لأبنائه؛ ولذا لا بد من الوقوف أمامهم بكل حزم وعزم وقوة، وإن عاودوا عدوانهم عاودنا جهادنا وصبرنا ومواقفنا التي عرفوها من شعب صدق مع الله في إيمانه بمواقفه التي لم تختلف عن مواقف أجداده الأنصار مع النبي صلوات الله عليه وآله.
إخوة الإيمان: 
ندعوكم إلى الإستمرار وباهتمام وعناية أكبر بالنهضة الزراعية التي هي عمودٌ فقري للإقتصاد الوطني، ودعامة أساسية للصمود والتماسك الاقتصادي، والعناية بكل ما يساهم في تقوية وتطوير هذا المجال، وتحسين الجودة الإنتاجية، بالتنسيق مع الجهات الرسمية المعنية، ومنها اللجنة الزراعية، إضافةً إلى المبادرات الذاتية والمجتمعية.
هذا وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً},اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم، وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرُ المؤمنين عليٌ بن أبي طالب، وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء، وعلى ولديهما سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين، وعلى آل بيت نبيك الأطهار، وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار، مِنَ المهاجرين والأنصار، وعلى من سار على نهجهم، واقتفى أثرهم إلى يوم الدين، وعلينا معهم بمنِك وفضلك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً، ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً، ومن النارِ النجا، اللهم احفظ وانصر عَلَمَ الجهاد، واقمع بأيدينا أهل الشرك والعدوان والفساد، وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم، وانصرنا على من نهب نفطنا وغازنا وبترولنا ونقل بنكنا ونهب مرتباتنا يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} {رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء 
والمرشدين بديـوان عــام الــوزارة.
----------------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر