مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية

وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 

قطاع التوجيه والإرشاد

الإدارة العامة للوعظ والإرشاد

-----------------------------------

🎙️ 🎙️. 🎙️. 🎙️   

......................................

خطبة الجمعة الثانية من شهر صفر10/2/1443هـ ـ

 

 17/9/2021م

بـعـنـوان : 

(الصلاة وذكرى

 ثورة21سبتمبر)

 

   (الخطبة الأولى ) 

 

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ الْحَمْدَ مِفْتَاحاً لِذِكْرِهِ وَسَبَباً لِلْمَزِيدِ مِنْ فَضْلِهِ وَدَلِيلًا عَلَى آلَائِهِ وَعَظَمَتِهِ، والْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا تَبْرَحُ مِنْهُ رَحْمَةٌ، وَلَا تُفْقَدُ لَهُ نِعْمَةٌ، القائل في كتابه الحكيم: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ }، ونَشْهَدُ أنَّ سيدنا محمدًا عبدُهُ ورسولُه، الذي دَفَنَ اللَّهُ بِهِ الضَّغَائِنَ، وَأَطْفَأَ بِهِ الثَّوَائِرَ، وأَلَّفَ بِهِ إِخْوَاناً، وَفَرَّقَ بِهِ أَقْرَاناً، وأَعَزَّ بِهِ الذِّلَّةَ، وَأَذَلَّ بِهِ الْعِزَّةَ، كَلَامُهُ بَيَانٌ، وَصَمْتُهُ لِسَانٌ، اللهم صل وسلم على سيدِنا محمدٍ وعلى آلهِ الأطهار، وارضَ عن صحابته الأخيار المنتجبين.

أما بعد/أيها المؤمنون الأكارم: يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ}، في كل يوم يتعرض الإنسان لمؤثرات تجعله يتوجه نحو الدنيا، أو نحو نفسه وشهواته، أو نحو الحياة وملذاتها، أو نحو ترغيب أو ترهيب أو أي مؤثرات في هذه الحياة، وخلال ذلك يأتيه الأذان بالصلاة خمس مرات في اليوم والليلة ليدعوه أن يتوجه نحو الله: خالقه ورازقه، ومالكه ومدبر أمره، ومن بيده حياته ومماته، وإليه مرجعه ومآبه؛ فيتذكر الله بعد غفلته ونسيانه، ويتوجه بوجهه وقلبه نحو بيت الله الحرام قائلاً وهو يبدأ صلاته: {وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ما أعظمها من كلمات لو قالها الإنسان بكل إخلاص وتسليم لله لتخلص من كل الآثار التي تؤثر على نفسيته في الحياة؛ فتجعله غافلاً ناسياً معرضاً قاسي القلب؛ ولذلك جعل الله للإنسان من الشعائر العبادية ما يذكره بالله ويشده إليه، ومن أهم تلك العبادات هي الصلاة، الركن الثاني من أركان الإسلام، والتي جعلها الله من أهم صفات الأنبياء فقال تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ}، وجعلها أهم غايات نبي الله إبراهيم وهو يسكن ذريته في البيت الحرام: {رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ}وجعلها الله من أهم مواصفات المؤمنين والمتقين.

أيها المؤمنون الأكارم: الإنسان المسلم بحاجة إلى الصلاة لمواجهة التضليل والتشويش والتلبيس ووساوس الشياطين من الإنس والجن والتي تؤثر على نفسيته ومشاعره واهتماماته وتوجهاته، وتصيبه بالغفلة والنسيان والإعراض والقسوة؛ فتأتي الصلاة لتذكر الإنسان بالله وبرقابة الله وقيوميته وجبروته ونقمته وناره، وتذكره برحمة الله وجنته قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}{بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ}، ويحتاج الإنسان المسلم إلى الصلاة ليتذكر اليوم الآخر، الذي سيقف فيه بين يدي الله وحده لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، ويحتاج الإنسان إلى الصلاة ليستعين بالله على عبادته وأداء مسؤولياته في الحياة، ويطلب منه الهداية إلى طريق الحق الواضحة، التي يسير فيه أعلامه من البشر الذين أنعم الله عليهم بالهداية، ويستعيذ من طرق المغضوب عليهم والضالين: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ. صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ}.

 

ويحتاج الإنسان المسلم إلى الصلاة لتساعده في تجاوز الصعوبات والمعوقات والشدائد التي قد تواجهه وهو يتحمل مسؤوليات كبرى في نصرة الدين والأمة، وتجاوز النقلات من مرحلة إلى أخرى قال تعالى: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ}، ويحتاج الإنسان المسلم إلى الصلاة الخاشعة ليكون من المفلحين في الدنيا والآخرة

 

قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}، ويحتاج الإنسان المسلم إلى الصلاة ليتخلص من المؤثرات النفسية السلبية قال تعالى: {إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً. إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً. وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً. إِلَّا الْمُصَلِّينَ. الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ}، ويحتاج الإنسان المسلم إلى الصلاة ليطمئن قلبه وينشرح صدره قال تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ}، ويحتاج الإنسان المسلم إلى الصلاة ليواجه الحرب الناعمة بوابة الفاحشة وطريقها: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ}، ويحتاج الإنسان المسلم إلى الصلاة ليميز بين المعروف والمنكر ولكي يستطيع إنكار المنكر والوقوف في وجه المنكر، وأي منكر أشد وأكبر مما يفعله العدوان في بلدنا، أي منكر أكبر من مئات الجرائم التي ارتكبها العدوان بحق النساء والأطفال في اليمن، وأي منكر أكبر من حصار يفرضه العدوان على الملايين من البشر، ومنع للمئات من السلع والمواد من الدخول إلى اليمن، ومنع دخول المشتقات النفطية، وإغلاق المنافذ ومنع المرضى من السفر للعلاج، وما يفعله مرتزقة الاحتلال في المناطق المحتلة من اختطاف للنساء والرجال، وانتهاك للأعراض، إن لم يكن ذلك كله منكر فما هو المنكر؟ كيف لإنسان أن يصلي سنوات ثم لا تنفعه صلاته في تمييز المنكر والوقوف في وجهه؟   

عباد الله الأكارم: التفريط والتخاذل عن نصرة المستضعفين وإنكار المنكرات التي تحل بشعب بأكمله هي من أكبر المعاصي التي تجعل صلاة الإنسان لا قيمة لها عند الله ولا أثر لها في نفسية الإنسان ولا في واقع الحياة، فمن المهم جداً الاهتمام بإقامة الصلاة لأن لها أعظم الأثر في تزكية نفوسنا وشدنا إلى الله وتذكيرنا بما حمَّلنا الله من مسؤوليات في هذه الحياة؛ فالصلاة مهمة جداً لأنها تقضي على حالة الغفلة الخطيرة على الإنسان. 

 باركَ الله لي ولكم في القرآنِ العظيم, ونفعنا بما فيهِ من الآياتِ والذكرِ الحكيم, إنّه تعالى جوادٌ برٌ رؤوفٌ رحيم, أقولُ قولي هذا واستغفرُ اللهَ العظيم لي ولكم ولكافةِ المؤمنينَ والمؤمناتِ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيم.

الخطبة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله رب العالمين, وأشهدُ ألَّا إله إلاّ الله وحدَه لا شريك له, وأشهد أنَّ سيدَنا محمداً عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله الطاهرينَ، ورَضِيَ اللهُ عنْ أصحابهِ المنتجبين.

أما بعد/ إخوة الايمان: تطلُ علينا هذه الأيام ذكرى ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر، ولكي نتذكر أهمية تلك الثورة العظيمة من المناسب أن نستذكر الوضعية التي كان قد وصل إليها الوضع في يمننا الحبيب قبل الثورة، حيث كان اليمن قد وُضِعَ ضمن البلدان المستهدفة من قبل أمريكا بتهمة الإرهاب، وتماهت السلطة والقوى السياسية مع سياسة أمريكا، وأصبح السفير الأمريكي هو الحاكم الفعلي لليمن، وهو من يرسم السياسات ثم ينزِّلها عبر الرئيس بطريقة رسمية، وأحياناً يلتقي مباشرة مع الوزراء ليوجههم، وأصبح يلتقي بالمشائخ ومكونات المجتمع المدني، كما عمل الأمريكيون على تغيير المناهج الدراسية ورسم السياسة الإعلامية؛ فأصبحت السياسة التعليمية والإعلامية في اليمن تدجِّن الشعب اليمني للأمريكيين، وعملوا على إثارة النعرات الطائفية والحزبية والمناطقية، وخلقوا مشاكل وثارات بين القبائل اليمنية، وعزَّزوا كل عوامل الفرقة، ووصل الحال أن يُسلِم النظام السابق أسلحة اليمن الدفاعية إلى موظفة أمريكية لتقوم بتفجيرها، واستباحوا البلد بضربات أمريكية تقوم بها أمريكا متى تشاء، واتجه الأمريكيون إلى تغيير عقيدة الجيش القتالية؛ فرسموا له عدواً غير العدو الذي رسمه الله، ودفعوا بالسلطة لشن الحروب ضد أبناء البلد الأحرار، ثم سيطروا على الجيش تحت مسمى الهيكلة؛ فأصبحت للأمريكيين عدد من القواعد العسكرية منها قاعدة في وسط صنعاء، وأصبحت للأمريكيين السيطرة الأمنية على البلد؛ فانتشرت التفجيرات في المساجد والأماكن العامة، وثكنات الجيش والأمن، وتم اغتيال المئات من الشخصيات العسكرية والأكاديمية، وتساقطت الطائرات فوق صنعاء، وسيطروا على الاقتصاد: فجعلوه معتمداً على القروض الربويّة الخارجية، واعتُمدت سياسات البنك الدولي التدميرية، ولم يستفد اليمن من ثروته النفطية والغازية في تجاوز مشاكله الاقتصادية، وضعف الاهتمام رسمياً بالقضية الفلسطينية، وعقد النظام السابق

 

لقاءات سرية متتابعة في صنعاء مع الإسرائيليين للتمهيد للتطبيع مع إسرائيل في مسارات مرسومة، وكل ذلك أفشلته ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر.

 

الأخوة المؤمنون: لم تكن ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر ثورة خاصة بمكوِّن بعينه؛ بل كانت ثورة شعبية بامتياز، تحرك فيها كل الأحرار والشرفاء من كل المكونات الذين أدركوا خطورة الوضع في بلدنا، وخطورة ما يترتب على التفريط والتقصير من تبعات تدفع ثمنها الأجيال المتعاقبة؛ فكانت تلك الثورة التي كان توجهها وأجندتها شعبية يمنية، لا تخضع لأجندة الخارج، وظهر فيها إباء الشعب اليمني وحريته وعزته وهويته الإيمانية بما تستمده من عون وتأييد من الله عز وجل، وظهرت أخلاق تلك الثورة العظيمة في اتفاق السلم والشراكة التي عملت على توحيد كل القوى السياسية، وتم المحافظة على كل الممتلكات العامة والخاصة ولم تحدث فيها ما يحدث في الثورات الأخرى من سلب ونهب واغتيالات وتصفيات للخصوم.

عباد الله المؤمنون: ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر أخرجت اليمن من تحت الوصاية الأمريكية والسعودية، ووصاية الدول العشر التي كانت تتحكم بكل شيء في اليمن بقيادة السفير الأمريكي، وعاد اليمن بعدها إلى ما عُرف عنه من اهتمام بالقضايا المصيرية للأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وأصبح اليمن إضافة نوعية وقوية إلى محور الجهاد والمقاومة للمشروع الأمريكي الإسرائيلي، وأصبح العدو الصهيوني يحسب له ألف حساب بعد أن كان قد ضمن عمالته وتطبيعه في عهد النظام السابق، بل إن رئيس وزراء العدو الإسرائيلي أعلن مخاوفه من ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر منذ بداية نجاحها، وخرج السفير الأمريكي من اليمن يحمل فشله وخيبة مساعيه في تدجين الشعب اليمني وإفساده وإخضاعه لأمريكا، وأدركت أمريكا خطورة هذه الثورة العظيمة؛ فلم تسمح لها أن تقدم نموذجاً ولو لعام واحد؛ فاتجهت بالعدوان على الشعب اليمني بعد أشهر قليلة من نجاح الثورة، ولكننا سنستمر في ثورتنا لمواجهة العدوان الذي جاء ليحتل الاراضي اليمنية كما كان يريد قبل الثورة، ولا أدل على ذلك من القواعد الأمريكية والبريطانية أو القواعد السعودية والإماراتية التي تعمل لصالح الأمريكي في سقطرى وجزيرة ميون وقاعدة العند والمهرة وغيرها، ستسمر ثورتنا حتى تحقيق النصر الكامل والاستقلال التام، وستكون هذه الثورة وذكراها منصة لتحرير الأرض من الاحتلال وتحرير الإنسان من الاحتلال الفكري والثقافي الذي عمل الأعداء من خلاله على السيطرة على أفكار الناس وتوجهاتهم، وسنجعل هذه الذكرى منطلقاً وتدشيناً لمناسبة شعبنا الكبرى: وهي ذكرى مولد الرسول الأعظم محمد صلوات الله عليه وآله، والتي يتميز فيها شعبنا عن كل شعوب الأمة الإسلامية.

عباد الله المؤمنون: يقول الله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} ويقول تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ}، من المهم جداً في هذه المرحلة أن نتوحد جميعاً ونتكاتف في مواجهة عدوان يستهدف كل يمني، ويسعى إلى احتلال كل أرض اليمن واستعباد وإذلال كل اليمنيين، وخير شاهد هو ما يفعله في المناطق المحتلة من نهب للثروات، وقتل وإذلال للناس وهتك للأعراض والحرمات، واستهداف للعملة لإضعاف قدرة المواطن الشرائية، وقتل ونهب للمسافرين وغيرها من الأعمال التي يطول ذكرها؛ فواجبنا أن تكون كلمتنا وموقفنا وصفنا واحد في استجابتنا لله الذي يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعاً}، فوالله إنه من العار على الإنسان أن يقعد ويتخاذل عن الجهاد في سبيل الله أمام هذا العدوان الغاشم، وفي هذا الزمن القاتم، الذي يدرك عظمة الجهاد فيه من تنوَّر بنور القرآن الذي يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}؛ فعلينا جميعاً مواصلة الصمود ورفد الجبهات بالمال والرجال، وحماية الجبهة الداخلية من أي اختراق.

 

كما ندعو كل المرتزقة والمخدوعين إلى العودة إلى صف الوطن والاستفادة من العفو العام، والاعتبار بما حدث للمرتزقة في أفغانستان وفي غيرها والذين تحقق فيهم قول الله تعالى: {أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ} وقوله تعالى: {وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً.

 

كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً}، وما حصده المرتزقة في كل بلد سيحصده مرتزقة اليمن الذين باعوا شرفهم ودينهم ووطنهم وأعانوا المحتل على احتلال بلدهم، كما نبارك كل عمليات مجاهدينا من الجيش واللجان الشعبية وآخرها المرحلة الثالثة من عملية النصر المبين، وندين كل جرائم أدوات العدوان بحق المسافرين والمغتربين، وندعو لفتح مطار صنعاء، ونعتبر الأمم المتحدة بعدم فتحها للمطار شريكاً في كل الجرائم التي تحدث، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين. 

عباد الله :.

لقد عمل اليهود والنصارى على نشر ثقافات مغلوطة في أوساطنا، وهي كثيرة، ومن أخطر تلك الثقافات اعتبار التحضر والتقدم هو في نزوح الناس من الريف إلى المدن وترك الفلاحة والزراعة وتربية المواشي، واعتبار من يمتهن هذه المهن من الزراعة وتربية المواشي والأنعام متخلفا وقرويا وغير ذلك من الصفات، وهذا أدى إلى انتقال الكثير من أبناء الوطن من الريف إلى المدن، وأدى إلى تحول شعبا من بلد منتج للحبوب ومكتفٍ اكتفاء ذاتيا ويمتلك ثروة حيوانية هائلة، إلى بلد فقير، ومستهلك، ومستورد لجميع المواد الغذائية من عند أعدائه، وهذه سياسة يهودية الهدف منها تجويع الشعوب المسلمة وتحويلها إلى شعوب ضعيفة وفقيرة ومستوردة، ومعتمدة على أعدائها، وبهذا يتحكم عليها أعداؤها، وإذا خالفوهم منعوا منهم الغذاء. والضعف في الاقتصاد والزراعة هو علامة من علامات ضعف الإيمان؛ لأن الشعوب لم تتوكل على الله وتزرع أرضها وتأكل مما تزرع وتلبس مما تصنع، وأوكلت أمر مأكلها وملبسها إلى أعدائها؛ فيجب العمل على استصلاح الأراضي وزراعتها للوصول إلى الاكتفاء الذاتي لكي نكون بمستوى المواجهة لأعدائنا.

 وأكثروا في هذا اليوم وأمثاله من ذكر الله, والصلاة على نبينا محمدٍ وآله؛ لقوله عزَّ مِنْ قائلٍ عليماً {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً},اللهم صلِ وسلم على سيدنا أبي القاسم محمدٍ بن عبدِالله بن عبدِ المطلب بن هاشم, وعلى أخيهِ ووصيهِ وباب مدينة علمهِ أميرِ المؤمنين عليٍّ بن أبي طالب, وعلى زوجتهِ الحوراء، سيدةِ النساءِ في الدنيا والأخرى فاطمةَ البتولِ الزهراء, وعلى ولديهما سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين الشهيدين المظلومين, وعلى آل بيت نبيك الأطهار, وارضَ اللهم برضاك عن صحابةِ نبيِّك الأخيار, مِنَ المهاجرين والأنصار, وعلى من سار على نهجهم, واقتفى أثرهم إلى يوم الدين, وعلينا معهم بمنِّك وفضلك يا أرحم الراحمين.

اللهم اجعل لنا من كلِ همٍ فرجاً, ومن كلِ ضيقٍ مخرجاً, ومن النارِ النجا, اللهم انصر عَلَمَ الجهاد, واقمع أهل الشرك والعدوان والفساد, وانصرنا على من بغى علينا: أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل، وأئمة النفاق السعودية والإمارات وكلَ من حالفهم وعاونهم يا رب العالمين: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}. 

عباد الله: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

 

➖➖➖➖➖ ➖

 📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للوعـظ والإرشاد

 بديـوان عــام الــوزارة.

----------------------------

     🖥️ 

 

 


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر