مـرحبـا بكم في موقع دائرة الثقـافـة القـرآنيــة

بالمكتب التنفيذي لأنصار الله

الجمهورية اليمنية
وزارة الإرشاد وشؤون الحج والعمرة 
قطاع الإرشاد
الإدارة العامة للخطباء والمرشدين
🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️🎙️
نقاط وخــطبـة الجمعة الثـانـيـــة مــــن شــــهــر جــمـــادى الأولى

الــعـنـوان :  ( عظمة الشهادة وعطاء الشهداء الأحياء ) 

الــتــاريــــخ / 8 / 5 / 1444ه‍
الـمـوافــق / 2 / 12 / 2022م 
الـرقـــــــم : ( 18 ) 

أولاً : الـنــقــاط 
1-الحديث عن الشهداء وعظمة الشهادة وماالذي حرك الشهداء وما أعدالله للشهداء على ضوء الآيات القرآنية ( وَ لا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَ لكِنْ لا تَشْعُرُونَ )
  ( وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) 
2-ممايدلل على قيمة وعظمة وأهمية الشهادة هي المتغيرات التي يصنعها الله في كل عام وعلى نحو تصاعدي لصالح عباده المستضعفين 
3-من مصاديق  انتمائنا للإسلام الحنيف والقرآن الكريم والرسول العظيم (صلى الله عليه وآله وسلم) أن نتثقف بثقافة الشهادة 
4-تبيين أهداف الذكرى السنوية للشهيد 
أ- التعظيم والتبجيل لأسمى عطاء وأشرف تضحية وهو عطاء الشهادة 
ب- الاستفادة من المناسبة واستلهام كل معاني العزة وكل مايساعد الإنسان على عوامل الصمود والثبات في مواجهة التحديات والأعداء الظالمين 
ج- لفت النظر إلى أسر الشهداء ومسؤوليتنا تجاههم 
5- الحديث عن البطولات في فلسطين والعمليات النوعية التي يجب أن تستمر  
6- مباركةعمليات سلاح الجو المسير لحمايةالثروة اليمنية 
وتوضيح الدور الأمريكي في منع صرف المرتبات رغم وفرة وإمكانية أن تصرف من النفط والغاز اليمني المنهوب.
🔹ثـانـياً : خطبة الجمعة 
الخطبة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، القائل في محكم التنزيل: {وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ}.
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، القائل: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
وأشهد أن سيدنا وأسوتنا محمدًا عبد الله ورسوله القائل: (مَا مِنْ أَحَدٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ فَيُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَأَنَّ لَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ إلاّ الشَّهِيدُ فَإنَّهُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ فَيُقْتَلُ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنَ الكَرَامَةِ).
صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، ورضوان الله عن الصحابة الأخيار والتابعين الأبرار ما تعاقب الليل والنهار.
أما بعـد/ أيها المؤمنون:
يقول الله سبحانه وتعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ . يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ}.
عباد الله:
إن للشهادة في سبيل الله عظمة لا تصل إليها عظمة، ومنزلة رفيعة لا تدانيها منزلة عند الله سبحانه وفي قلوب المؤمنين الذين يحبون أن يلحقوا بركب الأنبياء والصديقين؛ فهي بالنسبة للمؤمنين المجاهدين في سبيل الله: الوسيلةُ التي يمكن أن تؤهلهم لمرافقة صفوة عباد الله، والفوز بالفضل الإلهي العظيم الذي قال الله عنه: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا . ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا}.
ولقد تطلع النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم للشهادة في سبيل الله، وتمنى أن يفوز بها في ميدان الشرف وهو يواجه أعداء الله حيث أقسم على هذه الأمنية قسمًا صادقًا فقال عن نفسه: (والذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل)، 
وقال الإمام علي كرم الله وجهه: (إِنَّ الْمَوْتَ طَالِبٌ حَثِيثٌ لَا يَفُوتُهُ الْمُقِيمُ وَلَا يُعْجِزُهُ الْهَارِبُ، إِنَّ أَكْرَمَ الْمَوْتِ الْقَتْلُ، وَالَّذِي نَفْسُ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ بِيَدِهِ لَأَلْفُ ضَرْبَةٍ بِالسَّيْفِ أَهْوَنُ عَلَيَّ مِنْ مِيتَةٍ عَلَى الْفِرَاشِ فِي غَيْرِ طَاعَةِ اللَّهِ)،

وقال عندما ضربه الشقي اللعين بن ملجم ضربته الغادرة وهو في المحراب: (فزت ورب الكعبة).
ومن عظمة الشهادة أنها ترتقي بالمؤمنين إلى مرتبة الفوز العظيم والحياة الأبدية، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
وهناك الكثير من الدلائل والشواهد على قيمة الشهادة والتضحية في سبيل الله وعظمة التجارة مع الله والبيع منه، 
ومن أهم الدلائل على قيمة الشهادة في سبيل الله هي: تلك المتغيرات والتحولات التي هيأها الله لنا، وتحققت طيلة ثمان سنوات من العدوان الأمريكي منذ أن تم إعلانه من واشنطن.
عباد الله:
إنّ كل عام من أعوام الصمود والتضحية وتقديم القرابين الطاهرة من الشهداء العظماء والأحرار الأوفياء قد حصلت فيه متغيرات لصالح القضية التي حركت الشهداء، ودفعتهم إلى ميادين الصبر والمصابرة والمرابطة، ومتارس وخنادق الثبات والعزة والرجولة التي برهنوا فيها على صدق الإيمان والتولي، وبرهنوا على مستوى الوعي تجاه العدو وما يمثله من خطر وجودي وشر حقيقي وفساد كبير، 
ولولا تضحيات الشهداء، وتوكلهم على الله، وتجارتهم مع الله، وجهادهم لأعداء الله من الخونة والمنافقين؛ لذاق الناس مرارة الهزيمة والخزي، ولتجرعوا كؤوس المذلة والهوان، ولتسلط عليهم الأنذال، ولحكمهم الأشرار بالحديد والنار، ولعادت أمريكا وأدواتها للهيمنة المطلقة على يمن الإيمان برًا وبحرًا وجوًا، ولكن هيهات لها ذلك بعد كل هذه التضحيات المباركة والقرابين الطاهرة من رجال الرجال الذين قاتلوا ودافعوا عن الشعب اليمني المستضعف والمستهدف من قبل أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا، ولولا ثقافة الشهادة وعطاء الشهداء الأحياء لَمَا فشلت كل تلك المخططات وسقطت كل تلك المؤامرات، ولما تم إجهاض مشاريع التقسيم ودحر المحتلين والغزاة وأدواتهم.
وثقافة الشهادة تمثل القوة المعنوية والزاد الجهادي والعتاد الروحي الذي قاوم حالة اليأس والاستسلام التي يسعى الأعداء لفرضها وإقناع الشعوب المستضعفة بها، 
ولذلك نحن اليوم - والحمد لله - في ظل الثقافة والمسيرة القرآنية نحيي في ذكرى الشهيد: كل عوامل الثبات، وكل عوامل الصمود، وكل العوامل التي تمدنا بالأمل في مواجهة اليأس، وبالقوة في مواجهة الضعف، وبالعزة في مواجهة المذلة.
وإنّ كل عام مرّ من سنوات الصمود في وجه العدوان الأمريكي السعودي يشهد على أن ثقافة الشهادة هي: السلاح الإيماني، والخيار الواعي، والمسار التربوي الذي يجب أن يتحرك فيه المستضعفون، وأن يتربى عليه المظلومون إذا أرادوا أن يقهروا المستكبرين، ويتخلصوا من الطغاة والظالمين، ويخلعوا عار الذلة والهوان، وينعموا بالعدل والرعاية والكرامة والعزة قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.
والذكرى السنوية للشهيد هي: ذكرى مهمة، وأحياؤها لا بد أن يكون إحياءً واعيًا وصادقًا، والتفاعل معها يجب أن يكون تفاعلا جادًا؛ لأن هذه الذكرى المباركة مرتبطة بالشهداء العظماء الأحياء عند الله، والأحياء في قلوب الأوفياء، والصادقين الثابتين على الدرب الإيماني الجهادي الذي ثبت عليه الرجال الصادقون مع الله تعالى: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}. 

أيها المؤمنون:
إنّ الإحياء للذكرى السنوية للشهيد ليس إحياءً بلا أهداف، وليس إحياءً ترفيًا أو شكليًا للاستهلاك الإعلامي، بل هو إحياءٌ يقوم على الأهداف الإيمانية والمقاصد النبيلة والغايات العظيمة، 
ومن أهم أهداف الإحياء لهذه الذكرى   هو: - التعظيم والتبجيل والتقديس لأسمى وأصدق وأشرف عطاء وتضحية وهو عطاء الشهداء الذين بذلوا أغلى ما يمتلكونه وهي أنفسهم.
- ومن أهم أهداف إحياء الذكرى السنوية للشهيد: أن نستفيد - جميعًا - الاستفادة الحقيقية والعملية من كل تلك المواقف الخالدة لرجال الرجال الذين سطّروا مواقف الإباء، وسجلوا بطولات أذهلت العالم وأغاظت المنافقين وقضَّت مضاجع المستكبرين، وبتلك المواقف الإيمانية؛ انهزمت وانكسرت أمامها زحوفاتُ الأعداء، وتلاشت أمام أرادة الشهداء العظماء كلُ تلك الترسانة العسكرية التي تحولت إلى خردة بفضل الله وببركة ثقافة الشهادة التي صنعتها الثقافة القرآنية المباركة التي لا تقبل الهزيمة والضعف والوهن والاستكانة، قال تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ}.

- ومن خلال الإحياء الواعي والصادق لهذه المناسبة الغالية والعظيمة يمكن استلهام كل معاني العزة والكرامة والرجولة، وكل ما يساعد الإنسان على تعزيز عوامل الصمود والثبات في مواجهة التحديات والتهديدات والأعداء الظالمين المستكبرين، 
وكما قال الإمام الحسين: (ليرغب المؤمن في لقاء الله, فإنّي لا أرى الموت إلا سعادة, والحياة مع الظّالمين إلا برماً) أي: سآمة وضجرا.
- وإنّ من أهم أهداف الإحياء لذكرى الشهيد السنوية هو التذكير بمسؤولية الجميع تجاه أسر الشهداء، تلك الأسر الكريمة الصابرة المحتسبة التي قدّمت فلذات أكبادها ورجالها العظماء قرابين رخيصة في سبيل الله، وفي سبيل عزة وكرامة وحرية وسيادة واستقلال الشعب اليمني، وتحرير أرضه الطيبة، وتطهيرها من الاحتلال والمحتلين والمرتزقة والمنافقين؛ فمن حق أسر الشهداء المضحية أن نقابل إحسانهم بالإحسان، وكرمهم بالكرم، وأن نحفظ وصايا شهدائنا، وأن نحولها إلى مسؤوليات عملية، وأن نكون أوفياء معهم ومحسنين إلى أُسرهم، قال تعالى: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ}.
قلت ما سمعتم وأستغفر الله العظيم لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات فاستغفروه وتوبوا إليه أنه هو الغفار التواب.

    ▪️الخطبة الثانية ▪️
شهداء اليمن وفلسطين: (القضية والمظلومية)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا وأسوتنا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله الأطهار، ورضي الله عن أصحابه الأخيار.
أما بعد/ أيها المؤمنون:
إنّ التوقف عند الذكرى السنوية للشهيد هو توقفٌ عند ذكرى رجال صدقوا مع الله، وتوكلوا على الله، ووثقوا بنصر الله، وأحبوا لقاء الله، وانتصروا بالله، وطلبوا العزة من عنده سبحانه وتعالى.
أما المنافقون والخونة فقد طلبوا العزة من عند غير الله؛ فأذلهم الله وأخزاهم، وجعل دائرة السوء تدور عليهم، وهم إلى الندامة والهزيمة والخسران أقرب من أي وقت مضى، قال تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ}.
عباد الله:
إنّ الشهداء العظماء من أبناء اليمن وقفوا وقفة الحق والشموخ في وجه قوى الطاغوت وتحالف النفاق والكفر العالمي، وإنَّ دول التحالف الإجرامية التي تعتدي على أهل الإيمان والحكمة وتحاصرهم هي ذاتها التي تتآمر على القضية المركزية للأمة الإسلامية، وهي التي تتآمر على الشعب الفلسطيني وعلى القدس الشريف؛ فالقضية والمظلومية واحدة ومشتركة بين أبناء اليمن وفلسطين، والعدو هو العدو ذاته.
واليوم حينما نستذكر الشهداء الأحياء والرجال العظماء إنما نستذكر القضية العادلة، والمظلومية الكبيرة لشهداء الحق في فلسطين واليمن؛ لأن شهداء اليمن كما حملوا قضية ومظلومية الشعب اليمني فقد حملوا قضية ومظلومية الشعب الفلسطيني من منطلق الأخوة الإيمانية الجامعة التي جمعت أحرار المقاومة والجهاد على نصرة قضايا الأمة ومقارعة الاستكبار العالمي.
وشهداؤنا العظماء هم شهداء القضية العادلة والموقف المشروع والهدف المقدس، وهم شهداء الأمة كل الأمة؛ لأن إيمانهم الصادق وثقافتهم القرآنية جعلتهم يحملون هَمَّ الأمة كل الأمة، ويتحركون بوعي ومسؤولية تجاه قضايا الأمة المصيرية، وأمام دول الاستكبار التي أفشلوا مخططاتها، وأسقطوا رهاناتها، وهزموا أدواتها، ونكّلوا بعملائها، وقدّموا الشاهد على قوة سلاح الإيمان والثقة بالله والاستعانة به.
أيها المؤمنون:
إن العمليات الإيمانية البطولية، والمواقف الجهادية العظيمة التي يقوم بها شباب فلسطين في هذه الأيام هي: عمليات فدائية مباركة، وهي تُعبِّر عن عمق الإيمان وعشق الشهادة في سبيل الله من أجل القضية والمظلومية العادلة، وهي تذكرنا ببطولات رجال الرجال في الكثير من جبهات القتال: كبطولات أبو قاصف وهاني طومر وعبد القوي الجبري وأبو حرب الملصي وصالح الصماد وغيرهم، وهناك الكثير من الشهداء العظماء الذين قدّموا الشاهد على صدق الإيمان والتولي، وعظمة ثقافة الشهادة في سبيل الله.
وفي الختام: نبارك ونؤيد العمليات الجهادية المباركة والموفقة لسلاح الجو المسير التي تردع المعتدين، وتقطع أطماع الناهبين، وتوقف عبث المحتلين بالثروات، ولعل أمريكا وبريطانيا وفرنسا لم تفهم رسائل الشعب اليمني، ولم تستوعب رسائل القوة من القيادة والقوة الصاروخية: الاستيعاب المطلوب، وهذا ما سيجعل الضربات القادمة - بإذن الله - ضربات تتجاوز الضربات التحذيرية، وستسمعون صراخَ الخونةِ والمرتزقةِ وأسيادِهم وعويلَهم وإداناتهم، وشعبنا لن يتهيب من ذلك؛ لأنه شعبٌ مؤمنٌ قال الله عنه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ

أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.
ونؤكد على أنّ ضربات سلاح الجو المسير أو القوة الصاروخية هي ضربات مشروعة دينيًا، ومكفولة قانونيًا، ومباركة شعبيًا؛ لأنها ضربات لحماية الثروة اليمنية من النهب والسلب والعبث، ولأنها ضربات تقطع أطماع أمريكا وبريطانيا وفرنسا التي تمنع صرف المرتبات من النفط والغاز اليمني المنهوب.
عباد الله 
الإكتفاء الذاتي هدف رئيسي تسعى قيادتنا الثورية والسياسية لتحقيقه وتحثنا للتوجه نحو الزراعة بهدف التحرر من  الإستعمار الغذائي الذي تفرضه علينا دول الإستكبار العالمي، فبلادنا تستورد أكثر من ثلاثة ملايين ونصف طن من القمح تكلف الدولة مليارات الدولارات، ولذا علينا تخفيض فاتورة الإستيراد والتغلب على الفجوة الغذائية الكبيرة عن طريق التوجه لشراء الحبوب المحلية والتقليل من القمح المستورد ، والإقلاع عن الدقيق الأبيض الذي يضر بصحة الإنسان فهو سبب من أسباب أمراض السكري والضغط والحموضة وغيرها من الأمراض، فعلينا أن نتجه نحو الحبوب المحلية الدخن والذرة والشعير مثلما كان يأكل أبائنا وأجدادنا كان غذائهم من أرضهم فعاشوا أصحاء، ولدينا الطحين المركب الذي يحتوي على القمح وأنواع الحبوب المحلية.
وفي الأخير ندعو الجميع إلى إحياء المبادرات المجتمعية والعمل الطوعي وتفعيل الجانب المجتمعي ، بما يحقق التنمية المستدامة .
هذا وأكثروا من ذكر الله ومن الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطاهرين، اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد بن عبد الله، وعلى أهل بيته الطاهرين لا سيما من شملهم الكساء: (علي وفاطمة والحسن والحسين)، وعلى كافة الأنبياء والمرسلين، وملائكة الله أجمعين، ورضي الله عن الصحابة الأخيار المنتجبين. 
اللهم انصر المجاهدين وثبت أقدامهم وسدد رميهم واغفر ذنوبهم وأصلح أعمالهم ودبر أمورهم.
اللهم عليك بآل سعود ومن ساعدهم، وعليك بأمريكا وإسرائيل ومن تحالف معهم، اللهم شتت شملهم، وفرّق جمعهم، واهزم جندهم، واجعل كيدهم في نحورهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، {رَبَّنَا آَتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.
عباد الله:
{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.
.
➖➖➖➖➖ ➖
📝 صـادر عـن الإدارة العامــة للخطباء والمرشدين
بديـوان عــام الــوزارة.
-------------


  • نبذة عن المسيرة القرآنية

    المسيرة القرآنية : هي التسمية الشاملة لهذا المشروع القرآني, وهي التوصيف الذي يعرِّف به تعريفًا كامًلاً , فعندما نعبر عن طبيعة المشروع القرآني الذي نتحرك على أساسه نحن نقول: المسيرة القرآنية.. وهي تسمية من موقع المشروع الذي نتحرك على أساسه.

    فالمسيرة القرآنية توصيف مرتبط بالمشروع القرآني وهي التسمية الشاملة والأساسية لهذا المشروع

    وهذه المسيرة العظيمة تقوم على ....

    اقراء المزيد...
  • تابعنا على مواقع التواصل

    • تابعون على التيلجرام
    • تابعونا على تويتر
    • تابعون على اليوتيوب
    • تابعونا على الفيس بوك
تصميم وبرمجة : حميد محمد عبدالقادر